أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "لا خلاص إلا بقيام دولة فعلية في لبنان تُعد خارطة الطريق لقيامها واضحة جدا وتقوم على جمع كل سلاح غير شرعي في مهلة واضحة ومحددة، عودة قرار الحرب والسلم إلى الحكومة حصرا، سيادة كاملة على الأراضي اللبنانية برمتها، فضلا عن السيطرة الشرعية والفعلية على الحدود الشمالية والشرقية والجنوبية".



كلام جعجع جاء خلال الإفطار الذي أقامه وعقيلته النائب ستريدا جعجع، في معراب، لمناسبة شهر رمضان المبارك، وحضره مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ممثلا بالشيخ خلدون عريمط، حيث رأى جعجع ان "هذا الشهر الفضيل يحل هذه السنة وسط جو مختلف ومعطيات جديدة تعززُ منسوب الأمل، بقدر ما تحضنا على متابعة الجهود للوصول إلى بر الأمان، كي نفطر على محيط عربي متحرر من كل هيمنة وتسلط، وعلى وطن يوفرُ المستقبل الآمن لأبنائه، بدولة فعلية ناجزة السيادة".

ولفت الى ان "هذا اللقاء يأتي بعد مرحلة استثنائية شهدتها منطقتنا العربية، وحفلت بالموت والدمار والآلام والدموع، لكنها عكست في الوقت عينه واقعا يبعثُ على أمل جديد لدى بعض شعوب المنطقة، وخصوصا لدى الشعبين اللبناني والسوري، ولا سيما مع سقوط نظام الأسد الذي مثل أبشع نموذج للدكتاتورية والوحشية، وكان في مقدمة الأنظمة إجراما وتنكيلا وتسلطا". وأكد أن "صمود الشعب اللبناني ونضالاته وتضحياته أثمرت، فقد تمكن من الحفاظ على جوهر هوية لبنان وسيادته وحريته، وها نحن اليوم مع بداية نهاية فوضى استمرت عقودا عدة، استُبيحت خلالها الدولة، ونُكل بدستورها، وصودر منها القرار، ونُهبت مواردها، واغتيل قادتها وسياسيوها ومفكروها، لكن العدالة الإلهية لا تخلفُ بالعهود، ولا بد أن تعود وتسود، مهما تعثرت أو تأخرت العدالة الأرضية، كي لا تذهب هدرا دماءُ الشهداء، وعلى رأسهم بشير الجميل وكمال جنبلاط ورفيق الحريري".

أما في ما يخص القضية الفلسطينية، فقال: "ثمة عبارة تعبر عن الواقع المؤسف: كم من الجرائم ارتُكبت وتُرتكب باسمك وفي حقك يا فلسطين، عن سوء نية أو عن حُسن نية. لقد تبين بالوقائع التاريخية أن معظم المقاربات من أجل فلسطين، وخصوصا من خلال اعتماد الفصائل المسلحة، أثبتت حتى الآن عُقمها وعدم جدواها، وتبين أن الكثير من هذه الظواهر والحركات كانت لأسباب أخرى، لاسيما تلك التي قامت وتشكلت خارج الإطار الفلسطيني ولأسباب محلية ترتبط برهانات الوصول إلى السلطة أو بتوسيع نفوذ في المنطقة".

تابع: "إن المقاربة الوحيدة التي استرجعت قسما من أرض فلسطين حتى الآن هي مقاربةُ منظمة التحرير الفلسطينية، متمثلة بالسلطة الفلسطينية اليوم، لينبري البعض أخيرا إلى المزايدة عليها، فدمروا أنفسهم، ودمروا قطاع غزة، وفتحوا الطريق أمام التحول لاستهداف الضفة الغربية وأذيتها. إن المعادلة الجدية التي تؤدي إلى نتيجة موضوعية هي المقاومة الشعبية السلمية العارمة المستمرة، من دون تعب ولا ملل وهوادة، مهما طال الزمن. هي المقاومةُ السياسيةُ انطلاقا من حل الدولتين وفقا لمقررات القمة العربية في بيروت عام 2002. وإذا كانت المقاربة الشعبية تُشكلُ عامل ضغط فاعل عبر الاضرابات والاعتصامات والتظاهرات في الأراضي الفلسطينية وعواصم القرار، فإن المقاربة السياسية أثبتت نجاعتها من خلال الوقائع الحالية، فقد تمكنت مصر والمملكة العربية السعودية والأردن من إجهاض محاولة تهجير الفلسطينيين، على الرغم من ضُلوع أكبر وأقوى دول العالم في هذه المحاولة، في أحدث مثل للدلالة على أن القوة السياسية، حيثُ فشلت القوة العسكرية، يمكنُها تحقيق الكثير بالنسبة للقضية الفلسطينية؛ الأمر نفسه ينطبق على لبنان".

