تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تصدرت القمة العربية الطارئة نشاط الرئيس الأسبوعي، كما استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الأسبوع الرئاسي دوبرافكا سُويتشا، مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون المتوسط، بحضور الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس أشار خلال اللقاء إلى أن استحداث منصب مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون المتوسط في التشكيل الجديد للمفوضية الأوروبية يُعتبر خطوة إيجابية ستسهم في تعزيز التعاون بين الإتحاد الأوروبي ودول منطقة المتوسط، مؤكدًا على الزخم الذي تشهده العلاقات المصرية مع الإتحاد الأوروبي، خصوصًا بعد الإرتقاء بها إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية والشاملة اعتبارًا من مارس ٢٠٢٤، مشددًا على ضرورة تكثيف الجهود المشتركة لتنفيذ المحاور المتعلقة بتلك الشراكة.

وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن اللقاء تناول أيضًا أهمية التعاون في ملف الهجرة، وضرورة إتباع نهج شامل يربط بين الهجرة والتنمية وتعزيز التعاون في مجال الهجرة النظامية، ومعالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير الشرعية

كما أشار المتحدث الرسمي إلى أن المفوضة الأوروبية حرصت على الاستماع لرؤية الرئيس إزاء التطورات في قطاع غزة، بما في ذلك الجهود المصرية لتنفيذ إتفاق وقف إطلاق النار، وتبادل الرهائن والمحتجزين، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، والسعي لسرعة بدء عمليات إعادة إعمار القطاع دون تهجير الفلسطينيين، وهي الجهود التي أكدت المسئولة الأوروبية عن تقدير الاتحاد الأوروبي لها، حيث تم التشديد في هذا الصدد على أهمية دعم الاتحاد الأوروبي للمساعي الرامية لاستعادة الهدوء وتحقيق الاستقرار، وإقامة دولة فلسطينية، بوصفها الضمان الوحيد لتحقيق سلام دائم في المنطقة.

كما شهد اللقاء تبادل الآراء بشأن تطورات الأوضاع في ليبيا والسودان وسوريا، حيث تم التأكيد على ضرورة بذل الجهود اللازمة لتحقيق الاستقرار في هذه الدول والحفاظ على سلامة مواطنيها.

وأشار المتحدث الرسمي إلى أن المسؤولة الأوروبية أكدت على أهمية العلاقات بين الإتحاد الأوروبي ومصر، مبرزة الدور المحوري لمصر في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، معربة عن تأييد الإتحاد الأوروبي للجهود المصرية في هذا المجال.

كما أكدت أهمية تعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين مصر والإتحاد الأوروبي بما يتناسب مع الزخم السياسي الذي تشهده العلاقات بين الجانبين.

كما أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي اعتماد خطة مصر لإعادة إعمار وتنمية قطاع غزة بالقمة العربية غير العادية التى تستضيفها اليوم مصر بالعاصمة الإدارية الجديدة.

وترأس الرئيس عبد الفتاح السيسي أعمال القمة العربية غير العادية التي عُقدت بطلب من دولة فلسطين في العاصمة الإدارية الجديدة.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن القمة شهدت نقاش القادة العرب بشأن سبل دعم القضية الفلسطينية، حيث أكدوا رفضهم المطلق لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم أو لتصفية القضية الفلسطينية، مشددين على ثبات الموقف العربي في ما يتعلق بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية، كونه السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم في المنطقة.

وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن القمة تناولت أيضًا استعراض واعتماد الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير سكانه، حيث أعرب القادة العرب عن دعمهم الكامل لهذه الخطة، وهو ما تجلى في البيان الختامي للقمة.

وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الرئيس ألقى كلمة خلال الجلسة الافتتاحية، أكد فيها على الثوابت المصرية تجاه القضية الفلسطينية.

كما إلتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، "أنطونيو كوستا" رئيس المجلس الأوروبي، وذلك على هامش القمة العربية غير العادية

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن اللقاء شهد التأكيد على عمق العلاقات بين مصر والإتحاد الأوروبي، وحرص الجانبين على تعزيزها في كافة المجالات، خاصة الإقتصادية والاستثمارية، بما يتفق مع إتفاقية الشراكة الإستراتيجية والشاملة ومحاورها الستة. كما تناول اللقاء ملف الهجرة غير الشرعية، حيث أعرب المسئول الأوروبي عن تقديره للجهود الكبيرة التي تقوم بها مصر في هذا الصدد ونجاحها في منع خروج مراكب تحمل مهاجرين غير شرعيين من السواحل المصرية منذ عام ٢٠١٦، وذلك في الوقت الذي تستضيف فيه مصر ما يزيد عن تسعة مليون اجنبي من جراء الأزمات المختلفة، وهو الأمر الذي يتعين معه توفير كل الدعم اللازم لمصر.

