يُعد الفساد أحد أكبر التحديات التي تواجه التنمية والاستقرار، مما دفع الدولة إلى تبني الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد 2030 كخطة شاملة تهدف إلى تعزيز النزاهة والشفافية في جميع القطاعات.

 

تسعى هذه الاستراتيجية إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الرئيسية، أبرزها جهاز إداري كفء، بنية تشريعية وقضائية داعمة لمكافحة الفساد وجهات قادرة على مكافحة الفساد وإنفاذ القانون، وذلك لضمان بيئة عمل أكثر عدالة وكفاءة.

هذا التقرير يسلط الضوء على الأهداف الأساسية لهذه الاستراتيجية:

الأول: جهاز إدارى كفء وفعال يقدم خدمات متميزة للمواطن والمستثمر

ُيعد الجهاز الإدارى حجر الزاوية فى إطار جهود الدولة الرامية لمكافحة الفساد، وذلك لكونه الجهة الأساسية المنوط بها تنفيذ السياسات العامة للدولة من جانب، والمرآة الحقيقية لطبيعة التفاعلات اليومية والمباشرة بين المواطنين والعاملين من جانب آخر.

ومن هنا سعت الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد لتخصيص الهدف الاستراتيجي الأول منها ّلتعزيز كفاءة وفعالية الجهاز الإداري للدولة ًليكون متماشيا مع محور الشفافية وكفاءة المؤسسات الحكومية في رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030 من جانب، وخطة مصر للإصلاح الإداري من جانب آخر.

ويدعم هذا الهدف جهود الدولة في مجال مكافحة الفساد من خلال خمسة أهداف فرعية تتمثل فيما يلي:

1.  تحديث البنية التشريعية والمؤسسية الحاكمة لعمل الجهاز الإداري للدولة.

2. استكمال تطوير منظومة الموارد البشرية بالجهاز الإداري للدولة.

3.  إرساء قيم النزاهة والشفافية بالوحدات الحكومية.

4.  رفع كفاءة منظومة الخدمات العامة الحكومية.

5. تطوير منظومة إدارية متكاملة ومرنة للتعامل مع احتياجات المستثمرين.

6.الثاني: بنية تشريعية وقضائية داعمة لمكافحة الفساد ومحققة للعدالة الناجزة

تًعد التشريعات أحد أهم الأدوات الداعمة لمنع ومكافحة الفساد، فعلى الرغم من أن الاتفاقيات الدولية والإقليمية توفر الأطر العامة التي تعمل من خلالها الدول لمكافحة الفساد، إلا أن إعداد البنية التشريعية الموائمة للسياق الاجتماعي والثقافي والاقتصادي ّيقع على عاتق الحكومات الوطنية.

وتُعد كفاءة العملية القضائية وفعاليتها أحد المكونات الأساسية والداعمة لمكافحة الفساد، بما تتضمنه من قدرات بشرية مدربة على مجال ّمكافحة الفساد، وإجراءات قضائية فعالة يمكن من خلالها الوصول بسهولة ويسر للنظام القضائي.

ويدعم هذا الهدف جهود الدولة في مجال مكافحة الفساد بالتركيز على ثلاثة أهداف فرعية تتمثل فيما يلي

1. تعزيز التشريعات الداعمة لمكافحة الفساد.

2. تطوير قدرات الأعضاء والعاملين بالجهاز القضائي في مجال مكافحة الفساد.

3. دعم التحول الرقمى لتحقيق العدالة الناجزة.

الثالث: جهات قادرة على مكافحة الفساد وإنفاذ القانون

تلعب جهات مكافحة الفساد وإنفاذ القانون (الرقابية والأمنية) دورا ً محوريا في جهود مكافحة الفساد، من خلال ضمان سيادة القانون، واتخاذ التدابير الوقائية التي تمنع حدوث الممارسات الفاسدة، فضلا عن رسم السياسة العامة لمكافحة الفساد والإشراف على تنفيذها بالتعاون مع الجهات المعنية.

