تحوّل مفاجئ.. لماذا يريد قادة شيعة الاستقلال عن العراق؟
تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT
في خطوة غير مسبوقة، بدأ عدد من قادة الإطار التنسيقي، التلويح بالذهاب إلى تشكيل إقليم شيعي في العراق، بل البعض منهم يتحدث عن ضرورة إعلان الاستقلال بتسع محافظات ذات غالبية شيعية، والانفراد بالثروات النفطية فيها بمعزل عن باقي المكونات.
وطبقا للمادة 119 من الدستور العراقي، فإنه "يحق لكل محافظة أو أكثر تكوين إقليم، بناءً على طلب بالاستفتاء عليه، يقدم بإحدى طريقتين، أولا: طلب من ثلث الأعضاء مجلس المحافظة، ثانيا: طلب من عُشر الناخبين في كل محافظة من المحافظات التي تروم تكوين الإقليم".
"استقلال الشيعة"
في الطرح المفاجئ، كان زعيم ائتلاف دولة القانون القيادي بالإطار الشيعي، نوري المالكي، أول من تحدث عن تقسيم العراق، وتفكير الشيعة بالانفراد بمصادر النفط، ثم تبعته شخصيات أخرى قريبة من طهران، والتي تعرف محليا بـ"الولائية" (موال لإيران).
وقال المالكي خلال مقابلة تلفزيونية، الأسبوع الماضي، إن "الشيعة سينفردون بالنفط إذا أجبروا على تقسيم العراق"، وذلك في معرض انتقاده لحديث بعض السياسيين عن تغيير محتمل في العراق بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وتراجع دور "حزب الله" اللبناني وإيران في المنطقة.
وعلى الوتيرة ذاتها، قال النائب حسين مؤنس رئيس كتلة "حقوق" البرلمانية التابعة لـ"كتائب حزب الله" العراقي، إن "الوضع الشيعي للأسف متمسك حتى اليوم بالحاكمية الشيعية، بالتالي تتعرض للابتزاز من باقي المكونات، وهذا ما يحصل اليوم".
وأضاف مؤنس خلال مقابلة تلفزيونية، الثلاثاء، أن "الشيعة يتعرضون للابتزاز من أجل تثبيت فلان رئيسا للوزراء، بعدها الشخص ذاتها تخلق له مشكلات مع الكتل الشيعية الداعمة له طيلة مدة حكمه".
ودعا النائب إلى أن "يكون لدى الشيعة صيغة أخرى غير الحاكمية، وهو أن نخيّر الآخرين بين الاستقلال الشيعي أو الفيدرالية، وبين الحاكمية الشيعية، وهذا يمنحنا مجالات للتفاوض مع الآخرين".
وشدد مؤنس على "ضرورة الذهاب إلى الاستقلال بتسعة محافظات من العراق (ذات غالبية شيعية)، وليس الأقاليم، إذا بقي الشيعة يتعرضون للابتزاز بسبب الحاكمية"، وفق قوله.
وفي السياق ذاته، قال الكاتب القريب من الإطار التنسيقي، سلام عادل، خلال مقال نشره على "فيسبوك" إنه "لن يجد الشيعة مخرجا من المحاصصة والفيدرالية المتعالية، غير الذهاب باتجاه حق تقرير المصير المكفول في ميثاق الأمم المتحدة، على ارضهم التاريخية المرتبطة بالمقدسات".
ورأى سلام أنه "يمكن تفعيل ذلك من خلال استخدام ورقة الاستفتاء الشعبي على إقامة جمهورية العراق الشيعي، يسير معها بالتوازي تأييد استفتاء انفصال الأكراد لسنة 2017، ودعم توجهات السُنة بالذهاب أيضا إلى دولة وليس مجرد إقليم، ويكون الجميع أحرارا بطبيعة حكمهم على أوطانهم الجديدة".
"تحوّل مفاجئ"
من جهته، قال أستاذ الإعلام العراقي، غالب الدعمي، إن "الغريب هو أن أكثر الذين اعترضوا على استفتاء إقليم كردستان على الاستقلال عام 2017 هم زعماء وقادة الشيعة ووصفوا رئيس الإقليم في حينها مسعود البارزاني بأنه مطبّع وخائن ومتآمر".
