بعد تشكيلها بقرار من وزيرة الثقافة..اللجنة العليا لمعرض القاهرة الدُولي للكتاب تختار عالم الآثار سليم حسن شخصية المعرض في نسخته ال55
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
عقدت أمس أولى جلسات اللجنة الاستشارية العليا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55 والمقامة تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي والتي شكلتها الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، مطلع الأسبوع الماضي وتضم نخبة من كبار المفكرين والمثقفين والكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للكتاب.
حيث بدأت اللجنة اجتماعها بوضع الرؤية العامة للبرنامج الثقافي الذي سيضم عددًا كبيرًا من الندوات الثقافية والعلمية والأدبية والتاريخية، والأنشطة الخاصة بالطفل، والأنشطة الفنية المصاحبة، ووافقت اللجنة على اختيار شخصية المعرض عالم الآثار الشهير د. سليم حسن، والذي قدم أعمالًا مهمة تحمل في طياتها التاريخ المصري والحضاري الذي يجب أن يتعرف إليه الشباب الآن.
يعقوب الشاروني
كما وافقت اللجنة على اختيار، الكاتب الكبير يعقوب الشاروني، الذي أثرى المكتبة المصرية والعربية بالكثير من الأعمال التي أتت في معظمها تعبر عن الأصالة والهوية المصرية ليكون شخصية المعرض لأدب الطفل واستمر النقاش حول الاحتفاء بعدد من رموز الفكر والإبداع على المستويين المصري والعربي، لما للثقافة المصرية من تآلفات مع الثقافة العربية، ومن بين هؤلاء المحتفى بهم: عميد الأدب العربي "طه حسين"، ورائدة من رواد الشعر "نازك الملائكة".
واتفقت اللجنة على الانعقاد دوريًا لوضع التصورات التي تم الحديث فيها في الاجتماع الأول، حتى تتم بلورة البرنامج الثقافي في أسرع وقت، آملين في تقديم دورة من معرض القاهرة الدولي للكتاب تليق بالثقافة والتاريخ المصري الكبيرين.
من الذين حضروا اجتماع اللجنة؟
عقد اجتماع اللجنة بحضور: الشاعر الكبير إبراهيم عبد الفتاح، والكاتب الصحفي والمفكر أحمد الجمال، والكاتب والشاعر الكبير أحمد الشهاوي، والكاتب، والجراح العالمي أ. د. جمال مصطفى سعيد أستاذ الجراحة بكلية طب القاهرة، وأ. د. جيهان زكي أستاذ الحضارة المصرية عضو مجلس النواب، وأ. د. درية شرف الدين رئيس لجنة الإعلام والثقافة بمجلس النواب وزير الإعلام الأسبق، وأ. د. ريم بسيوني الكاتبة والروائية وأستاذ اللغويات بالجامعة الأمريكية، وأ. د. سامي سليمان أستاذ النقد والأدب العربي الحديث بكلية الآداب جامعة القاهرة، والكاتب الصحفي طارق رضوان رئيس تحرير جريدة القاهرة، وأ. د. علي الدين هلال أستاذ العلوم السياسية ووزير الشباب الأسبق، وأ. د. محمد أحمد مرسي أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، وأ. د. ممدوح الدماطي أستاذ الآثار المصرية القديمة ووزير الآثار الأسبق، والكاتب أ. محمد عبد الحافظ ناصف رئيس المركز القومي لثقافة الطفل، وم. هيثم يونس رئيس الإدارة المركزية لشئون المعارض، وأ. مروان حماد المنسق العام للبرنامج الثقافي للمعرض، وأ. محمد عزت المشرف على مكتب رئيس الهيئة (مقرر اللجنة).
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: وزيرة الثقافة عبد الفتاح السيسي
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة الأزهر: اليد العليا تملك العلم والإنتاج و السفلى تعيش عالة
أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، اليوم الجمعة، أن الجامع الأزهر بتاريخه العريق يمثل قلعة العلم، وحصن الدين، وعرين العربية، وقد وهبه الله منحةً لمصر وللعالم، ودرعًا للأمة، يرد عنها غوائل الزمان، ونوازل الحدثان.
وأضاف رئيس جامعة الأزهر، خلال كلمته في الاحتفالية التي أقامها الأزهر للاحتفال بذكرى مرور 1085 عامًا على تأسيس الجامع الأزهر، أن اسم «الجامع» يدل على أنه محراب عبادة ومنارة علم، والعلم عبادة، كما يدل اسمه «الجامع» على أنه يجمع شمل الأمة، ويقاوم تفرقها وتشتتها؛ لتعود كما أراد الله تعالى لها في قوله جل وعلا: «إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ».
وقال أن الغاية القرآنية السابقة، هي الغايةُ النبيلةُ والسعيُ الموَفَّقُ الدؤوبُ الذي يقوم به فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، حفظه الله تعالى، في الحوار الإسلامي-الإسلامي، الذي يسعى إلى نبذ الفرقة والتعصب، والاجتماع على الثوابت والأصول المشتركة التي اتفقت عليها الأمة على اختلاف مذاهبها؛ لأن العالم الإسلامي لم يجنِ من الفرقة إلا الضعف والوهن، ولم تكن الأمة أحوج إلى الاتحاد واجتماع الكلمة ولمِّ الشمل منها الآن بعدما تداعت عليها الأمم.
