دعا قادة عدد من دول مجموعة "بريكس" المشاركين في قمة جوهانسبرغ إلى إقامة نظام عالمي متعدد وإنهاء هيمنة الدولار، وشددوا على دور المجموعة في تعافي الاقتصاد العالمي.

وعقدت اليوم الأربعاء الجلسة الافتتاحية للقمة الـ15 لمجموعة الاقتصادات الكبرى الناشئة تحت شعار "بريكس وأفريقيا: شراكة من أجل النمو والتنمية المستدامة والتعددية"، بحضور الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا والصيني شي جين بينغ والبرازيلي لولا دا سيلفا ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، في حين تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر الفيديو من موسكو وناب عنه في القمة وزير خارجيته سيرغي لافروف.

وقال الرئيس الصيني إن على دول بريكس أن تنهض بمبدأ التعددية القطبية وتعزيز دور الأمم المتحدة، مضيفا أنه يجب "تعزيز الحوكمة العالمية والالتزام بالمعايير الأممية لا معايير من يسعون لاستعراض عضلاتهم"، بحسب تعبيره.

ودعا شي دول بريكس إلى الالتزام بالتنمية السلمية والشراكة الإستراتيجية والأمن القومي لدول المجموعة، كما دعاها إلى لعب دور للوصول إلى تسوية سياسية في المناطق الساخنة لحل النزاعات.

من جهته، قال الرئيس الروسي إن مجموعة بريكس تطالب بنظام عالمي منصف قائم على القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وأضاف أن السعي للحفاظ على الهيمنة في العالم أدى إلى أزمة في أوكرانيا بمساعدة الدول الغربية.

وتابع بوتين أن مجموعة بريكس تسعى لإنهاء هيمنة الدولار الأميركي على المبادلات التجارية العالمية وتعزيز استخدام العملات المحلية.

من جهته، قال الرئيس البرازيلي إن الدافع الذي أدى لإنشاء مجموعة بريكس يلهم قادة المجموعة من أجل بناء عالم متعدد عادل ومستدام.

وقال دا سيلفا إن هناك حاجة لنظام تمويل عالمي لمساعدة الدول من أجل تحقيق التغيير، مضيفا أن دول بريكس تشكل 41% من سكان العالم، مشيرا إلى سيناريو معقد شهد انتقالا من التعددية إلى عقلية الحرب الباردة.


 

أما رئيس الوزراء الهندي فقد أعلن أن بلاده تدعم توسيع مجموعة بريكس، مشيرا إلى اقتراح بمنح عضوية دائمة للاتحاد الأفريقي في مجموعة بريكس لتعزيز حضور دول الجنوب.

وقال مودي إن بنك التنمية الجديد التابع لمجموعة بريكس يلعب دورا أساسيا في تنمية جنوب العالم.

من جانبه، قال رئيس جنوب أفريقيا إن على دول بريكس أن تحقق مصالح عالم الجنوب، داعيا الدول الصناعية للمساعدة في ذلك.

وأكد رامافوزا تصميم القادة على أن تحقق شراكة مجموعة بريكس التعافي الاقتصادي العالمي الشامل، قائلا إن المجموعة تسعى للعمل من أجل الاستدامة الدائمة وازدهار شعوب دول المجموعة.

وتبحث قمة جوهانسبرغ توسيع مجموعة بريكس لتضم المزيد من الدول التي عبرت عن رغبتها في الانضمام إليها.

وأعربت 40 دولة على الأقل عن اهتمامها بالانضمام إلى بريكس، من بينها إيران والسعودية وبنغلاديش والأرجنتين.

ودعي ما مجموعه 69 دولة لحضور قمة جوهانسبرغ، من بينها جميع الدول الأفريقية، وسبق أن عبّر عدد من هذه الدول عن الرغبة في الانضمام للتكتل، ومن بينها الجزائر ومصر وإثيوبيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: مجموعة بریکس دول بریکس من أجل

إقرأ أيضاً:

دراسة تحذر من أثر غياب حاملة الطائرات الأمريكية أيزنهاور عن خليج عدن

نشر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى تحليلا سياسيا حول آثار انسحاب حاملة الطائرات الأمريكية أيزنهاور من مدخل خليج عدن٬ للباحثة إليزابيث دنت٬ والتي عملت كمديرة لشؤون الخليج وشبه الجزيرة العربية في مكتب وزير الدفاع الأمريكي.

ففي 22 من حزيران/يونيو الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" أن "المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات دوايت دي أيزنهاور" قد غادرت البحر الأحمر بعد انتشار دام ما يقارب ثمانية أشهر، وهو قرار تم تنفيذه على الرغم من مواصلة قوات الحوثيين في اليمن مهاجمة القوات الدولية.

ويقول التحليل أن "المجموعة الهجومية، قبل عودتها إلى الولايات المتحدة، قامت بزيارة شرق البحر الأبيض المتوسط لفترة وجيزة لطمأنة إسرائيل، وردع حزب الله، ومنع المزيد من التصعيد على الحدود اللبنانية".

وتضيف الباحثة: "لن تغادر المجموعة البديلة، وهي المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات ثيودور روزفلت، منطقة المحيطين الهندي والهادئ باتجاه الشرق الأوسط حتى الأسبوع المقبل، بعد إجراء مناورة "حافة الحرية" الثلاثية مع اليابان وكوريا الجنوبية".