وأضاف الدعمي لـ"عربي21" أن "هؤلاء أيضا كانوا أكثر من اعترض على طرح مشروع الإقليم السني رغم أنه مسموح وفق الدستور، لكنهم اليوم القادة الشيعة لا ينادون بتشكيل الأقاليم، وإنما يطرحون أفكارا ومشاريع تتعارض مع الدستور، وهي الاستقلال الشيعي".
وأوضح الخبير العراقي، أن "الحديث عن استقلال الشيعة لا أعتقد أنه طرح عراقي أبدا، وإنما بتأثير خارجي، فهو غير قابل للتحقيق، وطرحه سيؤدي إلى طلاق دائم لا رجعة فيه بين المواطن الشيعي، وبين هذه الزعامات التي تطرح مثل هذا المشروع".
وأشار الدعمي إلى أن "حصول الاستقلال الشيعي هو انتكاسة لن يغفر التاريخ للكل دعاتها والقائمين عليها، لأن كل الدول والقادة في العالم يسعون إلى توسيع دولهم من خلال الوحدة الوطنية، بينما بعض القيادات في العراق تسعى إلى تمزيق الشعب".
ولفت إلى أن "حديثهم عن نفط الشيعة للشيعة غير صحيح، لأن المناطق السنية سواء الموصل وكركوك وديالى فيها نفط وغاز ومعادن وكبريت وفوسفات أضعاف ما موجود في البصرة والمناطق ذات الغالبية الشيعية، وهذا حديث لا جدوى فيه".
وبحسب الدعمي، فإن "سبب طرح الموضوع يعود إلى توجه عقائدي، فهناك تفكير لدى بعض القادة الشيعة لإقامة فيدرالية مع إيران، وربما يكون هناك تفكير سني لإقامة فيدرالية مع السعودية أو الأردن، بالتالي ما يجري طرحه أمر عميق ولم يأتِ من فراغ، وإنما تناولته حوارات سابقة".
ورأى الخبير العراقي، أن "هذا التغير المفاجئ لشعارات بعض الساسة من الكون الشيعي، يكشف أنهم لا يمتلكون برنامجا ولا رؤية مستقبلية، وكل من يدعوا إلى هذا التقسيم فإنه لا يمثل هذا الشعب وطموحاته، وسيعطي دعما للمكون السني لإقامة فيدرالية".
وخلص الدعمي إلى أن "ما يطرح اليوم بخصوص استقلال الشيعة والفيدرالية، ربما يكون أحد معالم ما يسمى الشرق الأوسط الجديد، وبالتالي تقسيم العراق مقابل سلامة هذه الكتل السياسية من العقوبات الأمريكية".
"انكسار الهلال"
وفي المقابل، رأى الباحث العراقي، سعدون التكريتي، أن "طرح قادة الشيعة ممنهج في الوقت الحالي، ويبعث برسائل للداخل والخارج، تفيد بأن وضعهم يختلف عن سوريا وحزب الله اللبناني، وأن محافظاتهم هي من يأتي منها واردات العراق النفطية".
وأضاف الباحث لـ"عربي21" أن "القيادات الشيعية تريد القول إن البلد بدون هذه المحافظات لا يسوى شيء، وأنهم هم من يسيطرون عليها، وبالتالي أي عقوبات يتعرضون لها من الولايات المتحدة سيتضرر العراق بالكامل، لذلك يجب تجنب أي تحريض ضدهم وضد سلطتهم".
وأكد التكريتي أن "الطرح الجديد للقيادات الشيعية ليس بعيد عما حصل من تراجع المحور الإيراني في المنطقة، ولاسيما بعد سقوط نظام بشار الأسد، وتصدع حزب الله اللبناني، وما يدور من حديث عن احتمالية تغيير النظام الحالي في العراق، والذي يديره الشيعة".
