جاسوس صيني يستهدف عقول بريطانيا عبر لينكدإن.. تحقيق صحفي يكشف المستور
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
كشف تحقيق أجرته صحيفة "تايمز" اللندنية، "جاسوسا" كان يعرض أموالا وعقودا مغرية عبر موقع التواصل الاجتماعي "لينكد إن" على مدار 5 سنوات، بهدف إغراء آلاف المسؤولين البريطانيين.
وأفادت الصحيفة بأن الجاسوس الصيني "استخدم مجموعة من الأسماء المزيفة، وأنشأ حسابات لشركات وهمية، لاستهداف موظفي الخدمة المدنية والعلماء، وحتى مسؤولي الأمن، في المملكة المتحدة، لتسليم معلومات حكومية سرية على موقع لينكدإن".
ووفقا للتحقيق، فإن العميل السري يعمل بشكل رئيسي تحت الاسم المستعار "روبن تشانغ"، ويُعتقد أنه "أحد أكثر الجواسيس عملا في المملكة المتحدة منذ سنوات"، حسبما قال مسؤولون أمنيون غربيون.
وشملت الأسماء المستعارة الأخرى المستخدمة، "إريك تشين يشي"، و"روبن كاو"، و"لينكولن لام"، و"جون لي"، و"إريك كيم".
وزعمت الملفات الشخصية، التي استخدمت إما صورا مخزنة أو صورا لأشخاص أبرياء، أنها تعمل في قطاع الأمن في شنغهاي. ولم تنشر صحيفة "التايمز" هوية تشانغ الحقيقية؛ لأن ذلك من شأنه أن يعرض الجواسيس الغربيين للخطر.
ويعمل الجاسوس من مكتب في العاصمة بكين، يُعتقد أنه مرتبط بمقر وزارة أمن الدولة الصينية، طبقا للصحيفة البريطانية.
وكانت الصحيفة ذاتها قد كشفت عام 2021، أن الصين "تستخدم موقع التواصل الاجتماعي المتخصص في التوظيف، لمحاولة التجسس، وذلك من خلال تجنيد مسؤولي الجيش والأمن البريطانيين، ومقاولي الدفاع وموظفي الخدمة المدنية".
لكن التحقيق الجديد كشف مجموعة أهداف أوسع للصين، بما في ذلك "العلماء والباحثون الأكاديميون".
وفي تصريحات لصحيفة "تايمز"، قال وزير الأمن البريطاني، توم توجندهات: "ليس الموظفون الحكوميون وحدهم هم الذين يحتاجون إلى توخي الحذر، بل الشركات التي لديها معلومات حساسة تجاريا، وكذلك الباحثون والأكاديميون".
وحذر توجندهات من أن "المدنيين البريطانيين الآخرين" الذين يستخدمون موقع "لينكدإن"، أكبر موقع للتواصل المهني في العالم والذي يضم أكثر من 930 مليون مستخدم، "يجب أن يكونوا على علم بذلك".
وكشفت "تايمز" أن الجاسوس "اختلق شركات أمنية ومواقع إلكترونية، بحيث بدا أكثر مصداقية عندما اقترب من أهدافه، حتى أنه تظاهر بالذهاب إلى إحدى جامعات لندن".
وقال العقيد السابق، فيليب إنغرام، المتخصص في الاستخبارات الإلكترونية، إنه تلقى طلبا من شخص يحمل اسم "روبن" قبل 5 سنوات.
وبعد قبول الطلب، طُلب منه سريعا أن يكتب تقريرا عن كيفية عمل مكافحة الإرهاب في بريطانيا، إلى جانب معلومات "لا يمكن لأي شخص الوصول إليها بسهولة".
وأثار ذلك شكوكه، بعد عدم العثور على تفاصيل حول الشركة التي يُزعم أن "روبن" يعمل بها.
يشار إلى أن تحقيق الصحيفة، يأتي بعد أسابيع من تحذير هيئة مراقبة الاستخبارات في البرلمان، من أن "الجواسيس الصينيين يستهدفون المملكة المتحدة بكثافة وبقوة".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
صحفي اقتصادي يكشف ''جذر المشكلة'' في أزمة أسعار الصرف باليمن ويستشهد بسوريا بعد الأسد كيف تعافت عملتها سريعًا؟
تشهد العملة اليمنية، تسجيل أسوأ قيمة لها على الإطلاق، في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية خلال الأيام الماضية، بعد أن قفز سعر صرف الدولار الواحد الى اكثر من 2230 ريالاً، مع استمرار انهيار قيمتها بشكل متسارع غير مسبوق، واتساع فارق الصرف بين عدن وصنعاء، دون حلول أو تحرك فعال من قبل الحكومة بالعاصمة عدن.
تقرير حديث للأمم المتحدة قال إن العملة اليمنية فقدت خلال العام الماضي 26% من قيمتها وتراجعت أمام الدولار الأمريكي بنحو 71%، في السنوات الخمس الاخيرة.
الصحفي الإقتصادي وفيق صالح يرى أن جذر المشكلة في تفاقم أزمة سعر الصرف، وعدم استقرار العملة، يكمن في غياب المعالجات الحكومية لسد العجز في المالية العامة للدولة، وعدم ضبط نظام النقد المعمول به خلال الوقت الراهن
وقال موضحًا: ''أي أن السياسات المالية الحكومية التي كان من المفترض أن تكون رأس حربة لمواجهة الإختلالات والتغلب على التحديات، ما تزال معطلة وليس هناك أي رؤية أو استراتيجية على ما يبدو للحكومة لتفعيلها حالياً والعمل وفق أسس علمية سليمة وسياسات رشيدة''.
وأضاف: ''على الجانب الآخر ، فإن السياسات المتبعة والمعتمدة لإدارة نظام النقد وأنشطة سوق الصرف من قبل السلطات النقدية، ما تزال تسير بشكل أحادي، تفتقر للتناسق والتناغم مع السياسات الحكومية، التي تمنحها فاعلية الأثر والتأثير على الواقع''.
وأكد وفيق صالح أن الإنقسام المصرفي الحاصل يساعد المضاربين والسوق السوداء على الاستفادة من النظام النقدي المتبع في إدارة النشاط المصرفي، ويمكنهم من التلاعب بقيمة العملة الوطنية بشكل مستمر.
الصحفي وفيق صالح المتخصص في الشأن الإقتصادي اعطى مثالا لتحسن العملة في سوريا بعد سقوط الأسد قائلا:'' في غضون أقل من شهرين تحسنت قيمة العملة بنسبة تجاوزت ٥٠٪ دون ودائع مالية أو قروض أو طلب مساعدات دولية''
واشار الى ارتفاع سعر الليرة في سوريا إلى ٧٥٠٠ للدولار الواحد بعد أن كان سعر الدولار الأمريكي قبل سقوط نظام بشار يتجاوز ١٦ ألف ليرة.
وتابع: ''بالإرادة الحقيقية والرغبة في تغيير الأوضاع إلى الأفضل مع امتلاك القرار، والعمل بأدوات سليمة، يمكن أن تتغلب أي حكومة على العديد من التحديات التي تواجهها''.