الجزيرة:
2025-04-07@11:22:19 GMT

ما دلالات المفاوضات المباشرة بين أميركا وحماس؟

تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT

ما دلالات المفاوضات المباشرة بين أميركا وحماس؟

بعد أن كشف البيت الأبيض عن أن الولايات المتحدة أجرت اتصالات مباشرة لأول مرة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الدوحة بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، تلوح في الأفق جملة تساؤلات عن مسار هذه المفاوضات ومدى جدواها، بعد أن تعثرت مرارا وهي بيد الوسطاء، وذلك مع انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق.

وباتت غزة في وضع حرج مع انتهاء المرحلة الأولى، حيث أغلقت إسرائيل مجددا جميع المعابر المؤدية إلى القطاع لمنع دخول المساعدات الإنسانية، في خطوة تهدف إلى استخدام التجويع أداة ضغط على حماس لإجبارها على قبول بإملاءاتها.

ويريد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -مدعوما بضوء أخضر أميركي- تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني 2025، للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين في غزة، من دون تقديم أي مقابل لذلك أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية.

في المقابل، تؤكد حماس وجوب بدء مفاوضات المرحلة الثانية التي تشمل وضع حد للحرب والانسحاب الشامل لجيش الاحتلال من غزة، تمهيدا للمرحلة الثالثة وأساسها إعادة إعمار القطاع المدمّر.

إعلان

وفي مقابلة مع الجزيرة نت، أجاب الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني ومدير مؤسسة فيميد للإعلام الفلسطينية إبراهيم المدهون عن بعض التساؤلات بشأن مسار هذه المفاوضات.

أميركا تفاوض حماس.. ما وراء ذلك؟

لم يكن مفاجئا أن تستجيب حركة حماس لأي حوار مع الولايات المتحدة، فهي لا تمانع الحديث مع أي دولة في العالم باستثناء الاحتلال الإسرائيلي، بل ترى في فتح قنوات مع واشنطن خطوة مهمة لفهم مواقفها والتأثير على قراراتها.

لكن الجديد هذه المرة أن الحوار لم يأتِ عبر قنوات خلفية أو شخصيات غير رسمية، بل جرى بشكل مباشر بين مسؤول في الإدارة الأميركية وحماس، في سابقة تحمل دلالات إستراتيجية عميقة.

الحوار الذي كُشف عنه يجري بين آدم بولر مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقيادات في حركة حماس، ويتمحور بشكل أساسي حول الأسير الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكساندر المحتجز لدى المقاومة الفلسطينية.

لكن هذا الحوار يتجاوز كونه مفاوضات إنسانية بحتة، فهو يأتي بعد فشل إسرائيل والولايات المتحدة في تحقيق أهدافهما في الحرب على غزة، ويعكس تحولا تكتيكيا في طريقة تعامل واشنطن مع الصراع.

وفي رأي المحلل والكاتب السياسي الفلسطيني أحمد الحيلة في منشور على منصة إكس، فإن الاتصالات واللقاءات بين آدم بولر مبعوث الرئيس ترامب لشؤون الأسرى وحركة حماس في الدوحة بالتوازي مع مفاوضات وقف إطلاق النار والنقاش تعني ما يلي:

اعتراف واشنطن واقعيا بالحركة كجزء مهم من المشهد الفلسطيني، ولا يمكن تجاوزها بعد فشل القضاء عليها عسكريا. تراجع ثقة ترامب بنتنياهو الذي يقدم حساباته الشخصية على حساب مصالح الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، حسب قناعة رأي عام إسرائيلي واسع، فنتنياهو يسعى لتعطيل اتفاق وقف إطلاق النار، مما يعني تعليق إطلاق سراح الأسرى، واستمرار التوتر تحت عنوان الحرب. هناك مصلحة لواشنطن بوقف الحرب لاستثمار علاقاتها سياسيا (التطبيع) واقتصاديا مع الدول العربية، وهذا يحتاج إلى هدوء في المنطقة. تهديد ترامب ونتنياهو لغزة بالجحيم والحرب الفتاكة ما زال أداة ضغط تفاوضية، والباب ما زال مشرعا لمزيد من المفاوضات. إعلان لماذا تفاوض واشنطن حماس الآن؟

