زيلينسكي يدعو إلى “عدم وقف الضغوط على روسيا” بعد ضربة قاتلة على فندق
تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT
دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، إلى “عدم وقف الضغوط على روسيا لإنهاء إرهابها”، بعدما أدى هجوم صاروخي روسي على فندق في مسقط رأسه إلى مقتل أربعة مدنيين.
وأظهرت صور نشرتها خدمات الطوارئ عناصر الإنقاذ في مكان الضربة، وهم يستخدمون رافعات وأضواء كاشفة للبحث عن ناجين تحت الأنقاض، بعد الهجوم على بلدة كريفي ريه في جنوب أوكرانيا.
وقال زيلينسكي على منصة إكس: “قبل الهجوم مباشرة، دخل متطوعون من منظمة إنسانية، مواطنون من أوكرانيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، الفندق ونجوا”.
وأضاف: “يجب ألا يكون هناك أي وقف للضغوط على روسيا لإنهاء هذه الحرب والإرهاب ضد الحياة”.
وكثّفت موسكو قصفها بالتزامن مع تصاعد التصريحات المثيرة للجدل في واشنطن بشأن محادثات محتملة لوقف الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وقال حاكم منطقة دنيبروبتروفسك، سيرغي ليساك إن حصيلة الضربة ارتفعت إلى أربعة، بعد وفاة رجل يبلغ 43 عامًا في المستشفى متأثرًا بجروحه. وكان ليساك قد أعلن في وقت سابق إصابة أكثر من 30 شخصًا بجروح.
إلى جانب الفندق، تسبب الهجوم الروسي في إلحاق أضرار بـ14 مبنى سكنيًا، ومكتب بريد، وقرابة 20 سيارة، ومعهد ثقافي، و12 متجرًا، وفق ما أعلنت السلطات المحلية.
وجاء هذا الهجوم الأخير على منطقة دنيبروبتروفسك في ظل تصعيد روسي متواصل، حيث شنت القوات الروسية قصفًا مكثفًا باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ خلال الليل.
وقال سلاح الجو الأوكراني إن روسيا شنت هجومًا بصاروخين وأكثر من 100 مسيرة، بما في ذلك مسيرات هجومية وأفخاخ خداعية، مؤكدًا أن وحدات الدفاع الجوي الأوكرانية أسقطت 68 منها.
تُعدّ هذه الضربة واحدة من أولى الهجمات منذ أن علّقت واشنطن تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا، وهو قرار شكّل انتكاسة جديدة لكييف في حربها ضد روسيا.
وفي هذا السياق، كتب رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال على وسائل التواصل الاجتماعي بعد الهجوم: “تُظهر روسيا كل يوم أنها مستعدة لمواصلة الحرب وترويع المدنيين. ولهذا السبب تحتاج أوكرانيا إلى ضمانات أمنية قوية لضمان سلام دائم وعادل”.
تقع كريفي ريه على بعد 70 كيلومترًا شمال غرب خط المواجهة في جنوب أوكرانيا، وكان يسكنها أكثر من 600 ألف شخص قبل الحرب.
وفي هجوم آخر، أعلن مسؤولون أن حارس أمن قُتل عندما تعرض مستودع للقصف في مدينة سومي شمال أوكرانيا.
(أ ف ب)
المصدر: يمن مونيتور
إقرأ أيضاً:
روسيا: ننظر بإيجابية إلى التفاوض حول السلام مع أوكرانيا
عبدالله أبوضيف (القاهرة، واشنطن، موسكو)
أخبار ذات صلةوصف الكرملين، أمس، إعلان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداده للتفاوض على إنهاء الحرب المتواصلة منذ ثلاث سنوات مع روسيا بأنه «إيجابي».
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في خطاب أمام جلسة مشتركة لمجلسي الكونغرس هو الأول له من نوعه منذ تسلمه السلطة في 20 يناير، موافقة أوكرانيا على مفاوضات سلام مع روسيا لإنهاء الحرب الدائرة منذ عام 2022 إضافة إلى موافقة كييف على توقيع صفقة معادن نادرة مع واشنطن.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين: إن «هذا النهج إيجابي بالمجمل».
