شعفل علي عمير

تتبدَّدُ تلك المساعي على صخرة العناد الصهيوني المُستمرّ في خرق وقف إطلاق النار في غزة.

تصرُّفاتٌ عدوانية ليست سوى دليل على أن شبح سفك الدماء يلوح من جديد في الأفق.

إن النهج الصهيوني القائم على العنف والتعنت يعرِّي النوايا الحقيقية لهذا الكيان الذي لا يأبه للاتّفاقات؛ ففي كُـلّ مرة يتم التوصل إلى اتّفاق، نجد أن هناك خرقًا متعمّدًا من جانبه، متجاهلًا بذلك جميع الالتزامات.

انتهاكاتُ الاحتلال لا تساهم فقط في زعزعة الاستقرار في المنطقة، بل تعمِّق من جروح الأجيال الحالية وتنذر بتوريث الكراهية للأجيال القادمة.

إن عودة سفك الدماء ليست مُجَـرّد خوف يلوح في الأفق، بل هي واقع يفرض نفسه من خلال المشاهد اليومية التي نراها من دمار وخراب وتشريد للأبرياء.

سياسة “الأرض المحروقة” التي يتبعها الاحتلال تحرق الأخضر واليابس ولا تعطي فرصة لالتقاط الأنفاس؛ مِن أجلِ إرساء دعائم سلام حقيقي ومستدام بزوال المحتل.

من الساحل إلى الخليل، ومن القدس إلى غزة، ما يزال الفلسطينيون يعانون تحت وطأة القصف، الاعتقال، والتشريد. لم يكتفِ الاحتلال بسرقة الأرض وبناء المستوطنات، بل يسعى إلى تركيع الشعب بوسائلَ وحشية. والأدهى، هو الصمتُ الدولي المريب الذي يرقى إلى مستوى التواطؤ.

إن هذا الصمت يشكِّلُ غطاءً سياسيًّا لجرائم الحرب الواضحة، ويمنح قوات الاحتلال الضوءَ الأخضرَ للمضي قُدُمًا في نهجها العدواني، لقد بات واضحًا أن السلام أصبح ضحيةً للتوسُّع الاستيطاني وسياسة القوة التي يتبَّناها الكيان، حَيثُ لا احترامَ للمبادئ الإنسانية ولا التزام بالاتّفاقيات وفي هذا السياق، تبرز تساؤلاتٌ ملحة حول جدوى المفاوضات التي يُفترَضُ أن تقود إلى حَـلّ يضمن الحقوق الفلسطينية دون مساومة.

إن الأمل في تحقيق السلام أصبح ضربًا من الخيال في ظل استمرار الاحتلال وغياب العدالة وإفلات الجناة من العقاب. لذا، على المجتمع الدولي أن يتحمل المسؤولية بفرض عقوبات على الكيان الإسرائيلي، وعدم الاكتفاء ببيانات الشجب والإدانة لإجبار الكيان الصهيوني على الالتزام بتعهداته وعلى الضامن الأمريكي أن يجبر الكيان على تنفيذ الاتّفاق بدلًا عن تزويده بالأسلحة لقتل الشعب الفلسطيني.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

هيئة شؤون الأسرى توضح لـعربي21 الانتهاكات التي يتعرض لها الأسير عبد الله البرغوثي

أثار حديث ابنة الأسير الأردني عبد الله البرغوثي عن تعرضه للضرب والتنكيل بشكل يومي المخاوف على حياته، وطرح سردها عن وضع والدها الصحي والجسدي تساؤلاً عن ما إذا كان الاحتلال يحاول اغتياله.

وكانت ابنة البرغوثي قد نقلت عن أحد محامي والدها أنه "يتعرض لمعاملة وحشية، وضرب مفرط بواسطة أدوات قمعية مثل الأحزمة والعصي الحديدية، ويتعمد الاحتلال إفراغ القسم بالكامل من الأسرى، ليُترك البرغوثي مع السجانين لوحده وتنطلق عملية تعذيبه".

ولفتت إلى أن هذه الممارسات الوحشية، أدت إلى كسور شديدة في عظامه، مما جعله غير قادر على الحركة أو الوقوف بشكل طبيعي.



من جهتها قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، إن حال الأسير عبد الله البرغوثي كحال بقية الأسرى في السجون الإسرائيلية ما بعد السابع من أكتوبر، حيث يُمارس عليهم جميعا سلسلة من العقوبات.