ظلت الإدارات الأميركية المتعاقبة على مدار سنوات تضع شروطا تعجيزية أمام أي حوار مع حماس، أبرزها الاعتراف بإسرائيل، ونزع السلاح، والالتزام بالاتفاقات السابقة مع الاحتلال. لكن اليوم، ومع استمرار المعارك في غزة وفشل الاحتلال في تحقيق أي انتصار سياسي أو عسكري، باتت واشنطن أمام واقع جديد: حماس لم تُهزم، ولم تُستأصل، ولا يمكن تجاهلها بعد الآن.

الحوار المباشر هو اعتراف أميركي غير معلن بأن حركة حماس باتت رقما ثابتا في المعادلة السياسية، ولا يمكن تجاوزها في أي عملية سياسية.

كما أن إسرائيل نفسها اضطرت في السابق للجلوس إلى طاولة المفاوضات مع حماس، سواء خلال مفاوضات إطلاق سراح جلعاد شاليط، أو مفاوضات وقف إطلاق النار المتكررة عبر وسطاء إقليميين، أو صفقة تبادل الأسرى التي وقعت في الدوحة برعاية قطرية مصرية، والتي أدت إلى إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين مقابل أسرى إسرائيليين.

ما انعكاسات الحوار على معادلة الصراع؟

لا شك أن مجرد انعقاد هذه المفاوضات يمثل ضربة قاسية لنتنياهو وحكومته، إذ يُظهر مدى ضعف إسرائيل وعجزها عن فرض إرادتها بالقوة، رغم استخدامها كافة الأساليب الوحشية في حربها على غزة.

وكشفت مصادر إسرائيلية عن غضب نتنياهو من هذه المحادثات، ومحاولاته المتكررة للضغط على إدارة ترامب لوقفها، لكنه لم ينجح. بل إن هذا التطور أظهر إسرائيل بحجمها الحقيقي، مجرد تابع للسياسة الأميركية، وليس كما تحاول تصوير نفسها كقوة مستقلة.

ما الذي يجب أن تطالب به حماس؟

حماس أمام فرصة حقيقية لا ينبغي تفويتها، إذ يمكنها البناء على هذا الحوار وتحويله من مجرد مفاوضات حول أسير أميركي إلى نقاش سياسي أوسع.

ومن أبرز المطالب التي يمكن أن تطرحها الحركة:

رفع اسم حماس من قائمة "الإرهاب" الأميركية. الاعتراف بحماس كجزء من الحل السياسي في المنطقة. ضمان دور حماس في أي معادلة سياسية فلسطينية مستقبلية، بما في ذلك منظمة التحرير الفلسطينية. التفاوض على تهدئة طويلة الأمد بشروط تحقق للشعب الفلسطيني حقوقه، دون المساس بالمقاومة. إعلان هل هذه بداية تحول أميركي؟

إدراك الولايات المتحدة بأن حماس جزء من الحل وليس المشكلة قد يكون مقدمة لتحولات أوسع في السياسة الأميركية تجاه القضية الفلسطينية. وإذا استطاعت حماس إدارة هذا الحوار بحكمة، فقد تجد نفسها أمام نافذة سياسية جديدة تتيح لها تعزيز شرعيتها الدولية، وتخفيف الضغوط على حلفائها، وربما حتى فرض واقع جديد يغير قواعد اللعبة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وتدرك إسرائيل جيدا خطورة هذا المسار، ولذلك من المتوقع أن تسعى بكل الطرق لإفشاله. كما أن بعض القوى الإقليمية قد لا ترحب بانفتاح أميركي على حماس، ومن المرجح أن نشهد خلال الأيام المقبلة حملات إعلامية إسرائيلية وتسريبات مضللة، وربما حتى تحركات سياسية تهدف إلى عرقلة الحوار.

