تشهد المدارس خلال شهر رمضان ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الغياب غير المبرر للطلاب والطالبات مما يؤثر على سير العملية التعليمية ومستوى التحصيل الدراسي، ويشكل تحديًا يستوجب البحث عن حلول مناسبة تسهم في تحقيق التوازن بين الالتزام الدراسي ومتطلبات الشهر الفضيل.
وأكد خبراء تربويون ومختصون لـ "اليوم" على أن التعاون بين الأسرة والمدرسة هو المفتاح الأساسي للتصدي لظاهرة الغياب المدرسي خلال شهر رمضان، فالتواصل المستمر بين أولياء الأمور والمعلمين إلى جانب تعزيز الوعي بأهمية الالتزام الدراسي وتوفير بيئة تعليمية محفزة من شأنه أن يضمن تحقيق أفضل النتائج التعليمية ويعزز من قدرة الطلاب على التكيف مع التحديات الموسمية دون التأثير على تحصيلهم الأكاديمي ومستقبلهم التعليمي.

بيئة تعليمية مناسبة
أخبار متعلقة متاحف مكة المكرمة تستقبل شهر رمضان بأروع التجارب الروحانيةزيادة الرقعة الخضراء.. زرع 6 ملايين شجرة في القصيمفي هذا السياق أكدت المدربة المعتمدة في برنامج الأمان الأسري الوطني، فاطمة العجلان، أن جهود وزارة التعليم واضحة في توفير بيئة تعليمية مناسبة، لكن ضعف متابعة أولياء الأمور لأبنائهم خلال رمضان يؤدي إلى ارتفاع معدلات الغياب.
واقترحت العجلان استبانة لاستطلاع آراء أولياء الأمور والطلاب والمعلمين حول الحلول المناسبة، مثل التعليم عن بُعد أو تعديل أوقات الدراسة لتناسب الشهر الكريم.
كما دعت إلى إعادة توزيع الإجازات المدرسية بحيث يمكن استبدال بعض الإجازات الاعتيادية بشهر رمضان، نظرًا لطول العام الدراسي.إجراءات مهمة
أشارت العجلان إلى أن هذه الإجراءات ستساعد في تقليل الغياب وتحقيق استمرارية التعلم بفعالية أكبر، ما يسهم في تحسين التحصيل الدراسي وتعزيز الانضباط المدرسي.فاطمة العجلان
وأضافت أن تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الالتزام بالحضور يمكن أن يقلل من الفاقد التعليمي، ويضمن للطلاب الاستفادة القصوى من وقتهم الدراسي، دون الإخلال بأجواء رمضان الروحانية.
وأوضحت المستشارة الأسرية نجاح العمري، أن الغياب غير المبرر خلال رمضان يؤثر سلبًا على التحصيل الدراسي، المهارات الاجتماعية، والانضباط. فالغياب المتكرر يضعف استيعاب الطلاب للمواد الدراسية، مما يفاقم الفجوة التعليمية.نجاح عبداللهحملات توعوية
اقترحت العمري حلولًا تشمل حملات توعوية للطلاب وأولياء الأمور، وتعديل الجدول الدراسي لتخفيف الإرهاق، إضافةً إلى الدعم النفسي والاجتماعي لتعزيز التكيف.
كما شددت على أهمية التواصل بين المدارس والأسر لضمان التزام الطلاب، إلى جانب تحفيزهم بالمكافآت كبرامج تعليمية مشوقة.
وأكدت العمري أن تطبيق هذه الاستراتيجيات سيقلل الغياب غير المبرر، مما يعزز جودة التعليم ويضمن استمرارية التعلم الفعّال خلال الشهر الفضيل.
وأشارت إلى أن المدارس يمكنها تنظيم برامج دعم أكاديمي بعد رمضان لتعويض أي فاقد تعليمي ناتج عن الغياب، مما يساعد الطلاب على تحسين أدائهم الدراسي وتقليل الأثر السلبي لانقطاعهم عن بعض الحصص الدراسية خلال الشهر الكريم.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } التعليم: تفويض "التوجيه الطلابي" في أعذار الغياب عن الاختباراتمسؤولية الأسرة
أكدت التربوية سارة البوزيد، أن غياب الطلاب في رمضان يؤثر على تحصيلهم الدراسي، مسببًا فاقدًا تعليميًا يعوق استيعابهم للمناهج.ساره البوزيد
وشددت على مسؤولية الأسرة في توعية الأبناء بأهمية الحضور عبر تنظيم أوقات النوم والدراسة، وتشجيعهم على الأنشطة المدرسية لتعزيز ارتباطهم بالتعليم.
