الثورة نت/

دشنت في مديرية رجوزة بمحافظة الجوف، مشاريع التمكين الاقتصادي لأسر الشهداء والمفقودين، في مجال الثروة الحيوانية.

حيث تم توزيع الأغنام على تسع أُسر في إطار مشاريع الهيئة العامة لرعاية أُسر الشهداء ، لتمكين أسر الشهداء، اقتصاديا وتحقيق الأمن الغذائي.

وقد عبَّرت أسر الشهداء عن شكرهم للقيادة الثورية والسياسية على الاهتمام الملموس المعبِّر عن الوفاء للقيم التي ضحَّى من أجلها الشهداء.

حضر التدشين قيادة التعبئة العامة وفرع الهيئة في المديرية.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الإسلاميون والدعم السريع تضاد التمكين

الإسلاميون والدعم السريع تضاد التمكين

خالد فضل

عندما بدأ تنظيم الإخوان المسلمين نشاطه العلني في السودان إثر المصالحة التي أبرمها مع نظام النميري في 1977م، ركزوا أولاً على التمكين المالي؛ بفكرة أنّ المال يمكنهم من بناء تنظيم قوي، وقد أسهب د. التجاني عبد القادر؛ وهو أحد عناصرهم التاريخية، في توضيح كيفية حدوث ذلك التمكين عبر المصارف الإسلامية التي سيطروا على قيادتها، في مقال له نشرته جريدة الصحافة في العام 2006م بعنوان مكتب التجار الذي ابتلع التنظيم. وقد استمعت إلى جزء من حوار شريف الحمدابي مع الرئيس المناوب وعضو لجنة إزالة التمكين محمد الفكي سليمان ووجدي صالح سردا فيه المسيرة التاريخية لعملية التمكين حتى بلوغ ذروتها باستيلائهم على السلطة عن طريق انقلابهم العسكري 1989م.

ثمّ اتجهوا للتمكين العسكري والأمني، لضمان التأمين لمكتسباتهم المالية، والسيطرة على الحكم في وقت لاحق، مستغلين المال في جذب العناصر الشرهة تحت غطاء الدين، ولعل الشاعر الراحل حميد قد عبّر عن ذلك على لسان ست الدار بت أحمد جابر:

جنسو بدع زولك ده أمرو يحير

توب الدين شفاف وقصير

اتذكرت كلامك لي

إنو في ناس لاعبين بالدين

وناس لاعبابا الأمريكان

واللعب بالدين هو العملة التي سارت وسط جمهرة من المسلمين السودانيين، خاصة طلبة المدارس الثانوية والمعاهد والجامعات. وهم الفئة التي لعبت أكبر الأدوار في توسيع وتسريع عمليات التمكين بكل جوانبها، ولعل استجابة عامة الناس لم تك في حجم نفوذهم وسط المتعلمين- المفترضين- مرد ذلك ربما إلى فارق التطلعات لدى الطرفين، أو إلى الانتماءات الروحانية الصوفية في أوساط العامة مما شكل لهم واقياً مؤقتاً من مسوح الدين، هذا الواقي لم يصمد طويلاً بعد ذلك، إذ اندغم قيادات وأتباع كثير من الطرق الصوفية في معية تيار الإسلام السياسي عندما لمسوا حجم المغريات المادية التي يوفرها ذلك التنظيم، وآثروا ترديد العبارة المضللة، من خدعنا بالدين انخدعنا له. وما يزال الحبل على الجرار كما يقال، وما التيار السياسي المسمى بالتيار الإسلامي العريض حالياً إلا امتداداً عضوياً لتلك العلاقات المادية المشبوهة.

التمكين العسكري اتخذ منحىًّ تصاعدياً، وقد بلغ شأواً بعيداً بإلحاق عناصرهم بالمركز الإسلامي الأفريقي- جامعة أفريقيا العالمية حالياً- تحت ستار برامج الدعوة، وصل حداً وصفه الراحل د. منصور خالد، في كتابه النخبة السودانية وإدمان الفشل؛ إلى تغيير الجلالات المعتادة في الجيش وصبغها بأهازيج إسلامية كما حدث في معسكر جبل أولياء بقيادة المرحوم العقيد محمد الأمين خليفة. لقد تمت تهيئة المشهد العسكري وصبغه بالمسحة الجهادية، ولذلك لا يبدو غريباً أنْ تنتشر الفيديوهات مؤخراً عقب إعادة السيطرة على الخرطوم، وفيها يعلن بعض جنود وضباط الجيش ولاءهم المطلق لجماعة الإسلام السياسي، فهذه الجماعة هي من خططت ونفذت الحرب أساساً بغرض العودة للسلطة بعد فاصل قصير، على طريقة البرامج التلفزيونية (فاصل ونواصل).