وأكدت أن "غياب مجموعة حاملة الطائرات الضاربة في البحر الأحمر لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع - مع مراعاة وقت العبور- يرسل إشارة مثيرة للقلق في الوقت الذي يكثف فيه الحوثيون من وتيرة وشدة هجماتهم على السفن التجارية والبحرية".

وعلى الرغم من أن المدمرات المخصصة لمجموعة أيزنهاور قد تتأخر في العودة من أجل توفير قدرات دفاعية مؤقتة للطائرات بدون طيار والصواريخ، فإن الفجوة القائمة قبل وصول روزفلت ستتطلب اعتماداً كبيراً على الأصول المحدودة، من مدمرات وطائرات أرضية وقدرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع - للدفاع عن ممر ملاحي حيوي.

ويستوجب ذلك زيادة مؤقتة في عدد القوات الشريكة، أو، إذا فشل ذلك، اتخاذ مزيج من التدابير البديلة المؤقتة العاجلة والتنسيق الدبلوماسي المكثف.  

تزايد التهديدات
وتشير الدراسة إلى أن البحر الأحمر لقد خسر العديد من القدرات الهائلة مع رحيل حاملة الطائرات "يو إس إس دوايت دي أيزنهاور" وأسرابها الجوية؛ طراد الصواريخ الموجهة "يو إس إس فيليبين سي"، والذي يمكنه إطلاق صواريخ كروز أو صواريخ دفاع جوي بعيدة المدى؛ وعلى الأقل جزء من سرب مدمر يوفر مظلة دفاعية ضد الهجمات بالصواريخ الجوية والسطحية وتحت سطح البحر والصواريخ الباليستية.

 وبحسب الباحثة "فمنذ شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، لعبت حاملة الطائرات أيزنهاور دوراً حاسماً في مواجهة تهديد الحوثيين للسفن، والذي ظهر للمرة الأولى في ذلك الشهر رداً على حرب غزة".

ودافعت حاملة الطائرات ضد العديد من الهجمات التي شنتها الصواريخ الباليستية الحوثية والطائرات المسيّرة والسفن السطحية، واتخذت تدابير إنقاذ للسفن والبحارة المعرضين للخطر، وشنت ضربات في اليمن لتعطيل وإضعاف قدرات الحوثيين المستخدمة في مثل هذه الهجمات.

 ومؤخراً، ساعدت أيزنهاور أطقم سفينتين مستهدفتين: "تيوتر"، وهي سفينة شحن مملوكة لليونان ترفع العلم الليبيري، غرقت بعد أن هاجمها الحوثيون عدة مرات في 12 حزيران/يونيو الماضي، و"فيربينا"، وهي سفينة شحن مملوكة لأوكرانيا وتديرها بولندا، ترفع علم بالاو، وتعرضت للهجوم في 13 حزيران/يونيو الماضي.

وتفاقمت هذه الهجمات على الرغم من وجود تحالفين دفاعيين منفصلين يعملان في البحر الأحمر، هما عملية "حارس الرخاء" بقيادة الولايات المتحدة وقوة "أسبيدس" البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي، وعدة جولات من الضربات المضادة بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا ضد الحوثيين، والتي غالباً ما تحظى بدعم من أستراليا والبحرين وكندا، والدنمارك، وهولندا، ونيوزيلندا.

وإجمالاً، شن الحوثيون حوالي 190 هجوماً منذ 19 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي٬ والأهم من ذلك، أن خطر الهجمات الناجحة قد يزداد الآن بما أن المجموعة الهجومية أيزنهاور لم تعد موجودة لاعتراضها.

فخلال انتشار المجموعة الهجومية، أسقطت الولايات المتحدة وبريطانيا والعديد من شركاء التحالف أكثر من 200 صاروخ وطائرة مسيّرة استهدفت مجموعة واسعة من الأهداف، بما فيها مجموعة "سي إس جي" بحد ذاتها.


ومن جانبها، أسقطت الفرقاطات الأربع وطائرة مراقبة بحرية تابعة لشركة "أسبيدس" أكثر من اثني عشرة طائرة بدون طيار وصواريخ باليستية وقدمت المساعدة لأكثر من 160 سفينة.  

أسقطت الولايات المتحدة وبريطانيا والعديد من شركاء التحالف أكثر من 200 صاروخ وطائرة مسيّرة استهدفت مجموعة واسعة من الأهداف، بما فيها مجموعة "سي إس جي" بحد ذاتها.

مقالات مشابهة

  • دراسة تحذر من أثر غياب حاملة الطائرات الأمريكية أيزنهاور عن خليج عدن
  • المملكة بقمة مجموعة العلوم بـ"G20": طموحنا الريادة عالميًا بالتقنية في 2030
  • همس الحروف مجموعة شعرية لراشد الأبروي
  • "ديهاد + روما" مبادرة عالميّة تجمع قادة قطاع العمل الإنساني العالمي في جامعة لويس
  • باحث: أوروبا تستقطب قادة التنظيمات الإرهابية لهذا السبب
  • الإمارات تتطلع لبناء نظم غذائية مستدامة لـ «بريكس»
  • آمنة الضحاك تؤكد حرص الإمارات على توسيع التعاون مع «بريكس»
  • آمنة الضحاك تؤكد حرص الإمارات على توسيع التعاون مع “بريكس” في مجالي الأمن الغذائي والحفاظ على البيئة
  • كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان تختتم أول تدريب ثلاثي متعدد المجالات
  • قرارات مجلس الوزراء الأحد بينها إقرار نظام ترخيص الجامعات الأردنية الخاصة