فيما طالبت المدارس بتكييف الجداول الدراسية لتكون أكثر مرونة، مع تنظيم أنشطة ومسابقات تحفيزية لجذب الطلاب.
وأشارت إلى أن ترسيخ ثقافة الانضباط خلال رمضان لا يحسّن الأداء الدراسي فحسب، بل يعزز أيضًا قيم المسؤولية والالتزام لدى الطلاب، مما ينعكس إيجابيًا على مستقبلهم الأكاديمي والمهني.
وأكدت أن دور المدرسة لا يقتصر على التعليم فقط، بل يشمل توفير بيئة تعليمية محفزة وداعمة، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال برامج تشجيعية تعزز حضور الطلاب وتخفف من شعورهم بالإرهاق خلال الصيام، مما يضمن استمرار العملية التعليمية بكفاءة.نسب الحضور
أوضحت المختصة في الإدارة والتخطيط التربوي، هيفاء البليهيد، أن نسبة الحضور الفعلي في المدارس خلال رمضان متدنية جدًا، إذ لا يتجاوز عدد الطلاب الحاضرين 10 من أصل 40، مما يؤثر على جودة العملية التعليمية.
واقترحت حلولًا، منها تقليص اليوم الدراسي، وتفعيل منصة "مدرستي" لتدريس بعض المواد عن بُعد، نظرًا لنجاحها سابقًا.هيفاء البليهيد (2)
وأكدت أن هذه الإجراءات تساهم في تخفيف الأعباء على الطلاب والمعلمين، وتحسين الانضباط المدرسي، وترشيد النفقات.
كما شددت على أهمية الاستماع إلى آراء المختصين وأولياء الأمور لإيجاد حلول تحقق التوازن بين متطلبات التعليم وراحة الطلاب خلال الشهر الفضيل.
وأضافت أن التكنولوجيا أصبحت أداة أساسية لدعم التعليم، لذا يمكن الاستفادة منها لتقديم مراجعات دراسية مسائية عبر الإنترنت، مما يساعد الطلاب على متابعة دروسهم دون التأثير على أوقات عبادتهم والتزاماتهم العائلية.طقوس عائلية
أكدت الأخصائية الاجتماعية خلود الحمد، أن العديد من الأمهات يفضلن عدم إرسال أبنائهن إلى المدارس خلال رمضان بسبب الطقوس العائلية والتغيرات في مواعيد الوجبات، مما يخلق تحديات في الموازنة بين الالتزامات المدرسية والأسرية.خلود الحمد
ورأت أن الحل الأمثل هو اعتماد آلية مرنة تراعي ظروف الأسر، خاصة في ما يتعلق بأوقات الدوام.
كما دعت إلى إيجاد تفاهم مشترك بين الأسر والمدارس، لضمان استمرار العملية التعليمية بسلاسة مع احترام خصوصية الشهر الفضيل، ما يساعد في تقليل الضغوط النفسية والجسدية على الأمهات والطلاب.
وأشارت إلى أن تعزيز وعي الأسر بأهمية انتظام أبنائهم في الدراسة خلال رمضان يساعد في تقليل نسب الغياب، مشددةً على أهمية توفير دعم نفسي للطلاب الذين يجدون صعوبة في التكيف مع أجواء الدراسة أثناء الصيام، مما يعزز قدرتهم على التركيز والالتزام بالحضور.قرار جماعي
أكدت التربوية رزانا البنوي أهمية إعادة النظر في توزيع إجازات المدارس، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تعزز من التزام الطلاب وتحملهم للمسؤولية التعليمية.رزانا البنوي (1)
وأوضحت أن إحدى المدارس التي يدرس بها أبناؤها أجرت استبيانًا بين أولياء الأمور حول توزيع الإجازات، مما أسفر عن قرار جماعي بعدم أخذ إجازة شهر فبراير، مقابل تمديد إجازة رمضان إلى أسبوعين، حيث ستبدأ إجازة المدرسة في 13 رمضان.
وأضافت أن إشراك الأهل في مثل هذه القرارات ينعكس إيجابيًا على العملية التعليمية، حيث يعزز من التعاون بين المدرسة والمنزل، ويخلق حوارًا وتواصلًا إيجابيًا بين الأطراف المعنية.
كما يساعد هذا النهج في تشجيع الطلاب وأسرهم على الالتزام بالحضور خلال الفترات الدراسية المتفق عليها. واختتمت حديثها بالتأكيد على أن مثل هذه المبادرات تعزز من جودة التعليم وتدعم بيئة تعليمية أكثر استقرارًا وتفاعلاً بين الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور.

