صحيفة الاتحاد:
2025-04-30@07:33:45 GMT

الرقم واحد..!

تاريخ النشر: 7th, March 2025 GMT

بقلم: أ. د لعبيدي بوعبدالله
إن لدلالة «الرقم واحد» في الاستعمالات اللغوية، توظيفات تعكس البعد التداولي للغة، الذي يعزِّز مكانتها، ويحفظ حيويتها، ويؤكِّد ما خبره البلاغيّون في فهم أنماط التراكيب وانزياحات المعاني، وهو بعد يعكسُ إبداعيّة المتكلّم حين امتلاكه آليَّات التصرّف في دلالات الألفاظ والتراكيب، سعياً إلى الارتقاء بخطابه المنتج إلى ما يعبّر به عن أغراضه وأفكاره ومشاعره، ويعبر به إلى مرافئ المخاطَبين في مختلف الوضعيات التواصلية، وبكل ما تحمله تلك الخطابات من مطابقات أو مفارقات.

 
فالرقم واحد -بوصفه مبدأ الحساب الذي لا غنى عنه- يرتبط في الموروث الثقافي الشعبي بالجانب العقدي، الذي يدل على وحدانية الله، فهو الواحد، لدرجة أنهم اعتاضوا هذا الرقم -أثناء العدِّ- بالعبارة: (الواحد ربِّي، اثنان...)، وجعلوه وصفاً للمتفوِّق والمتميِّز، فقالوا: «الكاتب رقم واحد، والمنتج رقم واحد، والفريق رقم واحد...». 
وقد وظّفه الفقهاء عند حديثهم عن صلاة الواحد وصلاة الجماعة، وتناوله رواة الحديث عندما اعتبروا خبر الواحد دون خبر الكافة. وبه أوّل المفسّرون لفظ «ضعيف» في قوله تعالى: ﴿إِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً﴾ بقولهم: «إنما أنت واحد». وجعله النحاة أصلاً لمباني الكلمات، مثلما أشار إلى ذلك ابن جني في قوله: «والواحد هو الأصل». 
وتوسّع الأدباء والشعراء في استخدام لفظ «الواحد» بوصفه المتقدِّمَ الذي لا نظير له، والفذّ من جنسه على الإطلاق، فراحوا يتفنّنون في نسج صورهم الشعرية، في مختلف الأغراض مدحاً وفخراً ووصفاً وحكمةً، مثلما جاء في المثل: «واحد كألف»، فقال أحدهم يمدح:
إذا عُدَّتْ رِجالُ العَصْرِ يَوْماً
‌فإنَّكَ ‌واحِدٌ بِمقامِ أَلْفِ
وقال آخر يفخر:
قيلَ لي:
‌أَنْتَ ‌واحِدُ النَّاسِ في كُل
كَلامٍ مِنَ المَقالِ بَديهِ
وقال آخر يصف ممدوحه:
إنَّما ‌أَنْتَ ‌واحِدٌ غَيْرَ أَنِّي
لَسْتُ أُعْطيكَ مَنْزِلَ الآحادِ
ومع ذلك كله، فإن لفظ «الواحد» وإن كان دالاً على الوحدة والضعف، أو على القلّة والنقص، فهو يبقى «واحداً»، مهما تعدّدت العشرات والمئات، وتضاعفت الآلاف، رمزاً للتفرّد والتفوّق، وعلامة مسجّلة في عالم التميّز والرّيادة.
أستاذ بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية

أخبار ذات صلة د. نزار قبيلات يكتب: تأثيل الرّمسة الإماراتية وعام المجتمع جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية تختتم فعاليات المخيم التراثي

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية الموروث الثقافي الموروث الشعبي

إقرأ أيضاً:

سعر صرف الدولار الواحد تجاوز حاجز الـ 2563 ريالً

 

 