اما عن لبنان وعلاقاته العربية فجدد جعجع التأكيد انه "ما بيصح إلا الصحيح، فبعد محاولات مستميتة على مدى العقود الماضية لإخراج لبنان سياسيا من محيطه العربي، وزجه في محاور غير عربية، عاد اليوم إلى علاقاته العربية الصحيحة وشهدنا في الأيام الماضية أول زيارة خارجية يقومُ بها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون للمملكة العربية السعودية، ومنها إلى القاهرة للمشاركة في القمة العربية". وشدد على أن "البيئة العربية هي البيئة الطبيعية للبنان، كما هو معروف منذ استقلاله، ومهما حاول البعض إبعادهُ عنها، فلن يحصد إلا الفشل، وسيبقى لبنان أمينا وثابتا على علاقاته العربية التاريخية".

وبالنسبة الى العلاقة بين المكونات اللبنانية أوضح أنها "علاقة تفرض الحقيقة التالية عنوانا لها: لا استقرار ولا أمن في لبنان إلا في اللحظة التي تشعر فيها المكونات اللبنانية كلها بأنها غير مهددة في وجودها وحضورها وخصوصياتها، ضمن الشراكة الفعلية والتنوع المتوازن، وهذا لن يحصُل إلا من خلال قيام دولة قوية وقادرة يتفيأُ الجميعُ بظلالها".ودعا " المكونات اللبنانية كافة إلى الالتفاف حول الدولة وسلطتها الشرعية حصرا، ونبذ أي مشروع يقوّض أو ينال من هيبتها، كما إلى مراجعة عميقة لمختلف المراحل السابقة، بهدف أخذ العبر من حياتنا الوطنية غير المستقرة وغير المنتجة، من أجل تطوير نظامنا للوصول إلى بناء مستقبل لا تعيش فيه أجيالنا المقبلة بخطر وقلق أو بقلة ، كما عاشت الأجيال على التوالي منذ الاستقلال".

جعجع الذي تطرق الى الوضع الحاضر، اعتبر انه "كان من الأفضل ان تعتمد الحكومة الحالية "شعار الإنقاذ والإصلاح" بدلا من "حكومة الإصلاح والإنقاذ". اضاف: "من المستحيل تحقيق أي إصلاح أو توفير أي استقرار، من دون تحقيق السيادة الكاملة والفعلية، من دون نقصان أو استثناءات، وبالتالي، الطريق إلى الإصلاح هو بقيام دولة فعلية. ولذلك، لا بد من وضع النقاط على الحروف بشكل واضح ومباشر: إن المُهمة الأولى للحكومة الحالية، وقبل أي مهمة ثانية أو ثالثة أو رابعة، هي الطلبُ المباشر والعلني من الجيش اللبناني البدء بتنفيذ ما ورد في خطاب القسم، وفي بيانها الوزاري بالذات، وفي اتفاق وقف إطلاق النار، واستطرادا في القرارات الدولية 1559 و1680 و1701، وتأسيسا على اتفاق الطائف، لجهة جمع كل السلاح غير الشرعي، وتفكيك البُنى التحتية العسكرية والأمنية غير الشرعية كلها، وعلى كامل الأراضي اللبنانية، ضمن مهلة زمنية محددة وواضحة، كما ورد أساسا في اتفاق الطائف، ومن دون أي تباطؤ أو مماطلة أو تمييع".

وجدد التأكيد أن "اتفاق المجتمعين الدولي والعربي حول لبنان ليس ترفا يمكن التعامل معه على التوقيت اللبناني، بل يجبُ استثمار مُندرجات هذا الاتفاق كلها، لتطبيق ما يجب تطبيقه، وبشكل فوري، لقيام دولة فعلية في لبنان، وإلا سنخسر هذه الفرصة كما خسرنا سابقاتها، منذ بدء الاستقلال وحتى اليوم، لاسيما في العامين 1990 و2005."

