انطلقت أولى قوافل الرحمة والمواساة خلال شهر رمضان، بمشاركة مجموعة من واعظات القاهرة وعدد من أئمة الوزارة، لزيارة المرضى في مستشفى جامعة عين شمس ومستشفى الزهراء الجامعي.

وشملت الجولة عدة أقسام طبية، من بينها الباطنة المتوطنة، أمراض الدم، الغسيل الكلوي للكبار والأطفال، الروماتويد، المخ والأعصاب، أمراض القلب، والرعاية المركزة للحالات الحرجة.

وحرصت الواعظات خلال الزيارة على تقديم الدعم النفسي والروحي للمرضى، وتخفيف معاناتهم من خلال كلمات طيبة ودعوات صادقة تعكس قيم الرحمة والتراحم التي يرسخها شهر رمضان المبارك. وتأتي هذه المبادرة في إطار جهود وزارة الأوقاف لتعزيز رسالتها الدعوية والإنسانية في مختلف المؤسسات المجتمعية، لا سيما في الأماكن الأكثر حاجة إلى الدعم والمساندة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: وزارة الأوقاف مستشفيات عين شمس قافلة الواعظات زيارة المرضى المزيد

إقرأ أيضاً:

عبادات بلا رحمة.. حينما يغيب جوهر الدين عن القلوب

 

 

يحل رمضان شهر الرحمة والتسامح فتعلو الأصوات بالدعوة إلى الصلاة والقيام والصيام. لكن المفارقة الصادمة ان بعضا ممن يدعون إلى هذه العبادات يغفلون عن أسمى قيمها وهي الرحمة والعطاء. كيف لمن يخشع في صلاته ويتلو آيات الانفاق والعطف ان يغض الطرف عن جوع مسكين أو دمعة يتيم وهو قادر على العطاء.
لم يكن الدين يوما مجرد طقوس بل هو سلوك وأخلاق قبل ان يكون ممارسات ظاهرية. كم من أشخاص يحرصون على أداء الصلاة في أوقاتها ويقيمون الليل لكنهم لا يتورعون عن تجاهل المحتاجين. ربما يتفاخرون بولائمهم العامرة بينما هناك من يبيت بلا طعام. هؤلاء يمارسون تدينا شكليا يركز على الصورة لا الجوهر وهو نقيض لما جاء به الإسلام.
النبي محمد عليه الصلاة والسلام عندما سئل أي الإسلام خير قال تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف. جعل العطاء صفة من صفات الإيمان الحق فلم يفصل بين العبادة والإحسان إلى الخلق. من أراد القرب من الله فلابد ان يكون قلبه ممتلئا بالرحمة ويده ممدودة بالعطاء.
الصيام ليس مجرد إمساك عن الطعام والشراب بل هو تجربة روحية تهدف إلى تهذيب النفس واستشعار معاناة الفقراء. من يصوم نهاره ويشعر بالجوع لساعات كيف له ان يتجاهل من يجوع طوال العام. من يردد قوله تعالى ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ثم يبخل بما يفيض عن حاجته كيف له ان يدعي التقوى.
الإسلام لم يجعل العبادات معزولة عن القيم الإنسانية بل جعلها مرتبطة بها ارتباطا وثيقا. النبي محمد عليه الصلاة والسلام قال من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه. العبادات بلا أخلاق أو رحمة لا قيمة لها عند الله بل تتحول إلى مجرد طقوس فارغة لا تؤثر في القلوب.
مع حلول رمضان تزداد مظاهر البذخ في بعض المجتمعات حيث تنفق الاموال على الولائم الفاخرة والمناسبات الرمضانية. في المقابل يظل الفقراء يترقبون يدا تمتد اليهم لتخفف عنهم قسوة الحياة. هذا المشهد يعكس خللا في فهم المقاصد الحقيقية للصيام فهو ليس تخزين الطعام بالنهار ثم تناوله بوفرة في الليل.
الغرض من رمضان ليس إشباع الجسد فقط بل تربية النفس على الإحساس بالآخرين ومد يد العون لهم. الإسلام حذر من هذا التناقض فجاء في الحديث الشريف ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه. كيف لمن يشبع ان يغفل عن جوع من يسكن في نفس المدينة بل ربما في نفس الحي.
رمضان ليس مجرد موسم للعبادات الشكلية بل هو فرصة لتجديد العلاقة مع الله عبر الرحمة والعطاء. من كان ميسورا فليبحث عن الفقراء قبل ان يبحث عن موائد الإفطار الفاخرة. من كان حريصا على قيام الليل فليكن احرص على مساعدة المحتاجين فذلك القيام الحقيقي.
المجتمع بحاجة إلى صحوة إنسانية يفهم فيها الناس ان الإيمان ليس مجرد ركعات بل هو قلب يرحم ويد تعطي ونفس تسامح. من اراد القرب من الله فليرحم عباده أولا والا فلا حاجة لعبادته الجافة. الرحمة هي جوهر الدين وبدونها تتحول العبادات إلى حركات لا روح فيها.

مقالات مشابهة

  • جاكلين عازر: الأزهر الشريف منارةً لنشر قيم الوسطية وتعزيز الوحدة الوطنية
  • "قافلة الواعظات".. لمسة رحمة ومواساة في مستشفيات جامعة عين شمس والزهراء
  • دعاء اليوم السادس من رمضان.. ردده بخشوع تنزل عليك الرحمة والبركات
  • "بحوث أمراض النباتات" يستعرض أنشطته وإنجازاته خلال أسبوع
  • نفحاتُ الرحمة
  • مستشفيات الدقهلية تستقبل 268 ألف حالة بالعيادات الخارجية خلال شهر
  • شهر الرحمة والمغفرة.. دعاء الصباح خامس أيام رمضان 2025
  • أسوان خلال 24 ساعة.. قافلة رمضانية للبسطاء وتجهيز500 وجبة إفطار وسحور.. متابعة لمشروعات وجهود المحليات
  • عبادات بلا رحمة.. حينما يغيب جوهر الدين عن القلوب