في قلب الليل ومع تكبيرات العيد، قدّم الشهيد البطل عمر القاضي روحه الطاهرة فداءً للوطن، ليصعد إلى السماء محملًا بدماء من أروع أنواع التضحية.

كان عمر، صاحب الابتسامة البريئة والنظرة الطموحة، قد خَطا خطوة لا عودة منها نحو المصير المشرق لشهداء هذا الوطن، وفي لحظة من لحظات الفخر التي لا توصف، كان اسمه يردده الجميع، وتزين ذكراه قلب كل مصري محب لوطنه.

وقد جاء تكريمه من الرئيس السيسي ليُكمل صورة عظيمة من العزة والكرامة، كما تقول والدته بكل فخر: "لقد شرفني ابني الشهيد حياً وميتًا"، فتضيف بكلمات تخالطها مشاعر الألم والفخر: "الرئيس السيسي لم يكرمني فقط، بل طمأنني بكلامه الذي كان بمثابة دواء لجرحي، كان حديثه إنسانيًا بحتًا". وكأن كلمة الرئيس كانت بمثابة بلسم على جراح قلب أم فقدت أغلى ما تملك، لتشعر بأن دماء ابنها لم تذهب سدى. 

تستمر والدته، بصوت يحمل عبق الفخر، قائلة: "التكريم لم يكن لي فقط، بل كان تكريمًا لدماء شهدائنا جميعًا"، مؤكدة أن تضحيات ابنها وعشرات الآلاف من أبناء الوطن تظل حية في قلوبنا جميعًا. 

وعلى الرغم من دموعها التي لم تنقطع، ظلت عيناها تحمل طمأنينة حقيقية، كما تقول: "دموعي لم تتوقف طوال الحفل، كان كل شيء يعيدني إلى لحظات وداع ابني، لكنني شعرت بالطمأنينة، لأنني أعلم أن بلادي تقدر تضحيات أبناءها". 

ثم تتابع، وفي حديث لا يخلو من القوة والحزم: "إننا كأمهات للشهداء لا نتمنى شيئًا سوى أن نرى بلادنا في أمان، وأن يشعر أبناؤنا بأنهم قدموا شيئًا عظيمًا، وأن التضحية التي قدموها كانت ذات قيمة". 

لقد أصبح تكريم الشهيد عمر القاضي ليس مجرد لحظة تكريم لأمه فحسب، بل هو تكريم لكل أم مصرية قدمت فلذة كبدها على مذبح الحرية، وفاءً لهذا الوطن الذي لا ينسى أبناءه الأوفياء. 

في هذا الوقت العصيب، حينما يقود الرئيس السيسي حربًا ضد الشائعات ويرتقي بمصر إلى أفق جديد، تظل روح عمر القاضي حية، ترسم في السماء خريطة للبطولة والعزيمة، وتجسد معنى التفاني في سبيل الوطن.

في قلب هذا الوطن الذي لا ينسى أبنائه، يظل شهداء الشرطة رمزًا للتضحية والفداء، ويختصرون في أرواحهم أسمى معاني البذل والإيثار، رغم غيابهم عن أحضان أسرهم في شهر رمضان، يبقى عطاؤهم حاضرًا في قلوب المصريين، فالوطن لا ينسى من بذل روحه في سبيل أمنه واستقراره.
هم الذين أفنوا حياتهم في حماية الشعب، وسطروا بدمائهم صفحات من الشجاعة والإصرار على مواجهة الإرهاب، هم الذين لم يترددوا لحظة في الوقوف أمام كل من يهدد وطنهم، وواجهوا الموت بابتسامة، مع العلم أن حياتهم ليست سوى جزء صغير من معركة أكبر ضد الظلام.
في رمضان، حين يلتف الجميع حول موائد الإفطار في دفء الأسرة، كان شهداء الشرطة يجلسون في مكان أسمى، مكان لا تدركه أعيننا، ولكنه مكان لا يعادل في قيمته كل الدنيا؛ فإفطارهم اليوم سيكون مع النبين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقًا.
مع غيابهم عن المائدة الرمضانية في بيوتهم، يظل الشعب المصري يذكرهم في صلواته ودعواته، تظل أسماؤهم محفورة في ذاكرة الوطن، وتظل أرواحهم تسكن بيننا، تعطينا الأمل والقوة لنستمر في مواجهة التحديات.
إن الشهداء هم الذين حفظوا لنا الأمان في عز الشدائد، وهم الذين سيظلون نجومًا مضيئة في سماء وطننا، فلهم منا الدعاء في كل لحظة، وأن يظل الوطن في حفظ الله وأمانه.







