تحول شهر رمضان في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي (المصنفة على قائمة الإرهاب)، إلى موسم جديد من الجبايات والقمع، في الوقت الذي ينتظر فيه الفقراء والمحتاجون شهر رمضان لتخفيف معاناتهم عبر المبادرات الخيرية.

وكثفت المليشيا الحوثية حملاتها على المشاريع الخيرية، بدلاً من تسهيل أعمال الإغاثة، وأغلقت المخابز التي كانت تسد رمق آلاف الأسر، كل ذلك بحجة دفع جبايات غير قانونية تصب في جيوب قياداتها.

ولم تكتفِ الجماعة بقطع لقمة العيش عن الفقراء، بل استمرت في ملاحقة كل من يرفض الانصياع لابتزازها.

ففي محافظة عمران، اعتقلت المليشيا رئيس جمعية الأقصى الشيخ فريق سران، بعدما رفض دفع مبالغ فرضتها الجماعة على الجمعية.

وبحسب مراقبون أفادوا وكالة "خبر"، فإن المفارقة أن الحوثيين يدّعون نصرة القضية الفلسطينية، بينما يمارسون في الداخل أساليب الاحتلال في القمع والابتزاز ونهب موارد العمل الإنساني.

وذكر المراقبون، بأن هذه الانتهاكات ليست جديدة، لكنها تتفاقم في رمضان، حيث تستغل الجماعة حاجة الناس لفرض مزيد من السيطرة الاقتصادية والاجتماعية.

ووفقا للمراقبين، فإنه من المفترض أن يكون هذا الشهر فرصةً للتكافل والتخفيف من المعاناة؛ لكن مليشيا الحوثي تحوله إلى وسيلة لإحكام قبضتها وإثراء قياداتها على حساب البسطاء.

وأضافوا، بأن استمرار هذه الممارسات دون رادع يضع الجميع أمام مسؤولية أخلاقية وإنسانية لكشف هذه الجرائم والمطالبة بحماية العمل الخيري من تسلط المليشيات، حتى لا يتحول شهر الرحمة إلى موسم جديد للجوع والقهر.

وعلى مستوى معاناة أسر الأسرى والمختطفين في سجون مليشيا الحوثي، يحل شهر رمضان على اليمنيين كل عام بفيض من الروحانية والرحمة، لكنه بالنسبة لآلاف الأسر يتحول إلى موسم للحزن والانتظار المرير.

وبينما يجتمع الناس حول موائد الإفطار، تظل مقاعد فارغة تذكّر الأمهات والآباء بأبنائهم المختطفين، الذين لا ذنب لهم سوى أنهم وجدوا أنفسهم في قبضة جماعة لا تعرف للإنسانية معنى.

ومنذ سيطرتها على العاصمة صنعاء، اختطفت مليشيا الحوثي الآلاف من المدنيين، بينهم سياسيون وصحفيون وطلاب وحتى تجار بسطاء، في حملات اعتقال تعسفية لا تستند إلى أي مسوغ قانوني.

ويقول مراقبون سياسيون، بأن هؤلاء الضحايا يقبعون في سجون مظلمة، يتعرضون لصنوف التعذيب النفسي والجسدي، بينما تتجاهل الجماعة المناشدات المحلية والدولية للإفراج عنهم.

ووفقا للمراقبين، فإن رفض الحوثيين لأي جهود لإطلاق سراح المختطفين، حتى في المناسبات الدينية التي تدعو إلى التسامح، يعكس نهجاً قاسياً لم يعهده اليمنيون في تاريخهم.

ومع كل يوم يمر، تزداد معاناة الأسر التي لا تملك سوى الأمل والدعاء لعودة أحبائها سالمين.

