الأسبوع:
2025-04-07@02:32:14 GMT

حملة صليبية بغطاء حديث

تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT

حملة صليبية بغطاء حديث

في مشهد يحمل دلالات تاريخية، ظهر وزير الخارجية الأمريكي في لقاء تلفزيوني وعلى جبهته "صليب الرماد"، بينما كان يتحدث بلهجة تهديد تجاه غزة، معلنًا عن نفاد صبر بلاده بسبب مشاهد الأسرى الإسرائيليين.

هذا المشهد يعيد إلى الأذهان صورًا من العصور الوسطى، حيث كان فرسان الحملات الصليبية يخيطون الصلبان على ملابسهم قبل الانطلاق إلى حروبهم في الشرق.

لكنه أيضًا يكشف جانبًا أعمق من السياسة الأمريكية، التي لا تتحرك فقط وفق المصالح الجيوسياسية، بل تتأثر بعقائد دينية متجذرة.

هذه ليست المرة الأولى التي يظهر فيها هذا التداخل بين الدين والسياسة في الخطاب الأمريكي تجاه الشرق الأوسط. فمنذ أن وصف جورج بوش غزو العراق عام 2003 بأنه "حرب صليبية"، بات من الواضح أن بعض دوائر صنع القرار في واشنطن تتبنى رؤية دينية للصراع، وليس فقط رؤية سياسية. اليوم، يتكرر المشهد مع شخصيات نافذة في الإدارة الأمريكية، مثل وزير الدفاع الذي يرتدي "صليب القدس"، ويطالب علنًا بفرض السيطرة على المسجد الأقصى، في إشارة واضحة إلى الخلفيات العقائدية التي تؤثر في قرارات واشنطن.

لكن من الضروري التفريق بين "المسيحية الصهيونية"، التي تؤمن بأن دعم إسرائيل واجب ديني لتمهيد ظهور المسيح، وبين المسيحية التقليدية التي نعرفها في بلادنا.

المسيحية الصهيونية هي طائفة بروتستانتية متطرفة، منتشرة في الولايات المتحدة، وتختلف تمامًا عن الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية، مثل الكنيسة القبطية المصرية والكنيسة اليونانية والروسية، التي ترفض هذا الفكر بشكل قاطع. بل إن هناك حتى طوائف يهودية تعارض هذه العقيدة، لأنها ترى أنها تستغل الدين اليهودي لتحقيق أهداف سياسية.

إن السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط لا تستند فقط إلى المصالح الاقتصادية أو العسكرية، بل يحركها أيضًا بُعد ديني قوي. هذا البعد هو ما يفسر الدعم غير المشروط لإسرائيل، والاستعداد الدائم لتبرير أي عدوان ضد الفلسطينيين تحت ذرائع مختلفة. لذلك، من المهم ألا يتم التعامل مع ما يحدث باعتباره مجرد سياسات متغيرة بين الإدارات الأمريكية، بل كنهج استراتيجي طويل الأمد، يستمد قوته من عقيدة راسخة لدى صناع القرار هناك.

ويبقى السؤال: هل المنطقة مستعدة لمواجهة هذه العقيدة الجديدة التي تُعيد إنتاج الحملات القديمة بطرق حديثة؟

لمن لا يعرف أنا مسيحي حتى لا يختلط الأمر على البسطاء الذين يتأثروا بتلك المشاهد الخادعة، نحن نكتب من أجل الوعي.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

حديث مناوي وغضبه كان نتاج لتلقي معلومات عن (..)

▪️هل المناورة بالشمالية الغرض منها التوجه لاحتلال الفاشر ومن ثم قيام دولة دارفور التي تحلم بها (الإمارات وبريطانيا وامريكا وإسرائيل)، لذلك حديث مناوي وغضبه كان نتاج لتلقي معلومات عن ذلك؟

ولكن لماذا تراجع عن خطابه؟

احمد جنداوي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • "البوابة" ترصد فرحة الأسر المسيحية في لحظات المعمودية المقدسة
  • نجل حفتر في تركيا لتوقيع اتفاقات عسكرية.. ما المصالح التي تربط الطرفين؟
  • احتجاج في العاصمة الأمريكية ضد حملة تقليص الإنفاق
  • مديرية الإعلام في حلب تبحث سبل تذليل الصعوبات والتحديات التي تواجه الإعلاميين
  • باتيلو: السياسات الأمريكية تجاه الشرق الأوسط تغيّرت جذريًا مع إدارة ترامب
  • تلغراف: إيران تسحب عناصرها من اليمن بعد تصعيد الضربات الأمريكية
  • نيويورك تايمز: الإمارات تشارك في الحملة الأمريكية ضد الحوثيين
  • حديث مناوي وغضبه كان نتاج لتلقي معلومات عن (..)
  • حكاية أول الأعياد المسيحية.. ما لا تعرفه عن عيد البشارة
  • القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط... أيها ستختار واشنطن إذا هاجمت طهران؟