وأشار رئيس جامعة الأزهر إلى أن الأزهر نسبٌ شريف، يعود في نبعته المباركة إلى أم أبيها السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله، وفي تسميته «الأزهر» جمالٌ من الزهر؛ لأنه يتفتح عن العلوم كما تتفتح الأزهار عن أكمامها، وفي تسميته «الأزهر» بصيغة اسم التفضيل دلالةٌ على أنه يعيش مع أشرف العلوم وأعلاها، وعلى أنه لا يرضى لمن ينتسب إليه إلا أن يكون هو الأزهرَ والأنورَ والأبهرَ والأقدر، فلا يرضى لمن ينتسب إليه أن يكون تابعًا لغيره في مضغ العلوم والمعارف، بل يتمثل قول الرسول ﷺ: «اليد العليا خير من اليد السفلى».
وتابع: واليد العليا هي اليد التي تملك قوة العلم وتنتج العلم، واليد السفلى هي اليد التي تستورد العلم وتعيش عالة على ما أنتجته عقول الآخرين؛ لذا عاش الأزهر هذه القرون الطويلة وهو ينتج المعرفة، وكانت البعثاتُ التي أرسلها محمد علي باشا إلى أوروبا من النابهين من أبناء الأزهر، الذين قامت على أكتافهم في مصرنا الحبيبةِ كلياتُ الطب والهندسة وغيرُها من العلوم التطبيقية، فكانت النهضة الحديثة في مصر على أيدي علماء الأزهر.
وشبَّه الأزهر بماضيه وحاضره كالشمس، من اقترب منها ذاب فيها، فما من بلد في الدنيا إلا وللأزهر عليه يدٌ بيضاء في نشر العلم والوسطية والاعتدال، والوافدون في رحابه – وهم اليوم نحوُ ستين ألفَ طالبٍ وافد من نحو مائة وثلاثين دولة – هم حملة النور والإسلام والوسطية إلى بلادهم، هم معاهد الأزهر وجامعاتُه في دول العالم، جهَّزهم الأزهر وصنعهم على عينه، فله الفضل عليهم بحق الأستاذية والتعليم والرعاية؛ وما قطعوا بلدًا أو نشروا علمًا إلا وكان للأزهر نصيبٌ من أجره وثوابه؛ لقول الرسول ﷺ: «من جهز غازيًا في سبيل الله فقد غزا»؛ وقد جهَّزهم الأزهر للأمة كلِّها، وللعالم كلِّه، هداةً مهديين، فإذا نشروا علمه في البلاد كان لهم فضلٌ عليه أيضًا؛ لقول علمائنا: «ما من أحد إلا وللشافعي عليه فضل، إلا البيهقي فإن له الفضل على الشافعي لنشره مذهبه»؛ وهذه هي رحم العلم بين الأستاذ وتلميذه.
ولفت رئيس جامعة الأزهر إلى أن من علماء الأزهر من يستنكف أن يتكلم في درسه ومحاضرته بكلمة عامية واحدة، فإذا اضطُرَّ إلى نطقها قال: «أقولها بالعامية وأستغفر الله»، حرصًا منه على نشر اللسان العربي المبين الذي نزل به القرآن الكريم، وتكلم به سيد السادات ﷺ، وحرصًا منه على تقويم اللسان وتنشئة الجيل على حب العربية.
وأردف قائلاً: أدركنا من علمائنا من كان يقول لنا في البحث العلمي: لا تكرر من سبقك، بل ابحث عن رَوْضٍ أُنُفٍ، والروض الأنف هو الحديقة الغناء التي لم تطأها قدمٌ؛ أي ابحث عن موضوع لم يدرسه أحد قبلك، لتقف على ثغرة ليس عليها مرابط، وهي كلمة جليلة قالها شيخنا المحمود الأستاذ الدكتور محمود توفيق محمد سعد، عضو هيئة كبار العلماء، الذي فقده الأزهر الأسبوعَ الماضي ونعاه إمامُه الأكبر، حفظه الله. كلمةٌ جليلة تربط البحث العلمي بالدفاع عن ثغور الأمة، والمرابطة عليها؛ لأن حماية الفكر من حماية الوطن.
ومدح الدكتور سلامة داود الأزهرَ الشريف ومنهجه المتين، قائلاً: تعلمنا من علمائك، أيها الأزهر المعمور، أنه لا يخلو كتاب من فائدة، وأنه لا يغني كتاب عن كتاب، وأن يجعل الكاتب كتابه يغني عن غيره ولا يغني عنه غيرُه.
وتابع: تعلمنا من علمائك أن نضحي من أجل العلم بأوقاتنا وأقواتنا وشرخ شبابنا وزهرة أعمارنا وماء عيوننا، حتى قال أحدهم لتلميذه يومًا: «بع الجبة والقفطان واشتر اللسان»، يقصد معجم لسان العرب، الذي ينمي الثروةَ اللغويةَ والمحصولَ اللغويَّ لمن يقرؤه.
ونصح أبناء الأزهر بقراءة تراجم سير علماء الأزهر، والاقتطاف من أزاهيرها، والتأسي بهم في علو الهمة، وغزارة العلم، ومكارم الأخلاق: «فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم * إن التشبه بالرجال فلاحُ»
وتابع: وإني لأرجو أن يُوفَّقَ بعضُ أولي العزائم الصادقة إلى جمع هذه الشمائل والمكارم من سيرهم، وحُسْنِ عرضها، وتجليتها، وكشفِ جوانبها المضيئة، لتكون نبراسًا يضيء لنا وللأجيال القادمة؛ فإن الأخلاق تُعدي، وإن التأسي بالتجارب الرائدة والنماذج المشرقة هو خير باعث على النهضة.
واختتم رئيس جامعة الأزهر حديثه ببيت شعر للشاعر الأزهري الدكتور علاء جانب، عن الأزهر المعمور: «من سره فخرٌ بغيرك إنني * حتى بجدران المباني أفخرُ