وفي ظل هذه الأوضاع، يظل السؤال قائماً: إلى متى ستستمر هذه الجرائم دون محاسبة؟ ومتى سيشهد اليمنيون فجراً جديداً ينهي هذا الظلم؟ رمضان، شهر الرحمة، يجب أن يكون أيضاً شهراً للعدالة، إذ لا معنى للصيام والتقوى حين يكون الظلم هو سيد الموقف.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: ملیشیا الحوثی

إقرأ أيضاً:

عاجل. بأمر تنفيذي من ترامب.. واشنطن تصنف الحوثيين "جماعة إرهابية"

أعلن وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، يوم الثلاثاء، أن الولايات المتحدة صنفت الحوثيين في اليمن كـ "منظمة إرهابية أجنبية" بشكل رسمي، وذلك بعد توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا تنفيذياً بهذا الشأن في 22 يناير/كانون الثاني الماضي.

اعلان

وأشارروبيو في بيان إلى أن "الخارجية الأمريكية تنفذ أحد الوعود الأولى التي قطعها ترامب على نفسه"، معبرًا عن "سعادته" لتصنيف جماعة "أنصار الله" كـ"منظمة إرهابية أجنبية".

وكان ترامب قد وقّع في 22 يناير/كانون الثاني الماضي أمرًا تنفيذيًا يقضي بتصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية، معللًا قراره بأن أنشطة الحوثيين تهدد سلامة المدنيين والعسكريين في الشرق الأوسط، فضلاً عن زعزعة استقرار شركاء واشنطن الإقليميين والتأثير على حركة التجارة البحرية العالمية.

ولفت البيان، إلى أن الجماعة المسلحة أطلقت أكثر من 300 مقذوف علىإسرائيل منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأن هجماتها المتكررة علىالشحن الدولي ساهمت في تفاقم التضخم العالمي.

Relatedشاهد: مظاهرة مسلحة في صنعاء تنديدا بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابيةواشنطن تعيد إدراج جماعة أنصار الله الحوثيين على قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية"

وأكد ترامب حينها، أن السياسة الأمريكية الجديدة تهدف إلى التعاون مع الشركاء الإقليميين لتقويض قدرات الحوثيين وحرمانهم من الموارد التي تدعم هجماتهم.

ما الفرق بين اللائحتين؟

وبعد توليه منصبه، قام الرئيس السابق جو بايدن بنزع التصنيف عن الجماعة التي فتحت جبهة على تل أبيب طوال حربها على غزة، ثم أعاد العام الماضي إدراجهم على قائمة "الإرهابيين العالميين المصنفين بشكل خاص"، وهي لائحة أقل تشددًا من لائحة "المنظمات الإرهابية الأجنبية".

إذ تسمح لائحة بايدن بإدخال المساعدات الإنسانية إلى اليمن، على اعتبار أن واشنطن "تعترف بالوضع الإنساني الخطير في صنعاء"، حسب تعبير وزير الخارجية السابق أنتوني بلينكن.

في المقابل، يترافق إدراج الحوثيين على "اللائحة الأجنبية" الخاصة بترامب مع فرض العقوبات على أي شخص يقدم "دعمًا ماديًا" للجماعة، ما يعني قيودًا أكثر صرامة.

وعن ذلك، علّق ترامب بالقول إن تراخي بايدن السابق مع الجماعة اليمنية دفعها إلى إطلاق النار على سفن حربية أمريكية عدة مرات، واستهداف السفن التجارية أكثر من 100 مرة، وهجومهم على البنية التحتية المدنية في الدول الشريكة.

وكانت الجماعة قد أعلنت اليوم عن استعدادها "لاستئناف عملياتها في مواجهة الخروق الصهيونية"، وذلك انطلاقًا من "موقف اليمن الثابت في دعم فلسطين ومقاومتها، بالإضافة إلى دعم القوات المسلحة اليمنية".

وفي بيان رسمي، قال المكتب السياسي للحوثيين إن "إمعان العدو الإسرائيلي في اختراق وقف إطلاق النار وإغلاق معابر قطاع غزة أمام المساعدات يشكل تصعيدًا خطيرًا" وفق تعبيره.

