اكتشف علماء الآثار في تونس عملات ذهبية نادرة عمرها 2300 عام وجرارا تحتوي على بقايا حيوانات ورُضّع وخُدّج في أنقاض مدينة قرطاج القديمة.

وقد عثر العلماء على المدافن وخمس عملات ذهبية بالقرب من أنقاض معبد "التوفاة" البوني الواقع على تلة في ضواحي تونس العاصمة.

وقالت وزارة الشؤون الثقافية التونسية في بيان على صفحتها على "فيسبوك" إن المعبد كان في السابق نصبا ريفيا مخصصا للإلهين البعل حمون والإلهة تانيت.

وكانت قرطاج دولة قوية أسسها الفينيقيون، وهم شعب عاش في الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، والمعروف أيضا باسم بلاد الشام، في القرن التاسع قبل الميلاد.

وازدهرت المدينة في القرن السادس قبل الميلاد. وتطورت إلى إمبراطورية تجارية عظيمة فرضت سيطرتها على جزء كبير من حوض البحر الأبيض المتوسط.

إقرأ المزيد العثور على غرفة "تكشف أسرار حياة العبيد في بومبي" قبل الثوران البركاني المدمر عام 79

وأصبحت قرطاج منافسة قوية لروما، وخلال الحروب البونيقية الطويلة بين عامي 264 قبل الميلاد و146 قبل الميلاد، جاء القرطاجيون لاحتلال أراضي تابعة لروما، لكن الأخيرة انتصرت ودمرت مدينة قرطاج (قرطاجة) الواقعة في شمال إفريقيا عام 146 قبل الميلاد. وتم بناء قرطاج رومانية ثانية على أنقاض الأولى. وأدرجت بقايا هذه الحضارة اليوم ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو.

وبحسب السلطات، عثر على خمس عملات ذهبية خلال أعمال التنقيب بمعبد " التوفاة" الشهير بقرطاج، في إطار مشروع وطني بدأ عام 2014.

ويبلغ قطر العملات الذهبية نحو 2.5 سم، وفقا لما ذكرته إذاعة "شمس إف إم" التونسية، وتصور الإلهة القديمة تانيت، رمز الخصوبة والأمومة عند القرطاجيين.

وقال ممثلو وزارة الشؤون الثقافية في البيان إن العملات اكتشاف نادر "يعكس ثراء تلك الفترة التاريخية ويؤكد القيمة الثقافية لقرطاج".

وأشار علماء الآثار إلى أن من المرجح أن القرطاجيين الأثرياء تركوا العملات المعدنية كهدية للآلهة، لكن ما يزال من غير الواضح ما إذا كان الأطفال المدفونون قد تمت التضحية بهم أو ماتوا ميتة طبيعية.

وعلى مدى القرن الماضي، كشفت الحفريات في أنقاض مدينة قرطاج عن آلاف شواهد القبور والجرار التي تحتوي على بقايا أطفال حديثي الولادة وأطفال حتى سن الرابعة، ويعتقد بعض الخبراء أنها قد تكون مثابة قرابين.

وقالت جوزفين كراولي كوين، أستاذة التاريخ القديم في جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة، في بيان صدر عام 2014: "إن الأدلة الأثرية والأدبية والوثائقية على التضحية بالأطفال هائلة. وربما كان ذلك بسبب التقوى والتعلق بأهداب الدين، أو الشعور بأن الخير الذي يمكن أن تجلبه التضحية للعائلة أو المجتمع ككل يفوق حياة الطفل".

المصدر: لايف ساينس

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا آثار اطفال اكتشافات مواقع اثرية قبل المیلاد

إقرأ أيضاً:

