النفط يرتفع والذهب والدولار يتراجعان على وقع الرسوم الأميركية
تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT
ارتفعت أسعار النفط اليوم الخميس بعد موجة بيع قوية خلال الأيام السابقة دفعتها إلى أدنى مستوى في سنوات، لكن الغموض الذي يكتنف تبعات فرض رسوم جمركية التي فجرتها الولايات المتحدة منذ تولي الرئيس دونالد ترامب، وزيادة المعروض حدّ من المكاسب، وخسر الذهب مكاسبه الطفيفة التي أحرزها اليوم، كما أن المخاوف الاقتصادية دفعت الدولار لانخفاض طفيف مقابل بقية العملات الرئيسية، وسط ترقب المستثمرين بيانات الوظائف غير الزراعية الأميركية.
ارتفعت أسعار النفط اليوم الخميس بعد موجة بيع قوية دفعتها إلى أدنى مستوى في سنوات، لكن الغموض الذي يكتنف تبعات فرض رسوم جمركية وزيادة المعروض حدّ من المكاسب.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الذهب يقلص خسائره بعد تراجع الدولار وسط احتماء بالملاذ الآمنlist 2 of 2تراجع سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار اليومend of listوارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.17% إلى 69.43 دولار للبرميل، في أحدث تعاملات، وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 0.27% إلى 66.49 دولار للبرميل.
وانخفض خام برنت 6.5% في الجلسات الأربع السابقة ليصل أمس الأربعاء إلى أدنى مستوياته منذ ديسمبر/ كانون الأول 2021، فيما هبط خام غرب تكساس الوسيط 5.8% خلال نفس الفترة إلى أدنى مستوياته منذ مايو/ أيار 2023.
وقال المحلل في منصة آي جي للتداول، ييب جون رونغ: "الانخفاض الحاد في أسعار النفط إلى ما دون مستوى 70 دولارا قد يمنح الأسعار فرصة للارتفاع في جلسة اليوم مع ميل العوامل الفنية إلى الاستقرار".
إعلانوأضاف: "لكن زخم التعافي يبقى هشا في ظل ديناميكيات غير مواتية للعرض والطلب".
وهبطت الأسعار بعد أن دخلت رسوم جمركية أميركية حيز التنفيذ على الواردات الكندية والمكسيكية، بما يشمل الطاقة، بالتزامن مع اتخاذ كبار المنتجين قرارا برفع حصص الإنتاج لأول مرة منذ 2022.
وتقلص الانخفاض بعد أن قالت الولايات المتحدة إنها ستعفي شركات تصنيع السيارات من الرسوم الجمركية البالغة 25%، مما عزز التفاؤل بإمكانية تخفيف تأثير النزاع التجاري.
وقال مصدر مطلع إن الرئيس الأميركي ترامب قد يلغي الرسوم الجمركية البالغة 10% على واردات الطاقة الكندية، مثل النفط الخام والبنزين، التي تتوافق مع اتفاقيات التجارة القائمة.
وظلت المعنويات بالسوق تدعم الاتجاه الهبوطي للأسعار بسبب التأثير المزدوج للرسوم الجمركية وقرار أوبك بلس زيادة الإنتاج.
وقالت إدارة معلومات الطاقة أمس الأربعاء إن مخزونات الخام الأميركية ارتفعت أكثر من المتوقع في الأسبوع الماضي وسط عمليات صيانة موسمية للمصافي لكن مخزونات البنزين ونواتج التقطير هبطت بسبب زيادة في الصادرات.
تراجع الذهب في المعاملات الفورية 0.55% إلى 2902.92 دولار للأوقية (الأونصة)، في أحدث تعاملات، كما انخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.57% إلى 2909.2 دولار.
وتراجع مؤشر الدولار ليقترب من أدنى مستوى في 4 أشهر بعد أن أعفت الولايات المتحدة شركات تصنيع السيارات من الرسوم الجمركية البالغة 25% على كندا والمكسيك لمدة شهر ما دامت تلتزم بقواعد التجارة الحرة القائمة.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب منفتح أيضا على سماع أخبار عن منتجات أخرى يتعين إعفاؤها من الرسوم الجمركية.
وقال المحلل الكبير في ريلاينس للأوراق المالية جيجار تريفيدي إن "التأخير (المحتمل) في حرب الرسوم الجمركية التي تشنها الولايات المتحدة دفع الدولار إلى الانخفاض، ولهذا السبب يتلقى الذهب دعما".
