البوابة نيوز:
2025-03-06@23:24:10 GMT

رمضان عند الأدباء.. الرافعي يرصد حكمة الصيام

تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في مقاله الشهير بمجلة "الرسالة"، قدّم الأديب مصطفى صادق الرافعي رؤية فلسفية مدهشة للصيام، حيث اعتبره نوعا من الدواء يؤخذ سنويا لتجديد طاقة الجسد وتنقيته، وكأن أيام رمضان الثلاثون ليست سوى حبات علاجية تعمل على تقوية المعدة، تصفية الدم، وإعادة ترميم أنسجة الجسم المنهكة طوال العام.

 الصيام في نظر الرافعي، ليس مجرد عبادة جسدية، بل يحمل في طياته حكمة إنسانية عميقة، إذ إنه يضمن استمرار الفكرة الإنسانية وسط تقلبات الحياة، فلا تنحرف النفس بتغير الظروف، ولا يطغى القوي على الضعيف في دوامة المصالح.

ويشير الرافعي إلى واحدة من أعظم معجزات القرآن، وهي قدرته على حمل حقائق خالدة في ألفاظ بسيطة، فيكشف معانيها في الوقت المناسب، حتى إذا ضجّ العلم الحديث في متاهاته، وجد في القرآن إجابات غفل عنها العقل البشري.

يطرح الرافعي رؤية اجتماعية غير تقليدية، إذ يرى أن الصيام هو أقوى نظام اشتراكي عرفه البشر، فهو فقر اجباري تفرضه الشريعة على الجميع، بحيث يتساوى الغني والفقير في إحساس الجوع والعطش، فلا فرق بين من يملك الملايين ومن لا يملك شيئا، تماما كما تحقق الصلاة المساواة الروحية، ويفرض الحج التواضع والتجرد من الفوارق الاجتماعية.

يفسر هذا الفقر الإجباري بأنه درس عملي للنفس، يذكرها بأن الحياة الحقيقية ليست في امتلاك الأموال، بل في الشعور المشترك بين البشر، فالتكافل لا يتحقق حين يتباين الناس في رغباتهم، بل حين يتوحدون في الإحساس بالألم والمعاناة، فيصبح التراحم فطرة، لا مجاملة.

يؤكد الرافعي أن البشر لا يختلفون في عقولهم، ولا في أنسابهم، ولا في أموالهم، لكنهم يختلفون في بطونهم! فالبطن هو الذي يحكم العقل والعاطفة، وهو الذي يقود الإنسان إما للسمو الروحي أو الانحدار في الجشع والطمع.

وإذا دخلت شهوة الطعام في صراع مع العقل، فإنها تُفسده وتحوله إلى خادم لرغبات الجسد، وهنا تكمن نكبة الإنسانية، حيث يصبح "العقل العلمي" عبدًا للشهوة، وتتحكم الغرائز في مصير البشر.

وفي ختام مقاله، يؤكد الرافعي أن الصيام ليس حرمانا، بل تدريب للنفس، فهو يروض الجسد، ويهذب الروح، ويوحد الشعور بين البشر، إذ يُحكم السيطرة على الجسد، فيمنع البطن من التغذية، ويُمسك أعصاب الجسد عن لذاتها، ليخرج الإنسان من رمضان بروح أكثر نقاءً، ونفس أكثر اتزانًا.

ويرى  أن  الصيام ليس مجرد عبادة، بل فلسفة حياة، تجعل الإنسان أقرب إلى ذاته، وإلى غيره، وإلى الله.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الصيام شهر رمضان مصطفى صادق الرافعي

إقرأ أيضاً:

حكمة ملك الأردن وغباء الرئيس الأوكراني

بقلم : هادي جلو مرعي ..