وأشار البيان إلى استعداد الجماعة لاستئناف عملياتها العسكرية "في مواجهة الخروق الصهيونية"، وقالت إن هذا يستند إلى ما سمته "موقف اليمن الثابت في دعم فلسطين ومقاومتها، بالإضافة إلى تأكيدها دعم القوات المسلحة اليمنية".

وأضاف البيان، أن "الشعب الفلسطيني له الحق في مقاومة الاحتلال وفي رفض كافة جرائم الحرب المرتكبة بدعم من الإدارة الأمريكية" حسب قوله.

ودعا المكتب السياسي للحوثيين القمة العربية الطارئة إلى اتخاذ موقف حازم تجاه جرائم الحرب الإسرائيلية" وإلى ضرورة اتخاذ "خطوات عملية لإنقاذ المدنيين وكسر الحصار المفروض على غزة" حسب تعبيره.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية زيلينسكي: المشادة الكلامية التي حصلت مع ترامب مؤسفة ونحن جاهزون للتعاون تحت قيادته القوية اختفاء مقاتلة فلبينية وطياريها خلال مهمة عسكرية ضد مسلحين شيوعيين كيف تساعد المعادن الأوكرانية في تقليل اعتماد أمريكا على الصين؟ غزةتهديد إرهابيجو بايدنواشنطندونالد ترامبالحوثيوناعلاناخترنا لكيعرض الآنNext هل يعلن ترامب عن توقيع صفقة المعادن مع أوكرانيا في خطابه أمام الكونغرس؟ يعرض الآنNext ترودو ينتقد رسوم ترامب الجمركية على كندا ويصفها بـ"الخطوة الغبية" يعرض الآنNext هل تستطيع أوروبا أن تدعم أوكرانيا بمفردها؟ يعرض الآنNext حمدوك يطلق مبادرة جديدة لإنهاء الحرب في السودان تحت عنوان "نداء سلام السودان" يعرض الآنNext زيلينسكي: المشادة الكلامية التي حصلت مع ترامب مؤسفة ونحن جاهزون للتعاون تحت قيادته القوية اعلانالاكثر قراءة نتنياهو: سنواجه كل من يحاول حفر ثقوب في سفينتنا الوطنية مقتل شخص على الأقل وإصابة آخرين في حادث دهس بمدينة مانهايم الألمانية برنامج الأغذية العالمي يغلق مكتبه في جنوب أفريقيا.. هل لخفض المساعدات الأمريكية دور في القرار؟ جنبلاط يدعو السوريين للحذر من "المؤامرات الإسرائيلية" ويؤكد زيارته المرتقبة إلى دمشق وفاة "صاحب الذراع الذهبية" في أستراليا.. رجل أنقذ بدمه حياة 2.4 مليون طفل اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025دونالد ترامبفولوديمير زيلينسكيجامعة الدول العربيةأوكرانياالصينبنيامين نتنياهوالحرب في أوكرانيا قطاع غزةالقاهرةغزةألمانياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • تقرير أميركي يكشف عمق العلاقات والمصالح بين مليشيا الحوثي مع المصالح الروسية والصينية
  • الخزانة الأمريكية تعلن فرض عقوبات جديدة على "الحوثيين"
  • من هم قادة الحوثيين السبعة الذين شملتهم العقوبات الأميركية؟
  • مليشيا الحوثي تمنع التجار من توزيع المساعدات الغذائية خلال رمضان
  • عاجل. بأمر تنفيذي من ترامب.. واشنطن تصنف الحوثيين "جماعة إرهابية"
  • مليشيا الحوثي تفرض نهجاً طائفياً في إب بتغيير مواعيد أذان الإمساك والإفطار
  • في الوقت الذي تهديد فيه مليشيا الحوثي السعودية..الرياض تجدد دعمها لخارطة الطريق وجهود السلام في اليمن
  • بعد مطالبته بكشف قتلة يحيى موسى.. مليشيا الحوثي تختطف الكاتب الحراسي بذمار
  • مليشيا الحوثي تغلق مسجداً أثرياً في إب وتصادر محتوياته وسط مخاوف من تحويله سكناً وثكنة عسكرية