مشاركة

المصدر: اليوم السابع

كلمات دلالية: شهداء شهداء الشرطة شهداء الوطن الداخلية اخبار الداخلية وزارة الداخلية افطارهم في رمضان قصص الشهداء اسر الشهداء حوادث اخبار الحوادث عمر القاضی

إقرأ أيضاً:

هل ستنا حواء هى اللى خرجت آدم من الجنة؟.. داعية تجيب

أجابت الدكتورة دينا أبو الخير، الداعية الإسلامية، عن سؤال هل ستنا حواء هى اللى خرجت آدم من الجنة؟.

وقالت خلال تقديمها برنامج وللنساء نصيب، المذاع على قناة صدى البلد: ان هذا الكلام غير صحيح، فالله سبحانه وتعالى قال “وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ”، فالخطاب هنا كان للاثنين.

حكم استئذان المرأة زوجها في قضاء ما أفطرته من رمضان.. الإفتاء تجيبليه ربنا وجه كلامه في القرآن للرجال وليس للنساء؟.. دينا أبو الخير تجيبحكم زيارة القبور للرجال والنساء يوم العيد.. الإجابة من الأزهر ودار الإفتاءهل يجوز للمرأة جمع الصلوات في العيد للحفاظ على المكياج؟.. رد الفقهاء

وأوضحت ان الله سبحانه وتعالى جعل الخطاب لسيدنا آدم وأمنا حواء على السواء ولم يجعله خاص بسيدنا آدم فقط.

وردت مستنكرة على من يقول: ان ستنا حواء هى من أخرجت سيدنا آدم من الجنة، وقالت: من اللى قال هذا الامر والنداء كان للاتنين معا، فهذه الاية تعلمنا هذا المعنى وتوكد عليه.

واشارت الى ان الاسلام كرم المرأة حيث قال تعالى فى موضع اخر “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم” فالله خلق الناس من ذكر وانثى والتمييز يكون لمن حقق مفهوم التقوى وليس لرجل دون امرأة.

ونوهت ان هذه الامور تخبرنا بأن الله كرم المرأة وجعل حالها كحال الرجل حتى فى أمور التكليفات والواجبات والثواب والعقاب والصفات والاخلاق التى من المفترض ان يتسم بها الاثنين.

واضافت ان من تكريم الاسلام للمرأة ايضا بان جعل لها المسئولية وجعلها صاحبة قرار وبعد عنها تهمة التبعيه، لأن هناك بعض الاراء تقول، ان المرأة تابع وليس لها رأى ولا مسئولية او حتى لها حق فى أخذ قرار حتى فى امورها او تفاصيل حياتها.

وبينت ان هناك حديث اكد على هذا المعنى، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) متفق عليه.

مقالات مشابهة

  • شاهد.. لحظة وصول الرئيس السيسي العريش
  • القاضي: نستهدف رفع استثمار القطاع الخاص بالرياضة إلى 25%
  • محافظ قنا يُقدِّم واجب العزاء في شهيد الواجب النقيب محمود عبد الصبور
  • محافظ قنا يُقدِّم واجب العزاء فى شهيد الواجب محمود عبد الصبور بقرية دنفيق
  • محافظ قنا يُقدم واجب العزاء في شهيد الواجب الوطني النقيب محمود عبد الصبور
  • بالفيديو.. زكي القاضي: ما يحدث في غزة غير نظرة العالم تجاه القانون الدولي
  • شاهد.. مراسم استقبال الرئيس الفرنسي لحظة وصوله قصر الاتحادية
  • قطينة يطمئن على صحة العلامة القاضي شرف الدين
  • هل ستنا حواء هى اللى خرجت آدم من الجنة؟.. داعية تجيب
  • ليس فينا من ينسى.. ولا من يفرّط.. ولا من يخاف