حميدتي، جيئ به في إطار عمليات التمكين، والتنافس غير الشريف بين جماعاتهم، والتكالب على الاستحواذ بالكامل على كل شئ، فهم تجمعهم المصالح المادية كأقوى رابطة بينهم، ومن ضمنها بالطبع مراكز السلطة ومواقعها التي تجلب الثروة، لذلك فإنّ عمر البشير لم يأت شيئاً إدّا وهو يستقوي بحميدتي ضد من ينازعونه التحكم والسيطرة من جماعته، ووصفه له بحمايتي دليل ساطع على الدور المطلوب منه، ولهذا نشأت الحساسية بين بعض ضباط الجيش وحميدتي باعتبار موالاتهم لأطراف مناكفة للبشير على أرضية النفوذ والسلطة والمال. بالطبع لا يمكن الجزم بإجمال دوافع الكل؛ ربما كان من بينهم من دفعته الغيرة المهنية فاتخذ موقف الضد من حميدتي، هذا الدافع على سلامته، ربما لا يخلو عند بعضهم من نعرات جهوية أو عنصرية، وبكل تأكيد لا يخلو من دوافع الاستعلاء العسكري ضد من يوصفون بالملكية (ساي) الذين لبسوا لباس الجندية دون مؤهلات عسكرية، وهي نظرة مستمرة تشمل معظم العناصر التي يتم إدماجها في الجيش من أفراد حركات الكفاح المسلح عقب كل اتفاقية للسلام؛ وما أكثرها، بل حتى في وصف عناصر الجهاديين القادمين من الجيش العقائدي الموازي الذي صنعه التنظيم بمسمى الدفاع الشعبي.

