بغداد اليوم- بغداد

رأى مسؤول كبير في حكومة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الخميس، (6 آذار 2025)، إنه ليس هناك حاجة أن تقوم روسيا بأي وساطة لإدارة التوتر بين إيران والولايات المتحدة والبدء في مفاوضات بشأن الملف النووي.

وقال المسؤول مشترطاً عدم الكشف عن هويته لـ"بغداد اليوم"، إنه "لا أعتقد أن هناك حاجة لوساطة روسية في التوتر القائم بين إيران وأمريكا، القضية واضحة جداً، وإذا أظهرت أمريكا نيتها الحسنة تجاه إيران، فإن بلادنا سترد بالمثل".

وأضاف "الأمريكيون فرضوا حوالي 7 آلاف عقوبة ضد إيران، ولكن إذا رفعوا نسبة ضئيلة من هذه العقوبات، سيظهرون حسن نيتهم، وبالمقابل ستُثبت إيران حسن نيتها تجاه تغيير سياساتهم، وإذا لم يحدث ذلك، فإن أي وساطة لن تؤدي إلى نتيجة".

وأضاف "عندما يكون هناك نوع من التوتر الشديد بين إيران وأمريكا، لا توجد أي إمكانية لوساطة من أي دولة أو طرف، الوساطة تنجح عندما يكون الطرفان على وشك إظهار مرونة والتراجع عن مواقفهم المتشددة".

وتابع "إذا لم يحدث ذلك، فهناك رسائل متبادلة بين إيران وأمريكا ولا حاجة لطرف ثالث، وإذا كانت أمريكا جادة في حل المشكلة، يكفي أن تتخذ القرار النهائي للتفاوض، لأنهم كانوا هم الذين أخرجوا من الاتفاق النووي ودفعوا الوضع إلى أسوأ حالاته."

وحول الادعاءات بأن الرئيس فلاديمير بوتين قد يكون مستعداً للوساطة، قال: "عندما يحدث أزمة أو مشكلة في العالم، تسعى الدول بشكل طبيعي إلى اتخاذ خطوات من أجل تحقيق السلام وحل الخلافات بين الأطراف".

وبين "لكن إذا كان بوتين، الرئيس الروسي، ينوي القيام بذلك، فإن نجاح هذا الجهد وتحقيق أهدافه مرتبط بتهيئة البيئة المناسبة في البيت الأبيض، ويجب على واشنطن تقليل المناخ المعادي لإيران، وإذا تبنت إدارة ترامب هذا النهج، فإن أي وساطة ستنجح، ولكن إذا استمروا في مواقفهم الحالية، فإن جهود الدول الأخرى لن تنجح."

وكان حشمت‌الله فلاحت بیشه، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني السابق، من أن روسيا قد تستخدم إيران كورقة ضغط في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة.

وقال فلاحت بشه في مقابلة تابعتها "بغداد اليوم"، " "كما تم التضحية بمفاوضات إحياء الاتفاق النووي في عام 2020 عندما بدأت حرب أوكرانيا، إذا حاولت روسيا مرة أخرى استخدام إيران كأداة ضغط في مفاوضاتها مع أمريكا بعد انتهاء الحرب، فإن ذلك سيعد واحدة من أكبر الخدع في تاريخ السياسة الخارجية الإيرانية."

وأضاف "يجب ألا تكون السياسة الخارجية لإيران مرتبطة بسياسات روسيا أو أي دولة أخرى، الاتفاق النووي هو اتفاق نووي يجب مراجعته بشكل مستقل استناداً إلى المصالح الوطنية الإيرانية، وليس بناءً على تطورات حرب أوكرانيا أو مفاوضات روسيا مع أمريكا، ويجب على إيران أن تسعى بنشاط لإجراء مفاوضات مباشرة مع الأطراف الرئيسية في الاتفاق النووي، بما في ذلك أمريكا".


المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: الاتفاق النووی بین إیران

إقرأ أيضاً:

"نسبة التخصيب" عقدة الاتفاق النووي بين أمريكا وإيران في مفاوضات عمان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تتجه الأنظار نحو سلطنة عمان، اليوم السبت، حيث يجتمع خبراء إيرانيون وأمريكيون لمناقشة تفاصيل دقيقة قد تمهّد الطريق لاتفاق نووي جديد بين طهران وواشنطن.