أما بالنسبة للوضع في الجنوب، فشدد على "أن بقاء إسرائيل على أي حبة تراب في أرض لبنان أمر مرفوض قطعا ولا جدال فيه، ولكن ليس لدينا ترف الضحك على أنفسنا والآخرين، إذ لا يمكن محاربة هذا الاحتلال وإزالته إلا من خلال أصدقاء لبنان في العالم العربي وعلى المستوى الدولي، بالقوة السياسية وعبر الوسائل الدبلوماسية"، ولكن اشار الى انه "في هذا المجال، لن يستجيب لنا أصدقاؤنا العرب ولا الغرب، إلا بعد أن نكون قد أثبتنا أنفسنا وإرادتنا كدولة تفرض بشكل كامل وجدي سيادتها على أراضيها كلها، وتقبض بإحكام على قرار الحرب والسلم، وتحتكر كل سلاح على الأراضي اللبنانية برمتها".

وعلق على من يتحدث عن فشل القوة السياسية والوسائل الديبلوماسية، قائلا: "المضحك المبكي في الوقت عينه، أن الوسائل العسكرية لم تفشل فحسب، بل أدت إلى احتلال الأرض مجددا، واستجلاب الكوارث والموت والخراب بشكل غير مسبوق. لذا على الأقل، فلتهدأ هذه الأصوات النشاز، ولتُعد ما للدولة للدولة، وتُسلم الأمر لها بشكل فعلي وحصري ونهائي، مرة لكل المرات، وعندها سنعرف ما إذا كانت الوسائل السياسية والدبلوماسية عربيا ودوليا ستعيدنا إلى خط الهدنة، وهو حدود لبنان الفعلية مع إسرائيل، أم لن تنجح في ذلك".

وتوقف عند مسألة إعادة الإعمار التي أكد "أنها واجب وطني لا يمكن التخلي عنه، الا أننا بحاجة أيضا إلى معونة العالمين العربي والغربي، للتمكن من إنجازه، فقد قدر البنك الدولي كلفته بعشرة مليارات دولار، علما أنهما لن يُبادرا إلى المساعدة في إعادة الإعمار، قبل أن يتأكدا من قيام الدولة الفعلية المنشودة في لبنان، والتي تحتكر وحدها حق حمل السلاح واستعماله، ولها وحدها قرار الحرب والسلم، وهي التي تسيطر فعليا على الحدود وتضبطُها شرقا وشمالا وجنوبا. وبالتالي، من يحرص على إعادة الإعمار، عليه أولا أن يتوقف عن افتعال أي عرقلة، وأن يساعد الدولة في الوصول إلى هذه النقطة تحديدا، للتمكن من بدء الإعمار كما ينبغي، وكما نرغب جميعا".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: دولة فعلیة فی لبنان من خلال من دون

إقرأ أيضاً:

كيف عمل الاحتلال على تهويد ومحو المساجد التاريخية في فلسطين؟

يعمل كيان الاحتلال الإسرائيلي على طمس التاريخ الفلسطيني الإسلامي منذ أحداث النكبة عام 1948، عبر العديد من الطرق والأساليب، وأبرزها هدم أو تهويد المساجد البارزة والتاريخية.

وطوال العقود الماضية عمل الاحتلال على تحويل المساجد التاريخية القليلة الناجية من النكبة إلى كُنس ومساكن ومستودعات، ومقاهي، حتى أن بعضها جرى تحويله إلى حانات وحظائر للحيوانات.

وجرى تحويل مسجد "يازور" بقبابه التي تظهر على الطريق الواصل بين تل أبيب يافا والقدس، في الوقت الحالي إلى كنيس يسمى “شعاري تسيون”، وما زال المبنى يحمل الطابع المعماري المملوكي، بينما تحول مسجد قرية سلمة الكبير والمسوّر في يافا خلال منتصف سنوات الثمانينات إلى نادٍ للشباب، ثم تم إغلاقه وهجره حتى الوقت الحالي، كما أنه جرى تدمير معظم المساجد في قطاع غزة، بما في ذلك الأثرية.

احتلال المساجد
أنشأ ظاهر العمر، وهو أحد الحكام في فلسطين في فترة الحكم العثماني، مسجدين في طبريا منذ أكثر 300 عام، وهما المسجد الزيداني والمسجد البحري.


