المغرب يواصل عمليات التفتيش لكشف "نفق الحشيش" مع سبتة
تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT
اضطرت السلطات الإسبانية إلى إغلاق المستودع الذي استخدم لإخفاء « نفق المخدرات »، الذي كان يُستعمل لتهريب الحشيش من المغرب، مرة أخرى. وأوقفت وحدة الاستطلاع تحت الأرض التابعة للحرس المدني الإسباني عملياتها بسبب الأمطار المستمرة، التي جعلت أي توغل غير آمن.
يختلف المشهد في سبتة تمامًا عن الجانب المغربي. فقد واصلت قوات الدرك والشرطة المغربية، الأربعاء، انتشارها في المنطقة المجاورة لوادي « بومباس »، حيث يقوم عناصرها بتمشيط المنطقة بدقة.
تعزيزات من وحدات متخصصة
بالإضافة إلى عناصر الشرطة والدرك، تمت الاستعانة بوحدات متخصصة وعناصر من الحماية المدنية. وخلال فترة ما بعد الظهر، تمركزت الفرق بالقرب من المنازل المقابلة للمنطقة الصناعية في معبر باب سبتة، حيث دخلت عناصرها إلى منطقة مليئة بالقصب ومحاطة بصفيحة معدنية. وكانت هذه هي نفس النقطة التي شهدت عمليات تصوير واستخدام معدات القطع قبل حوالي أسبوعين.
وقد جُهّزت الفرق المنتشرة بوسائل تمكنها من الوصول إلى الأنفاق، فيما ظل القادة الأمنيون متواجدين في الموقع، وأجروا محادثات مع عناصر الشؤون الداخلية الإسبانية بحضور الملحقة الأمنية للحرس المدني الإسباني في المغرب.
تعاون وتبادل للمعلومات
أحرز التعاون الأمني تقدمًا ملحوظًا، حيث تستمر المحادثات وتبادل المعلومات بين الجانبين المغربي والإسباني. وفي المغرب، تُجرى التحقيقات من خلال تعبئة فرق مختلفة من أجهزة الأمن.
وباتت المناطق المحيطة بالمنطقة الصناعية، التي تفصل بين سبتة والمغرب، ساحةً لعلاقات دبلوماسية مكثفة، حيث يتم تبادل المعلومات الأمنية على أعلى المستويات.
كل هذه التحركات تأتي في إطار واحدة من أهم العمليات ضد تهريب المخدرات، التي يقودها الحرس المدني الإسباني تحت إشراف المحكمة المركزية رقم 3 في المحكمة الوطنية الإسبانية.
الهدف: عبور النفق
أصبح الهدف الآن هو عبور النفق الذي استُخدم لفترة طويلة في تهريب الحشيش بين سبتة والمغرب.
ينتظر الحرس المدني الإسباني ظروفًا جوية مواتية تضمن سلامة عناصره قبل القيام بهذه الخطوة، إذ يتعين عليهم الانتظار حتى يجفّ المسار وتتوقف الأمطار.
وتعد هذه التحقيقات من بين الأهم في تاريخ التعاون الأمني بين البلدين، إذ تُوثق لحظات استثنائية على جانبي الحدود.
عن (إل فارو)
كلمات دلالية المغرب تعاون جريمة سبتة مخدراتالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: المغرب تعاون جريمة سبتة مخدرات المدنی الإسبانی
إقرأ أيضاً:
عائلات محطمة بسبب مآسي الهجرة سباحة إلى سبتة مع تزايد أعداد المفقودين
يقضي أفراد الإنقاذ البحري على الجانبين المغربي والإسباني، أيامًا متواصلة في عمليات إنقاذ دون توقف. فالصباحات، وفترات العصر وحتى ساعات الفجر تمتلئ بنداءات استغاثة بسبب المحاولات المستمرة للبالغين والقُصّر لعبور البحر إلى سبتة. وغالبًا ما يحاولون السباحة بجوار الصخور، مما يجعل عمليات الإنقاذ أكثر تعقيدًا.
ومنذ يوم الجمعة الماضي، تم انتشال جثتين؛ إحداهما في سبتة والأخرى في المغرب، بينما تتزايد أعداد المفقودين، ومن بينهم أطفال.
ولا تزال عمليات الإنقاذ مستمرة، حيث تم إنقاذ أكثر من 30 طفلًا منذ يوم الجمعة، بالإضافة إلى العديد من البالغين.
وتتسبب هذه الأحداث في مآسٍ متكررة على الجانب المغربي من الحدود، حيث تعيش العائلات أيامًا ثقيلة في انتظار معرفة مصير أبنائها، دون أي معلومة أو أثر يدل عليهم.
كُتبت العديد من التقارير عن هؤلاء المفقودين، لكنها لا تكفي لتعكس حجم المأساة التي كان من الممكن أن تكون أكبر لولا هذه الجهود المستمرة، التي تعني في النهاية حياةً أخرى يتم إنقاذها على الحدود.