إعلانوأضاف: "الجو العام إيجابي حقا بالنسبة للذهب".
وتسببت الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب في توتر العلاقات مع كل من كندا والمكسيك والصين، وردت كندا والصين بفرض رسوم جمركية مضادة على واردات أميركية محددة، وتعهدت المكسيك بالرد هي الأخرى.
ودفعت المخاوف من سياسات ترامب الجمركية الذهب، الذي ينظر إليه كملاذ آمن، إلى مستوى قياسي مرتفع عند 2956.15 دولار في 24 فبراير/ شباط وساعدته على تحقيق مكاسب تزيد عن 11% منذ بداية العام.
وعادة ما ينظر للذهب كوسيلة للتحوط في أوقات المخاطر السياسية والتضخم، إلا أن ارتفاع أسعار الفائدة يقلل من جاذبية المعدن النفيس الذي لا يدر عوائد.
وتترقب السوق حاليا تقرير الوظائف غير الزراعية الذي سيصدر غدا الجمعة، وقال خبراء اقتصاد استطلعت رويترز آراءهم إن من المتوقع أن يظهر التقرير زيادة بواقع 160 ألف وظيفة في فبراير/ شباط.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى كان أداؤها كالتالي:
تراجعت الفضة 0.52% إلى 32.49 دولار للأوقية. انخفض البلاتين 0.3% عند 966.20 دولار. هبط البلاديوم 0.5% إلى 941.70 دولارا.سجل اليورو أعلى مستوى في 4 أشهر مقابل الدولار اليوم بعد ارتفاع عوائد السندات الأوروبية بدعم من مقترح في ألمانيا لإنشاء صندوق للبنية التحتية بقيمة 500 مليار يورو (539.85 مليار دولار) وتعديل قواعد الاقتراض.
وقال كبير محللي الأسواق المالية لدى كابيتال دوت كوم، كايل رودا: "كانت التحركات في الأسواق الأوروبية ملحوظة.. إذ ستستخدم الحكومة الألمانية، بعد فترة طويلة، ميزانيتها العمومية الوافرة".
وأضاف: "السياسة التجارية الأميركية تظل أكبر مصدر لعدم اليقين بالنسبة للأسواق"، لكن الإعفاء من الرسوم الجمركية على السيارات "يدعم الآمال في أن تسود الأصوات الحكيمة في البيت الأبيض، وأنه حتى لو لم تتحسن العلاقات التجارية، فإنها على الأقل لن تسوء".
إعلانواستقر اليورو عند 1.0792 دولار في التعاملات المبكرة في آسيا، بعد أن لامس في وقت سابق مستوى 1.0803 دولار للمرة الأولى منذ 8 نوفمبر/ تشرين الثاني.
وارتفعت العملة الأوروبية الموحدة بنحو 4% هذا الأسبوع، وتتجه لتسجيل أفضل أداء أسبوعي منذ مارس/ آذار 2020.
وارتفع الجنيه الإسترليني إلى 1.2906 دولار وهو مستوى لم يسجله منذ 11 نوفمبر/ تشرين الثاني، قبل أن يستقر عند 1.2891 دولار.
وشهد مؤشر الدولار تراجعا هامشيا ليسجل 104.21 نقطة، وهو دون مستوى 104.25 الذي بلغه الليلة الماضية للمرة الأولى منذ 8 نوفمبر/ تشرين الثاني.
وتراجع الدولار 0.6% مقابل الين، الذي ينظر إليه كملاذ آمن، ليصل في أحدث التعاملات إلى 147.88 ين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
الشركات الأميركية تكافح لاحتواء تداعيات رسوم ترامب الجمركية
كانت الشركات الأميركية تعلم أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض تعريفات جمركية على واردات بلاده من كندا والصين والمكسيك سيدخل حيز التنفيذ أمس، لكن أغلبها كان يأمل في تأجيل هذه الخطوة كما حدث في الشهر الماضي، لكن هذا لم يحدث.
واعتبارا من الساعات الأولى أمس فرضت الولايات المتحدة رسوما بنسبة 25 بالمئة على المنتجات الواردة من كندا والمكسيك لتبدأ حربا تجارية من أقرب جارتين وحليفين لها. كما بدأت إدارة ترامب مضاعفة الرسوم التي فرضتها على المنتجات الصينية من 10 بالمئة في الشهر الماضي إلى 20 بالمئة اعتبارا من الأمس.