وبعد أحداث النكبة عملت بلدية طبريا على تحويل المسجد البحري إلى متحف، ثم عملت لجنة المتابعة للجماهير العربية في الداخل على القضية، وحصلت على تسوية تتحوّل المساجد بموجبها إلى أماكن سياحية تمنع الصلاة فيها، بحسب ما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في تقرير سابق.

المسجد البحري في #طبريا المحتلة
بُني على ضفة البحيرة ومنها أخذ اسمه - الفترة العثمانية

مهجور وترميمه ممنوع، أرادت بلدية طبريا الإسرائيلية تحويله لمتحف وتصدى فلسطينيو الداخل عام 2019 لمخططها وأوقفوا بلدوزراتها عن الحفر في ساحة المسجد
أحرقه مستوطن حاقد مخمور عام2000#مساجد_فلسطين pic.twitter.com/CKMsbdBpjS — Alyateema (@AlaqsaLion) July 13, 2020
وفي ذات الفترة جرى تحويل مسجد السوق في مدنية صفد إلى معرض فنون يقدم اللوحات والمنحوتات، بينما أصبح مسجد الخالصة في مستوطنة "كريات شمونة" حاليا متحفًا، ومسجد الحمة في الجولان تحول إلى حانة وملهى ليلي.

مسجد السوق (اليونسي) في حي السوق بمدينة #صفد المحتلة شمال #فلسطين
يعود تاريخ بناء المسجد للفترة العثمانية
بعد احتلال المدينة في #النكبة 1948 حول الصهاينة المسجد إلى متحف للتراث اليهودي

الصور من ????https://t.co/vVj4476nBp#مساجد_فلسطين pic.twitter.com/3F71cGJ04S — Alyateema (@AlaqsaLion) July 14, 2020
وجرى تحويل المسجد الكبير في بئر السبع تحول إلى متحف، ومن ثم تم إهماله وهجره حاليًا، بينما أصبح مسجد قرية العباسية كنيسا يهوديا  في مستوطنة يهودية، والمسجد في عين حوض تحوّل إلى مطعم.

للمهتمين حفلة الغناء صارت بساحة المسجد الكبير في بئر السبع
والصhاينة غنوا ورقصوا وشربوا ودنسوا المكان ويمكن الحين روحوا pic.twitter.com/PawN310oHw — محمد الحناجرة ???? (@hanjori11) June 27, 2022
وجرى تحويل مسجد العفولة، ومسجد أبوهريرة في يبنا ضمن قضاء الرملة، إضافة إلى مسجد حارة الجورة في صفد وتحوله إلى كُنس يهودية، بينما جرة هدم مسجد صرفند ضمن قضاء حيفا 2000، وتحول مسجد اللجون ضمن قضاء جنين إلى ورشة نجارة ومن ثم تم إغلاقه.

وتم إغلاق مساجد الصغير في حيفا، وسراقة غرب قليلية، ومسجد زكريا ضمن قضاء الخليل، بينما أصبح مسجد عين كارم في القدس مهملًا ويستعمله المجرمون كملتقى، أما المسجد الجديد في قيساريا فتم تحويله إلى مطعم، والمسجد الأحمر في صفد تحوّل إلى نادٍ للفنانين، ومسجد عين الزيتون في صفد صار حظيرة للأبقار، بحسب ما أكد موقع "ذاكرات".

في 15 آذار/ مارس 2009، قدم الشيخ عبد الله نمر درويش، والشيخ إبراهيم صرصور، وأعضاء عرب في الكنيست الإسرائيلي، إضافة إلى وجمعية الأقصى والمركز القانوني لحماية حقوق الأقلية العربية في "إسرائيل" (عدالة) التماسًا إلى المحكمة العليا لإعلان سلسلة من المساجد في أماكن مختلفة كأماكن مقدسة للإسلام.

وتقد هذه المساجد في القرى العربية المحتلة عام 1948، وهي التي وتم إهمالها وتدنيسها وتحويلها إلى نوادٍ ليلة وحانات ومحلات تجارية، رغم ذلك رفضت المحكمة الالتماس وعملوا على احتلال هذه المساجد، بحسب ما ذكر موقع "نيوز 1" الإسرائيلي.

وخلال أحداث النكبة، تم تدمير ما يزيد عن 400 قرية عربية، وتحولت العديد من المدن من أغلبية عربية إلى أغلبية يهودية، كما تم تدمير عدد غير معلوم حتى الآن من المقابر والمقامات والمساجد.

