من أساطير التعامل مع الخارج، وبالذات العالم الغربي وأمريكا، الوهم بتفويض دولة تقضي للسودان مصالحه مع دولة عظمى، ونحتفظ في ذات الوقت (في الأحلام) بتفاوض مباشر على مصالحنا، ونقدم ونؤخر المسارين على مزاجنا وكما نريد.

الحقيقة المرة، اللحظة التي تتسلم دولة ملف العلاقة مع السودان، يتم الحذف تلقائيا من سجلات التواصل المباشر في الجانب الآخر، إلا ملفات فنية محصورة ومبرمجة، ومحددة السقف، مثل: مكافحة مخدرات، إرهاب، بعثات تعليمية، وحتى هذه يجوز تأثرها بالتفاوض السياسي الأعلى ولا يجوز العكس.

السبب بسيط للغاية، في حالة نشوء (التفويض) تنشأ معه قنوات وطبقة من المستفيدين في الدولة الوسيط وفي مستقبلي العلاقة في الدولة الأخرى، وتتحول هذه الطبقة إلى (حراس الملف) ويتحول أفرادها في السودان إلى (خدام الملف) ويصبح من أشد الأضرار عليهم هو التواصل المباشر، حيث لا يتحركون فقط عندما يشعرون بوجوده ليضربوه، بل يبحثون عن أدواته المحتملة ويتلفونها استباقيا، أو يعيقون دخولها في الخدمة.

عبارات ذقنها منها الويل سنين عددا .. الفلانيين يزبطوا لينا أمورنا مع الخارج، والملف دا خدمونا فيه الفلانيين لوجه الله، ونحن ممكن نقضي مرحلة مع الفلانيين نصل بيهم ونقطع بيهم شوط ونخليهم بعدها، وفلان هو رجل الفلانيين، وعلان هو زول العلانيين، وبقعد مع الشخصية الكبيرة، ومصاحب مدير مكتبه أو مستشاره، هذه كلها خرافات وأساطير، وهي مجرد مزاج سوداني شفاهي وكسول ومتسول، أو أقرب لعقلية السمساري الذي يدخل الكرين ويتوقع أن يحقق الثراء في يوم واحد، وينتهي به الأمر يتسول حق الفطور والشاي من أصحاب المعارض، وينتظر أن يتصدقوا عليه بعربية (ورقها ما نضيف) يتصرف ينضفها بطريقته.

في هذا السياق .. في كلام كبار وعمم وجلاليب وونسة وغداء في أمواج مع شخصيات كبيرة وكلها صفقات وهمية، قد تنجح قليلا، لكنها تفشل كثيرا.

الأسوأ أنها تخدر الشخص عشر سنوات وربما عمره كله في مهنة زائفة، ويموت مديون وعليه شيكات.

كان الأفضل له، فتح (دكان ملك حر) لزينة السيارات جوار الدلالة، ويتطور الى أكبر مستورد للصنف.

مكي المغربي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

أميركا تلغي جميع تأشيرات جنوب السودان رداً على رفض استقبال مرحلين

واشنطن- رويترز/ أعلنت الولايات المتحدة، السبت، أنها ستلغي جميع التأشيرات التي يحملها حاملو جوازات السفر الخاصة بدولة جنوب السودان، بسبب عدم قبولها عودة مواطنيها المرحلين، واتخذت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إجراءات صارمة لتعزيز إنفاذ قوانين الهجرة، بما في ذلك ترحيل الأشخاص الذين تعتبر أن وجودهم في الولايات المتحدة "غير قانوني".

وحذرت الإدارة الأميركية الدول التي ترفض عودة مواطنيها سريعاً من "عواقب وخيمة"، تشمل فرض عقوبات تتعلق بالتأشيرات أو فرض رسوم جمركية.

وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في بيان، إن دولة جنوب السودان "لم تحترم مبدأ وجوب قبول كل دولة عودة مواطنيها في الوقت المناسب عندما تسعى دولة أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، إلى ترحيلهم".

وأضاف: "تتخذ وزارة الخارجية الأميركية، اعتباراً من الآن، إجراءات لإلغاء جميع التأشيرات التي يحملها حاملو جوازات سفر جنوب السودان، ومنع إصدار المزيد منها لمنع دخولهم إلى الولايات المتحدة". وتابع: "سنكون مستعدين لمراجعة هذه الإجراءات عندما يتعاون جنوب السودان بشكل كامل".

واعتبر أنه حان الوقت للحكومة الانتقالية في جنوب السودان أن "تتوقف عن استغلال الولايات المتحدة".

   

مقالات مشابهة

  • «أسما إبراهيم»: العلاقة بين الزوجين لا تحتاج لدروس في كيفية التعامل
  • زيارة حمدان بن محمد للهند تجسد عمق العلاقة الاستثنائية بين البلدين
  • تفسير تهديدات الفريق ياسر الداشر غير المسؤولة
  • العلاقة بين وسائل التواصل والتربية السليمة
  • واشنطن تلغي جميع التأشيرات لحاملي جوازات جنوب السودان
  • أميركا تلغي جميع تأشيرات جنوب السودان رداً على رفض استقبال مرحلين
  • أمريكا تلغي جميع التأشيرات الممنوحة لمواطني جنوب السودان
  • الولايات المتحدة تلغي تأشيرات مواطني جنوب السودان وتوقف إصدارها
  • الولايات المتحدة تعتزم إيقاف منح تأشيرتها لجميع مواطني دولة جنوب السودان
  • أمريكا.. أوامر جديدة للسفارات والقنصليات في العالم بشأن التأشيرات