وتختص تلك الجهات بإنفاذ القانون عبر تلقى البلاغات والشكاوى حول شبهات الفساد والتحقق منها وملاحقة مرتكبيها.

ومن ناحية أخرى، قد تؤدي التطورات والمستجدات العالمية والمحلية إلى ظهور أشكال ومجالات جديدة للفساد، مما قد يفرض قيودا على جهات مكافحة الفساد وإنفاذ القانون، حيث يصبح من الضرورى على تلك الجهات وضع سياسات وإجراءات متطورة ومتجددة لمنع ومكافحة الفساد.

ويعمل هذا الهدف الاستراتيجي على تمكين جهات مكافحة الفساد وإنفاذ القانون عبر خمسة أهداف فرعية تتمثل فيما يلي:

1. دعم الإطار التشريعي والمؤسسي لجهات إنفاذ القانون.

2. رفع كفاءة القدرات البشرية والمادية والمالية لجهات إنفاذ القانون.

3. تطوير السياسات والإجراءات المعنية بمكافحة الفساد.

4. تعزيز الرقابة على المؤسسات المالية المصرفية وغير المصرفية.

5. تعزيز ثقة المواطنين في جهات مكافحة الفساد وإنفاذ القانون.

الرابع: مجتمع واع بمخاطر الفساد قادر على مكافحته

تزداد فعالية الجهود الموجهة لمكافحة الفساد في المجتمعات الواعية بمخاطر الفساد وآليات الوقاية منه، والقادرة على ممارسة الرقابة والمساءلة المجتمعية من خلال نظم متطورة للإبلاغ والشكاوى تتسم بالكفاءة والفعالية وسرعة الاستجابة

وتلعب كافة مؤسسات الدولة جنبًا إلى جنب مع منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص دورا ً حيويا في مجال توعية المواطنين، وتمكينهم من ممارسة دورهم الرقابي، على النحو الذي يسهم في تعزيز الثقة العامة في نزاهة آليات مكافحة الفساد.

وعليه، يركز هذا الهدف الاستراتيجي على تنمية الوعي المجتمعي في مجال مكافحة الفساد بالاستناد إلى خمسة أهداف فرعية تتمثل فيما يلي:

1. تعزيز دور المؤسسات التعليمية والبحثية في خلق ثقافة رافضة للفساد بين الأطفال والشباب.

2. النهوض بدور المؤسسات الإعلامية والثقافية والدينية في ترويج الممارسات التي تستهدف مكافحة الفساد.

3. توعية وتمكين الشباب والمجتمع الرياضي في مجالات مكافحة الفساد.

4.  تعزيز دور القطاع الخاص والمجتمع المدني في مكافحة الفساد.

5. تفعيل آليات الرقابة والمساءلة المجتمعية لمكافحة الفساد.

الخامس: تعاون دولي وإقليمي فعال في مكافحة الفساد

تتطلب مكافحة الفساد ليس فقط تضافر الجهود الوطنية وإنما الدولية والإقليمية أيضا، وذلك نظرًا لأن الفساد لا يقتصر على حدود الدولة، وإنما هو ظاهرة عابرة للحدود تتطلب التعاون المشترك، وهو ما أكدت عليه اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد في ديباجتها بأن «الفساد لم يعد شأنا ًمحليا، بل هو ظاهرة عبر وطنية تمس كل المجتمعات والاقتصادات مما يجعل التعاون الدولي على منعه ومكافحته أمرا ً ضروريا".

ومن هنا يركز الهدف الاستراتيجي الخامس من الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد على ثلاثة أهداف فرعية لبناء تعاون دولي وإقليمي فعال في مجال مكافحة الفساد تتمثل فيما يلي:
1. تعزيز المعرفة وتبادل الخبرات والمعلومات المتعلقة بمكافحة الفساد.

2. تعزيز تنفيذ الاتفاقيات والإعلانات الدولية والإقليمية المعنية بمكافحة الفساد.

3. تعزيز التعاون في مجال مكافحة غسل الأموال واسترداد الموجودات.