ما تأثير تهديدات ترامب؟

وقال المحلل السياسي الفلسطيني وسام عفيفة إن التهديدات الأميركية تحمل تناقضا كبيرا بين تهديدات ترامب ومسار التفاوض الذي بدأته الإدارة الأميركية مع حركة حماس، ويعد هذا التفاوض غير مسبوق على هذا المستوى، فالإدارة الأميركية نفسها هي التي أعلنت عنه، وبناء عليه يمكن قراءة هذه التهديدات بوصفها ممارسة أقصى درجات الضغط على حماس من أجل الحصول على بعض التنازلات خلال هذه المفاوضات.

كما تأتي أيضا في سياق أن الإدارة الأميركية لم تعد ترى أن مسار المفاوضات الذي تتبعه حكومة نتنياهو مجديا وأن الوقت ينفد، وأن النتائج المترتبة عنها لم تكن بالوتيرة نفسها التي تنتج عن المفاوضات مع الإدارة الأميركية التي تعتمد على لغة الصفقات والنتائج السريعة.

وإن حماس بهذا المسار الجديد من المفاوضات يمكنها أن تقدم رؤيتها في إطار أنها أصبحت لاعبا مركزيا، ويمثل اعترافا بأنها بعد كل هذه الحرب فشل الاحتلال في القضاء عليها.

وهذه التهديدات لا بد من التعامل معها بجدية، فقد وردت على لسان الرئيس الأميركي بكل فجاجة وعنجهية، والخطير فيها أنها لا ترتبط فقط بحركة حماس أو قياداتها، ولكنها تشمل كل المشروع الوطني المرتبط بالمقاومة، وليس في قطاع غزة وحدها بل في كل الجغرافيا الفلسطينية.

إعلان

إن حماس ستتعامل مع هذه الضغوط ليس بتنازلات ولكن بالواقعية التي تراعي المتغيرات في المشهد عامة، وبما يتناسب مع تصريحات ترامب ومخرجات القمة العربية والمعطيات الميدانية وما يتعلق بوضع المقاومة.

وإذا نجحت حماس في أن تحيّد الإدارة الأميركية في ألا تكون طرفا مركزيا في المعركة تكون نجحت كثيرا، فأميركا اليوم لم تعد تقدم نفسها كوسيط، ولكنها طرف آخر، مما يزيد في تعقيد المشهد لأن أميركا لم تعد وسيطا ضامنا في المفاوضات، ولكنها تمارس كل أدوات الضغط والتهديد بفتح أبواب الجحيم.

وكان ترامب حذر حركة حماس، في ما سماه "التحذير الأخير لهم"، بإنهاء أمر الحركة إذا لم تطلق فورا سراح جميع الأسرى الإسرائيليين لديها، وتعيد الموتى منهم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الإدارة الأمیرکیة الولایات المتحدة وقف إطلاق النار هذه المفاوضات حرکة حماس

إقرأ أيضاً:

إيران: لا معنى للمفاوضات المباشرة مع من يهدد بالقوة

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن بلاده مستعدة للتفاوض بشأن برنامجها النووي، لكنه أكد أن لا معنى للمفاوضات المباشرة مع طرف يهدد باستخدام القوة، وذلك في أعقاب تهديدات الرئيس دونالد ترامب باستهداف إيران.

وأوضح عراقجي أنهم ملتزمون بالدبلوماسية ومستعدون لاختبار المفاوضات غير المباشرة وأن طهران "تتبع نهجا مسؤولا بشأن التطورات الدولية".

ولفت وزير الخارجية الإيراني أن استعدادهم للتفاوض بشأن البرنامج النووي "على أساس منطق بناء الثقة مقابل رفع العقوبات، قائلا إن "برنامجنا النووي سلمي وسبق أن اتخذنا خطوات طوعية لبناء الثقة بشأن طبيعته" في الاتفاق النووي.

