كوستا: المجر تعزل نفسها داخل الاتحاد الأوروبي بعد اعتراضها على بيان دعم أوكرانيا
تاريخ النشر: 7th, March 2025 GMT
أكد رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، أن المجر أصبحت في عزلة داخل الاتحاد الأوروبي، بعد أن عرقل رئيس وزرائها، فيكتور أوربان، إصدار بيان مشترك لدعم أوكرانيا خلال القمة الاستثنائية للاتحاد الأوروبي. وقال كوستا عقب الاجتماع: "نحترم موقف المجر، لكنه واحد من بين 27. و26 أكثر من واحد."
ورغم اعتراض بودابست، اتفقت الدول الأعضاء الأخرى على إصدار وثيقة بديلة تحمل توقيع 26 دولة، تتناول تعزيز الدعم العسكري والأمني لكييف، وهي نقاط رفضها أوربان، متذرعًا بأنها تتعارض مع نهج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يسعى إلى اتفاق مع روسيا.
وفي حين أبدى رئيس وزراء سلوفاكيا، روبرت فيكو، تحفظات على بعض الصياغات، إلا أنه وافق بعد إدراج إشارة إلى نزاع الغاز بين بلاده وأوكرانيا.
ومع استمرار موقف بودابست الرافض، فضّل القادة الأوروبيون المضي قدمًا في إصدار بيان أقوى بموافقة الأغلبية، بدلًا من تخفيف مضمونه لإرضاء المجر.
دافع أوربان عن موقفه، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبي هو الطرف المعزول دوليًا بسبب سياساته تجاه الولايات المتحدة والصين وروسيا.
وقال: "الاتحاد الأوروبي عزل نفسه عن واشنطن بسبب الخلافات السياسية، وعن بكين بسبب الحرب التجارية، وعن موسكو بسبب العقوبات. أما المجر، فلديها علاقات جيدة مع جميع هذه الأطراف، وبالتالي لسنا معزولين."
وأكد أوربان أن تقديم المزيد من المساعدات العسكرية والمالية لأوكرانيا يشكل عبئًا على الاتحاد الأوروبي، خاصة مع تراجع الدور الأمريكي في هذا الملف.
في المقابل، حضر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، القمة، معبرًا عن امتنانه لدعم الاتحاد الأوروبي، وأعلن عن لقاء مرتقب مع مسؤولين أمريكيين في السعودية لمناقشة تطورات الحرب. وقال: "نحن ممتنون جدًا لأننا لسنا وحدنا."
ورغم التباين في المواقف، شددت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، على ضرورة تكثيف الدعم العسكري لكييف، معتبرة أن "الوقت لم يكن أكثر إلحاحًا من الآن."
ويأتي هذا في وقت علّقت فيه الولايات المتحدة مؤقتًا مساعداتها العسكرية لأوكرانيا، في خطوة تهدف للضغط على كييف للدخول في مفاوضات مع موسكو، ما قد ينعكس بشكل خطير على مسار المعارك على الأرض.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ماكرون يحذر: السلام لا يكون بالاستسلام وروسيا تهدد أمن أوروبا أوروبا على حافة الهاوية: الخلاف بين أمريكا وأوكرانيا يضع القارة العجوز في دائرة الضوء أوروبا تخشى صفقة غير متوازنة في مفاوضات أوكرانيا.. هل يدفع ترامب القارة إلى حافة الهاوية؟ فولوديمير زيلينسكيالمجرالاتحاد الأوروبيالولايات المتحدة الأمريكيةأخبارفيكتور أوربانالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب الاتحاد الأوروبي أوروبا فولوديمير زيلينسكي سوريا المملكة المتحدة دونالد ترامب الاتحاد الأوروبي أوروبا فولوديمير زيلينسكي سوريا المملكة المتحدة فولوديمير زيلينسكي المجر الاتحاد الأوروبي الولايات المتحدة الأمريكية أخبار فيكتور أوربان دونالد ترامب الاتحاد الأوروبي أوروبا فولوديمير زيلينسكي محكمة سوريا المملكة المتحدة ألمانيا إسرائيل روسيا باريس بولندا الاتحاد الأوروبی یعرض الآنNext
إقرأ أيضاً:
بحرُ أحمر مشتعل.. ومركز أمني أمريكي يقر: تحالف واشنطن الأوروبي ينهار تحت الضربات اليمنية
يمانيون../
في اعتراف صريح بحجم الأزمة التي تهزُّ الغرب، كشف مركز الأمن البحري الدولي (CIMSEC) أن أزمة البحر الأحمر فضحت هشاشة التحالف الأمريكي الأوروبي، وعرّت واشنطن التي باتت عاجزة عن قيادة حلفائها وسط صعود متسارع للاتحاد الأوروبي كلاعب أمني مستقل.
