لا مكان للغزاة على أرضنا.. قراءة في خطاب وزير الدفاع اللواء العاطفي
تاريخ النشر: 7th, March 2025 GMT
في وقت تتصاعد فيه التحديات على الساحة الإقليمية والدولية، يؤكد اليمن مراراً وتكراراً أنه لن يكون ساحة للغزاة مهما كانت الظروف. في خطاب حازم ومباشر، أكد وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر العاطفي أن القوات المسلحة، بقيادة قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، لن تتهاون في حماية سيادة البلاد. الرسالة كانت واضحة وصريحة: التواجد الأجنبي على الأراضي اليمنية خط أحمر، ولا مجال للتفاوض حوله.
خلال كلمته في حفل تخرج دفعة قتالية جديدة، شدد العاطفي قائلاً: “نحن في القوات المسلحة بقيادة قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي لن نتهاون في حماية مقدراتنا ومواردنا وثرواتنا الوطنية.” هذه الكلمات تعكس الموقف الثابت للقوات المسلحة اليمنية التي تعتبر أن حماية الأرض والشعب هي أولويات لا تحتمل التنازل. وأكد أن أي محاولة للنيل من السيادة الوطنية، سواء عبر التدخلات العسكرية أو السياسية، ستكون ردودها قاسية.
وأضاف وزير الدفاع أن القرار الوطني السيادي هو خط لا يقبل المراوغة أو التنازل، وأكد أن هذا الخط لن يُمسّ تحت أي ظرف. “لن نسمح لأي طرف بالتدخل في شؤوننا الداخلية أو المساس بمقدراتنا”، قال العاطفي، في إشارة واضحة إلى أن أي مساس بالسيادة اليمنية سيواجه بتصعيد قوي. كما أن الجزر اليمنية، وفقًا للعاطفي، هي جزء لا يتجزأ من الوطن، ولن يسمح لأي طرف خارجي بتجاوز هذا الواقع.
وجه العاطفي تحذيرًا شديد اللهجة للدول الغربية، قائلاً: “على الأمريكيين والصهاينة والبريطانيين وحلفائهم أن يعيدوا التفكير ألف مرة قبل الإقدام على أي مغامرة غير محسوبة أو تصرف متهور.” هذا التحذير يعكس تصميم اليمن على التصدي لأية محاولات تهدد أمنه واستقراره، ويؤكد أن أي تهديد للسيادة الوطنية سيتم مواجهته بحزم لا يلين.
وفيما يخص القضية الفلسطينية، أكد العاطفي أن دعم فلسطين هو “مهمة سيادية يمنية لن نحيد عنها”. وأوضح أن اليمن سيستمر في دعم القضية الفلسطينية بكل قوة، حتى يتم تحرير الأراضي الفلسطينية وتحقيق النصر الكامل. هذه التصريحات تؤكد أن اليمن لا يتجاهل قضايا الأمة العربية والإسلامية، بل يقف دائمًا في صف الحق ضد الظلم.
من جهة أخرى، تطرق العاطفي إلى تطور القدرات العسكرية لليمن، مؤكدًا أن الصناعات العسكرية في اليمن تسير بخطى ثابتة نحو المزيد من التحديث والتطوير. وقال إن القوات المسلحة باتت أكثر قوة وكفاءة في مواجهة أي تهديدات، مع استمرار تحديث أساليب ووسائل الردع، مما يمنح اليمن القدرة على حماية سيادته وحماية مقدراته.
ختامًا، طالما أن هناك قيادة حكيمة وشجاعة مثل القائد السيد عبدالملك الحوثي، فإن اليمن سيظل عصيًا على أي محاولات لتقويض سيادته أو احتلال أراضيه. إن اليمن، تحت هذه القيادة الثابتة، لن يتراجع عن حقه في الدفاع عن أرضه وشعبه مهما كانت التحديات. رسالتنا إلى العالم واضحة: نحن في اليمن نمتلك القدرة على الصمود والتصدي لأية محاولات للنيل من استقلالنا.