وأوضح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن اللقاء تناول تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، حيث إستمع رئيس المجلس الأوروبي إلى رؤية الرئيس بشأن سبل إستعادة الإستقرار الإقليمي، والجهود التي تقوم بها مصر لتنفيذ إتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث أكد رئيس المجلس الأوروبي على تقدير دول الإتحاد الأوروبي للدور الذي تقوم بها مصر سعياً لتنفيذ الإتفاق بشكل كامل. وفي ذات الإطار، شدد الرئيس ورئيس المجلس الأوروبي على ضرورة نفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع بكميات كافية دون أي عراقيل، لضمان عدم تفاقم الأزمة الإنسانية التي يتعرض لها أهالي القطاع طوال الأشهر الماضية، كما حذرا من مغبة إستئناف القتال والعنف في القطاع، لما سوف يترتب على ذلك من تهديد للسلم والأمن في المنطقة بأسرها.

وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الرئيس ورئيس المجلس الأوروبي حرصا على التأكيد على الرفض التام للاعتداءات الاسرائيلية بالضفة الغربية، كما شددا على رفضهما المطلق لمساعي تهجير الفلسطينيين أو تصفية القضية الفلسطينية، وأكدا على ضرورة بدء جهود إعادة الإعمار بشكل فوري في القطاع دون تهجير سكانه، حيث أعرب رئيس المجلس الأوروبي في هذا الصدد عن الترحيب بإعتماد القمة العربية للخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة. وفي هذا السياق، أكد الجانبان على أن إقامة الدولة الفلسطينية وفقًا لمقررات الشرعية الدولية تمثل الضمانة الوحيدة لتحقيق السلام الدائم في منطقة الشرق الأوسط، وشددا على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لتحقيق هذا الهدف.

وذكر المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول أيضاً تطورات الوضع في سوريا ولبنان وليبيا والسودان والصومال، حيث تم التأكيد على ضرورة العمل على تسوية الأزمات بالطرق السلمية، بما يحفظ وحدة وسلامة وإستقرار تلك الدول الشقيقة.

كما إلتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء أكد على دعم مصر الثابت لوحدة واستقلال الدولة اليمنية وسلامة أراضيها، مع التأكيد على إرتباط أمن وإستقرار اليمن بالأمن القومي المصري وأمن المنطقة العربية والبحر الأحمر.

وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الرئيس شدد على تأييد مصر لكافة الجهود الرامية إلى التوصل لحل سياسي للأزمة اليمنية، بما يلبي طموحات الشعب اليمني الشقيق وينهي معاناته الإنسانية، مؤكداً على أن مصر لديها القناعة الراسخة بأن الأزمة اليمنية لن تحل بإستخدام القوة، وإنما ينبغي التركيز على تحقيق تسوية سلمية سياسية تفضي إلى حل شامل ودائم لها.

وأوضح المتحدث الرسمي أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني أعرب عن شكره للرئيس ولمصر على جهودها في إستعادة الإستقرار في اليمن ودعم الشعب اليمني الشقيق، مشيدًا بإستضافة مصر للآلاف من اليمنيين الذين يتلقون معاملة مثلى من أشقائهم المصريين، مما يعكس عمق العلاقات التاريخية بين الشعبين.

كما ذكر المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول سبل إستعادة الأمن والإستقرار في منطقة باب المندب، حيث تم التأكيد على أهمية وقف الهجمات التي تستهدف السفن التجارية في تلك المنطقة، خاصة بعد خسارة مصر لأكثر من سبعة مليارات دولار من إيرادات قناة السويس عام ٢٠٢٤ على إثر تلك الهجمات.

كما إلتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالرئيس اللبناني "جوزاف عون"،وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس أكد على دعم مصر الدائم والثابت للبنان الشقيق، ولجهود الرئيس اللبناني نحو تحقيق الاستقرار والأمان للشعب اللبناني.

وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الرئيس شدد على أهمية تعزيز التعاون الثنائي بين مصر ولبنان في جميع المجالات، لاسيما في الجوانب الاقتصادية. وأوضح الرئيس إستعداد الشركات المصرية للانخراط بفعالية وكفاءة في عملية التنمية وإعادة الإعمار في لبنان، فضلًا عن إستعداد مصر لتقديم كافة سبل الدعم الممكنة لرفع كفاءة وتعزيز قدرات مؤسسات الدولة اللبنانية.

وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الرئيس أكد أيضًا على دعم مصر لتنفيذ إتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم ١٧٠١، كما شدد الرئيسان على ضرورة الإنسحاب الفوري الكامل للقوات الإسرائيلية من جنوب لبنان.
وأوضح المتحدث الرسمي أن الرئيس اللبناني أعرب عن اعتزازه بلقاء الرئيس، مثمّنًا العلاقات الأخوية الوطيدة التي تجمع مصر ولبنان، ومقدّرًا الدعم المصري المستمر للبنان وشعبه، كما أكد الرئيسان على تطلعهما لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في كافة المجالات.

كما إلتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس أكد خلال اللقاء على دعم مصر الثابت والدائم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، كما أعرب عن رفض مصر، قيادةً وشعبًا، لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وكافة أشكال التصعيد الإسرائيلي ضد أبناء الشعب الفلسطيني سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية، مشدداً على إستمرار الجهود المصرية لضمان تنفيذ إتفاق وقف إطلاق النار بمراحله الثلاث، مشيرًا إلى أنه لا بديل عن إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية، بإعتبارها الضمانة الوحيدة لتحقيق الإستقرار والسلام الدائم في المنطقة.

وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الرئيس أكد أيضًا على دعم مصر للسلطة الفلسطينية، واستمرار الجهود المصرية لتحقيق التوافق بين أطياف الشعب الفلسطيني، بما في ذلك إعلان تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي، وإتمام باقي الإصلاحات التي أعلن عنها الرئيس ابو مازن في السلطة الفلسطينية، وتأكيده على إستحداث منصب نائب رئيس السلطة الفلسطينية ،وإصدار قرار بالعفو عن المفصولين من حركة فتح في إطار لم الشمل الفلسطيني، والتوصل إلى تفاهمات تُضمن حماية القضية الفلسطينية من التحديات الجسيمة التي تواجهها خلال هذه المرحلة التاريخية الدقيقة. ومن جانبه، اعرب الرئيس الفلسطيني عن تقديره وامتنانه للجهود المصرية المستمرة تجاه القضية الفلسطينية، والدور المحوري الذي تلعبه مصر في حماية مقدرات الشعب الفلسطيني.

كما إلتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي أحمد الشرع رئيس الجمهورية العربية السورية وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس أكد في مستهل المقابلة على حرص مصر على دعم الشعب السوري وتحقيق تطلعاته ومراعاة إرادته واختياراته لتحقيق الإستقرار والتنمية، منوهاً إلى أهمية إطلاق عملية سياسية شاملة تتضمن كافة مكونات الشعب السوري ولا تقصي طرفاً.

وأوضح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الرئيس شدد في ذات السياق على حرص مصر على وحدة الأراضي السورية وسلامتها، مؤكداً رفض مصر لأي تعدي على الأراضي السورية.

ومن جانبه أكد الرئيس السوري على حرصه على بدء صفحة جديدة من علاقات الأخوة مع الدول العربية وخاصةً مصر، مشيراً إلى رغبته في العمل المشترك مع مصر بما يحقق مصلحة البلدين والأمة العربية، ومثمناً الجهود المصرية الداعمة لوحدة وسلامة أراضي الدول العربية وإستعادة الإستقرار الإقليمي.
كما التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي،، بالرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس أكد على دعم مصر الثابت للعراق وشعبه الشقيق، مشدداً على إستعداد مصر للانخراط في جهود التنمية بالعراق وتعزيز التعاون الثنائي معه في كافة  المجالات، خاصة في مجالات البنية التحتية والطاقة. من ناحيته، أكد الرئيس العراقي على حرصه على تكثيف التنسيق السياسي مع مصر، وتعزيز التعاون الثنائي في كافة المجالات، بما في ذلك في مجالات مكافحة الارهاب والثقافة، والبنية الأساسية والتجارة.

وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الرئيسين أكدا على موقفهما الداعم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وحقه المشروع في إقامة دولته على خطوط الرابع من يونيو عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك كأساس للتوصل إلى السلام الدائم في المنطقة، فضلاً عن التأكيد على أهمية الشروع في تنفيذ خطة إعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير أهله المقدمة من مصر واعتمدتها القمة العربية غير العادية اليوم.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الرئيس عبد الفتاح السيسي الرئيس السيسي السيسي غزة مصر إتفاق وقف إطلاق النار رئیس المجلس الأوروبی القضیة الفلسطینیة تهجیر الفلسطینیین القمة العربیة غیر المتحدث الرسمی أن الاتحاد الأوروبی الإتحاد الأوروبی التعاون الثنائی الجهود المصریة أن الرئیس أکد التأکید على على دعم مصر فی المنطقة على أهمیة الدائم فی دون تهجیر على ضرورة قطاع غزة فی کافة فی هذا حیث تم

إقرأ أيضاً:

بعنفوانه المليوني الأسبوعي .. لم يدع اليمن عذرا للسكوت

يمانيون/ تقارير

في الوقت الذي تخلى فيه الكثير عن فلسطين، اختار الشعب اليمني أن يكون في مقدمة المناصرين، مترجمًا مواقفه إلى دعم حقيقي للمقاومة بالمال والسلاح والموقف الشعبي الذي يتجسد كل جمعة في مئات الساحات.

تخرج صنعاء الأبية، كما تخرج كل محافظات يمن الإيمان والعزة، كل يوم جمعة، في مشهد مهيب يزلزل الأرض تحت أقدام المتغطرسين. ملايين الأحرار، رجالاً وشباباً وشيوخاً وأطفالاً، يتدفقون إلى مئات الساحات في مواقف جهادية كالسيول الجارفة، ويوم أمس خرجت الجماهير في مسيرات تحت شعار: “ثابتون مع غزة رغم أنف الأمريكي وجرائمه”، في مسيرات تتشكل بالملايين زلازل شعبية، وبراكين من الغضب المقدس، يوجه رسالة مدوية إلى العالم أجمع: اليمن هنا، وصوته عالٍ، وقلبه ينبض بفلسطين.

الحشود المليونية ترفع علم فلسطين خفاقاً شامخاً إلى جانب علم اليمن العظيم بأيد شامخة وأعين تتقد حماساً، وأصوات تتعالى بالصرخة الجهادية المباركة، وبالهتافات التي تحمل في طياتها إيماناً راسخاً وصموداً أسطورياً. “مع غزة يمن الإيمان.. رغم أنف الأمريكان”، “عهد جميع اليمنيين.. لن نترك شعب فلسطين” – كلمات وشعارات رسمت عهداً ووفاءً من نبض أمة تأبى الضيم وترفض الخنوع.

لقد جدد شعبنا اليمني الأصيل، بوعي وبصيرة قل نظيرها، التأكيد على موقفه الثابت والمناصر لغزة، موقفاً لم يزعزعه قصف الطائرات ولا حصار السنوات العجاف. ومرة أخرى، فوض هذا الشعب العظيم قائده الملهم، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، تفويضاً مطلقاً في كل ما يتخذه من قرارات وخيارات لردع العدو الأمريكي والصهيوني، دفاعاً عن كرامة الوطن ونصرة لإخواننا في فلسطين.

وفي قلب الأحداث العاصفة التي تعصف بالمنطقة، تظل القضية الفلسطينية، وعلى رأسها جرح غزة النازف، بوصلة الأحرار وصرخة مدوية في وجه العدو الصهيوني. وبينما تتسارع خُطى التطبيع وتتلاشى أصوات التنديد في أروقة بعض العواصم، يبرز اليمن، بشعبه وقيادته، كاستثناء لافت، مانحًا القضية زخمًا شعبيًا متصاعدًا يهز الضمير العالمي الراكد.

ففي كل جمعة، تتحول ساحات الوقفات الجماهيرية في المدن والعزل والقرى اليمنية إلى بحار بشرية هادرة، تجسد إصرارًا فريدًا على نصرة فلسطين. الأمر ليس مجرد تضامن عابر، بل حراك جماهيري متواصل يترجم الأقوال إلى أفعال، يخرج فيه الملايين استجابة لنداء السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، ليؤكدوا أن القدس هي جوهر الصراع ومركز المواجهة مع العدو الصهيوني.

في مقابل هذا الزخم الشعبي الهائل، يعيش الكيان المحتل حالة من الرعب والقلق المتصاعد. يدرك قادة العدو أن هذا الحراك اليمني المتصاعد ليس مجرد هتافات عابرة، بل هو تعبير عن إرادة شعبية صلبة تؤمن بأن زمن الاستسلام قد ولى، وأن اليمن ماضٍ نحو تحقيق وعد التحرير.

