لماذا تسرع حكومة نتنياهو خطط الاستيطان في القدس الشرقية؟
تاريخ النشر: 7th, March 2025 GMT
تواصل حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساعيها على قدم وساق لتعزيز الاستيطان في القدس، وهو ما يثير تساؤلات بشأن الأهداف الإسرائيلية الحقيقية والمطلوب فلسطينيا لمواجهة هذا الزحف الاستيطاني.
وحسب الخبير في شؤون القدس والاستيطان خليل التفكجي، فإن السياسة الإسرائيلية ترتكز على تطويق الأحياء الفلسطينية بالمستعمرات اليهودية ثم إقامة بؤر استيطانية داخل الأحياء الفلسطينية.
وعقب ذلك، تُحول الأحياء الفلسطينية إلى فسيفساء داخل أحياء يهودية لتذويب القدس الشرقية مع القدس الغربية، حسب التفكجي.
وأشار إلى أن القدس بين عامي 1948 و1967 كانت مدينة هامشية، لكن الوضع اختلف بعد ذلك، إذ تريد إسرائيل وضعها الآن في قلب الدولة العبرية.
وتعتزم السلطات الإسرائيلية التصديق على إقامة أكثر من ألف وحدة استيطانية بالقدس الشرقية، وتتضمن الخطة بناء 380 وحدة استيطانية في مستوطنة "نوف تسيون" بالقرب من جبل المكبر، وفق هيئة البث الإسرائيلية.
وتشمل الخطة أيضا بناء 650 وحدة استيطانية بين مستوطنة "هار حوما" وحي "رامات راحيل" قرب صور باهر.
وعرج الخبير بشؤون القدس والاستيطان على ممارسات إسرائيل الاستيطانية داخل القدس وتوسيع حدود بلديتها من خلال السيطرة على الجغرافيا والديمغرافيا وتشكيل القدس الكبرى بالمفهوم الإسرائيلي.
إعلانوسلط الضوء أيضا على ما يجري داخل البلدة القديمة في القدس والتسلسل الزمني لتوسيع الحي اليهودي بداخلها من 5 دونمات إلى 130 دونما ومحاولة زيادة السكان الإسرائيليين، مؤكدا أنه يجري إحاطتها ببؤر استيطانية وحدائق توراتية.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية ذكرت أن رئيس البلدية الإسرائيلية في القدس قدم مقترحا إلى الحكومة يدعو لتوسيع منطقة بلدية القدس لتضم مستوطنات مقامة على أراض مصنفة ضمن الضفة الغربية.
ويهدف المقترح -حسب رئيس البلدية- إلى تعزيز الأغلبية اليهودية في القدس وتكريسها عاصمة لدولة إسرائيل"، على حد تعبيره.
بدوره، قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي إن لدى إسرائيل 3 أهداف في القدس تفسر جرأة خططها الاستيطانية وهي:
تهويد القدس والإمعان في ذلك داخل البلدة القديمة بإنشاء مستعمرات حولها. استخدام تهويد القدس من أجل التوسع الاستيطاني والسيطرة على أكبر عدد من الأراضي. شطر الضفة الغربية عبر ضم المستوطنات في القدس والأغوار وقطع أي تواصل جغرافي بين مكونات الضفة ضمن مخطط لنسف أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية.وحسب البرغوثي، فإن إسرائيل تعمل على تغيير معالم وجغرافيا الضفة الغربية عبر ضم الأراضي والتوسع الاستيطاني عبر أدوات أبرزها جدار الفصل العنصري والحواجز الإسرائيلية والطرق الالتفافية.
وخلص إلى أن إسرائيل تكرر ما فعلته في أراضي 1948 في مناطق الضفة والقدس.
وتهدف إسرائيل من جراء ذلك -وفق البرغوثي- إلى إضعاف الوجود الفلسطيني في القدس عبر تهويد ومصادرة ممتلكات الفلسطينيين، وخلق ظروف اقتصادية صعبة لإجبارهم على المغادرة، إلى جانب عمليات تخريب اجتماعي واقتصادي.
ووفق التقديرات الإسرائيلية، فإن الفلسطينيين يشكلون 39% من عدد السكان في مدينة القدس بشطريها الشرقي والغربي، وهي نسبة تقلق إسرائيل بحسب تصريحات مسؤوليها.
إعلان
ورأى الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية أن الرد على الخطوات الإسرائيلية يكون بـ3 خطوات وهي:
تثبيت ودعم صمود الناس على الأرض. دعم الناس الباقين في أرض فلسطين عبر خطط يتكفل بها كل من يملك مقومات المساهمة. الوحدة الفلسطينية وتطبيق ما اتفق عليه في بكين بإنشاء حكومة وطنية موحدة.وأبدى أسفه لعدم نجاعة أي خطوات قانونية أو حلول تفاوضية وسط لوقف الخطط الإسرائيلية، مشيرا إلى أن الرد يكمن بالكفاح والنضال والمقاومة لتغيير ميزان القوى، ودعم صمود وبقاء الناس، إضافة إلى حركة المقاطعة وفرض العقوبات.
