عائلات محطمة بسبب مآسي الهجرة سباحة إلى سبتة مع تزايد أعداد المفقودين
تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT
يقضي أفراد الإنقاذ البحري على الجانبين المغربي والإسباني، أيامًا متواصلة في عمليات إنقاذ دون توقف. فالصباحات، وفترات العصر وحتى ساعات الفجر تمتلئ بنداءات استغاثة بسبب المحاولات المستمرة للبالغين والقُصّر لعبور البحر إلى سبتة. وغالبًا ما يحاولون السباحة بجوار الصخور، مما يجعل عمليات الإنقاذ أكثر تعقيدًا.
ومنذ يوم الجمعة الماضي، تم انتشال جثتين؛ إحداهما في سبتة والأخرى في المغرب، بينما تتزايد أعداد المفقودين، ومن بينهم أطفال.
ولا تزال عمليات الإنقاذ مستمرة، حيث تم إنقاذ أكثر من 30 طفلًا منذ يوم الجمعة، بالإضافة إلى العديد من البالغين.
وتتسبب هذه الأحداث في مآسٍ متكررة على الجانب المغربي من الحدود، حيث تعيش العائلات أيامًا ثقيلة في انتظار معرفة مصير أبنائها، دون أي معلومة أو أثر يدل عليهم.
كُتبت العديد من التقارير عن هؤلاء المفقودين، لكنها لا تكفي لتعكس حجم المأساة التي كان من الممكن أن تكون أكبر لولا هذه الجهود المستمرة، التي تعني في النهاية حياةً أخرى يتم إنقاذها على الحدود.
« أمي »: الاسم على السوار الذي كان يرتديه حمزة عندما قضى في البحر
تم تأكيد أسوأ التوقعات. أحد الجثث التي انتشلها الحرس المدني في 24 يناير في سبتة تم تحديد هويتها. فقد أكدت السلطات في سبتة أن الجثة تعود إلى حمزة العمراوي، البالغ من العمر 22 عامًا فقط.
حمزة، المنحدر من حي عين حوز بمدينة شفشاون، تم الإبلاغ عن فقدانه في 18 يناير، بعدما كان على متن قارب صيد يحمل مهاجرين مغاربة، حيث أجبرهم ربان القارب جميعًا على القفز في البحر.
نجح الحرس المدني في إنقاذ بعضهم تلك الليلة، لكن ما لا يقل عن خمسة أشخاص اعتُبروا في عداد المفقودين. والآن، تأكد أن إحدى الجثث التي عُثر عليها تعود لأحد ركاب ذلك القارب.
بحثت عائلته عنه، ونشرت صورته ومعلوماته… لم تفقد الأمل أبدًا، رغم أن مرور الوقت زاد من مخاوفها من أن يكون قد فارق الحياة.
بعد إجراء اختبارات الحمض النووي، تأكد أن أحد الرجلين اللذين دُفنا في سيدي مبارك يوم 24 يناير هو حمزة.
كانت جثته في حالة تحلل متقدمة جعلت من المستحيل التعرف عليه بالوسائل التقليدية، لكن الفحوصات الطبية أكدت هويته، ما مكّن عائلته من معرفة الحقيقة أخيرًا.
حمزة كان قد غادر مدينة المضيق على متن القارب حوالي الساعة الثامنة مساءً يوم 18 يناير، وكان معه مهاجرون مغاربة آخرون، بعضهم من شمال البلاد.
من بين الركاب الذين كانوا معه:
إبراهيم بودكو، 26 عامًا. عبد الإله عياد، 26 عامًا، من الفنيدق. المفضل مساوس، 42 عامًا، من واد لاو. أيمن زيوان، من نفس المنطقة.كان حمزة يرتدي ملابس رياضية وأحذية سوداء، ومن بين العلامات المميزة كان يستخدم تقويمًا للأسنان في بعض الأضراس فقط، وكان يرتدي سوارًا نقش عليه اسم « الوالدة »، أي « أمي » بالعربية.