إلى القوى الخارجية، نقول: سيادتنا خط أحمر لن يُسمح بتجاوزه. كل محاولات التدخل أو العبث بمقدراتنا ستواجه برد حاسم. فاليمن ليس ساحة للاختبارات أو التجارب السياسية، بل هو أرض الكرامة والمقاومة. مع استمرار دعمنا للقضية الفلسطينية، وتقدمنا في تعزيز قدراتنا العسكرية، سنواصل مسيرتنا نحو النصر والحرية.
إن اليمن، بقيادة السيد عبدالملك الحوثي، لن يكون أبدًا ساحة للغزاة. سنظل ثابتين على مبادئنا وأهدافنا، وسنستمر في طريقنا نحو السيادة والكرامة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
من هو القيادي الحوثي عبدالله الرصاص الذي استهدفه الجيش الأمريكي في اليمن؟
استهدفت إحدى الغارات الأمريكية المتواصلة عن اليمن القيادي البارز في جماعة أنصار الله "الحوثي"، واسمه عبدالله الرصاص، الذي كان في سيارته مع مرافقين يتنقل بين المواقع العسكرية.
ويأتي ذلك بينما أعلنت جماعة الحوثي أن الرصّاص ومرافقيه توفوا صباح الجمعة بحادث مروري في مديرية مجزر، "أثناء عودتهما من المشاركة في فعالية جماهيرية" بمركز المديرية، غير أن تعازي ذويي وأقارب الضحايا ومعارفهم على مواقع التواصل الاجتماعي وصفتهم بـ"الشهداء في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس"، وهي التسمية التي يطلقها "الحوثيون" على عملياتهم العسكرية خارج الحدود اليمنية.
ويُعد عبدالله أحسن الرصاص، المعروف بكنية "أبو محسن"، أحد القيادات الأمنية البارزة في صفوف جماعة الحوثيين، وارتبط اسمه بالعديد من الأحداث في اليمن، خصوصا في محافظتي صنعاء ومأرب.
وولد الرصاص في قرية "الشرية" التابعة لمديرية بني حشيش الزراعية، شرق العاصمة صنعاء، وانخرط مبكرا صفوف جماعة الحوثي.
وبعد وصل جماعة الحوثي إلى السلطة عام 2015، بدأ الرصاص بالظهور كأحد العناصر الفاعلة ميدانيًا، وأسندت إليه مهام أمنية حساسة، أبرزها توليه منصب مدير أمن مديرية بني حشيش، قبل أن تتوسع صلاحياته لاحقًا ليصبح مشرفًا ميدانيًا للمديرية.
وتم نقل الرصاص إلى مديرية مجزر شمال غربي محافظة مأرب، حيث تولى إدارة الأمن هناك، وهو ما يعكس الأهمية التي كانت تُعطى له ضمن المنظومة الأمنية والعسكرية للحوثيين، خاصة في المناطق المحيطة بمركز محافظة مأرب، ذات الموقع النفطي الحساس.
لم تقتصر مهام عبدالله الرصاص على الجانب الأمني فقط؛ الذي يقال إنه مراس خلاله العديد من "أساليب القمع والترهيب"، بل كُلّف أيضًا بالانخراط في مهام مرتبطة بالقوة الصاروخية التابعة جماعة أنصار الله.
وأشارت مصادر يمنية إلى مشاركته في الإشراف على إنشاء شبكات أنفاق تحت الأرض لتخزين الأسلحة، إضافة إلى نصب منصات صاروخية وأنظمة رصد ومراقبة على المرتفعات الجبلية للمديرية.
وبرز الرصاص كأحد القيادات البارزة التي جمعت بين العمل العسكري والأمني، مع التزامه بالرؤية الأيديولوجية للحوثيين في مختلف المراحل، وارتبط اسمه بعدد من العمليات الأمنية الحساسة، حيث اعتبر شخصية موثوقة في الجماعة.