وخلص إلى أن المستوطنين أصبحوا قوة سياسية وانتخابية واقتصادية داخل إسرائيل، وشكلوا أيضا لوبيا يعمل في بلدان مختلفة.
بدوره، لم يتفاجأ الصحفي المختص بالشؤون الإسرائيلية إيهاب جبارين من تسارع الخطط الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة والقدس، وقال إنه يجب توقع ما هو أخطر وغير محسوب.
وأشار جبارين إلى أن هذه الخطط تشكل إرضاء لليمين المتطرف، وتندرج في سياق وعود الائتلاف الحكومي قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وكذلك في إطار تشتيت الأنظار ضد ما تقوم به حكومة نتنياهو.
وتعد القدس -حسب جبارين- واحدة من أفقر المدن داخل إسرائيل ويصعب على اليهود العيش فيها، لذلك تحاول تل أبيب "تبني إستراتيجية الاستيطان لتعزيز الوجود اليهودي".
ولفت إلى زيارة مسؤولين إسرائيليين لديهم باع طويل في الاستيطان يتقدمهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إلى الولايات المتحدة، مؤكدا أن المستوطنين باتوا اليوم أقوياء اقتصاديا وثقافيا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی القدس إلى أن
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يعتزم بناء أكثر من ألف وحدة استيطانية في القدس المحتلة
تعتزم سلطات الاحتلال الإسرائيلي التصديق، على إقامة أكثر من 1000 وحدة استيطانية بالقدس المحتلة.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، الأربعاء: "من المتوقع أن يتم تقديم خطة لبناء أكثر من 1000 وحدة سكنية في القدس الشرقية اليوم للتصديق عليها من قبل لجنة التخطيط والبناء المحلية في القدس" التابعة للبلدية الإسرائيلية.
وأضافت: "وفقا للخطة، من المتوقع بناء 380 وحدة سكنية في حي (مستوطنة) "نوف تسيون" بالقرب من جبل المكبر. بالإضافة إلى مدرسة وكنيسين ومناطق تجارية".
وتابعت: "وبالقرب من حي صور باهر الفلسطيني، بين كيبوتس (مستوطنة) "رمات راحيل" وحي "هار حوما"، سيتم بناء 650 وحدة سكنية أخرى، ومناطق تجارية، ومدرسة ابتدائية، وكنيس ومركز مجتمعي ورياض أطفال".
وكانت الحكومة الإسرائيلية صعدت عمليات الاستيطان في القدس المحتلة والضفة الغربية.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن نائب رئيس البلدية الإسرائيلية في القدس أرييه كينغ، أرسل الأسبوع الماضي اقتراحا إلى الحكومة للترويج لقرار حكومي من شأنه توسيع منطقة بلدية القدس لتضم مستوطنات مقامة على أراض مصنفة ضفة غربية في محيط المدينة.
ونقلت الهيئة عن كينغ: "الغرض من الاقتراح هو تكريس الأغلبية اليهودية في القدس وتقويتها كعاصمة لدولة إسرائيل" على حد تعبيره.
وبحسب التقديرات الإسرائيلية فإن الفلسطينيين يشكلون 39 في المئة من عدد السكان في مدينة القدس بشطريها الشرقي والغربي وهي نسبة تقلق إسرائيل بحسب تصريحات مسؤوليها.
وإضافة إلى البناء الاستيطاني في القدس، تسعى الحكومة الإسرائيلية لتوسيع حدود القدس بضم مستوطنات مقامة على أراضي مصنفة ضفة غربية في محيط القدس.
وتوجد العديد من المستوطنات الكبيرة في محيط القدس مثل "معاليه أدوميم"، شرقا و"غوش عتصيون"، جنوبا، ومن شأن ضمها إحداث تغيير كبير في الميزان الديمغرافي في مدينة القدس لصالح اليهود.
وتقدر حركة "السلام الآن" الإسرائيلية (يسارية مختصة بمراقبة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية) أن أكثر من 700 ألف مستوطن يقيمون في مستوطنات إسرائيلية بالضفة الغربية بما فيها شرق القدس المحتلة.
وتعتبر الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة عام 1967 غير قانوني، وتدعو إسرائيل إلى وقفه دون جدوى، محذرة من أنه يقوض فرص معالجة الصراع وفقا لمبدأ حل الدولتين.