قبل إصدارها.. لعبة "Assassin’s Creed" الجديدة تثير غضب المعجبين
تاريخ النشر: 7th, March 2025 GMT
تواجه شركة Ubisoft الفرنسية انتقادات حادة في اليابان قبل أسابيع فقط من إطلاق لعبتها المنتظرة Assassin’s Creed Shadows.
اللعبة المقرر إصدارها في 20 مارس (آذار)، أثارت جدلاً واسعًا حول طريقة تصويرها للتاريخ والعناصر الثقافية، وفق "إنترستينغ إنجينيرينغ".
وباعتبارها أول جزء من سلسلة Assassin’s Creed تدور أحداثه في اليابان، والتي تجري خلال فترة "سينغوكو" التي امتدت خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر، وهي حقبة شهدت حروبًا وصراعات على السلطة بين اللوردات الإقطاعيين.
جدل حول عرض الوقائع التاريخية
أحد الشخصيات الرئيسية في اللعبة هو "ياسوكي"، وهو شخصية تاريخية يُعتقد أنه كان أول ساموراي من أصول إفريقية.
يقال إن ياسوكي وصل إلى اليابان عام 1580 تقريباً رفقة المبشرين البرتغاليين، ثم خدم تحت قيادة أودا نوبوناغا، أحد أقوى الزعماء الإقطاعيين آنذاك. ومع ذلك، لا توجد أدلة تاريخية موثوقة تؤكد مكانته كساموراي.
ويرى بعض النقاد أن تصويره كمحارب بارز في تاريخ اليابان يعد تحريفاً للحقائق التاريخية. كما أعرب آخرون عن قلقهم من جعل شخصية أجنبية محوراً رئيسياً في قصة تستند إلى تاريخ اليابان.
مشاهد معابد "الشنتو" تثير الغضب
وإلى جانب الجدل التاريخي، واجهت اللعبة انتقادات بسبب استخدامها لمواقع دينية حقيقية.
ففي أحد المشاهد، يظهر ياسوكي وهو يدخل ضريح "إيتاتيهيوزو"، وهو مزار ديني قديم في مدينة هيميجي، ثم يقوم بتدمير المذبح فيه.
وقد أثارت هذه اللقطة استياءً واسعاً بين الجماعات الدينية والثقافية، التي اعتبرتها إهانة لتراث اليابان. وامتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بتعليقات غاضبة، حيث كتب أحد المستخدمين: "إذا كنتم ستجنون الأرباح من تاريخ اليابان، فعلى الأقل احترموه".
كما أشار آخرون إلى أن تصوير مشاهد مماثلة لتدمير الكنائس المسيحية لن يكون مقبولًا في وسائل الإعلام الغربية.
من جهتهم، أكد القائمون على ضريح "إيتاتيهيوزو" أن Ubisoft لم تطلب إذناً لعرض هذا الموقع التاريخي، وأعلنوا عزمهم اتخاذ إجراءات مناسبة. وبالمثل، قال ممثلون عن معبد "توداي جي" في مدينة "نارا" إنهم يناقشون مع مطوري اللعبة طريقة تصويرهم للمعبد.
وزاد من الجدل أن بعض المؤرخين أشاروا إلى أن معبد "توادي جي" كان قد احترق بالكامل قبل وصول ياسوكي إلى اليابان، ولم يكن قد أُعيد بناؤه بعد في الفترة التي تجري فيها أحداث اللعبة.
وحتى الآن، لم تصدر شركة Ubisoft رداً رسمياً على هذه الانتقادات، لكنها دافعت في السابق عن رؤيتها.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية تكنولوجيا
إقرأ أيضاً:
الحركة الإسلامية والجيش السوداني: لعبة التصنيفات وإساءة التوصيف
كتب الدكتور عزيز سليمان استاذ السياسة و السياسات العامة
في خضم الصراعات السياسية التي عصفت بالسودان في العقود الأخيرة، برزت قوى الحرية والتغيير كتيار سياسي طامح لقيادة المشهد الوطني، لكنها وقعت في فخ التعميمات الخاطئة والاتهامات غير المسؤولة. لقد حاولت هذه القوى، بمساندة آلتها الإعلامية، ربط الجيش السوداني القومي، بكامله، بالحركة الإسلامية، في محاولة لتشويه صورته وتقويض دوره كمؤسسة وطنية. هذا التوصيف المتهافت لم يتوقف عند حد التعميم، بل تجاوزه إلى اختزال الجيش في شخصيات بعينها، كعلي كرتي وسناء حمد، في محاولة لتسطيح الواقع السياسي المعقد وتغذية الاستقطاب. هذا المقال يسعى لتفنيد هذه الرواية، وكشف زيف الادعاءات التي تحيط بهذه الشخصيات، مع إبراز الفشل الفكري للسياسيين غير الإسلاميين في مواجهة التيار الإسلامي.
- علي كرتي: أسطورة مختلقة أم ذكاء تنظيمي؟
علي كرتي، الذي يُشار إليه أحيانًا كـ”رأس الحركة الإسلامية”، ليس سوى رمز تضخم حضوره بفعل الدعاية المناهضة أكثر من حقيقة دوره السياسي. كرتي، الذي شغل منصب وزير الخارجية في عهد النظام البائد، لم يكن يومًا مفكرًا سياسيًا أو صاحب رؤية استراتيجية. خبرته السياسية، إن وجدت، كانت إدارية بحتة، تقتصر على تنفيذ سياسات النظام دون إبداع فكري يُذكر. لقد رفعته قوى الحرية والتغيير، عن غير قصد، إلى مرتبة “العقل المدبر”، في محاولة لإضفاء طابع شخصي على صراعهم مع الحركة الإسلامية.