دخل حميدتي إلى هذا الكار العطن، وهو يحمل سمات أهل البادية وعفويتهم لأول عهده بمراقي السلطة، ولكن بذكائه الفطري، فهم بسرعة الدور الذي يراد منه، وحدود ذلك في الحماية، وقد قالها صراحة، كانوا يريدوننا غفرا (خفراء). وقد أتاحت له ظروف الترقي السريع كحامي لتمكين فريق من فرقاء التنظيم من المعرفة اللصيقة بهذا الهرم الوهمي والبناء المجوف الفارغ المضمون، تعرّف على العلل والنواقص الأخلاقية والسلوكية التي تتخفى تحت ثياب الواعظينا، بل أكثر من ذلك مشى في دروب تمكينهم السالكة فوجد الطريق معبداً بالإغراءات، ولأنه سليل بادية دارفور يردد في سره الحكمة السائدة (دبيب في خشمو جراداية ولا بعضي)  فصار يحشو خشم الدبايب بالجرادايات. فكان انتقاله الطبيعي إلى مصاف القيادات التي يشار إليها بالبنان، وقد امتاز بكاريزما البساطة المحببة لدى عامة الناس مقارنة بالتزمت الذي يسم مظهر وسلوك معظم ضباط الجيش وقياداتهم، ولأنه عرف أنّ  (القبة ليس تحتها فكي) بل زول عادي تسري عليه نواميس ما يصيبهم فقد أجزل العطاء، وتوسع نفوذه ليشمل بعض الإعلاميين والسياسيين ذوي الحلاقيم الكبيرة ممن يبررون لسلوكهم بشتى المبررات. أما بعض قادة الإدارات الأهلية والطرق الصوفية فهؤلاء أمرهم معلوم بالنسبة لديه، وما أيسر بلوغ تأييدهم ورضائهم، جرادة جرادتين تكفي. وهذه كلها مما وعاه الرجل من أدبيات وممارسات التمكين الذي جيئ به ليحميه، ولعله كان يسخر منهم سرّاً ولسان حاله يردد، تلقوها عند الغافل، أما أنا فمصحصح، يرد على التمكين بتمكين مضاد، ومافيش متمكن أفضل من متمكن، الحشاش يملأ شبكتو، على قول أحدهم ذات مرّة. وهاك يا جيش بجيش، مليشيا بمليشيا، دهب بجبل، شركات بشركات، بنوك ببنك، استخبارات باستخبارات، ارتزاق في مهمات خارجية بارتزاق، سلاح طبي بسلاح طبي، معسكر بمعسكر.. انقلاب بكشفه. الله.. كل ما يفعلوه يبزهم فيه ويتقدم عليهم، تضاد التمكين، وهم جماعة يريدونها كلها (باسم الله)، وحتى في هذه (فالشيخ) عبد الرحيم حمدان؛ وهذه الصفة أطلقها البرهان في يوم توقيع الاتفاق مع عبد الله حمدوك عقب الانقلاب؛ رجل ورع، مولانا عدييل، يطفئ المدخن منهم  سيجارته عند دخوله؛ احتراماً لمولانا بالطبع. نفس الملعب الذي لعبوا فيه ويلعبون بكامل رتوشه، لكنه ولكنهم يستبطنون التضاد. عريبي ساي من بادية دارفور، موسوم في إفادات متواترة بقطّاع طريق أو راعي إبل أو نهّاب حمير، وغيرها مما يروج من صفات التحقير، أميّ، فريق خلا… من جانبه صار أكثر معرفة ودراية بخواء العروش، وباطل الرتوش، لقد فاقهم ذكاء على كل حال، واتضحت نجاضته، فعقبة الشرعية والرسمية المظهرية تجاوزها بسن قانون لقواته من نفس الجهة التي تسن قوانين الجيش، وتمتع ببناء علاقات خارجية مستقلة، ثمّ نهضت قواته الشرسة إلى أداء كل المهام التي يفترض أن يقوم بها الجيش، حتى جمع السلاح من أيدي المليشيات والقبائل تولى أمره، وكانت سيارات (قدس) تهرع جيئةً وذهاباً من أم دافوق إلى بورتسودان، ومن مروي إلى قيسان، تهدئ روع الخائفين من ويلات النزاعات القبلية المميتة، وتفصل بين محاربي القبائل أو الغبائن، ويجلس حميدتي بين زعماء العشائر على سبيل الجودية، حتى صار رمزاً شعبياً محط إعجاب كثيرين. وصفه أحمد هرون بأنّه يؤدي أدوار وطنية مهمة، وعندما انتقد الراحل الصادق المهدي الانتهاكات التي مارستها قواته ضد بعض المدنيين في الأبيض، أودع السجن جزاءً وفاقاً، وقال حميدتي قولته التي سارت بها الوسائط، نحن ماسكين بلف الحكومة، نقول أقبضوا الصادق يقبضوا نقول فكوه يفكوه، نحن فازعين في الخلا، الحكومة بعد تسوي ليها جيش تجي تقابلنا. لقد وصل التمكين عتبة التحدي.

وعندما كانت المواكب تخرج في شوارع وأحياء الخرطوم في نهاية ديسمبر 2018م وحتى أبريل 2019م، استعصمت قواته بمقارها، وارتكز أفرادها بسياراتهم المزودة بالدوشكا، فلم ينخرطوا مع كتائب الظل، وفصائل العلن؛ في قمع الثوار، حتى جاء من رفع لافتة في ساحة الاعتصام (حميتي الضكران خوّف الكيزان) وكانت تلك قمة التضاد، وبداية التدابير الماكرة ضده، فأوقعوه فيما وصفه (الفخ) في مجزرة فض الاعتصام. ظهرت الفيديوهات الأولى كلها، وفيها يظهر الجنود بزي الدعم السريع يحملون السياط، يذلون الشباب والشابات، وانتشرت سيارات (قدس) في شوارع الخرطوم لتأديب الثوار المارقين، اندق إسفين إذن بينه وبين الثوار. هذا بحسابات تدابير المكر بداية مبشرة لما يليها من خطوات، فقد بات نفوذ هذا الرجل مقلقاً، وأخطر ما يثير القلق هو احتمالية احتوائه أو تحييده من جانب قوى الثورة، فهو ليس آيدولوجياً، ولا يعرف جيداً أحابيل ودهاليز السياسيين المحترفين، عفويته وصدقه تجعلانه قابلاً للانحياز إلى ما يراه صحيحاً في أي لحظة فهو غير مأمون الجانب على كل حال. جاءوا بحيلة التصحيح، خدعوه ثانيةً، فجمعوا له بعض من يعرفهم من ذوي الحلاقيم الكبيرة من السياسيين، وبعض الذين يعرف عمق بيرهم وغطايتها من قادة الجبهة الثورية، وكان هو الممول لاعتصام القصر؛ الذي حشروا فيه أجندتهم وواجهاتهم. ويا البرهان ذيييع البيان.

