في اللحظة التي يراود فيها حلم السياحة في الفضاء عقول الكثير من الأثرياء حول العالم على مستوى المدار المنخفض حول الأرض، يقترح عالمان فلكيان الخروج من هذا النطاق الضيق والغوص في أعماق الكواكب الأخرى لغرض السياحة والنزهة، مثل التحليق فوق كوكب الزهرة على ظهر منطاد هوائي، أو استكشاف الكهوف المسامية لقمر "هايبريون"، أو التزلج على المنحدرات الجليدية لكوكب بلوتو، فتكون بذلك رحلة سياحية فضائية بامتياز.

ويرى كلّ من عالم الكواكب جون مورز وعالم الفيزياء الفلكية جيسي روجرسون العديد من التجارب السياحية الفضائية الممكنة من الناحية الفيزيائية، ويناقشان هذه المغامرات الشيقة في كتابهما المنشور حديثا "أحلام اليقظة ضمن النظام الشمسي"، من مطبعة معهد ماساتشوستس للتقانة.  ولا يكتفي المؤلفان بعرض أفكار مثيرة فحسب، بل يتعمقان أيضا في الأسس العلمية التي قد تجعل كل مغامرة فضائية ممكنة الحدوث.

وعلى عكس السرد التقليدي لاستكشاف الفضاء، الذي يركز غالبا على تحديات البقاء والتقنيات المعقدة، يقدّم العالمان منظورا مختلفا يتمحور حول الاستمتاع والاستجمام خارج كوكب الأرض بعيدا عن الاكتظاظ السكاني والتلوث الضوضائي، ويتصوران مستقبلا يصبح فيه السفر بين الكواكب تجربة تجمع بين استكشاف المناظر الطبيعية الفريدة والاكتشافات العلمية.

كوكب الزهرة (شترستوك) الأسس العلمية للبعثات المستقبلية

تعتمد الرحلات الاستكشافية التي يتناولها العالمان على علم كواكب المجموعة الشمسية، فعلى سبيل المثال، التحليق داخل منطاد فوق كوكب الزهرة أمر ممكن لأن الظروف الجوية على ارتفاع يتراوح بين 20 و25 كيلومترا فوق سطحه تشبه إلى حد كبير ظروف الأرض من حيث درجة الحرارة والضغط الجوي.

ولطالما كانت هذه الفكرة مطروحة لدى العلماء لاستكشاف غلاف الزهرة الجوي، فإن مختبرات الدفع النفاث التابعة لوكالة ناسا تعمل الآن على تطوير مناطيد آلية لدراسة سُحُب هذا الكوكب.

وبالمثل، فإن فكرة استكشاف المحيط الجوفي لقمر أوروبا باستخدام غواصات صغيرة ليست بعيدة المنال، فمن المتوقع أن تمهد مهمة "أوروبا كليبر" التابعة لناسا الطريق أمام اكتشافات مستقبلية بواسطة غواصات آلية.

إعلان

كذلك، بينما تركز مهمة "دراجون فلاي" على استكشاف "تيتان" باستخدام مركبة دوّارة، فقد طُرحت فكرة إرسال غواصة لاستكشاف بحيراته الهيدروكربونية. وتعكس جميع هذه المشاريع كيف يتطور استكشاف الفضاء من بعثات الروبوتات التقليدية إلى تقنيات أكثر ديناميكية وتفاعلية مع البيئات المختلفة في الفضاء.

ويغلب على الكتاب الطابع المتفائل حول مستقبل البشر في إمكانية التحليق والسفر في الفضاء، على عكس العديد من أعمال الخيال العلمي الحديثة التي تتجه نحو سيناريوهات كارثية وغامضة. وعلى الرغم من أن هذه المغامرات لا تزال في نطاق الخيال من حيث الموارد التقنية الحالية، فإن التقدم السريع في تكنولوجيا الفضاء يشير إلى أن مثل هذه التجارب قد تكون أقرب مما يتصور البشر.

وتعمل الشركات الفضائية الخاصة ووكالات الفضاء الوطنية والمؤسسات العلمية على تطوير أنظمة دفع جديدة، وتقنيات دعم الحياة، ومساكن وموانئ كوكبية قد تُمهد الطريق لسفر البشر بين الكواكب في المستقبل.

وقد يكون الانتقال من المهام الروبوتية إلى استكشاف البشر بأنفسهم للفضاء بغرض الاستمتاع والتنزه مجرد خطوة طبيعية ضمن سلم التطور الطبيعي للحضارة البشرية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان کوکب الزهرة

إقرأ أيضاً:

متحدث الزراعة: "معاك في الغيط" تواصل التوعية العلمية للفلاحين عبر التواصل الاجتماعي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الدكتور محمد القرش، المتحدث باسم وزارة الزراعة، إن حملة «معاك في الغيط» اعتمدت بشكل موسع على وسائل التواصل الاجتماعي لنقل المعلومات العلمية والإرشادية للفلاحين في مختلف أنحاء الجمهورية، موضحًا أن الوزارة تهدف من خلال هذه الحملة إلى الاستفادة من المنصات الرقمية مثل «اسعى صح» و«معاك في الغيط» لتزويد الفلاحين بأحدث الإرشادات التي تساهم في تحسين إنتاجهم الزراعي.

وأضاف "القرش"، خلال مداخلة ببرنامج "هذا الصباح" على قناة "إكسترا نيوز"، أن الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا بالتوسع في الإرشاد الزراعي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بجانب دعم المراكز الإرشادية المنتشرة في جميع المحافظات، فضلًا عن تنظيم قوافل وحملات توعوية ميدانية داخل الحقول.

وأشار إلى أن الوزارة أطلقت حملات قومية مستمرة لدعم المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والذرة، مؤكدًا أنه في ختام كل موسم زراعي يتم تكريم نماذج من الفلاحين الذين حققوا طفرة إنتاجية ملحوظة، بهدف تشجيع جميع المزارعين على اتباع أفضل الممارسات الزراعية، لتحقيق تنمية متكاملة في القطاع الزراعي على مستوى الجمهورية.

مقالات مشابهة

  • القمر يضيء نصف قرصه الليلة.. واقتران مميز مع كوكب المشتري
  • متحدث الزراعة: "معاك في الغيط" تواصل التوعية العلمية للفلاحين عبر التواصل الاجتماعي
  • إكسبو 2025 بأوساكا كانساي: استكشاف تقنيات المستقبل التي ترسم ملامح البحر والسماء والأرض
  • رئيس الوزراء يعلن عن استكشاف بترولي جديد "الفيوم 5"
  • أول عرض مسرحي موسيقي عن حياة كوكب الشرق
  • باتريك مور ووكالة ناسا.. كيف ساهم في استكشاف الفضاء؟
  • لقمان الهوتي يسرد رحلته في استكشاف الأحجار الكريمة وتحويلها إلى مجوهرات فاخرة
  • قرية الصبيخاء: مقومات سياحية وتراثية تنتظر تطوير الخدمات
  • ما هي الدول الأوروبية التي ستشارك في "تحالف الراغبين" من أجل أوكرانيا؟