مئات الدبلوماسيين الأميركيين يحتجون على تفكيك وكالة التنمية الدولية
تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT
وجّه مئات الدبلوماسيين الأميركيين رسالة لوزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو احتجاجا على تفكيك الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، بينما خسر البيت الأبيض دعوى أمام المحكمة العليا بشأن تجميد مساعدات.
وقال الدبلوماسيون في الرسالة إن "غياب الوكالة يقوّض زعامتنا وأمننا ويترك فراغا ستملأه الصين وروسيا"، وأضافوا أن قرار تجميد وإنهاء المساعدات يقوض شراكات الولايات المتحدة مع حلفاء رئيسيين.
وأضاف الدبلوماسيون -في الرسالة التي من المتوقع تقديمها عبر "قناة المعارضة" الداخلية بالوزارة التي تسمح للدبلوماسيين بالتعبير عن المخاوف بشأن السياسة دون الكشف عن هوياتهم- أن تجميد إدارة الرئيس دونالد ترامب في 20 يناير/كانون الثاني جميع المساعدات الخارجية تقريبا يهدد سلامة الدبلوماسيين والقوات الأميركية في الخارج ويعرض حياة الملايين الذين يعتمدون على المساعدات الأميركية للخطر.
ونقلت رويترز عن مسؤول أميركي طلب عدم الكشف عن هويته أن أكثر من 700 دبلوماسي وقّعوا على الرسالة.
وأصدر الرئيس الجمهوري ترامب بمجرد عودته للبيت الأبيض وفي إطار أجندته "أميركا أولا" أمرا بوقف مؤقت لمدة 90 يوما لكل المساعدات الخارجية، وأدى الأمر إلى توقف عمليات الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في مختلف أنحاء العالم.
إعلانوقد أدى القرار إلى تقويض توفير المساعدات الغذائية والطبية المنقذة للحياة وأدخل الجهود العالمية للإغاثة الإنسانية في حالة غير مسبوقة من الفوضى.
حكم قضائيمن جهة أخرى، رفضت المحكمة العليا الأميركية، المنقسمة بشدة، أمس الأربعاء محاولة إدارة الرئيس دونالد ترامب تجميد نحو ملياري دولار من المساعدات الأجنبية.
وجاء القرار بأغلبية 5 أصوات مقابل 4، حيث رفضت المحكمة الطعن العاجل الذي قدمته الإدارة الجمهورية، لكنها في الوقت نفسه طلبت من القاضي الاتحادي أمير علي توضيح أمره السابق، الذي كان قد ألزم بإطلاق سريع للمساعدات المخصصة لمشاريع سبق تنفيذها.
وهذه هي المرة الثانية التي تفشل فيها الإدارة الجديدة في إقناع المحكمة العليا ذات الأغلبية المحافظة، والتي تضم 3 قضاة عيّنهم ترامب نفسه، بتقييد حكم قاض اتحادي يوقف إجراء تنفيذيا اتخذه ترامب.
ورغم أن القرار يمثل خسارة قصيرة الأجل للإدارة الأميركية، فإن المؤسسات غير الربحية والشركات التي رفعت الدعوى لا تزال تنتظر صرف الأموال التي تقول إنها مستحقة لها.
واضطرت عدة منظمات في الولايات المتحدة ومختلف أنحاء العالم إلى تقليص خدماتها وتسريح آلاف الموظفين نتيجة لهذا التأخير.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
أوكرانيا تتمسك بالتعاون مع واشنطن رغم تجميد المساعدات
واشنطن (وكالات)
أخبار ذات صلةأعلنت أوكرانيا، أمس، تمسكها بمواصلة التعاون مع الولايات المتحدة، فيما لا تزال تريد ضمانات أمنية ذات أهمية وجودية بالنسبة إليها، على الرغم من تجميد المساعدات العسكرية الأميركية.
وعلّق الرئيس الأميركي دونالد ترامب المساعدات العسكرية لأوكرانيا، مكثّفاً الضغط على كييف لدفعها للموافقة على خوض مفاوضات سلام مع روسيا، ما دفع أوروبا للكشف عن خطة بقيمة 800 مليار يورو لتعزيز الدفاع في القارة.
في الأثناء، أكدت الحكومة الأوكرانية استعدادها للتوقيع على اتفاق مع الولايات المتحدة «في أي وقت» يمنحها وصولاً تفضيلياً إلى المعادن الأوكرانية والموارد الطبيعية.
وقال رئيس الوزراء الأوكراني دنيش شميغال: «إن أوكرانيا مصممة تماماً على مواصلة التعاون مع الولايات المتحدة»، مضيفاً أن واشنطن شريك مهم وعلينا المحافظة على ذلك.
وأضاف «علينا أن نطلب ضمانات أمنية ملموسة من الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وبلدان مجموعة السبع، يحمل الأمر أهمية وجودية ليس لأوكرانيا فحسب، بل كذلك بالنسبة للاتحاد الأوروبي والقارة الأوروبية».
وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخائيلو بودولياك «بالطبع، لا نتغاضى عن إمكان إجراء مفاوضات مع نظرائنا الأميركيين» بشأن المساعدات العسكرية التي أعلنت واشنطن تعليقها أمس الأول، موضحاً «نحن نناقش الخيارات مع شركائنا الأوروبيين، فيما كشف الاتحاد الأوروبي عن خطة حول «إعادة تسليح أوروبا» والتي تتيح تقديم دعم عسكري فوري لأوكرانيا.
بدورها، اعتبرت روسيا أن تجميد المساعدات الأميركية لأوكرانيا «أفضل مساهمة» في السلام، بحسب ما أفاد الناطق باسم الكرملين دمتيري بيسكوف.
وأمس الأول، رفض ترامب استبعاد إمكان تجميد المساعدات لدى سؤاله من قبل الصحافيين، لكنّ مسؤولاً في البيت الأبيض قال إنه سيتم تجميد المساعدات، مضيفاً أن الرئيس أوضح أنّه يركّز على السلام، نحن بحاجة لأن يلتزم شركاؤنا أيضاً تحقيق هذا الهدف.
وقال: «نجمّد ونراجع مساعداتنا للتأكّد من أنّها تساهم في التوصّل إلى حلّ يوقف الحرب بين موسكو وكييف.
وبعد ساعات، استعرضت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين خطة من خمسة أجزاء لتخصيص حوالي 800 مليار يورو للدفاع الأوروبي والمساعدة في تقديم دعم عسكري فوري لأوكرانيا. وقالت في بروكسل صباح أمس: «هذه لحظة حاسمة بالنسبة لأوروبا ونحن على استعداد لتكثيف تحركنا».
وأكدت بريطانيا أيضاً على التزامها دعم أوكرانيا بعد القرار، إذ أوضحت أنغيلا راينر، نائبة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، بأنه يركّز بشدة على ضمان تحقيق السلام في أوكرانيا.
وفي واشنطن، دان الديمقراطيون في الكونغرس فوراً القرار على اعتباره خطراً وغير قانوني.
وأفاد كبير الديمقراطيين في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب غريغوري ميكس على زملائي الجمهوريين الذين تعهدوا مواصلة الدعم لأوكرانيا أن ينضموا إلي في مطالبة الرئيس ترامب برفع قراره بتجميد المساعدات.