وأكد عراقجي "رغم التزامنا بمسار الدبلوماسية لرفع سوء التفاهم وتسوية الخلافات نبقى مستعدين لجميع الاحتمالات الممكنة، نحن جادون في الدبلوماسية والتفاوض وحازمون في الوقت نفسه بشأن الدفاع عن مصالحنا وسيادتنا الوطنية".

 

وفيما يتصل ببعض التطورات الإقليمية، وصف المسؤول الإيراني الهجمات الأميركية على مناطق يمنية تسيطر عليها جماعة أنصار الله (الحوثيين) بأنها "غير قانونية".

كما دعا عراقحي الدول إلى وضع حد لمعاناة الفلسطينيين، مشيرا إلى ضرورة "أن تتعاون الدول من أجل وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وسوريا.

وتأتي هذه التصريحات الإيرانية في وقت تتحدث فيه تقارير عن أن البيت الأبيض يدرس اقتراح إيران بإجراء محادثات نووية غير مباشرة.

ونقل موقع أكسيوس أن  ذلك يأتي  بعد رد إيران الرسمي على الرسالة التي وجّهها ترامب إلى المرشد الأعلى علي خامنئي قبل 3 أسابيع، واقترح فيها إجراء محادثات مباشرة بشأن البرنامج النووي الإيراني.

إعلان

والأسبوع الماضي، توعد المرشد الإيراني علي خامنئي برد قوي على تهديدات الولايات المتحدة وإسرائيل بمهاجمة إيران، في حين قال  الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن بلاده رفضت عقد مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة ردا على رسالة ترامب.

كما قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في وقت سابق "لن نخضع للتهديد ولن نسمح لأي طرف بمخاطبتنا بلغة القوة والأعداء سيندمون على تهديدهم".

وكان الرئيس ترامب هدد إيران بالقصف بفرض عقوبات إضافية على إيران إذا لم تتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي.

وفي 12 مارس/آذار الجاري، أفادت تقارير بتسليم الإمارات، رسالة من ترامب إلى خامنئي، في حين ردت طهران على الرسالة عبر سلطنة عمان.

وفي مقابلة مع شبكة فوكس بيزنس، في مارس/آذار الماضي، ذكر ترامب أنه بعث رسالة إلى خامنئي قال فيها: "آمل أن تتفاوضوا لأن دخولنا عسكريا سيكون شيئا مروعا".

وانسحب ترامب من الاتفاق النووي المبرم بين إيران وقوى عالمية في عام 2015، والذي تم بموجبه فرض قيود صارمة على أنشطة طهران النووية مقابل تخفيف العقوبات عليها.

وتتهم دول غربية، وفي مقدّمتها الولايات المتّحدة، إيران بالسعي لامتلاك السلاح النووي لكنّ طهران تنفي هذه الاتهامات وتقول إنّ برنامجها مخصّص حصرًا لأغراض مدنية.

مقالات مشابهة

  • إيران تبدي استعدادها لمفاوضات غير مباشرة عبر سلطنة عُمان مع أمريكا
  • وزير خارجية إيران : المفاوضات المباشرة مع من يهدد لن يكون لها معنى
  • عراقجي: لا جدوى من المفاوضات مباشرة مع واشنطن
  • وزير الخارجية الإيراني: لا معنى للمفاوضات المباشرة مع الولايات المتحدة
  • إيران تبدي استعدادها لمفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة
  • عراقجي: إيران مستعدة لتجربة طريق المفاوضات غير المباشرة مع أمريكا
  • إيران: لا معنى للمفاوضات المباشرة مع من يهدد بالقوة
  • إيران وحماس بين لُغة المقاومة وخطاب المصالح.. قراءة في كتاب
  • تركيا وإسرائيل وحماس.. كيف تغيرت موازين القوى في سوريا؟
  • ترامب يُفضل المفاوضات المباشرة مع إيران ويصفها بـالضعيفة