يقود الوفد الإيراني كل من نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي، ونائب الوزير للشؤون القانونية والدولية كاظم غريب آبادي. أما الوفد الأميركي فيتكون من نحو 12 مسؤولًا يمثلون وزارات عدة، منها الخارجية والخزانة بالإضافة إلى أجهزة الاستخبارات، برئاسة مايكل أنطوان، مدير تخطيط السياسات في وزارة الخارجية الأميركية، المعروف بموقفه المعارض لاتفاق 2015 النووي.

قضية تخصيب اليورانيوم

تركّز المحادثات على موضوع تخصيب اليورانيوم، وتحديدًا نسبة التخصيب التي يمكن لإيران الالتزام بها. ففي الوقت الذي دعا فيه مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز إلى "تفكيك كامل" للبرنامج النووي الإيراني، لمح المبعوث الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى إمكانية القبول بنسبة تخصيب تصل إلى 3.67%، وهي النسبة التي نصّ عليها اتفاق 2015.

من جانبه، أعرب وزير الخارجية ماركو روبيو عن استعداد بلاده للسماح لإيران بامتلاك برنامج نووي مدني، شريطة أن يعتمد على وقود نووي مستورد، في حين أكد عباس عراقجي، المسؤول الإيراني، أن الاتفاق مع واشنطن ممكن في حال تخلت الأخيرة عن مطالبها "غير الواقعية"، ورفعت العقوبات عن إيران، مع الاعتراف بحقها في التخصيب السلمي.

البرنامج الصاروخي

إلى جانب ملف التخصيب، سيُطرح أيضًا برنامج إيران الصاروخي، والذي يراه المسؤولون الإيرانيون العقبة الرئيسية في المفاوضات. فبحسب مصدر مطّلع، غادر الوفد الإيراني روما مقتنعًا بأن واشنطن قبلت بعدم مطالبة طهران بالتخلي الكامل عن التخصيب أو تسليم مخزونها من اليورانيوم المخصّب. إلا أن الملف الصاروخي ما زال موضع خلاف جوهري.

وشدد المصدر على أن طهران ترفض أي تنازلات إضافية بشأن برنامجها الصاروخي تتجاوز ما ورد في اتفاق 2015، مؤكدة أن قدراتها الدفاعية "غير قابلة للتفاوض". ومع ذلك، أشار إلى أن إيران، كإشارة لحسن النية، تلتزم بعدم تطوير صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، ما دامت المفاوضات تسير في إطار بنود الاتفاق السابق وقرارات مجلس الأمن.

القلق الغربي مستمر

رغم تطمينات إيران بأن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية، وأن تخصيب اليورانيوم يهدف لإنتاج الوقود النووي فقط، لا تزال الدول الغربية تخشى من احتمالية تطوير سلاح نووي، خاصة في ظل جهود إيران لتحديث قدراتها الصاروخية.

وكان مجلس الأمن قد فرض قيودًا على البرنامج الصاروخي الإيراني بموجب قرار يدعم اتفاق 2015، غير أن المسؤولين الإيرانيين يرفضون بإصرار إدخال هذا الملف في أي مفاوضات جديدة، رغم محاولات أوروبية متكررة للضغط في هذا الاتجاه.

الجدير بالذكر أن عراقجي سيعقد لقاءً جديدًا مع ويتكوف عقب جلسة الخبراء، ضمن الجولة الثالثة من المحادثات غير المباشرة، التي جاءت بعد جولتين سابقتين في مسقط وروما، وصفهما الطرفان بالإيجابيتين، وإن لم تخلُ من الحذر.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الإيراني: تقدم جدي في محادثات النووي مع واشنطن
  • وزير الخارجية الإيراني: هناك تقدم جدي في محادثات النووي مع واشنطن
  • واشنطن تكشف مطالبها من دمشق قبل أن تغير موقفها بشأن العقوبات
  • "نسبة التخصيب" عقدة الاتفاق النووي بين أمريكا وإيران في مفاوضات عمان
  • رسالة تكشف استجابة دمشق للشروط الأميركية الـ8 هل تغير واشنطن موقفها؟
  • مقترح ترامب لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا يثير مخاوف حلفاء أمريكا
  • روسيا تعلن موقفها من الهجوم الأمريكي على ميناء رأس عيسى في اليمن
  • روسيا: زيلينسكي يتبع نهجًا يُظهر عجز كييف التام عن التفاوض
  • واشنطن تعلن قائد التفاوض الفني مع إيران.. لماذا مايكل أنتون؟
  • ترامب يشيد بموقف روسيا من التفاوض على إنهاء الحرب في أوكرانيا