أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة صورة العربي في سرديات أميركا اللاتينية «أبوظبي للغة العربية» يواصل استقبال مشاركات برنامج المنح البحثية 2025

في كتابه «العلوم الإسلامية وقيام النهضة الأوروبية»، يأخذنا د. جورج صليبا، أستاذ العلوم العربية والإسلامية بجامعتي كولومبيا ونيويورك، في رحلة تاريخية لاستكشاف جذور العلوم الإسلامية وعلاقتها بالنهضة الأوروبية.

يقدم الكتاب، الذي ترجمه إلى العربية الدكتور محمود حداد، وصدر ضمن مشروع كلمة التابع لمركز أبوظبي للغة العربية، مراجعة نقدية للسرديات التقليدية حول نشأة العلوم في الحضارة الإسلامية.
يبدأ الكتاب بمناقشة السردية الكلاسيكية التي يروِّج لها بعضهم في الغرب، والتي تفترض أن الحضارة الإسلامية اعتمدت في نهضتها العلمية على نقل العلوم من الحضارات السابقة، لكن المؤلِّف يفنِّد هذا الطرح، مؤكداً أن العلوم الإسلامية لم تكن مجرد امتداد للمعرفة القديمة، بل شهدت تطورات وإضافات جوهرية جعلتها أساساً للثورة العلمية في أوروبا، وأن العلماء المسلمين لم يكونوا مجرد ناقلين للمعرفة الإغريقية، بل كانوا ناقدين لها، إذ قاموا بإعادة صياغة النظريات وتصحيحها، ما أدى إلى ظهور ابتكارات علمية جديدة تجاوزت حدود الفكر اليوناني.
ويعتمد د. صليبا على تحليل أعمق لمراحل تطور العلوم الإسلامية، موضحاً أن النقل العلمي لم يبدأ في العصر العباسي فحسب، بل كانت هناك إرهاصات مبكرة منذ العصر الأموي، وتحديداً في عهد عبد الملك بن مروان، مستنداً في ذلك إلى مصادر تاريخية موثوقة، منها كتاب «الفهرست» لابن النديم، الذي يوثِّق نشأة العلوم في الحضارة الإسلامية وعلاقتها بالحضارات الأخرى.
وفي سبيل إثباته أن تأسيس علم فلك إسلامي مستقل أسهم لاحقاً في الثورة العلمية الأوروبية، يركِّز الكتاب بشكل خاص على علم الفلك، حيث يستعرض تطور هذا العلم من ترجمة كتاب «المجسطي» لبطليموس إلى تطوير نظريات أسهم بها علماء الفلك المسلمون، مثل ابن الشاطر ونصير الدين الطوسي، الذين قدَّموا نماذج رياضية متطورة أسهمت في تصحيح الأخطاء الموجودة في النظريات البطلمية، أدَّت إلى اكتشافات مؤثرة، مثل حركة القمر ونماذج ابن الشاطر لحركة الكواكب. 
يختتم د. جورج صليبا كتابه بالتأكيد على أن النهضة الأوروبية لم تكن لتتحقق دون الأسس التي أرستها الحضارة الإسلامية في مجالات العلوم والفلسفة. ويوضح أن العلماء المسلمين لم يكونوا مجرد حلقة وصل بين المعرفة اليونانية والفكر الأوروبي، بل كانوا رواداً في تطوير منهجيات علمية جديدة أثرت بشكل مباشر في تشكيل النهضة العلمية الحديثة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: العلوم الإسلامية العلماء مشروع كلمة مشروع كلمة للترجمة مركز أبوظبي للغة العربية الحضارة الإسلامیة العلوم الإسلامیة

إقرأ أيضاً:

محافظ الطائف يدشن ملتقى المسؤولية الاجتماعية وبرامجه العلمية والاقتصادية

دشن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نهار بن سعود بن عبدالعزيز محافظ الطائف اليوم، ملتقى المسؤولية الاجتماعية، الذي سلط الضوء من خلال ورشه وجلساته الحوارية التخصصية في الجوانب العلمية والثقافية على الفرص التنموية والاستثماريّة والاقتصاديّة الكامنة في ممارسات المسؤولية الاجتماعية، بتنفيذ من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية ممثلة بفرع الوزارة بمنطقة مكة المكرمة، وأمانة محافظة الطائف، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والخبراء وصناع القرار.

وشهد حضور سمو محافظ الطائف انطلاق عدد من العروض والفقرات، التي تعبر عن أصالة المملكة ونهضتها مع أبنائها في ممارسات المسؤولية الاجتماعية وقدرتهم على تحويل هذه الممارسات إلى أعمال ريادية نوعية وفرص اقتصاديّة، وذلك من خلال مذكرات تفاهم ودراسات تطمح إلى إحداث عجلة تنموية متطورة في المسؤولية الاجتماعية وتوسيع مشاركة القطاع الخاص في تنميتها واستدامتها.

وفي ختام الملتقى كرم سمو محافظ الطائف، الجهات الحكومية والمشاركة ذات العلاقة.

مقالات مشابهة

  • عضو الأمانة المركزية للشعب الجمهوري: عمال مصر بناة المستقبل وصناع الحضارة والتنمية
  • استشاري يكشف الطريقة العلمية لحقن الذهب في العين.. فيديو
  • جامعة عين شمس تعتمد نتائج الفائزين بجوائزها العلمية لعام 2024 بمختلف المجالات
  • كشمير المتنازع عليها.. إليكم جذور الصراع وحدوده على الخريطة
  • مركز أبوظبي للغة العربية يطلق أحدث مبادراته «100 قصة من مجتمعنا»
  • محافظ الطائف يدشن ملتقى المسؤولية الاجتماعية وبرامجه العلمية والاقتصادية
  • الإبادة العرقية.. وجه الغرب الخفي في تدمير الحضارات.. قراءة في كتاب
  • أبوظبي للكتاب يناقش دور الحكاية العربية في السينما العالمية
  • “بودكاست من أبوظبي”.. مبادرة مبتكرة لنشر المعرفة في معرض الكتاب
  • مينا مسعود يسرد الحكاية العربية بعين عالمية في «أبوظبي للكتاب»