فطن الرجل الذكي؛ إلى الحيلة منذ وقت مبكر، يقال والعهدة على الرواة إنّ المرحوم الزبير محمد صالح نائب عمر البشير يومها، سأل رئيسه: إنت يا البشير نحن الليل كلو حارسين الكباري وبالنهار ما عندنا أي شغل، الحكاية شنو؟ لقد كان أعضاء التنظيم اللئيم يديرون الشغل نهاراً ويجعلون الزبير وأمثاله حراساً. وهو ذات السيناريو الذي لحظه حميدتي عقب الانقلاب مباشرة، فطفق يطنطن.. ده ما التصحيح المتفقين عليهو… دي عودة ظهور الفلول عدييل.. وقال مصرحاً بذلك (في ناس بفتحوا لمواكبهم الكباري، وفي واحدين بسدوها منهم بالحاويات دي ما عدالة) كان يشير إلى الطريقتين المختلفتين لمواجهة المظاهرات. ظهر تضاد التمكين سافراً، وكان لابد من تدبير جديد، الظهور بمظهر الإذعان للضغوط الإقليمية والدولية والمحلية، الموافقة على الاتفاق الإطاري، ووضع حميدتي في فوهة المدفع؛ فهو سيرفض نقض تمكينه بيده، وستكون تلك فرصة مناسبة للانقضاض الإعلامي عليه وتجريده أمام الثوار، تمهيداً للإجهاز عليه عسكرياً. لكن الرجل فوّت الفرصة بدهاء، بل ظهر وكأنه الأحرص على الاتفاق والسير فيه إلى نهايته، هنا أسقط بين يديهم، ما العمل؟ وحدث ما حدث..

لن يحتاج أي مواطن سوداني في الولايات التي ظل الجيش مسيطراً عليها، أو تلك التي عاد للسيطرة عليها مؤخراً إلى من يحدثه عن تحكّم عناصر النظام المباد، هذا واقع يعرفه الجميع، ومع ذلك لن تعدم من يغالط نفسه بإصرار، إمكن ديل ما هم. ولحين شفاء العقول من لوثة المغالطات، سيكون التمكين قد أكمل دورته هنا في الوسط والشمال النيلي، بينما التمكين المضاد سيكون قد أرخى بسدوله في دارفور وكردفان، ويا دار ما دخلتك ثورة… أو هكذا يخيل لهم.

الوسومالاخوان المسلمين التجاني عبد القادر التمكين الدعم السريع الزبير محمد صالح السودان الصادق المهدي القوات المسلحة الكيزان حميدتي خالد فضل عمر البشير فض الاعتصام محمد الأمين خليفة نميري

مقالات مشابهة

  • ‏حُكّام العراق يرفضون الإصلاح الاقتصادي
  • الإسلاميون والدعم السريع تضاد التمكين
  • "التربية" تُبرز مشاريع طلاب المدارس في معرض جدكس 2025
  • تدشين العمل في ثلاثة مشاريع مياه في بعدان بإب
  • الهيئة العامة للطرق تعلن عن تحويلة مرورية جديدة لتطوير تقاطع طريق مجلس التعاون الخليجي مع طريق الظهران/بقيق
  • تجديد تعيين محمد محمود نائبًا لرئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس
  • قرار جمهوري بتجديد تعيين نائب رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس
  • قرار جمهوري بالتجديد لنائبي رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس
  • قرار جمهوري بالتجديد لنائب رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس
  • تدشين اختبارات الثانوية العامة في أمانة العاصمة والمحافظات