« أمي »: الاسم على السوار الذي كان يرتديه حمزة عندما قضى في البحر
تم تأكيد أسوأ التوقعات. أحد الجثث التي انتشلها الحرس المدني في 24 يناير في سبتة تم تحديد هويتها. فقد أكدت السلطات في سبتة أن الجثة تعود إلى حمزة العمراوي، البالغ من العمر 22 عامًا فقط.
حمزة، المنحدر من حي عين حوز بمدينة شفشاون، تم الإبلاغ عن فقدانه في 18 يناير، بعدما كان على متن قارب صيد يحمل مهاجرين مغاربة، حيث أجبرهم ربان القارب جميعًا على القفز في البحر.
نجح الحرس المدني في إنقاذ بعضهم تلك الليلة، لكن ما لا يقل عن خمسة أشخاص اعتُبروا في عداد المفقودين. والآن، تأكد أن إحدى الجثث التي عُثر عليها تعود لأحد ركاب ذلك القارب.
بحثت عائلته عنه، ونشرت صورته ومعلوماته… لم تفقد الأمل أبدًا، رغم أن مرور الوقت زاد من مخاوفها من أن يكون قد فارق الحياة.
بعد إجراء اختبارات الحمض النووي، تأكد أن أحد الرجلين اللذين دُفنا في سيدي مبارك يوم 24 يناير هو حمزة.
كانت جثته في حالة تحلل متقدمة جعلت من المستحيل التعرف عليه بالوسائل التقليدية، لكن الفحوصات الطبية أكدت هويته، ما مكّن عائلته من معرفة الحقيقة أخيرًا.
حمزة كان قد غادر مدينة المضيق على متن القارب حوالي الساعة الثامنة مساءً يوم 18 يناير، وكان معه مهاجرون مغاربة آخرون، بعضهم من شمال البلاد.
من بين الركاب الذين كانوا معه:
إبراهيم بودكو، 26 عامًا. عبد الإله عياد، 26 عامًا، من الفنيدق. المفضل مساوس، 42 عامًا، من واد لاو. أيمن زيوان، من نفس المنطقة.كان حمزة يرتدي ملابس رياضية وأحذية سوداء، ومن بين العلامات المميزة كان يستخدم تقويمًا للأسنان في بعض الأضراس فقط، وكان يرتدي سوارًا نقش عليه اسم « الوالدة »، أي « أمي » بالعربية.
البحث عن محمد بقالي، المفقود خلال عبوره سباحة إلى سبتةمحمد بقالي، هو اسم آخر يُضاف إلى قائمة المفقودين في واحدة من أكثر الليالي مأساوية لمحاولات العبور سباحة من المغرب إلى سبتة. عائلته تناشد الحصول على أي مساعدة لمعرفة مصيره.
هذا الشاب التطواني، الذي أتم عامه الثالث والثلاثين في فبراير الماضي، أب لثلاثة أطفال، ومنذ أن عبر من الفنيدق إلى سبتة، لم تتوفر عنه أي معلومات.
ليل الجمعة، ألقى بنفسه في البحر خلال فترة زمنية استغل فيها العديد من الأشخاص غياب الرقابة المغربية لتنفيذ واحدة من أخطر المحاولات، وهي عبور حاجز الأمواج.
لم يكن وحيدًا، فقد انطلق معه آخرون، من بينهم مجموعة من القاصرين من مدينة مرتيل، الذين لا يزال مصيرهم مجهولًا حتى الآن. كان يرتدي لباس سباحة، ولم يكن أفراد عائلته على علم مسبقًا بعزمه على العبور. يُعرف بعمله في قطاع الألمنيوم.
في المغرب، ترك زوجة وأطفالًا، ومنذ تلك الليلة لم يُعثر له على أي أثر. جميع المحاولات التي قامت بها عائلته لمعرفة مكانه باءت بالفشل.
تطالب العائلة بمساعدة لمعرفة ما إذا كان حيًا أم لا، أو على الأقل أي معلومة قد تقودهم إلى معرفة مصيره. هم في حالة صدمة، إذ لم يتلقوا أي خبر عنه منذ مغادرته المنزل.
محمد ليس الوحيد المفقود، فهناك مغاربة وجزائريون آخرون اختفوا خلال هذه الفترة، التي شهدت اضطرابات جوية قوية.
على الجانب المغربي، هناك عائلات مفجوعة تبحث عن أي معلومات حول أقاربهم الذين اختفوا أثناء محاولتهم العبور. لا توجد جثث، ولا أي أثر لهم في المستشفيات أو مراكز الإيواء.
في الأيام الأخيرة، لا تزال عمليات التسلل عبر حاجز الأمواج الفاصل بين المغرب وسبتة في منطقة تراخال مستمرة، وسط غياب للرقابة المغربية، ما يزيد من المخاطر التي يواجهها هؤلاء المهاجرون.
كلمات دلالية المغرب حدود سبتة لاجئون هجرة