غارديان: نهاية حقبة "السلام الأمريكي" في أوروبا
تاريخ النشر: 7th, March 2025 GMT
بعد خطاب نائب الرئيس الأمريكي جيه دي. فانس في ميونيخ الشهر الماضي، توصل معظم الزعماء الأوروبيين إلى استنتاج مفاده، أن عالمنا قد تغير جذرياً، انتهى عهد "السلام الأمريكي"، الذي ضمن لوقت طويل السلام والأمن والحرية في أوروبا.
من مصلحة الأمن القومي تحقيق تقدم في إقامة اتحاد حقيقي
وليس هذا الأمر موضع شك على الإطلاق، خاصة بعد المعاملة المخزية التي تعرض لها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، ما يؤكد أن أوروبا لم يعد في إمكانها الاعتماد على الأمريكيين في أمنها الجماعي.
وكتب نائب رئيسة المفوضية الأوروبية السابق فرانس تيمرمانس، الذي يترأس التحالف ذي الاتجاه اليساري في هولندا، أنه "يجب أن نأمل بحصول الأفضل، لكن الأمل ليس سياسة. نحن الهولنديين والاتحاد الأوروبي، وكل الدول الغربية التي تقف مع أوكرانيا، يجب أن نستعد للأسوأ". والسؤال المطروح هو الآتي: كيف نحافظ على أوكرانيا حرة ومستقلة، وكيف نحمي اقتصادنا، وحريتنا وديمقراطيتنا، وحدودنا؟. الأمن مهدد
"ويبدأ هذا بالتنبه إلى أن أمننا قد بات مهدداً فعلاً من روسيا. ويريد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يعقد صفقات تجارية على حسابنا مع هذا البلد. ويبدو أنه والرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قسما أوروبا إلى مناطق نفوذ، شأنهما شأن زعماء العصابات".
إن هولندا ليست جزيرة في وسط المحيط الأطلسي، ونحن معرضون بالكامل عندما تجتاح العواصف الجيوسياسية والاقتصادية قارتنا. كان العدوان الروسي في أوكرانيا هو وراء الارتفاع الصاروخي لأسعار الطاقة، ولا يمكننا أن نغلق الأبواب في انتظار هدوء العاصفة. إننا بلد متوسط الحجم يمتلك مصالح أوروبية ودولية مهمة، وحان الوقت لنتصرف تبعاً لذلك.
ولفت الكاتب إلى "أن مدانا الوطني صغير جداً، بحيث لا يحدث فرقاً حقيقياً. اليوم، نحن في حاجة إلى الاتحاد الأوروبي أكثر من أي وقت مضى. يجب علينا أيضاً العمل على إقامة علاقات أوثق مع البلدان التي تشاركنا إحساسنا بالإلحاح وهي ليست أعضاء في الاتحاد الأوروبي، وفي المقام الأول المملكة المتحدة والنروج، ولكن أيضاً كندا وأستراليا ونيوزيلندا"، وسيحتاج الاتحاد الأوروبي أيضاً إلى اتخاذ موقف أكثر حزماً ضد الدول الأعضاء مثل المجر، التي لا تدخر جهداً في الترويج لأجندة بوتين وترامب.
إن الأولوية الأكثر إلحاحاً الآن هي دعم أوكرانيا. ويتعين علينا سد الفجوة التي تركها ترامب خلفه. وعلى الصعيد المالي، يجب ألا يكون ذلك معقداً، لكن من الناحية العسكرية، فإن هذا يشكل تحدياً مختلفاً. وستصعد روسيا الآن من هجماتها، لذلك يجب إرسال كل المعدات العسكرية المتوافرة إلى أوكرانيا في أسرع وقت ممكن. ومع مساعدة مالية إضافية، يمكننا أيضاً أن ننهض بالصناعات العسكرية الأوكرانية، وجعلها تعمل بأقصى طاقتها.
وعلى المدى البعيد، يجب علينا أولاً تأسيس شراكة توفر الضمانات الأمنية الجماعية لحلف الناتو، من دون الاعتماد على الولايات المتحدة. ومن الضروري هنا انخراط بريطانيا وربما كندا ودول أوروبية ليست أعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وثانياً، من مصلحة الأمن القومي أن نحقق تقدماً في إقامة اتحاد حقيقي للطاقة. ذلك أن أسعار الطاقة المرتفعة تشكل التهديد الاقتصادي الأساسي لهذه القارة. وهذا يتطلب المزيد من الاستثمار الجماعي في شبكات الطاقة، والطاقة المتجددة، فضلاً عن الشراء المشترك للغاز طالما كنا في حاجة إليه.