وعلى الصعيد ذاته، قال النائب السابق والسياسي العراقي، مشعان الجبوري خلال مقابلة تلفزيونية، الثلاثاء، إن "حديث المالكي عن تقسيم العراق، هو نتاج تفكك الهلال الشيعي في المنطقة".
وأضاف أن "السُنة عندما طالبوا بإنشاء الإقليم في عام 2014 كان أمرا مستحيلات، لأن المنطقة السُنية كانت حلقة وصل بين نصف الهلال الشيعي الواصل من إيران إلى العراق، والنصف الآخر مع سوريا ولبنان".
ورأى الجبوري أنه "الآن ما عادت مناطق السنة في العراق ذات قيمة استراتيجية لإيران وحلفائها، وبالتالي موضوع الأقاليم أصبح متاحا".
وطالما طالبت القوى السياسية السنية بتشكيل إقليم يجمع مناطقهم في محافظات (الأنبار، نينوى، صلاح الدين، ديالى، كركوك)، لكن الطرح كان يواجه رفضا من الكتل والأحزاب الشيعية بالمجمل، بذريعة أنه تقسيم للبلاد، وتأسيس لإدارات طائفية في العراق.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية العراق الشيعة انفصال العراق الشيعة انفصال اقاليم المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تقسیم العراق فی العراق إلى أن
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر: الادعاءات بأن الشيعة والسنة لديهم مصاحف مختلفة هي أكاذيب مفضوحة
كتب- حسن مرسي:
أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن الأمة الإسلامية تملك أسسًا متينة للوحدة، مستندة إلى عوامل مثل الجغرافيا المشتركة، واللغة الواحدة، والجنس الموحد، والدين المشترك أو الديانات السماوية، مشيرًا إلى أن عدد المسلمين يتجاوز مليارًا ونصف المليار، يجمعهم إله واحد وقبلة واحدة وعقيدة موحدة.
وفي برنامجه "الإمام الطيب" على قناة "أون"، شدد شيخ الأزهر، على أن هذه العناصر تشكل قوة كامنة يمكن أن تجعل الأمة في صدارة الأمم إذا استثمرت بشكل صحيح.
وأوضح الطيب أن القرآن الكريم يمثل ركيزة أساسية للوحدة، نافيًا الادعاءات التي تروّج لها بعض الأصوات بأن الشيعة أو السنة لهم مصاحف مختلفة، واصفًا هذه الروايات بأنها "أكاذيب مفضوحة".
وأضاف أن المستشرقين فشلوا في إثبات وجود مصحف آخر، مثل "مصحف فاطمة" المزعوم، مؤكدًا أن البحث في مكتبات اليمن وغيرها لم يكشف إلا عن المصحف الواحد الذي يقرأه المسلمون كما تلقاه النبي صلى الله عليه وسلم.
وأشار إلى أن التوجيهات الدينية تدعم هذه الوحدة، مستشهدًا بحديث البخاري: "من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ذمة الله ورسوله"، موضحًا أن من يشترك في هذه الأصول يجب أن يُعامل كمسلم يُحفظ دمه وماله وعرضه.
وانتقد في الوقت نفسه الجماعات التي تتلقى دعمًا ماليًا وعسكريًا لتشويه الإسلام، مؤكدًا أن هذه الأفعال ليست نظرية مؤامرة بل "لعب مكشوف" يهدف إلى النيل من صورة الدين، داعيًا إلى مواجهتها بالوعي والحقائق.
اقرأ أيضًا:
متحدث الحكومة: توافق مصري أوروبي على تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط
عودة الأمطار والبرودة.. الأرصاد تُعلن حالة الطقس والظواهر الجوية
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
أحمد الطيب شيخ الأزهر الشيعة والسنةتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
رمضانك مصراوي
المزيدهَلَّ هِلاَلُهُ
المزيدإعلان
شيخ الأزهر: الادعاءات بأن الشيعة والسنة لديهم مصاحف مختلفة هي أكاذيب مفضوحة
© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
القاهرة - مصر
23 13 الرطوبة: 29% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رمضانك مصراوي رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك