شهدت شركة تسلا (Tesla) انخفاضًا حادًا في مبيعاتها بألمانيا، حيث تراجعت بنسبة 76% خلال الشهر الماضي، في ظل انشغال رئيسها التنفيذي إيلون ماسك بنشاطه السياسي ودعمه لسياسات الرئيس دونالد ترامب الاقتصادية.

ويأتي هذا التراجع الحاد وسط مخاوف أوسع في الأسواق العالمية من تداعيات السياسات التجارية الأميركية الجديدة، حيث أعلن ترامب عن زيادة كبيرة في التعريفات الجمركية، مما أثار اضطرابًا في سوق الأسهم وزيادة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وكبرى الشركاء التجاريين مثل كندا والمكسيك والصين.

تداعيات سياسية واقتصادية على تسلا

ومع تزايد التوترات التجارية، تواجه تسلا تحديات كبيرة في السوق الأوروبية، حيث انعكس تأثير السياسات الحمائية الأميركية على مبيعات السيارات الكهربائية.

وكانت ألمانيا، التي تعد واحدة من أكبر الأسواق الأوروبية للسيارات الكهربائية، قد سجلت انخفاضًا حادًا في الطلب على سيارات تسلا، في وقت تتزايد فيه المنافسة من الشركات المحلية مثل بي إم دبليو ومرسيدس وفولكس فاغن التي تطرح نماذج كهربائية بأسعار تنافسية.

مبيعات سيارات تسلا تواجه تحديات كبيرة في السوق الأوروبية (الفرنسية)

وأثار انشغال ماسك بالسياسة ودعمه العلني لترامب قلق المستثمرين، حيث بات يُنظر إلى هذه الشركة على أنها متأثرة بشكل مباشر بالاضطرابات الجيوسياسية والاقتصادية.

إعلان سياسات ترامب وتداعياتها على تسلا

وفي خطابه أمام الكونغرس، دافع ترامب عن سياساته التجارية، معتبرًا أن فرض التعريفات الجمركية جزء من خطته لـ"إعادة بناء الاقتصاد الأميركي". وقال إن هذه الإجراءات ستؤدي إلى "إعادة الوظائف إلى الداخل" لكنه أقر بأن ذلك قد يسبب "بعض الاضطراب الاقتصادي على المدى القصير".

وفي ظل هذه السياسات، وجدت تسلا نفسها في وضع معقد، حيث تعتمد بشكل كبير على الأسواق الدولية، لا سيما أوروبا والصين اللتين قد تفرضان تعريفات مضادة على المنتجات الأميركية، مما قد يزيد من تراجع مبيعاتها عالميًا.

اضطراب الأسواق

وتراجعت أسهم تسلا بشكل ملحوظ بعد إعلان ترامب عن التعريفات الجمركية الجديدة، وسط قلق المستثمرين من تأثير هذه السياسات على قدرة الشركة على المنافسة في الأسواق الدولية.

كما أظهرت وول ستريت رد فعل سلبي، حيث انخفض مؤشر إس آند بي 500 إلى أدنى مستوياته منذ الانتخابات، مع تزايد المخاوف من تصاعد الحرب التجارية.

ماسك يقود مبادرة لخفض حجم العمالة الحكومية وتقليل الإنفاق العام من خلال وزارة الكفاءة (الفرنسية)

من جهة أخرى، أعلنت وزارة التجارة الأميركية أنها قد تدرس "منح بعض التسهيلات" للشركات المتضررة من التعريفات، إلا أن الغموض لا يزال يحيط بالخطوات المقبلة، مما يترك تسلا وغيرها من الشركات الأميركية الكبرى في حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل أعمالها العالمية.

ماسك بين السياسة والأعمال

ويواجه ماسك انتقادات متزايدة بسبب انخراطه في السياسة، حيث حضر شخصيًا خطاب ترامب أمام الكونغرس، وتلقى تصفيقًا حادًا من الجمهوريين عندما تحدث الرئيس عن خططه لخفض الإنفاق الحكومي وتقليص القوى العاملة فدراليًا.

كما أدى ذلك إلى تصاعد المخاوف من حرب تجارية جديدة مع الصين التي رفعت من حدة خطابها ضد البيت الأبيض عقب مضاعفة الرسوم الأميركية على الواردات الصينية إلى 20%.

وفي المقابل، تعرض ماسك لانتقادات لاذعة من الديمقراطيين الذين رفع بعضهم لافتات كُتب عليها عبارات مثل "ماسك يسرق" و"تزوير" في إشارة إلى اتهامات تتعلق بسياسات شركته المالية والإدارية.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان

إقرأ أيضاً:

الأسهم الأمريكية تواصل التراجع مع دخول رسوم ترامب الجمركية حيز التنفيذ

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أغلقت الأسواق الأمريكية على انخفاض لليوم الثاني على التوالي، متأثرة بدخول قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية على واردات من كندا والمكسيك والصين حيز التنفيذ.

وتراجع مؤشر "إس أند بي 500" بنسبة 1.2%، ليمحو بذلك المكاسب التي حققها منذ انتخاب ترامب في نوفمبر. وشهد المؤشر تقلبات خلال الجلسة، حيث بدأ التعاملات بخسائر بلغت 2%، قبل أن يقلصها إلى 0.1% ظهرًا، لكنه عاد ليغلق على انخفاض بنسبة 1.2%.

كما انخفض مؤشر "داو جونز" الصناعي بمقدار 670 نقطة، أي بنسبة 1.6%، في حين سجل مؤشر "ناسداك" تراجعًا أقل بلغ 0.4%، رغم ارتفاع أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى مثل "إنفيديا".

وأدى تبادل الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك والصين إلى استمرار الضغط على الأسواق، التي تعاني بالفعل من مؤشرات ضعف في أداء الاقتصاد الأمريكي.

وعلى الصعيد الدولي، سجلت الأسواق الأوروبية خسائر حادة، بينما كان التراجع في الأسواق الآسيوية أقل حدة.

جاء تراجع الأسواق يوم الثلاثاء عقب خسائر كبيرة يوم الاثنين، ما أدى إلى تبديد جميع المكاسب التي حققتها منذ فوز ترامب في الانتخابات. ويخشى المستثمرون من أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى ارتفاع أسعار المستهلك وإعادة إشعال التضخم، مما يشكل عبئًا على الاقتصاد وسوق "وول ستريت".

وبموجب القرار الجديد، أصبحت الواردات الأمريكية من كندا والمكسيك تخضع لرسوم جمركية بنسبة 25%، باستثناء منتجات الطاقة الكندية التي تخضع لرسوم بنسبة 10%. كما تم مضاعفة الرسوم على المنتجات الصينية من 10% في فبراير إلى 20%.

في المقابل، أعلنت كندا فرض رسوم على منتجات أمريكية بقيمة 100 مليار دولار، بينما ردت وزارة التجارة الصينية بفرض رسوم بنسبة 15% على منتجات زراعية أمريكية مثل الدواجن والقمح والذرة، بالإضافة إلى 10% على سلع أخرى مثل فول الصويا واللحوم والذرة الرفيعة.

ويترقب المستثمرون تطورات إضافية في السياسات التجارية، وسط مخاوف من تأثير هذه الإجراءات على الأسواق العالمية والاقتصاد الأمريكي.

مقالات مشابهة

  • التعريفات الجمركية الأمريكية تهدد الاقتصاد الأيرلندي وقطاع الأدوية الأكثر تضررا
  • حرب التعريفات الجمركية وآثارها الاقتصادية
  • الشركات الأميركية تكافح لاحتواء تداعيات رسوم ترامب الجمركية
  • سي إن إن: التعريفات الجمركية تهدد الاقتصاد الأمريكي المتراجع
  • "قمت بثورة": ترامب يلقي أطول خطاب في الكونغرس.. تصعيد الحرب التجارية وعودة مفاوضات أوكرانيا
  • الأسهم الأمريكية تواصل التراجع مع دخول رسوم ترامب الجمركية حيز التنفيذ
  • الرسوم الجمركية الأميركية تخفض عملتي كندا والمكسيك
  • واشنطن تشعل حرب التعريفات الجمركية| تفاصيل
  • انخفاض مبيعات تسلا في الدول الاسكندنافية بشكل حاد في فبراير الماضي