لوكا مودريتش قائد ريال مدريد من لاجئ حرب إلى أفضل لاعب بالعالم

في عالم كرة القدم، كثير من النجوم نشؤوا في بيئات صعبة، لكن القصة النمطية غالبًا ما ترتبط بلاعبي أميركا اللاتينية وأفريقيا الذين تحدوا الفقر والمآسي ليصلوا إلى القمة.

ومع ذلك، هناك استثناءات قليلة حطمت هذه القاعدة، وأحد أبرزها هو الكرواتي لوكا مودريتش، الذي بدأ رحلته من لاجئ حرب وسط ويلات الصراع في البلقان إلى واحد من أعظم لاعبي خط الوسط في تاريخ كرة القدم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2عقوية قاسية لفونسيكا مدرب ليون بعد اعتدائه على الحكمlist 2 of 2تشيزني يدخل تاريخ برشلونة بعد أداء خرافي أمام بنفيكاend of list

ووُلد مودريتش عام 1985 في قرية "مودرتشي" في كرواتيا، لكنه لم يعش طفولة طبيعية. ومع اندلاع حرب الاستقلال في التسعينيات، عانت عائلته من التشريد المستمر، لكن الحدث الأكثر مأساوية كان مقتل جده أمام عينيه على يد القوات الصربية عام 1990.

مودريتش فاز بالكرة الذهبية عام 2018 (رويترز)

وقد أثرت هذه الصدمة بشكل كبير على مودريتش، ودفعته الظروف القاسية إلى أن يلوذ مع أسرته إلى ملجأ في مدينة زادار، حيث عاشوا مع مئات اللاجئين الآخرين وسط دمار الحرب.

وفي تلك الفترة، كانت كرة القدم المتنفس الوحيد لمودريتش، حيث كان يقضي معظم وقته في اللعب بساحة انتظار السيارات الخاصة بالفندق الذي لجأت إليه عائلته.

وقد جذب انتباه مدير الفندق الذي ساعده في الانضمام إلى أكاديمية زادار لكرة القدم. لكن الصعوبات لم تتوقف عند هذا الحد، فقد كانت مدينة زادار تتعرض يوميًا للقصف، مما جعل ممارسة كرة القدم وسط الحرب تحديًا بحد ذاته.

إعلان

ورغم موهبته الواضحة، شكك الكثير من المدربين في مستقبله بسبب بنيته الجسدية الضعيفة. وبعد سنوات من التدريبات الشاقة، وقع مودريتش عقدًا لمدة 10 سنوات مع دينامو زغرب للفئات العمرية، لكنه لم يحظ بفرصة مباشرة مع الفريق الأول بسبب بنيته الجسدية.

وأُعير إلى نادي زرينسكي موستار في البوسنة، وهو دوري معروف بخشونته، وكانت هذه التجربة نقطة تحول في مسيرته.

وتألق هناك وحقق أول دوري في مسيرته وفاز بجائزة أفضل لاعب، وأعير أيضا لنادي إنتر زابرزيتش الكرواتي وحقق جائزة أفضل لاعب شاب بالدوري في ذاك الموسم وقد عاد لناديه بعد موسم من إعارته ولعب بالفريق الأول مع دينامو زغرب وأثبت نفسه كلاعب أساسي.

ومع تألقه في كرواتيا، بدأ اهتمام الأندية الأوروبية الكبيرة يزداد. وانتقل إلى توتنهام هوتسبير عام 2008 مقابل 16 مليون جنيه إسترليني. ورغم إصابته بكسر في ساقه بداية مشواره مع الفريق الإنجليزي، إلا أنه أصبح أحد أبرز لاعبي خط الوسط في الدوري الإنجليزي الممتاز.

وبعد 4 سنوات، حاول الانتقال إلى تشلسي، لكن مالك توتنهام دانييل ليفي رفض العرض، ليتمكن في النهاية من تحقيق حلمه بالانتقال إلى ريال مدريد عام 2012 مقابل 33 مليون يورو.

وفي ريال مدريد، لم تكن بداياته سهلة، لكنه سرعان ما أثبت نفسه كعنصر أساسي في الفريق، ليصبح لاحقًا أحد أعظم لاعبي خط الوسط في تاريخ النادي.

وفاز مودريتش بدوري أبطال أوروبا 5 مرات مع الفريق الملكي، وكان العقل المدبر وسط الملعب.

لوكا مودريتش.. كرة القدم يتيمة من بعدك أيها "الأمير الكرواتي". pic.twitter.com/W7mfHZW9PY

— الجزيرة نت رياضة (@AJASports) May 13, 2024

وعلى المستوى الدولي، قاد منتخب كرواتيا إلى نهائي كأس العالم 2018، حيث حقق إنجازًا غير مسبوق بالحصول على جائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم.

إعلان

فمن طفل لاجئ فرّ من ويلات الحرب إلى نجم عالمي يتربع على عرش كرة القدم، قصة مودريتش مثال حي على أنه كيف يمكن للإرادة والتصميم أن يتغلبا على أقسى الظروف، ليصبح واحدًا من أفضل لاعبي كرة القدم بالعصر الحديث.

المصدر: الجزيرة