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: عبدالعزيز العمري جدة شهر رمضان التحصيل الدراسي وزارة التعليم بيئة تعليمية الفترة المسائية العملیة التعلیمیة التحصیل الدراسی أولیاء الأمور الشهر الفضیل بیئة تعلیمیة خلال رمضان شهر رمضان یؤثر على ما یساعد إلى أن

إقرأ أيضاً:

لتعزيز القيم.. إطلاق برنامج "المنافسة الرمضانية" بجميع مدارس جدة

أطلقت الإدارة العامة للتعليم بمحافظة جدة برنامج "المنافسة الرمضانية"، الذي يستهدف جميع مدارس البنين والبنات، ويستمر حتى يوم 18 رمضان، وذلك في إطار تعزيز القيم التربوية والثقافية، وانطلاقًا من روح شهر رمضان المبارك.
ويهدف البرنامج إلى خلق بيئة تنافسية محفزة تعزز من مهارات الطلاب والطالبات، وتساهم في إثراء معارفهم في مختلف الجوانب، وذلك من خلال ثلاثة مسارات رئيسية.
أخبار متعلقة شرف وعبادة.. 5 مجالات تطوعية في المسجد الحرام خلال رمضان"الشؤون الإسلامية" تنفذ برامج خادم الحرمين الشريفين لتفطير الصائمين في بنجلاديشتشمل: مسابقة الطالب المجود: وهي مخصصة لتلاوة مقاطع قصيرة من القرآن الكريم بعد صلاة الظهر، حيث يتم تقييم أداء المشاركين من قبل لجنة تحكيم داخلية في المدرسة وفق معايير التجويد الصحيحة، ومسابقة "تميّزي في كلمي": وتهدف إلى تطوير مهارات الإلقاء والخطابة لدى الطلاب والطالبات، حيث يقدم كل مشارك كلمة قصيرة بعد الصلاة، ويتم تحكيمها وفق معايير واضحة تشمل سلامة اللغة والتأثير الصوتي وطريقة الإلقاء.
والمسابقة الثقافية اليومية "ثقافتي سر تفوقي": وهي مسابقة يومية يتم فيها طرح سؤال ثقافي متنوع بعد صلاة الظهر، ويتاح لجميع الطلاب والطالبات المشاركة بالإجابة عليه، مما يسهم في توسيع مداركهم المعرفية وتعزيز حب التعلم والاكتشاف لديهم.الأنشطة الطلابية في رمضانوأكدت الإدارة العامة للتعليم بمحافظة جدة أن هذه المبادرة تأتي ضمن استراتيجيتها لتعزيز الأنشطة الطلابية خلال شهر رمضان المبارك، بهدف تحفيز الطلاب على استغلال أوقاتهم فيما يعود عليهم بالنفع والفائدة، سواء في الجوانب الدينية أو الثقافية أو مهارات الإلقاء والتواصل.
كما أشارت إلى أن البرنامج يعكس حرص تعليم جدة على دعم بيئة تعليمية ثرية، تجمع بين المنافسة الإيجابية والتعلم بطرق مبتكرة وهادفة.
ومن المقرر أن يتم تكريم الفائزين في كل مسابقة على مستوى المدرسة، إذ سيتم إعلان النتائج للمسابقتين الأولى والثانية في يوم 16 رمضان، يليها تكريم أفضل ثلاثة مشاركين من كل فئة في 18 رمضان.العملية التعليميةفيما سيتم الإعلان عن الفائزين في المسابقة الثقافية بشكل يومي، كما ستحرص المدارس على توثيق الفعاليات والمشاركات وتقديم التقارير اللازمة حول سير المسابقة.
ودعت الإدارة جميع المدارس إلى التفاعل مع البرنامج ونشر ثقافة المشاركة بين الطلاب والطالبات، مؤكدةً أن هذه المسابقات لا تهدف فقط إلى التنافس، بل إلى تعزيز القيم الإيجابية، وتنمية روح المبادرة، وتشجيع الطلاب على تطوير مهاراتهم في مجالات متعددة، بما يحقق أهداف العملية التعليمية والتربوية في بيئة محفزة وداعمة للإبداع والتميز.

مقالات مشابهة

  • لتعزيز القيم.. إطلاق برنامج "المنافسة الرمضانية" بجميع مدارس جدة
  • وكيل "تعليم المنيا" يتابع التدريبات العملية لطلاب المدارس الفندقية
  • غدًا.. المدارس تخصص فقرة في الإذاعة لتوعية الطلاب بخطورة التنمر.. ونواب: ستعزز القيم الأخلاقية لأبنائنا.. وستقلل من هذه الظاهرة في مجتمعنا
  • جامعة قناة السويس تعزز قيم الولاء والانتماء لدى طلاب المدارس بندوة تثقيفية
  • غدًا .. المدارس تخصّص فقرة في الإذاعة لتوعية الطلاب بخطورة التنمر
  • تطبيق لائحة السلوك على الطلبة المتغيّبين قبل الامتحانات
  • فيها حاجة حلوه.. إفطار جماعي لطلاب ومدرسي إحدى المدارس بالغردقة
  • فيها حاجة حلوة.. إفطار جماعي لطلاب ومدرسي إحدى المدارس بالغردقة
  • "تعليم الدولة" تناقش مناقشة "تعزيز جودة التحصيل الدراسي"