7 مارس، 2025

بغداد/المسلة: أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها تراجع جميع الإعفاءات الاقتصادية التي توفر لإيران أي درجة من الدعم، في خطوة تصعيدية قد يكون لها انعكاسات واسعة، خصوصاً على العراق الذي يعتمد بشكل كبير على واردات الغاز والكهرباء من طهران.

المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، تامي بروس، أكدت أن واشنطن تحث العراق على الإسراع في التخلص من اعتماده على مصادر الطاقة الإيرانية.

هذا التصريح يعكس ضغوطاً متزايدة على بغداد، التي تجد نفسها أمام تحدٍ مزدوج يتمثل في تلبية احتياجاتها من الكهرباء وسط أزمة طاقة خانقة، وفي الوقت نفسه، تفادي أي تداعيات اقتصادية وسياسية جراء الالتزام بالعقوبات الأمريكية.

بغداد بين المطرقة والسندان

يعتمد العراق على الغاز الإيراني لتشغيل محطات الكهرباء التي تغذي معظم محافظاته، إذ تستورد بغداد حوالي 40% من احتياجاتها من الطاقة من طهران. ورغم محاولاتها تنويع مصادرها، فإن مشاريع استثمار الغاز المحلي لا تزال متأخرة، ما يجعل العراق في موقف ضعيف أمام أي تشديد للعقوبات الأمريكية.

الحكومة العراقية، التي حصلت سابقاً على إعفاءات دورية من واشنطن لاستيراد الطاقة من إيران، قد تواجه الآن قيوداً أكثر صرامة. وإذا ألغيت هذه الإعفاءات، فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم أزمة الكهرباء، خصوصاً مع اقتراب فصل الصيف الذي يشهد ارتفاعاً في معدلات الاستهلاك وانقطاعات متكررة للتيار الكهربائي.

انعكاسات اقتصادية وسياسية

تداعيات القرار الأمريكي لا تقتصر على ملف الطاقة فقط، بل تمتد إلى الاقتصاد العراقي بشكل أوسع. فالعراق يسدد جزءاً من مستحقات الغاز الإيراني بالدينار العراقي عبر حسابات مصرفية مجمدة، ما يعني أن أي وقف للإعفاءات قد يعطل هذه الآلية ويفرض تحديات مالية جديدة على بغداد.

سياسياً، يضع هذا الضغط الأمريكي الحكومة العراقية أمام اختبار صعب، إذ يتعين عليها التوفيق بين علاقتها الاستراتيجية مع واشنطن وشراكتها الاقتصادية مع طهران. ومع تصاعد التوترات في المنطقة، فإن أي خطوة أمريكية جديدة قد تؤثر على التوازن الهش في المشهد العراقي.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

تطبيع العلاقات مع سوريا يثير جدلاً ونواب يعتبرونه استهدافا انتخابيا

27 أبريل، 2025

بغداد/المسلة:يدعو العراق الرئيس السوري أحمد الشرع لحضور القمة العربية في بغداد يوم 17 مايو 2025، في خطوة تؤكد سعي بغداد لتعزيز علاقاتها مع الإدارة السورية الجديدة.

و يعكس هذا القرار، إرادة سياسية لتفعيل الدور العراقي في المحافل العربية، حيث أشار وزير الثقافة أحمد البدراني إلى أن القمة ستناقش تحديات الأمة العربية.

تبرز هذه الدعوة كجزء من استراتيجية أوسع لتطبيع العلاقات مع سوريا، وهو قرار وصفه المسؤولون العراقيون بأنه سيادي ويخدم المصالح القومية.

ويشير التوجه العراقي إلى رغبة في تحقيق توازن دبلوماسي في منطقة مشتعلة بالتوترات. يسعى العراق، الذي يحافظ على علاقات مع إيران والولايات المتحدة، إلى لعب دور وسيط إقليمي دون الانحياز لأي محور. يواجه هذا المسعى تحديات، أبرزها الاستقطابات الإقليمية التي قد تعيق إعادة دمج سوريا في المحيط العربي. تضاف إلى ذلك تعقيدات العلاقة مع إيران، التي تدعم النظام السوري السابق، مما يتطلب من بغداد دبلوماسية دقيقة لتجنب الصدام مع طهران مع تعزيز علاقاتها بدمشق.

ويعكس الجدل الداخلي حول تطبيع العلاقات مع سوريا تقاطع السياسة الخارجية مع الحسابات الانتخابية. يرى محللون أن بعض القوى السياسية تستغل هذا الملف لتعزيز مواقفها قبل الانتخابات، خاصة مع مشاركة رئيس الوزراء وأجزاء من الحكومة في السباق الانتخابي.

و تكمن المشكلة في احتمال تحويل قرار استراتيجي إلى أداة للمناكفات السياسية، مما قد يضعف تماسك السياسة الخارجية العراقية.

ويتطلب نجاح هذه الخطوة عزل الدبلوماسية عن التجاذبات الداخلية. تبدو الدعوة الموجهة للشرع محاولة لتأكيد مكانة العراق كمركز للحوار العربي، لكنها تثير تساؤلات حول قدرة بغداد على إدارة التوازن بين مصالحها الوطنية وتطلعاتها الإقليمية. تشير التحركات الأخيرة إلى ثقة حكومية في اختراق المحاور المغلقة، لكن التحديات الإقليمية والداخلية تظل عائقاً يتطلب حنكة سياسية.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • العراق يوقِّع عقداً مع شركة صينية لمضاعفة إنتاج حقل شرق بغداد النفطي
  • واشنطن تبلغ العراق رفضها الشديد في استيراد الغاز من إيران
  • جولة جديدة من الحوار بين بغداد وواشنطن
  • تركيا تحتفل بذكرى “النصر” على بريطانيا في العراق
  • الحكيم: الانتخابات القادمة ستوصل العراق إلى بر الأمان
  • شركة الكهرباء في البرتغال: عودة جميع محطات الطاقة الفرعية للعمل
  • فؤاد حسين: بغداد تتفاوض مع دول أخرى لتأمين إمدادات الغاز
  • الحكومة المصرية: لن نقطع الكهرباء خلال فصل الصيف
  • مفاوضات عراقية-أمريكية لحماية الأموال وحسم ملف المصارف
  • تطبيع العلاقات مع سوريا يثير جدلاً ونواب يعتبرونه استهدافا انتخابيا