صفقة القرن القادمة بين اسرائيل وحماس

راجت في وسائل الإعلام أخبار غير مؤكدة تتحدث عن مبادرة تقترح (انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، وإتمام صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، على أن تتولى السلطة الفلسطينية إدارة القطاع، مقابل خروج «حماس» عبر معبر رفح إلى مصر، وبعدها إلى السودان، حيث ستحصل الحركة على مكاسب مالية وسياسية. ولفت إلى أن هذا المقترح لاقى استحساناً لدى الأطراف المعنية بوقف الحرب، التي تقترب من نهاية عامها الأول، في مساعٍ لإنجاز صفقة التبادل بين الطرفين، مبيناً أن إسرائيل وافقت على المقترح وتم نقله إلى الحركة على يد وسيط خليجي بدعم دولة عربية. وبحسب المصدر، فإن الجيش السوداني وافق على استضافة جميع قادة «حماس» ومقاتليها على أراضيه، مع تحرير أموالهم المحتجزة في البنوك السودانية وتسليمهم كل العقارات والأموال والمحطة التلفزيونية التي كانت تملكها الحركة في الخرطوم إبان حكم الرئيس المعزول عمر البشير).
هذا المقترح يحمل رائحة مصرية، ويبدو أن فيه مخرجا منطقياً بالنسبة لجميع الأطراف المتورطة في هذه الحرب، والتي لا اعتقد أن أيا من الطرفين المتحاربين سيكسب منّ إستمرارها. ولم تم تنفيذ هذه الخطة فان نتنياهو سيخرج منتصراً وسيقول بأنه قد حقق مبتغاه، بإزالة خطر حماس الذي يتهدد بلاده، وسيحقق انتصارا على معارضيه داخل اسرائيل من الذين اختلفوا معه حول أهداف هذه الحرب، وضررها وتقليصها لاحتمالات الوصول لصفقة تحرر الرهائن، وهذا ملف ساخن جداً في اسرائيل، ويهدد طموحات نتنياهو السياسية وفرصه في الانتخابات المقبلة. ومن ناحية حماس، فإن هذا المقترح سيكتب لها عمراً جديداً، أفضل كثيراً من احتمالية القضاء الكامل عليها واجتثاثها من على ظهر الأرض، وقد فقدت بالفعل حتى الآن أكثر من نصف مسلحيها، وشل النصف الثاني.
وبالنسبة للإدارة الأميركية، وحكومات الدول الغربية المتحالفة مع اسرائيل، فإن هذا المقترح سيرفع عن كاهلها حرجاً عظيماً ويخلصها من صداع الادانات الدولية ضد مواقفها من تأييد اسرائيل، التي تمارس التصفية العنصرية ضد عشرات الآلاف من سكان غزة. وبالنسبة للدول العربية، وخاصة بعض أهم دول الخليج، التي كانت قد أصبحت قاب قوسين أو أدنى من عقد اتفاقات السلام والتعاون مع اسرائيل، فإن ايقاف هذه الحرب سيعيدها إلى تحقيق رغبتها ومصالحها التي بتتها على وقف العداء وعقد اتفاقيات السلام مع إسرائيل ،
وبالنسبة للبرهان والجيش السوداني، فإن هذا الاتفاق سيكتب لهم عمرا جديداً، حيث ستصبح كل الأطراف المذكورة أعلاه مدينة له، وهذا سيضمن له البقاء في السلطة، بدعم اقتصادي كبير من كل المستفيدين، ولنفس السبب ستكون مصر، مقدمة المقترح، في تقديري، هي المستفيد الأكبر من هذه الصفقة. فهي تعاني من أزمة اقتصادية طاحنة، وسيصبح المستفيدين من الصفقة أكثر استعدادا لمعاونتها ودعمها ومكافأتها على حلها للأزمة.
وفي تقديري أن مصر ستستفيد أكثر من توسيع نفوذها وتقوية قبضتها على زمام الأمور في السودان. ففيما يبدو لي أن مصر قد دخلت مؤخراً بقوة ومساهمة عسكرية أكبر لدعم موقف البرهان وجيشه في الحرب الطاحنة الدائرة، بعد أن كان الجيش قد أوشك أن ينتهي مهزوماً من قوات الدعم السريع، حيث تراجعت قواته وتوالى انسحابها من معظم الولايات والقواعد العسكرية في مختلف أرجاء البلاد، ويبدو أن انتصارات الجيش خلال هذا الأسبوع وتقدمه في عدة جبهات من الخرطوم بحري وأم درمان والخرطوم، قد حدثت نتيجة لتدخل مصري بالطائرات التي قصفت عديد المواقع، بدقة وكثافة لم تعرف عن الجيش السوداني منذ بداية هذه الحرب.
مصر تخشى من مخاطر انتصار الدعم السريع، لأنها تراه مهدداً حقيقياً لأمنها، ومعوقا لمشروعها الذي تخطط له في السودان، ويتلخص في تسليم السلطة لحكومة عسكر/مدنية، تكون خاضعة لنفوذها، مثلما كانت حكومة البشير، كأن يكون على رأسها رجل مثّل البرهان، ولا بأس أن يكون معه حمدوك المقبول دولياً، كرئيس مدني للوزراء، وتكون مهمة هذه الحكومة الأساسية هي تنظيف الجيش وأجهزة الأمن والدفاع من الكيزان، عدو نظام السيسي الأكبر والأخطر، على غرار ما فعلت حكومة السيسي في مصر، والتي تحتجز في سجونها ستين ألفاً من الاخوان المسلمين، بدأت حملة تطهيرهم مباشرة بعد مواجهتهم في رابعة.

bederelddin@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • الدفاع المدني الفلسطيني: إنقاذ 5 مصابين من تحت أنقاض منزل في غزة
  • معبد أتريبس بسوهاج.. يجسد روعة الحضارة المصرية القديمة
  • فيديو.. ظهور “رجل الكهف” في الهند وجدل حول عمره الحقيقي
  • مخرج فيلم «أغنية الماعز» بمهرجان الإسكندرية: يحمل رسالة عن التضحية من أجل الحب
  • فيديو.. ظهور "رجل الكهف" في الهند وجدل حول عمره الحقيقي
  • عمره مئات السنين.. كيف أصبح هذا الحي القديم رمزا مهيبًا في الهند؟
  • شاب يُنهي حياة والدته في أمسية عيد الميلاد ‏
  • انتخابات رئاسية في تونس وقيس سعيّد أكثر المرشحين حظا بالفوز  
  • صفقة القرن القادمة بين اسرائيل وحماس
  • سر عمره 20 سنة سبب تخلص المتهمين من طالب الرحاب.. تفاصيل