علي ذات نسق رافعة "السيليكون الناطق" حميدتي و صمتهم المريب في تحركاته السياسية و قبولهم بوضعه نائبا لرئيس مجلس السيادة
لكن، وفي تناقض صارخ، يُنسب إلى كرتي وتنظيمه ذكاء تنظيمي استثنائي، حيث استطاعوا، كما يُزعم، حماية السودان من الانهيار الكامل عبر تأسيس كتائب خاصة ساندت الجيش في مواجهة التمرد. هذه الرواية، رغم مبالغتها، تُظهر كيف استغلت الحركة الإسلامية الفراغ السياسي والإعلامي لتعزيز صورتها كقوة وطنية. لكن الحقيقة أبسط: كرتي ليس عبقريًا سياسيًا، بل مجرد عنصر في نظام تنظيمي استفاد من ضعف خصومه. مساهماته الفكرية في السودان شبه معدومة، وتأثيره الحقيقي لم يتجاوز حدود الدعاية التي غذاها خصومه.
- سناء حمد: ظلال علي عثمان وغياب الشخصية السياسية
أما سناء حمد، فهي نموذج آخر للشخصيات التي تم تضخيم دورها بشكل غير مبرر. كواحدة من الأسماء المرتبطة بالحركة الإسلامية، حاولت قوى الحرية والتغيير تصويرها كرمز للنفوذ الإسلامي في الجيش. لكن تاريخ سناء حمد يكشف عن شخصية تفتقر إلى الاستقلالية السياسية، وتعمل كمجرد تابع لعلي عثمان محمد طه، أحد أبرز قادة النظام البائد. لم تُعرف سناء بأي إسهام فكري أو رؤية سياسية، بل كانت جزءًا من آلة تنفيذية تخدم أجندة النظام دون إبداع أو تميز.
إن محاولة ربط الجيش بسناء حمد ليست سوى محاولة يائسة لتشويه المؤسسة العسكرية. فسناء، ككرتي، لا تملك الخبرة أو الكفاءة لإدارة شؤون الدولة، ودورها لم يتجاوز التماهي مع خطاب النظام السابق. إن اختزال الجيش في مثل هذه الشخصيات هو إهانة لتاريخه القومي وتضحياته في الحفاظ على وحدة البلاد.
- فشل المعارضة الفكري وتضخيم الخصم
إن أبرز ما يميز السياسيين السودانيين غير الإسلاميين هو عجزهم عن مواجهة التيار الإسلامي على المستوى الفكري. لم يتمكنوا يومًا من تقديم بديل فكري متماسك يفضح محدودية الإسلاميين أو يكشف هشاشة رؤيتهم. بدلاً من ذلك، لجأوا إلى استراتيجية التشويه والتعميم، فنسبوا الجيش بكامله إلى الحركة الإسلامية، في محاولة لاستمالة الرأي العام و تنفيذ خطة كاتب الرواية . لكن هذه الاستراتيجية ارتدت عليهم، إذ استغلت الحركة الإسلامية هذا التوصيف لتعزيز صورتها كمدافعة عن الوطن.
في هذا السياق، برزت مسميات مثل “كتائب الـبراء” التي قاتلت إلى جانب الجيش، مما أكسبها احترامًا شعبيًا لم تكن لتحظى به لولا الأخطاء الإعلامية لخصومها. لقد حولت الحركة الإسلامية، بذكاء، الاتهامات الموجهة إليها إلى فرصة لتأكيد وجودها كقوة وطنية، في حين فشلت قوى الحرية والتغيير في تقديم رواية بديلة تحترم عقلية الشعب السوداني.
خاتمة: الوطن فوق المصلحة
إن السياسي الصادق هو من يميز بين مصلحة الوطن ومصالحه الضيقة. الجيش السوداني، كمؤسسة قومية، ليس ملكًا لفصيل أو شخصية، بل هو رمز للوحدة الوطنية. محاولات ربطه بالحركة الإسلامية أو اختزاله في أسماء مثل علي كرتي أو سناء حمد ليست سوى انعكاس لضعف الخطاب السياسي لدى خصومهم. في المقابل، استطاعت الحركة الإسلامية استغلال هذه الأخطاء لتعزيز صورتها، لكن ذلك لا يعني أنها تملك رؤية فكرية حقيقية تخدم السودان.
السودانيون، شعب لا يُهزم، أثبتوا عبر تاريخهم أنهم قادرون على مواجهة أي تسلط، مهما طال الزمن. إن عظمة هذا الشعب تكمن في تمسكه بالوطن، وإجلاله لمن يقاتل دفاعًا عنه، سواء كان جيشًا قوميًا أو كتائب شعبية. لكن التحدي الأكبر يبقى في بناء خطاب سياسي يتجاوز الاتهامات السطحية، ويؤسس لمستقبل يحترم عقلية هذا الشعب وتضحياته.
quincysjones@hotmail.com