ويمكن للهولنديين الإضطلاع بدور قيادي في كل هذه المجالات، لكنهم لا يفعلون ذلك. والسبب في ذلك هو الانقسام العميق داخل الإئتلاف الحكومي، إذا أن رئيس الوزراء ديك سكوف يتحدث بتردد واضح ومـتأخراً جداً وبغموض كبير. ولأن الائتلاف لا يرصد مساعدات مالية إضافية لأوكرانيا، ويعمد إلى تخفيضات غير ذي معنى لمساهماته في موازنة الاتحاد، فإن الدعم اللفظي رخيص بالمعنى الحرفي والمجازي على حد سواء. ونتيجة لأن حزب الحرية اليميني المتطرف بزعامة خيرت غيلدرز هو أكبر حزب في الائتلاف، ويتخذ مواقف غامضة في أفضل الحالات ويساند ترامب- الذي يقف الآن مع بوتين- فإن حكومتنا تسير على غير هدى.
ولحسن الحظ، لا يزال ثمة أمل. وربما تكون الحكومة التي لا تمسك بزمام الأمور، على وشك اليأس، ولكن الشعب ليس بلا أمل، ولا شك أن بلدنا ليس بلا آفاق. فالشعب الهولندي يرى أن النظام العالمي يتغير. وفي مثل هذه الأوقات غير العادية والخطيرة، يستحق الشعب الهولندي حكومة حاسمة وموحدة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب الأوكرانية الاتحاد الأوروبی
إقرأ أيضاً:
أوربان: أوروبا لا تستطيع تمويل أوكرانيا دون واشنطن
قال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، اليوم الجمعة، إن الاتحاد الأروربي لا يمكنه تحمل تكلفة تمويل الجهود العسكرية لأوكرانيا، إذ لم تعد المساعدات المالية الأمريكية مضمونة.
يأتي ذلك في أعقاب توقيع زعماء دول الاتحاد الأوروبي، باستثناء المجر، بياناً يعبر عن دعمهم لأوكرانيا.
There is a strategic divide, a transatlantic rift between the majority of Europe and the USA under President @realDonaldTrump. One side insists on prolonging the war in Ukraine, while the other seeks an end to the conflict. Hungary continues to stand firmly for peace! ????️ pic.twitter.com/bRayPvFOtr
— Orbán Viktor (@PM_ViktorOrban) March 4, 2025وذكر أوربان، وهو حليف للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويعمل أيضاً على توطيد العلاقات مع موسكو، للإذاعة الرسمية أن الحكومة ستطلق "مشاورات عامة" محلية بشأن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي في الأسابيع المقبلة.
وسيواجه أوربان انتخابات في أوائل 2026.
واجتمع زعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل، الخميس، في مسعى للتوصل إلى رد على تحول الولايات المتحدة الجذري في دعم أوكرانيا، التي مزقتها الحرب.
وفي سباق مع الزمن، يهدف زعماء الاتحاد الأوروبي إلى إيجاد حلول بشأن كيفية تعزيز الإنفاق الدفاعي لمزيد من دعم أوكرانيا، وتحسين قدرة أوروبا الدفاعية بصورة ملحوظة.
ومن المتوقع أن يلقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، كلمة أمام الاجتماع.
وأعلن ترامب في وقت سابق عن خطط لوقف المساعدات العسكرية لكييف، بعد أيام من صدام علني مع زيلينسكي في البيت الأبيض.
وتنتاب حالة من القلق دول الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا بسبب احتمال سعي الولايات المتحدة وروسيا للتوصل إلى تسوية سلمية ثنائية، من شأنها أن تمنح موسكو تنازلات إقليمية، وأن تستبعد أوكرانيا من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتغلق الباب أمام مشاركة الولايات المتحدة في عمليات حفظ السلام في المستقبل.
ومن المقرر أن يبحث زعماء الاتحاد الأوروبي خطة طرحتها المفوضية الأوروبية لجمع نحو 800 مليار يورو (856 مليار دولار)، للمساعدات والاستثمارات الدفاعية لأوكرانيا.