بعد الأداء الإستعراضي للرئيس فلاديمير زيلينسكي في البيت البيضاوي، وطرده من واشنطن، تأكدبالفعل أن ترامب لن يتراجع، وإنه ناقة مأمورة تقف في المكان الذي يريده الرب، وقد صرحت جورجينا ميلوني رئيسة وزراء الطليان كما كان يسميهم خالد الحربان وهو يعلق على مباريات كأس العالم في إسبانيا عام 1982 بعد أن صدمت بماجرى في لقاء ترامب وزيلينسكي بأن هناك حاجة لمؤتمر قمة يجمع الأوربيين بالحليف الأمريكي، وفورا لمنع الآخرين كما وصفتهم من تدمير ( حضارتنا) وتعني الحضارة الغربية التي وكغيرها من الحضارات يجب أن تنهار، وتنتهي نزولا عند السنن الكونية في التغيير والفناء والإنبعاث المتجدد للأمم والشعوب والحضارات. وقد تجمع الأوربيون في لندن وأعلنوا عن خطة أوربية لوقف الحرب، ولكنهم أصروا على دعم أوكرانيا التي يريدها رئيسها الإستمرار في الصراع حتى النهاية برغم الخسارات المذلة على طول خط الجبهة المشتعلة شرق نهر دينبرو الذي يقسم أوكرانيا الى شطرين.
زيلينسكي لم يكن ذكيا كما كان الملك عبد الله بن الحسين الذي إستمع لحديث ترامب الفج، بينما كان عقله مشغولا بالتفكير بملايين الأردنيين الذين لايريد تضييعهم، وكان في سره قرر أن يخرج بموقف يمتزج بمواقف عربية للرد على مطالب ترامب بتهجير الغزيين، وبالفعل فقد تم الإتفاق على عقد قمة عربية في القاهرة لإعلان خطة لإعمار غزة دون تهجير أهلها بالرغم من إن إسرائيل حسمت أمرها لجهة عزل غزة والضفة، وتهجير الغزيين، ورفض المقترح السعودي الذي قدمه الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز في قمة بيروت 2002 والتي تدعو الى حل الدولتين، تصرف زيلينسكي كشخص خسر الرهان، وإنتهى زمنه، ولم يعد يملك سوى الإستعراض بالبطولة، وهو ينظر الى حبل المشنقة وهو يلتف رويدا حول عنقه..زيلينسكي تأكد من النهاية، ولكن عبدالله بن الحسين فكر بأمر آخر، وإنه لايريد للأردن مصيرا مجهولا وهو بلد محاط بالمخاوف والجوع والتهجير وآلة الحرب، وهو يعلم إن واشنطن ماتزال بحاجة الى عمان لتسوية قضايا مهمة في المنطقة، ويمكن من خلالها تحقيق بعض النجاحات السياسية وإنهاء الأزمات، وهو مانجح مستشارو ترامب في تسويقه للرئيس بعد ساعات من نهاية اللقاء مع العاهل الأردني الذي بدا أن ترامب كان يستعرض فيه قوته وجبروته الذي ربما سيصطدم بتحديات لاحصر لها على مستوى العالم.

هادي جلومرعي

مقالات مشابهة

  • هل القلب هو محل العقل كما ذكر القرآن؟.. الدكتور علي جمعة يجيب
  • هل القلب هو محل العقل كما ذكر القرآن؟ علي جمعة يجيب
  • رمضان عند الأدباء .. مصطفى محمود يوضح كيف يروض الشهر الكريم النفس البشرية؟
  • حكمة ملك الأردن وغباء الرئيس الأوكراني
  • عالم أزهري: عقوبة الجلد على شرب الخمر لم تذكر في القرآن الكريم «فيديو»
  • رمضان عند الأدباء.. طقوس الإفطار في الشهر الكريم كما وصفها طه حسين
  • الجن زمن الإنسانية المتحولة
  • «أمهات مصر» يرصد استعدادات وملاحظات أولياء الأمور حول امتحانات مارس
  • اتحاد أمهات مصر يرصد مطالب بتأجيل امتحانات شهر مارس لبعد رمضان