في تحليل ناري نشره المركز ضمن أسبوع القوة البحرية لحلف الناتو بعنوان “تشريح أزمة البحر الأحمر: الناتو في مواجهة الاتحاد الأوروبي”، أكدت الكاتبة آنا ماتيلد باسولي أن الولايات المتحدة وجدت نفسها معزولة في قلب الأزمة، بينما مضت أوروبا بعيدًا عن مظلتها العسكرية التقليدية، متخذةً قرارها بالعمل تحت راية الاتحاد الأوروبي.
وأكد التقرير أن الخلاف لم يعد مجرد سوء تفاهم عابر، بل تحوّل إلى صراع صامت على من يقود ومن يتبع. أوروبا رفضت الانخراط في عملية “حارس الرخاء” الأمريكية، مفضّلة دعم مهمة “أسبيدس” الأوروبية الدفاعية، في ضربة قوية لهيبة واشنطن التي طالما اعتبرت قيادة التحالف الغربي أمرًا مسلمًا به.
الرسائل المسربة من داخل الإدارة الأمريكية حملت مشاعر مرارة وإحباط، حيث أبدى مسؤولون امتعاضهم من “اضطرار أمريكا لإنقاذ أوروبا مرة أخرى”، غير أن الوقائع على الأرض تفضح فشل واشنطن في التكيف مع واقع جديد باتت فيه أوروبا ترفض الحلول الأمريكية الهجومية، وتصر على حماية مصالحها بنهج دفاعي مستقل.
التقرير لم يكتفِ برصد الانقسام، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة باتت ترى الأزمة فرصة لاستعراض قوتها البحرية ومقارعة الصين، بينما لا تبالي أوروبا بهذا الصراع، متمسكةً بأولوية حماية التجارة وتأمين طرق الملاحة فقط.
ولفت التحليل إلى أن انشقاق دول مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا عن المبادرة الأمريكية عرّى هشاشة القيادة الأمريكية، في حين أن بعض الدول كإسبانيا امتنعت تمامًا عن تقديم أي دعم، على الرغم من استفادتها من استمرار الملاحة عبر مضيق باب المندب.
وعلى الجانب الآخر، كشف التقرير أن أمريكا لا تزال عالقة في وهم قيادة الناتو، غير مدركة أن أوروبا باتت تمضي بثبات نحو بناء كيان أمني مستقل تحت راية الاتحاد الأوروبي، مدفوعةً بما وصفه التقرير بـ”العدوانية الأمريكية” التي تدفع الحلفاء نحو مزيد من الاستقلال.
في مشهد بالغ الرمزية، بينما كانت السفن الأوروبية ترفع علم “أسبيدس” بعيدًا عن التوتر الأمريكي، كان الحوثيون يحكمون قبضتهم على البحر الأحمر، ويوجهون ضربات موجعة أربكت الأسطول الأمريكي وأفقدت ميناء إيلات الصهيوني أنفاسه الاقتصادية.
واختتم التقرير برسالة واضحة وصادمة:
الوقت ينفد أمام الولايات المتحدة لتدارك الأمور، فإما استراتيجية جديدة تراعي الواقع الأوروبي، أو الغرق أكثر فأكثر في وحل الهزيمة والانقسام.