وورد في تقرير من جمعية الأقصى للحفاظ على المقدسات أنه في عام 1948 هُدم 1200 مسجد ومقبرة للمسلمين في داخل الخط الأخضر (يفصل بين الأراضي المحتلة عام 1948 والمحتلة عام 1967)، بشكل مباشر على يد “إسرائيل" أو بسبب منع ترميمها.

قطاع غزة
وخلال تصاعد العدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزة في عام 2014، أكدت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، إنه جرى تدمير 60 مسجدا بشكل كلي، إضافة إلى تضرر 150 مسجدا بشكل جزئي.

وكشفت الوزارة أن 11 مسجدا من المساجد المدمرة في شمال قطاع غزة، و20 في مدينة غزة، و10 بالمحافظة الوسطى، و17 في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، و2 في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

وقصفت "إسرائيل" في ذلك الوقت 11 مقبرة، و3 لجان زكاة، وقصفت مدرسة شرعية للبنين.
وشنّت "إسرائيل" حربًا عسكريةً واسعةً على قطاع غزة، في 7 تموز/ يوليو 2014، بدعوى العمل على وقف إطلاق الصواريخ من غزة، باتجاه المدن والمستوطنات الإسرائيلية.


وتسببت هذه الحرب في استشهاد 1894 فلسطينيًا، فيما أصيب 9817 آخرون، فضلا عن تدمير وتضرر 38080 منزلا سكنيًا ومقرات حكومية ومواقع عسكرية في غزة، حسب أرقام رسمية فلسطينية.

ووفقًا لبيانات رسمية إسرائيلية، قُتل 64 عسكريًا و3 مدنيين إسرائيليين، وأصيب حوالي 1008، بينهم 651 عسكرياً و357 مدنياً. بينما تقول كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، إنها قتلت 161 عسكريا، وأسرت آخر.

وخلال حرب الإبادة التي امتدت من 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وحتى 19 كانون الثاني/ يناير 2025، أكد المتحدث باسم وزارة الأوقاف في قطاع غزة إكرامي المدلل أن "صواريخ وقنابل الاحتلال سوّت 738 مسجدا بالأرض، ودمرتها تدميرا كاملا من أصل نحو 1244 مسجدا في قطاع غزة، بما نسبته 79 بالمئة".

لحظة تفجير جنود الارهاب الاىىىرائيلي مسجد في قطاع غزة ، هذا ما نشره جندي على حسابه على انستغرام مفتخراً بتدمير مساجد المسلمين . pic.twitter.com/ZRMffsY0Fm — Tamer | تامر (@tamerqdh) May 11, 2024
وأضاف "تضرر 189 مسجدا بأضرار جزئية، ووصل إجرام الاحتلال إلى قصف عدد من المساجد والمصليات على رؤوس المصلين الآمنين، كما دمرت آلة العدوان الإسرائيلية 3 كنائس تدميرا كليا جميعها موجودة في مدينة غزة".

وأشار إلى أن الاحتلال استهدف أيضا 32 مقبرة منتشرة بقطاع غزة، من إجمالي عدد المقابر البالغة 60، حيث دمر 14 تدميرا كليا و18 جزئيا.

????????
كارثة الآن في وسط غزة ،

الجيش الاسرائيلي المجرم يقصف مسجد مليء بالنازحين، تطايرت أوراق القرآن والصراخ في كل مكان

ليلة كارثية ، يارب الرحمة pic.twitter.com/NyOsuX4K19 — MO (@Abu_Salah9) October 5, 2024
وأوضح أن "استهداف الاحتلال للمساجد ودور العبادة يأتي في سياق استهداف الرسالة الدينية، فالاحتلال يُدرك أهمية المساجد ومكانتها في حياة الفلسطينيين، وهي جزء لا يتجزأ من هوية الشعب".

كما أكد المدلل أن "استهداف الاحتلال للمساجد ودور العبادة يأتي ضمن حربه الدينية، وهو انتهاك صارخ وصريح لجميع المحرمات الدينية والقوانين الدولية والإنسانية".

ويستمر عدوان الجبناء على بيوت الله تعالى، مدعومين ومؤيدين عربيا ودوليا.
تفجير مسجد الفاروق في النصيرات في غزة.
تصور جريمة من يعينهم على الاستفراد بالمسلمين وهدم بيوت الله حتى لا يبقى في غزة مسجد يُعبد فيه الله. pic.twitter.com/221fGrJhO1 — د. إياد قنيبي (@Dr_EyadQun) November 23, 2024
وأضاف "يسعى الاحتلال لمحاربة ظواهر التدين في قطاع غزة ضمن حربه الدينية الرامية لهدم المساجد والكنائس والمقابر".

