تمكن العلماء من شركة التكنولوجيا الحيوية "كولوسال بيوساينس" الأميركية من هندسة الفئران وراثيا لتمتلك صفات تشبه الأنواع المنقرضة مثل الماموث الصوفي، الذي عاش في التندرا المتجمدة في أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية حتى انقرض منذ حوالي 4 آلاف عام.

ولاقت نفس الشركة شهرة واسعة عام 2021 عندما كشفت عن خطة طموحة لإحياء الماموث الصوفي ولاحقا طائر الدودو المنقرض.

ومنذ ذلك الحين، ركزت الشركة على تحديد السمات الرئيسة للحيوانات المنقرضة من خلال دراسة الحمض النووي القديم، بهدف هندسته وراثيا وتحويله إلى حيوانات حية.

عاش الماموث في التندرا المتجمدة في أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية حتى انقرض منذ حوالي 4 آلاف عام (شترستوك) كيف يقومون بذلك؟

تبدأ مهمة هذا الفريق البحثي بدراسة الحمض النووي القديم الذي وجد في أحافير الكائنات المنقرضة التي عثر عليها لتلك الحيوانات، لتحديد الجينات التي جعلتها مميزة (مثل الفراء الكثيف أو مقاومة البرد لدى الماموث).

والحمض النووي هو ببساطة شفيرة الحياة، فكر فيه وكأنه كتاب يحمل توجيهات لتصنيع كل شيء في جسم الكائن الحي، فتجد هنا مجموعة من الجينات المسؤولة عن لون الشعر، وأخرى مسؤولة عن طول الجسم، ويمتد الأمر وصولا إلى أدق التراكيب الخلوية في أجسامنا، وبقية الكائنات الحية

بعد ذلك يستخدم الباحثون تقنية كريسبر للتحرير الجيني، هذه التقنية تسمح للعلماء بقص وتعديل الجينات بدقة، ومن ثم يقومون بعملية إضافة، حيث يأخذون أقرب الحيوانات للأنواع المنقرضة (مثل الفيلة الآسيوية بدلا من الماموث) ويضيفون إليها جينات محددة من الأنواع المنقرضة لمنحها صفات مماثلة.

إعلان

ولكن لتطبيق التقنية على الفيلة، كان على العلماء تطبيقها على كائنات أصغر، ومن ثم اختبروا الفكرة على الفئران.

وقام الباحثون بتحرير 7 جينات في أجنة الفئران لجعلها تمتلك فروا كثيفا وصوفيا، وكأنها ماموث مصغر، وكانت هذه التجربة وسيلة لإثبات أن طريقتهم في الهندسة الوراثية تعمل قبل الانتقال إلى الحيوانات الأكبر.

ويهدف المشروع القادم لهذا الفريق إلى استخدام هذه الطريقة لمنح الفيلة الآسيوية بعض صفات الماموث الصوفي، مثل الفراء الكثيف، ودهون إضافية للحماية من البرد، وجينات مقاومة درجات الحرارة المنخفضة.

الفأر المعدل جينيا (كولوسال بيوساينس) الجدل والشكوك

في هذا السياق، فهناك تحديات أخلاقية وقانونية يجب معالجتها قبل المضي قدما في المشروع، حيث إن هذا قد يؤثر على الأنظمة البيئية الحالية، ولا أحد يعرف كيف ستتفاعل هذه الحيوانات المعدلة وراثيا مع الطبيعة أو الأنواع الأخرى، وهذا قد يؤدي إلى اضطراب بيئي غير متوقع.

إلى جانب ذلك فإن تعديل الحمض النووي للحيوانات وإجراء تجارب جينية عليها يثير تساؤلات حول الرفق بالحيوان، فهل من العدل تعديل جينات الحيوانات لتصبح شبيهة بكائنات منقرضة، من دون معرفة ما إذا كانت ستعاني من مشاكل صحية أو بيئية بسبب هذه التعديلات؟

وفي حالة الفيلة الآسيوية، التي هي بالفعل مهددة بالانقراض، هناك مخاوف من أن استخدامها في التجارب الجينية قد يؤثر على وضعها كنوع مهدد.

وحاليا، يرى بعض العلماء أن هذا ليس إحياء حقيقيا للأنواع المنقرضة، بل هو مجرد تعديل وراثي للفيلة لتبدو مثل الماموث.

ومع ذلك، يعتقد البعض الآخر أن هذه التقنية يمكن أن تكون مفيدة في حماية الأنواع المهددة بالانقراض، والزراعة، وحتى الطب، حيث يمكن استخدامها لجعل الحيوانات أكثر مقاومة للأمراض.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان

إقرأ أيضاً:

غزة.. إصابات في انفجار أجسام من مخلفات إسرائيل

أعلنت وزارة الداخلية الفلسطينية يوم الخميس، إصابة ضابط بهندسة المتفجرات أثناء تفكيك أجسام من مخلفات الجيش الإسرائيلي في محافظة شمال غزة.

وقالت الوزارة، في بيان نشرته على صفحتها بموقع "فيسبوك" :"أصيب مساء أمس ضابط بهندسة المتفجرات في محافظة شمال غزة بجروح متوسطة، أثناء القيام بواجبه في تفكيك أجسام من مخلفات الاحتلال، وذلك عقب تلقي قسم هندسة المتفجرات اتصالا يفيد بإصابة 3 فتية جراء انفجار جسم مشبوه شرق مخيم جباليا".

ودعت الوزارة المواطنين إلى "الابتعاد عن أية أجسام غريبة أو مخلفات حربية، والإبلاغ الفوري عنها حرصا على سلامتهم".

وناشدت الوزارة المؤسسات الدولية المعنية بـ "إدخال معدات الحماية الشخصية لعناصر هندسة المتفجرات، الذين يخاطرون بحياتهم ويعملون دون توفر أدنى الإمكانات أو معدات السلامة الشخصية".

وكان الجيش الإسرائيلي قد سحب قواته من شمال غزة وسمح للنازحين بالعودة إلى شمال القطاع، في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الهش وتبادل الرهائن والأسرى.

مقالات مشابهة

  • الطقس الآن.. البرق يقتل سيدة وتساقط كثيف للثلوج والأمطار في القاهرة والمحافظات
  • وزير السياحة: مصر تملك أعظم الإمكانات لتصبح المقصد السياحي الأكثر تنوعًا في العالم
  • غزة.. إصابات في انفجار أجسام من مخلفات إسرائيل
  • جريمة في كوب شاي.. فتاة تحاول قتل حبيبها بسم الفئران!
  • إطلاق نار كثيف من آليات الاحتلال المتمركزة في بيت لاهيا شمال غزة
  • نيجيريا تنضم إلى البنك الأوروبي لإعادة الإعمار لتصبح المساهم رقم 77
  • هل تشعر الحيوانات بالناس قبل وفاتهم؟.. علي جمعة يجيب
  • شركة أميركية تنجح في إنماء فأر بخصائص الماموث الصوفي
  • حديقة الحيوانات في العين.. إفطار رمضاني مع الأسود والزراف