الثورة  / يحيى الربيعي
بينما يئن الاقتصاد اليمني تحت وطأة الفوضى المستمرة في المحافظات المحتلة منذ عقد من الزمان، يسجل الريال اليمني فصولًا جديدة من التدهور المريع أمام العملات الأجنبية. ففي مشهد اقتصادي قاتم، تجاوز سعر صرف الدولار الواحد حاجز الـ2563 ريالاً في محلات الصرافة بعدن والمحافظات المحتلة الأخرى يوم الأربعاء الماضي، ليثير موجة جديدة من التساؤلات الحادة حول الأسباب الجذرية لهذا الانهيار المتواصل، وتأثيراته الكارثية على حياة المواطنين.
أرقام مفزعة
كشفت مصادر مصرفية عن بلوغ سعر صرف الدولار مستويات قياسية تجاوزت الـ2563 ريال للبيع، بفارق ملحوظ عن سعر الشراء، ولم يكن حال الريال السعودي، العملة الأجنبية الأكثر تداولًا، بأفضل حال، حيث قفز سعر بيعه إلى 656 ريالًا. هذا الارتفاع الجنوني في أسعار الصرف جاء عقب إعلان البنك المركزي اليمني في عدن عن مزاد إلكتروني بسعر صرف رسمي بلغ 2409 ريالات للدولار، ليؤجج علامات الاستفهام حول جدوى هذه المزادات في ظل استمرار التدهور.
والأكثر إثارة للقلق هو التناقض الصارخ بين منطق السوق وآليات العرض والطلب وبين الواقع المرير الذي يشهده سوق العملات في اليمن، فبحسب خبراء الاقتصاد، يبدو أن تحركات سعر الصرف قد انفلتت من عقال السياسات الاقتصادية التقليدية، لتشير بوضوح إلى وجود قوى خفية، ربما ذات طبيعة غير اقتصادية، هي من تعبث بالسوق وتدفع بالريال نحو القاع.
الريال كأداة لتعميق المعاناة وتحقيق المكاسب
في خضم هذا المشهد الضبابي، وجه محللون اقتصاديون سهام النقد الحاد نحو السياسات النقدية لحكومة المرتزقة، محملين السلطات النقدية المسؤولية المباشرة عن هذا الانحدار الكارثي. وعبر منصات التواصل الاجتماعي، عبّروا عن استغرابهم ودهشتهم إزاء استمرار ما وصفوه بـ «المقامرة والإصرار على الفشل» من قبل البنك المركزي في عدن، متسائلين عن المدى الذي سيبلغه هذا التدهور.
وفي تحليلات معمقة، أكد خبراء اقتصاديون على إخفاق البنك المركزي في عدن في تحقيق الاستقرار النقدي، منتقدين ابتعاده عن أولويات البنوك المركزية حول العالم، التي تضع استقرار الأسعار ومكافحة التضخم في صدارة اهتماماتها. في المقابل، أشادوا بالجهود التي يبذلها البنك المركزي في صنعاء في الحفاظ على استقرار نسبي للعملة المحلية في مناطق سيطرة حكومة البناء والتغيير، رغم الظروف الصعبة والحصار الاقتصادي الذي يرزح تحته اليمن منذ عام 2015م.
ذهب الخبراء إلى أبعد من ذلك، مؤكدين أن تراجع قيمة الريال اليمني بات يُستخدم كأداة لتعميق معاناة الشعب اليمني، خاصة في المحافظات المحررة، وتحقيق مكاسب شخصية على حساب المصلحة العامة. وأشاروا إلى أن المواطنين يدفعون الثمن باهظًا لهذا الانهيار المتواصل، حيث تتصاعد أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية بشكل جنوني مع كل انخفاض جديد في قيمة العملة.
أداة
وأكد الخبراء أن تراجع قيمة الريال اليمني أصبح أداة في يد البعض لتعميق معاناة الشعب اليمني، في المحافظات المحتلة وتحقيق مكاسب شخصية على حساب المصلحة العامة. مشيرين إلى أن المواطنين يواجهون نتيجة لذلك تداعيات مباشرة وقاسية جراء هذا الانهيار المتواصل للعملة المحلية.
فمع كل انخفاض في قيمة الريال، ترتفع أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية بشكل فوري، مما يفاقم من حدة الأزمة المعيشية التي يعاني منها السكان.
هذا الارتفاع المتسارع في الأسعار يأتي في ظل انعدام الأمن الغذائي الذي يضرب البلاد بشدة، ونقص في فرص الدخل والعمل، خاصة مع استمرار الفوضى الأمنية التي تسود عموم المحافظات المحتلة والتي تدخل عامها الحادي عشر.
وتتزايد المخاوف يومًا بعد يوم من تفاقم الأزمة الإنسانية في تلك المحافظات، حيث يعيش غالبية السكان تحت خط الفقر ويعتمدون بشكل كبير على المساعدات الإنسانية. ومع استمرار تدهور قيمة العملة، تتآكل القدرة الشرائية للمواطنين بشكل متسارع، مما يجعل الحصول على الاحتياجات الأساسية من غذاء ودواء تحديًا يوميًا.
حافة المجاعة
هذا الوضع المأساوي لا شك يهدد إن لم يدفع المزيد من اليمنيين في تلك المحافظات إلى حافة المجاعة، خصوصًا في ظل محدودية الموارد وضعف الاستجابة الإنسانية الدولية. ويبدو أن الحل لهذه الأزمة المتفاقمة يتطلب إعادة نظر جذرية في السياسات النقدية المتبعة، والعمل على إيجاد آليات فعالة لضبط سوق الصرف بعيدًا عن المصالح الشخصية والمكاسب الفردية، بعيداً عن استمرار ربط ما يحدث من الانهيار الاقتصادي بمبررات وذرائع متطلبات التدخل الدولي العاجل لوقف نزيف الاقتصاد اليمني، ودعم الجهود الرامية إلى تخفيف المعاناة الإنسانية المتزايدة في مناطق سيطرة حكومة الفنادق والتي تمزقها الفوضى تنهكها الأزمات المتلاحقة والمفتعلة على أيدي أرباب تلك المصالح والمكاسب.

مقالات مشابهة

  • مذيعي القنوات يريدون انتزاع إدانة من عبد الواحد مع جهلهم ، ربما ، بالموازنة الصعبة
  • نورة المري.. أول إماراتية تنال زمالة شميت للعلوم
  • انخفاض أسعار الذهب محليا
  • أبوظبي للكتاب.. فعاليات ثقافية لجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية
  • سعر صرف الدولار الواحد تجاوز حاجز الـ 2563 ريالً
  • ندوة لـ«جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية» تناقش «العقل الجامد والعقل الفعّال»
  • ألفت عمر تحصل على «الدكتوراه الفخرية» من الجامعة الأمريكية للعلوم (صور)
  • افتتاح نادي محضة للعلوم والابتكار
  • فؤاد عبد الواحد يطرح أحدث أغانيه.. غيابك يوم
  • تعاون بين جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية و«المحظرة» الموريتانية