تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قبل أن تتحول الشاشة إلى ساحة سباق محموم، كان رمضان زمان يأتي ومعه سحر خاص، حيث كانت المسلسلات جزءًا أصيلًا من طقوس الشهر الكريم، لا مجرد عروض تملأ الفراغ. كنا ننتظر دقات الساعة بعد الإفطار لنلتف حول التليفزيون، نتابع الحلقات بشغف، ونحفظ تترات المسلسلات عن ظهر قلب، كأنها نشيد مقدس يعلن بداية الحكاية.

من "ليالي الحلمية" إلى "بوابة الحلواني"، ومن "هند والدكتور نعمان" إلى "رحلة السيد أبو العلا البشري"، كانت الدراما تلمس قلوب المشاهدين، تحكي عنهم، تناقش همومهم، وتضيء واقعهم بصدق وبساطة. 

لم تكن مجرد مشاهد عابرة، بل كانت انعكاسًا لأحلام واحتياجات جمهور كان يبحث عن الدفء، عن الفن الذي يشبهه، عن قضايا تُروى بعمق دون صخب.

رمضان زمان لم يكن مجرد موسم درامي، بل كان موعدًا مع الإبداع الأصيل، حيث اجتمع الكبار والصغار أمام الشاشة، ليشاهدوا فنًّا يحترم عقولهم، ويسافر بهم إلى عالم من المشاعر الحقيقية.

واليوم، وسط زحام الإنتاجات الحديثة، يبقى الحنين لتلك الأيام حاضرًا، حيث كانت المسلسلات ليست مجرد أعمال درامية، بل ذكريات محفورة في الوجدان.

في زمن كانت الدراما المصرية تعكس وجدان المشاهد، جاء مسلسل "رأفت الهجان" ليكتب فصلاً جديدًا في تاريخ التليفزيون، ليس فقط كعمل درامي، بل كملحمة وطنية زرعت الفخر في قلوب المصريين.

المسلسل كان مستوحى من القصة الحقيقية للجاسوس المصري رفعت الجمال، الذي زرعته المخابرات المصرية داخل إسرائيل تحت اسم رأفت الهجان، حيث استطاع اختراق المجتمع الإسرائيلي ونقل معلومات شديدة الخطورة لمصر على مدار سنوات.

جسّد العمل تفاصيل العمليات السرية، العلاقات المعقدة، والمخاطر التي خاضها الهجان في سبيل الوطن، وقدم حبكة مشوّقة تجمع بين الدراما والتاريخ.

عندما عُرض "رأفت الهجان" لأول مرة في رمضان 1988، تحوّل إلى ظاهرة فريدة، حيث اجتمعت الأسر أمام التليفزيون بشغف لمتابعة تفاصيل القصة. نجح المسلسل في تقديم شخصية وطنية أصبحت أيقونة، وارتبط المشاهدون بالبطل حتى شعروا أنه واحد منهم، وليس مجرد شخصية درامية.

حقق المسلسل نجاحًا ساحقًا، واستمر صداه حتى اليوم، حيث أصبح مرجعًا في دراما الجاسوسية، ورسّخ مكانة محمود عبد العزيز كنجم استثنائي.

في تلك الأيام، كان رمضان يحمل طابعًا مختلفًا، حيث لم تكن هناك عشرات القنوات أو منصات البث، بل كانت العائلة تجتمع أمام الشاشة، تتابع عملًا واحدًا بتركيز وشغف.

لم تكن المسلسلات مجرد تسلية، بل كانت تنقل رسائل وتترك أثرًا عميقًا في النفوس، وهو ما فعله "رأفت الهجان"، حينما جعل المشاهدين يشعرون أنهم جزء من معركة مخابراتية حقيقية.

واليوم، رغم تطور الدراما، يبقى "رأفت الهجان" خالدًا في الذاكرة، عملًا لا يُنسى، يعيدنا إلى زمن كانت فيه المسلسلات تصنع التاريخ، لا مجرد حلقات تُعرض ثم تُنسى.

والعمل كان تأليف صالح مرسي (المتخصص في أدب الجاسوسية والمخابرات)، وإخراج يحيى العلمي، الذي قدّم العمل بإيقاع مشوّق وأسلوب سينمائي مميز، وبطولة الفنان الراحل محمود عبد العزيز (في دور رأفت الهجان)، يوسف شعبان، يسرا، نبيل الحلفاوي، محمد وفيق وغيرهم من كبار النجوم.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: رأفت الهجان رفعت الجمال رمضان محمود عبد العزيز يوسف شعبان نبيل الحلفاوي رأفت الهجان بل کان

إقرأ أيضاً:

الفيلم المصري القصير "فوتوجراف" يشارك في مهرجان سينمائي بالهند

/أعلن الفنان محمد رأفت بطل الفيلم المصري"فوتوجراف"، اختياره رسميا للمشاركة في مهرجان "Bango International Film Festival" في دورته الأولى المقرر انعقادها في يونيو المقبل، بمدينة كولكاتا بالهند.

"فوتوجراف" من الأفلام القصيرة المتميزة التي كانت أكثر حضورا في الكثير من المحافل السينمائية الفترة الأخيرة، حيث حظي الفيلم بالمشاركة في عدد من المهرجانات العربية والعالمية المهمة، كان من بينها مهرجان رؤى لسينما الشباب بالمغرب، ومهرجان مراكش الدولي للفيلم القصير جدا بالمغرب.

وشارك أيضا في مهرجان (Student World Impact Film Festival) بولاية نيو جيرسي في الولايات المتحدة الأمريكية، والمهرجان الدولي الإلكتروني للأفلام القصيرة بسوريا، ومهرجان (Afrika Film Festival) بمدينة لوفن في بلجيكا في دورته الـ 26، ومهرجان "Waterloo Film Festival" بجنوب إفريقيا.

الفيلم فكرته مستوحاه من قصة حقيقية، حيث تدور أحداث الفيلم حول شخص خجول يدعى "رأفت" أصبحت حياته أكثر صعوبة بعد وفاة والدته، وعندما آن الأوان للاحتفال بيوم ميلاده بدونها، اتجه للبحث عن كيفية الحصول على صورة لا يظهر فيها بمفرده، الفيلم بطولة محمد رأفت، ورينا ماهر، وندى محمود، وخالد شريف، ونانسي حامد، وعمر حسن، وعرفات مهدي، وروجينا عادل.

مقالات مشابهة

  • هاني تمام: مرونة الشريعة الإسلامية تؤكد صلاحيتها لكل زمان ومكان
  • «فكرني بأفراح زمان».. داليا البحيري تشيد بحفل زفاف شقيق شريف مدكور
  • في عيد ميلاده.. رأفت عدس رسام الأفق المفتوح.. أنجز أصغر عمل فني بالعالم بـ 100 ألف دولار
  • بمنهج أسطورة الريال.. فليك لا يخفق في النهائيات
  • الفيلم المصري القصير "فوتوجراف" يشارك في مهرجان سينمائي بالهند
  • بيت الحكمة يسلط الضوء على حكايات «كليلة ودمنة»
  • مخرج عراقي يرهن تطور الدراما بالاستقرار السياسي والاقتصادي
  • أسطورة يونايتد يتجه إلى الفنون القتالية.. ويطلب مواجهة سواريز
  • بيت الحكمة يسلط الضوء على حكايات "كليلة ودمنة" على مدار أيام "الشارقة القرائي للطفل"
  • مارادونا يعود من جديد.. مستجدات في وفاة أسطورة كرة القدم العالمية