لقد اختار اليمن، في لحظة تخاذل عربي ودولي مخزية، أن يكون في طليعة المناصرين للقضية الفلسطينية. لم يكتفِ بالشجب والإدانة، بل ترجم مواقفه إلى دعم عملي وملموس للمقاومة الفلسطينية، بالمال والسلاح والموقف السياسي الصلب. هذا الالتزام الراسخ تجلى بوضوح في المشهد المهيب الذي يتكرر كل جمعة في ميدان السبعين بصنعاء، وفي مختلف ساحات المحافظات اليمنية، حيث يرفع اليمنيون الأعلام الفلسطينية جنبًا إلى جنب مع علم اليمن، في رسالة واضحة للعالم بأن القضية واحدة والمصير مشترك.

إن هذا التحرك الشعبي اليمني المتواصل منذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى” قبل أكثر من عام ونصف، يمثل ظاهرة فريدة واستثنائية. ففي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها اليمن جراء العدوان والحصار، يخرج الملايين للتعبير عن تضامنهم وإيمانهم الراسخ بعدالة القضية الفلسطينية. هذه الاستمرارية اللافتة تعكس عمق الارتباط الوجداني والشعبي بفلسطين، والاستعداد للتضحية من أجلها.

لقد تميزت هذه الفعاليات بتنوع الخطاب والرسائل، حيث تتناول الكلمات والخطب مختلف أبعاد القضية الفلسطينية، من المنظور الديني والإنساني والسياسي. كما شكلت الشعارات والهتافات تعبيرًا صادقًا عن حالة الوعي والغضب والتصميم على نصرة غزة، مؤكدة الدعم المطلق للمقاومة الفلسطينية، وإدانة الدعم الأمريكي والغربي للعدو الإسرائيلي، والتأكيد على مركزية القضية للأمة.

إن عظمة الموقف اليمني تكمن في كونه نابعًا من قناعات إيمانية راسخة وشعور إنساني عميق بالمسؤولية. إنه موقف يسجل بمداد من الفخر في تاريخ التضامن الإنساني، ويؤكد أن اليمن، رغم جراحه، يظل نبض العروبة وضمير الأمة الحي.

لقد تجاوز هذا التحرك الشعبي اليمني حدود التعبير العاطفي، ليصبح إعلانًا عمليًا عن يقظة ضمير أمة استشعرت مسؤوليتها التاريخية تجاه فلسطين. والأكثر من ذلك، بدأ هذا الموقف الشجاع يُحدث تموجات في الرأي العام العالمي، حيث بدأت أصوات تتعالى في عواصم الغرب مطالبة بالعدل ومنددة بالظلم، متأثرة بالنموذج اليمني الفريد في التضحية والإيثار.

إن الموقف اليمني اليوم صرخة أيقظت ضمائر كانت في سبات عميق. إنه نموذج لقوة الشعوب عندما تؤمن بعدالة قضيتها وتتوحد خلف قيادتها. إنه درس للعالم في معنى العزة والكرامة والإباء.

فليهتف كل يمني حر، وليفخر كل عربي أصيل، وليعلم العالم أجمع أن صنعاء اليوم هي ضمير الأمة، وصوت الحق الذي يتردد صداه في عواصم الظلم. إنها يقظة جماهيرية بدأت شرارتها من يمن الإيمان، وستمتد لتشعل نار الحق في وجه الباطل أينما كان.

نقلا عن موقع أنصار الله

مقالات مشابهة

  • الرئيس العليمي مخاطبا سفراء الاتحاد الأوروبي: لا نجاح لأي مقاربة سياسية تحقيق الاستقرار الشامل إلا بإنهاء النفوذ الإيراني من اليمن
  • الإمارات تتصدر المنطقة في نشاط شركات الذكاء الاصطناعي
  • الرئيس السيسي يهنئ هاتفيا نظيره الجابوني بالفوز في الانتخابات الرئاسية
  • الإمارات تتصدر المنطقة في نشاط شركات الذكاء الاصطناعي بالنسبة لعدد السكان
  • الرئيس السيسي والبرهان يتفقان على دعم مساعدة السودانيين في مناطق الحرب
  • من لاهاي إلى فلسطين.. تاريخ طويل بين محكمة العدل الدولية والقضية الفلسطينية
  • استعادة استقرار وتنمية السودان.. الرئيس السيسي يستقبل البرهان اليوم
  • الرئيس السيسي يشيد بدور المجر في دعم مصر داخل الاتحاد الأوروبي
  • برلماني: كلمة الرئيس السيسي عن تحرير سيناء تجسد الثبات الوطني ودعم القضية الفلسطينية
  • بعنفوانه المليوني الأسبوعي .. لم يدع اليمن عذرا للسكوت