وأوضحت الهيئة في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، أن هذه العقوبات تتمثل بالاعتداء بالضرب والتنكيل بالأسرى، بالإضافة إلى تقليل كميات الطعام ما أدى إلى خسارة جميع الأسرى الكثير من أوزانهم، كذلك انتشرت بينهم الأمراض والأوبئة.

وأكدت أنه لا يتم تقديم العلاج الطبي اللازم للأسرى بشكل عام والأسير عبد الله البرغوثي بشكل خاص، الذي تقوم إدارة السجون الإسرائيلية بالاعتداء عليه بشكل يومي وممنهج والتنكيل به ونقله من سجن إلى أخر.

وأكملت الهيئة، أيضا تم سحب مواد التنظيف وهذا أدى إلى انتشار الأمراض والأوبئة في صفوف الأسرى في السجون الإسرائيلية، كما أن الاحتلال لا يقدم العلاج الطبي اللازم للأسرى المرضى الذين أصيبوا بالمرض الجلدي (الجرب).



وحول وضع الأسير الأردني عبد الله البرغوثي، قالت هيئة شؤون الأسرى لـ"عربي21"، بحسب مشاهدة المحامي الذي قام بزيارته تظهر على جسده آثار الضرب بوضوح، بالإضافة الى انتشار المرض الجلدي، وهناك علامات ظهور للدمامل، أيضا لا يتم تقديم العلاج الطبي له، علما أنه خسر من وزنه ما يقارب 70 كيلو منذ السابع من أكتوبر.

وأثار حديث المحامي عن وضع الأسير الأردني عبد الله البرغوثي تساؤلات حول ما إذا كان الاحتلال يتعمد اغتياله، خاصة أنه كان دائما يرفض إدراجه في أي صفقة تبادل لأسرى، وكان يتعمد وضعه في زنزانة انفرادية لسنوات ويمنع أهله من زيارته لفترات طويلة.

بدورها قالت هيئة الأسرى رداً على هذه التساؤلات، "طلبنا زيارته وننتظر تحديد موعد للزيارة حتى نعرف كل التفاصيل حول ما يحدث معه".

وكان الاحتلال الإسرائيلي قد كثف قمعه وتنكيله بالأسرى الفلسطينيين بعد السابع من أكتوبر، ونال أسرى قطاع غزة النصيب الأكبر من هذا التنكيل والمعاملة الوحشية.

حيث احتجز الاحتلال أسرى قطاع غزة في معسكر سدي تيمان سيء السمعة، ووضعهم في أقفاص حديدية وعاملهم بطريقة وحشية وغير ادمية، حيث قام بتعذيبهم بكل الوسائل الجسدية والنفسية، كما هناك روايات تناقلها الأسرى عن تعرض بعضهم للاغتصاب.

ونقلت قناة الجزيرة عن رئيس نادي الأسير الفلسطيني عبد الله زغاري أن الاحتلال الإسرائيلي نفذ منذ 7 تشرين أول/أكتوبر 15 ألف عملية اعتقال في قطاع غزة وحده.

ووفقا لزغاري فإن الاحتلال الإسرائيلي يرفض تقديم معلومات دقيقة عن عدد أسرى قطاع غزة، مؤكدا أن عمليات التعذيب والتنكيل قد تصاعدت منذ السابع من أكتوبر، علما أنه نتيجة للإهمال الطبي استشهد ما لا يقل عن 63 أسيرا فلسطينياً آخرهم الشاب مصعب عديلي (21 عاما).

مقالات مشابهة

  • يافا وحيفا تحت النيران.. اليمن يزلزل الكيان الصهيوني
  • هيئة شؤون الأسرى توضح لـعربي21 الانتهاكات التي يتعرض لها الأسير عبد الله البرغوثي
  • الاعترافات الأمريكية بالفشل في اليمن تعمّق حالةَ اليأس داخل الكيان الصهيوني
  • سوريا تدعو مجلس الأمن الدولي إلى الضغط على إسرائيل لتنسحب من أراضيها  
  • عشرات الشهداء والجرحى في جرائم الكيان خلال الساعات الماضية
  • الاحتلال الصهيوني يعتقل فلسطينيين من محافظة الخليل ومستوطنون يقتحمون دورا
  • تقرير: ليلة الآليات المحترقة .. حين تُقصف الأذرع التي تساعد غزة على النجاة
  • مباحثات اممية مع صنعاء تناقش العودة لمسار السلام
  • الأمم المتحدة تحيي اليوم الدولي للتعددية والدبلوماسية من أجل السلام
  • المرصد الأورومتوسطي: إسرائيل ترتكب جريمة التهجير القسري في غزة وتسوق لها جراء الصمت الدولي