 







مشاركة

المصدر: اليوم السابع

كلمات دلالية: الفساد مكافحة الفساد الرقابة الادارية مواجهة الفساد الوطنیة لمکافحة الفساد فی مجال مکافحة الفساد الهدف الاستراتیجی هذا الهدف من جانب

إقرأ أيضاً:

أوزين: ترشح مبدع لرئاسة لجنة العدل والتشريع كان خطأ.. ومحاربة الفساد تمر فقط عبر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية

عاد الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، محمد أوزين، ليكشف تفاصيل قصة مبدع وخطأه وهو يتشبث بالترشح للجنة العدل والتشريع في منتصف أبريل 2023، على الرغم من أنه كان موضوع تحقيق قضائي، بسبب مشكل في التدبير المحلي لبلدية الفقيه بنصالح التي يرأسها.

وأوضح أوزين الذي حل الثلاثاء، ضيفا على مؤسسة الفقيه التطواني، ضمن برنامج « السياسة بصيغة أخرى »، مساء أمس الثلاثاء، أن حزبه رفض  تقدم محمد مبدع لرئاسة لجنة العدل والتشريع، على خلفية خضوعه للتحقيق واصفا ذلك بـ »الخطأ ».

وقال أوزين: « لقد أثنينا مبدع عن فعل ذلك، وقلنا له يهديك الله إن في ترشيحك حساسية فأجابنا: أموري مزيانة… ومعنديش حتى مشكل… أخضع فقط لمجرد أسئلة أجيب عنها… فوقع ما وقع… ساعتها قدم استقالته ».

وشدد أوزين أن الحركة الشعبية تشبثت بقرينة احترام العدالة وقرينة البراءة، في ملف مبدع.

وعطفا على موضوع الفساد بالمغرب، قال الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، إن محاربته اليوم تمر فقط عن طريق الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، في الوقت الذي ينبغي أن تتم فيه محاربة الفساد عبر منظومة تربوية سليمة، وليس الفرقة الوطنية.

وللاستدلال على أهمية هذا الطرح الذي تقدم به زعيم حزب السنبلة، قال: « للأسف عندما تتحدث لهم عن الإصلاح في التعليم، يكتفون بإصلاح الحيطان والكراسي، ولا يتحدثون عن إصلاح المناهج والعقليات، والبرامج والمضامين، ليتم بذلك الإصرار رغم ذلك على مقاربة معوجة ».

واستغرب أوزين لكون الجميع أصبح ينادي بالفساد، ولم نعرف المفسد فينا!! نشاهد مظاهر للفساد بالبلاد، لا ننكرها، ولكن من المفسد فينا هل هو مختبئ فينا، أم نحن جميعنا مفسدون!! وهو الأمر الذي يرفضه أوزين.

 

 

 

 

 

 

 

كلمات دلالية الحركة الشعبية لجنة العدل والتشريع محمد أوزين محمد مبدع

مقالات مشابهة

  • تعرف على عقوبة مخالفة قرارات وحدة مكافحة غسل الأموال
  • لازم تعرف.. 4 اختصاصات للجنة الوطنية لمكافحة الفساد
  • أوزين: ترشح مبدع لرئاسة لجنة العدل والتشريع كان خطأ.. ومحاربة الفساد تمر فقط عبر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية
  • الملتقى شبه الإقليمي الرابع في مدارس الجامعة حول أهداف التنمية المستدامة 2030
  • هيئة حقوق الإنسان والمنظمة الدولية للهجرة توقّعان اتفاق المرحلة الثالثة ضمن مشروع تعزيز آليات مكافحة الاتجار بالأشخاص في المملكة
  • هذا ما تابعت لجنة الادارة درسه اليوم
  • الإمارات والمملكة المتحدة تعززان التعاون في مجال مكافحة التدفقات المالية غير المشروعة
  • لازم تعرف.. 4 اختصاصات للجنة الفرعية التنسيقية لمكافحة الفساد
  • النزاهة تستعرض النتائج الخاصة بمدى الاستجابة للاستراتيجيَّة الوطنيَّة لمكافحة الفساد