البحث عن محمد بقالي، المفقود خلال عبوره سباحة إلى سبتةمحمد بقالي، هو اسم آخر يُضاف إلى قائمة المفقودين في واحدة من أكثر الليالي مأساوية لمحاولات العبور سباحة من المغرب إلى سبتة. عائلته تناشد الحصول على أي مساعدة لمعرفة مصيره.
هذا الشاب التطواني، الذي أتم عامه الثالث والثلاثين في فبراير الماضي، أب لثلاثة أطفال، ومنذ أن عبر من الفنيدق إلى سبتة، لم تتوفر عنه أي معلومات.
ليل الجمعة، ألقى بنفسه في البحر خلال فترة زمنية استغل فيها العديد من الأشخاص غياب الرقابة المغربية لتنفيذ واحدة من أخطر المحاولات، وهي عبور حاجز الأمواج.
لم يكن وحيدًا، فقد انطلق معه آخرون، من بينهم مجموعة من القاصرين من مدينة مرتيل، الذين لا يزال مصيرهم مجهولًا حتى الآن. كان يرتدي لباس سباحة، ولم يكن أفراد عائلته على علم مسبقًا بعزمه على العبور. يُعرف بعمله في قطاع الألمنيوم.
في المغرب، ترك زوجة وأطفالًا، ومنذ تلك الليلة لم يُعثر له على أي أثر. جميع المحاولات التي قامت بها عائلته لمعرفة مكانه باءت بالفشل.
تطالب العائلة بمساعدة لمعرفة ما إذا كان حيًا أم لا، أو على الأقل أي معلومة قد تقودهم إلى معرفة مصيره. هم في حالة صدمة، إذ لم يتلقوا أي خبر عنه منذ مغادرته المنزل.
محمد ليس الوحيد المفقود، فهناك مغاربة وجزائريون آخرون اختفوا خلال هذه الفترة، التي شهدت اضطرابات جوية قوية.
على الجانب المغربي، هناك عائلات مفجوعة تبحث عن أي معلومات حول أقاربهم الذين اختفوا أثناء محاولتهم العبور. لا توجد جثث، ولا أي أثر لهم في المستشفيات أو مراكز الإيواء.
في الأيام الأخيرة، لا تزال عمليات التسلل عبر حاجز الأمواج الفاصل بين المغرب وسبتة في منطقة تراخال مستمرة، وسط غياب للرقابة المغربية، ما يزيد من المخاطر التي يواجهها هؤلاء المهاجرون.
كلمات دلالية المغرب حدود سبتة لاجئون هجرة
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: المغرب حدود سبتة لاجئون هجرة إلى سبتة
إقرأ أيضاً:
الحرس المدني الإسباني يعاود دخول نفق تهريب الحشيش في سبتة بحثا عن امتداداته مع بوادر تعاون مغربي
الوحدة المختصة بالاستكشاف الجوفي التابعة للحرس المدني الإسباني عادت إلى سبتة الاثنين، للدخول مجددًا إلى المستودع الذي يضم نفق التهريب المستخدم في إدخال الحشيش من المغرب.
هذه الوحدة، التي تُعتبر من نخبة القوات الأمنية، وصلت إلى المنطقة الصناعية بتراخال بعد الساعة السابعة مساءً. وقام عدد من عناصرها بالتوجه إلى المستودع الذي كان يستخدم سابقًا كورشة للرخام، لكنه في الحقيقة كان يخفي نفقًا لتهريب المخدرات.
ومنذ الساعة الخامسة مساءً، تواجد في الموقع عناصر من وحدة الشؤون الداخلية، وبعد فترة قصيرة، انضم إليهم عنصران من الشرطة المحلية كشهود على فتح المستودع، وذلك بسبب عدم العثور على مالكه.