ولم يكتفِ جيش الاحتلال بتدمير المساجد، بل قتل 255 من العلماء والأئمة والموظفين التابعين لوزارة الأوقاف، واعتقل 26 آخرين.

أبرز مساجد غزة
العمري الكبير، أقدم وأعرق مساجد المدينة، ويقع في قلب المدينة القديمة بالقرب من السوق القديم، تبلغ مساحته 4100 متر مربع، مع فناء بمساحة 1190 مترا مربعا.

ويضم 38 عمودا من الرخام، مما يضيف لجمال المسجد وتاريخه العريق، ويعتبر الأكبر في قطاع غزة، وقد سُمي تكريما للخليفة عمر بن الخطاب.


وفي تاريخه الطويل، تحوّل الموقع من معبد فلسطيني قديم إلى كنيسة بيزنطية، ثم إلى مسجد بعد الفتح الإسلامي.

تأسس في عهد الخليفة عمر بن الخطاب وسُمي بالعمري تكريما له بعد فتحه بيت المقدس..

الاحتلال الإسرائيلي يدمر المسجد العمري الكبير في غزة، أحد أعرق وأقدم وأكبر المساجد التاريخية في فلسطين. pic.twitter.com/pGNnU2W0PT — رضوان الأخرس (@rdooan) December 8, 2023
تعرض المسجد للتدمير عدة مرات عبر التاريخ نتيجة الزلازل والهجمات الصليبية، وأعيد بناؤه في العصور المختلفة، من العهد المملوكي إلى العثماني، كما تعرض للدمار مجددا في الحرب العالمية الأولى، ورُمم لاحقا في العام 1925.

مسجد السيد هاشم، يقع في حي الدرج شرق مدينة غزة، ويُعتقد باحتضانه قبر جد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هاشم بن عبد مناف، الذي ارتبط اسمه بمدينة "غزة هاشم".

مسجد السيد هاشم يعتبر مسجد السيد هاشم من أقدم مساجد #غزة. pic.twitter.com/dxkAVznXvv — لاجئ Refugee (@Refugee148) March 29, 2016
تعرض المسجد لأضرار كبيرة جراء قصف شنته الطائرات الحربية الإسرائيلية في 7 كانون الأول/ ديسمبر 2023.

مسجد كاتب ولاية، يشترك بجدار واحد مع كنيسة برفيريوس، ويعد من المساجد الأثرية المهمة بغزة، وتُقدر مساحته بنحو 377 مترا مربعا.

أثار غزة ,, مسجد كاتب ولاية وكنيسة الروم ,, تعانق الإسلام والمسيحية pic.twitter.com/XSYS9KsMGp — Palestine فلسطين (@pal_tweets) July 16, 2013
يرجع تاريخ بناء المسجد إلى حكم الناصر محمد بن قلاوون أحد سلاطين الدولة المملوكية في ولايته الثالثة بين عامي 1341 و1309 ميلادية، وتعرض لقصف مدفعي إسرائيلي في 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 متسببا في أضرار جسيمة.

مقالات مشابهة

  • وزيرة البيئة اللبنانية لـ«الاتحاد»: خطط للتخلص الآمن من مخلفات الحرب وإعادة تدويرها
  • الحريري: من حق المرأة اللبنانية أن تكون في مقدمة الاهتمامات
  • الصحة اللبنانية: مقتل مواطن وإصابة آخر في غارة إسرائيلية على خربة سلم
  • جعجع نعى الراهب الماروني الأب الياس عنداري
  • السيدة عون: سنفّعل قرار جعل 4 تشرين الثاني يوم المرأة اللبنانية
  • الجيش اللبناني: الاحتلال الإسرائيلي أدخل مستوطنين للأراضي اللبنانية في انتهاك سافر للسيادة
  • أولى زيارات عون الخارجية... تدشين مرحلة المصالحات العربية الشاملة
  • كيف عمل الاحتلال على تهويد ومحو المساجد التاريخية في فلسطين؟
  • لبنان يُشارك في اتحاد المحاكم والمجالس الدستورية العربية