وأشار بيسكوف أمس، إلى مرسوم أقره زيلينسكي يستبعد عقد مفاوضات مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأكد الرئيس الأوكراني عدة مرات مذاك بأنه سيكون مستعداً للاجتماع مع بوتين، شرط اتفاق كييف مع حلفائها الغربيين على موقف تفاوضي موحد قبل ذلك.
إلى ذلك، قال زيلينسكي الذي يشارك الخميس، في القمة الأوروبية المخصصة لأوكرانيا في بروكسل، أمس، إنه «يمكن تحقيق سلام مستدام» في بلاده إذا تعاونت أوروبا والولايات المتحدة مع كييف.
وفي السياق، قال أندريه يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني إنه «ناقش مع مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل والتس الخطوات التالية نحو سلام عادل ودائم في أوكرانيا»، وذلك في اتصال هاتفي أمس.
وأضاف يرماك أنه ووالتس «تبادلا وجهات النظر بشأن القضايا الأمنية وتنسيق المواقف»، وحددا موعداً لاجتماع مسؤولين أوكرانيين وأميركيين في وقت قريب لمواصلة هذا العمل المهم.
وفي ضوء هذه التغيرات، أشارت الباحثة الأميركية في الأمن القومي، إيرينا تسوكرمان، إلى أنه مع تغير الموقف الأميركي تجاه أوكرانيا، يواجه الرئيس فولوديمير زيلينسكي تحديات غير مسبوقة في الحفاظ على الدعم الغربي، خاصة بعد الإشارات الواضحة إلى أن إدارة ترامب قد لا تقدم لكييف نفس المستوى من المساندة كما كان في السابق.
وأضافت لـ«الاتحاد» أن الديناميكيات الدولية تتغير بسرعة والضغوط تتزايد على أوكرانيا لاتخاذ قرارات مصيرية، أبرزها القبول أو رفض اتفاقية السلام التي قدمها ترامب لإنهاء الحرب مع روسيا، مشيرة إلى أن الاتفاقية المطروحة مع روسيا في ظل هذه المتغيرات باتت محور نقاش عالمي.
وأشارت إلى أن قبول زيلينسكي بهذه الاتفاقية قد يعني إنهاء الحرب لكنه قد يفرض على أوكرانيا تنازلات قاسية أبرزها الاعتراف بواقع النفوذ الروسي في بعض المناطق أو تقديم ضمانات أمنية لموسكو. بالمقابل، رفضها قد يضع أوكرانيا في مواجهة مع إدارة أميركية مترددة ويجعلها أكثر اعتماداً على أوروبا وحدها.
بدورها، اعتبرت الدبلوماسية الأميركية السابقة، جينا وينستانلي، أن التطورات الأخيرة كشفت بوضوح حجم الشكوك التي تحيط بالموقف الأميركي تجاه أوكرانيا.
وقالت: «إدارة دونالد ترامب لا تكتفي بإضعاف الروابط مع أوروبا، بل تمارس ضغوطاً متزايدة على حلفائها لدفعهم نحو إعادة تقييم موقفهم من الصراع».
وأكدت وينستانلي في تصريح لـ«الاتحاد» أن الأميركيين معجبون بقيادة زيلينسكي في مواجهة روسيا، لكن الكثيرين لا يرون طريقاً واضحاً لانتصار كييف في ظل تراجع الدعم الأميركي المحتمل، مشيرة إلى أن زيلينسكي يواجه خيارات صعبة خاصة في ظل طرح ترامب لاتفاقية سلام بين أوكرانيا وروسيا، وهي اتفاقية قد تعني إنهاء الحرب، لكنها في الوقت نفسه قد تفرض على أوكرانيا تقديم تنازلات سياسية وعسكرية مؤلمة.