وبحلول الساعة السادسة مساءً، قامت دوريات الحرس المدني في سبتة بإغلاق المنطقة تمامًا أمام أي مركبات أو أشخاص غير معنيين بالتحقيق، لضمان عدم تسريب أي معلومات أو تدخل أي أطراف غير مرغوبة.
كما تم رصد سيارة تحمل لوحة تسجيل مغربية وصلت إلى الموقع، وكانت تقل ضابطة ارتباط للحرس المدني في المغرب، التي تحدثت مع عناصر الحرس المدني الإسباني المكلفين بالمهمة.
استئناف التحقيقات والتعاون مع المغربتم تكليف وحدة الاستكشاف الجوفي بمهمة تحديد موقع النفق منذ 19 فبراير، وبعد استكمال الإجراءات على الجانب الإسباني، تم تقديم طلب تعاون رسمي إلى السلطات المغربية عبر اللجنة القضائية المختصة.
بقي المستودع مغلقًا حتى إعادة فتحه اليوم من قبل الشؤون الداخلية، لاستكمال البحث داخل النفق، وسط ترقب كبير لمدى استجابة المغرب في تقديم معلومات عن امتداد الممر داخل أراضيه.
ضخ المياه لمواصلة الاستكشاففي ظل غياب أي بيانات رسمية حول المرحلة الرابعة من العملية، تم خلال الليلة الماضية تركيب مضخات لسحب المياه التي تجمعت مجددًا داخل النفق، بهدف إفراغه بحلول صباح الثلاثاء حتى يتمكن المحققون من التقدم أكثر داخل الممر وكشف تفاصيله بدقة أكبر.
الحرس المدني يقدر طول النفق بـ 50 مترًا داخل سبتة، لكنه بحاجة إلى معلومات دقيقة من المغرب لمعرفة الامتداد الكامل له، وهو الأمر الذي ظل معلقًا طوال الأيام الماضية في انتظار التعاون المغربي.
التحقيق يأتي في إطار مكافحة تهريب المخدرات على نطاق واسع، حيث استُخدمت شاحنات ومقطورات لإدخال كميات ضخمة من الحشيش إلى إسبانيا. وخلال العملية، تم إيقاف شحنات من المخدرات، من بينها 3 أطنان من الحشيش كانت مخبأة بين جثث حيوانات، بهدف التمويه وتجنب التفتيش الدقيق.
حتى الآن، تم اعتقال 14 شخصًا على صلة بالقضية، من بينهم اثنان من الحرس المدني الإسباني والسياسي محمد علي دواس.
أهمية التعاون المغربي في كشف الحقيقةطلبت إسبانيا تعاون المغرب ليس فقط من خلال المحكمة الوطنية، بل أيضًا عبر تنسيق مباشر بين الوزارات المعنية، مما أدى إلى إعادة فتح المستودع لاستكمال التحقيقات.
الهدف الأساسي الآن هو معرفة المكان الذي ينتهي إليه النفق داخل المغرب، وذلك لفهم الأبعاد الكاملة لهذه الشبكة الإجرامية التي تعمل على أعلى المستويات.
تواصل إسبانيا جهودها في عملية « هاديس »، التي ينفذها الحرس المدني منذ سنوات، وذلك من أجل كشف الطريقة التي دخلت بها هذه الكميات الضخمة من المخدرات دون أن يتم رصدها في أي نقطة تفتيش.
في حال نجاح المضخات في سحب المياه المتراكمة، فمن المتوقع أن يتمكن المحققون يوم الثلاثاء من التقدم أكثر داخل النفق، ومعرفة المدى الذي يمتد إليه داخل الأراضي المغربية، وذلك بناءً على المعلومات التي قد تقدمها السلطات المغربية خلال الأيام المقبلة.
عن (إل فارو)
كلمات دلالية أمن إسبانيا المغرب تعاون حدود سبتة مخدرات