وردت الدول الثلاث بإعلانها إجراءات ورسوم مضادة على السلع الأميركية.
ورغم أن وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك قال مساء أمس إن الرئيس ترامب قد يصل إلى حل وسط بشأن الرسوم مع كندا والمكسيك، فإنه نفى تماما إمكانية تعليق تطبيقها مجددا.
من ناحيتها تقول كاثي بوستيانيستش المحللة الاقتصادية في مؤسسة نيشن وايد إنه كلما استمر فرض هذه الرسوم زادت الخسائر الناجمة عنها بالنسبة للشركات الأميركية التي ستواجه الاختيار بين استيعاب الزيادة في الأسعار أو تمريرها إلى المستهلكين الذين يعانون بالفعل من التضخم المرتفع.
وأضافت أن استمرار هذه الرسوم لمدة عام يمكن أن يخفض معدل النمو الاقتصادي للولايات المتحدة بمقدار نقطة مئوية كاملة ويزيد معدل التضخم بمقدار 0.6 نقطة مئوية.
في الوقت نفسه لم يكن مانويل سوتيلو الذي يدير أسطول شاحنات مكسيكي ينقل السلع عبر الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، يتوقع أن يخاطر الرئيس ترامب بمبادلات تجارية قيمتها 2.2 تريليون دولار سنويا مع كل من الصين والمكسيك وكندا.
وقال سوتيلو "كنت حتى بعد ظهر أول أمس أو حتى ليلة أول أمس اتوقع تراجع ترامب عن القرار". لكن ترامب لم يتراجع ودخلت الرسوم الجديدة حيز التطبيق، وأصبح على الشركات الأميركية أن تكافح للتعامل معها.
قال ديفيد سباتافور، الذي يمتلك العديد من المطاعم في مدينة سان دييجو الأميركية إن أعماله قد تعرضت بالفعل لضربة قوية بسبب ارتفاع أسعار البيض ومنتجات الألبان خلال الشهر الماضي، في حين دخلت الرسوم حيز التطبيق أمس فقط لتكون أحدث الضربات.
وأضاف سباتافور: "لقد تأثر كل شيء على نطاق واسع"، مشيرا إلى أن أحد مطاعمه في منتصف عملية تجديد وإعادة تصميم، والتي أصبحت باهظة التكلفة بشكل متزايد مع فرض التعرفات الجمركية على الأخشاب والصلب الكندية. وقال إنه من الصعب علي قطاع المطاعم امتصاص الزيادة في النفقات في ظل ضعف هوامش أرباحها، قائلا "من أين لنا أن تستوعبها (الزيادة في الأسعار)؟"
أما ستيف برنارد الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ميشن بروديوس التي تقوم بتعبئة الأفوكادو والمانجو في ولاية كاليفورنيا ثم توزعها على المتاجر والمطاعم في مختلف أنحاء العالم فيقول إن الشركة لن ترفع الأسعار فورا لآنها تمتلك كميات من هذه المنتجات في مخازنها قبل زيادة الرسوم.
وأضاف "لكن إذا استمرت الرسوم 10 أيام أو أكثر فستكون الأسعار مختلفة بشكل كبير .. سيكون علينا الجلوس والتفكير في كيفية التعامل مع الموقف".
ويتوقع برنارد مقاومة متاجر التجزئة الكبيرة لزيادة الأسعار، في حين أن المتاجر الأصغر والسلاسل المستقلة ستضطر لزيادة الأسعار لأنها لا تمتلك مخزونات كبيرة.
وقالت تريسي تاباني، الرئيسة المشاركة مع شقيقتها لشركة وايومنج ماشين، لتصنيع الصفائح المعدنية في ستايسي بولاية مينيسوتا والتي تعتمد على الألمنيوم الكندي، في بيان: "ستشعر شركتي بتأثير ضار فوري نتيجة لهذه التعرفات".
وأضافت تاباني وهي نائبة رئيس مجلس الأعمال الصغيرة التابع لغرفة التجارة الأميركية. "لقد جعلت التهديدات وعدم اليقين من الصعب اتخاذ قرارات الأعمال، وهذه الأنواع من التعرفات ستجعل من الصعب للغاية على الشركات الصغيرة مثل شركتي أن تنمو".
وفي منطقة كانون فولز، بولاية مينسوتا ، يشعر المزارع داني لونديل بقلق خاص من أن تؤدي رسوم الواردات التي يفرضها ترامب إلى ارتفاع سعر سماد البوتاس الكندي.
وقال لونديل: "نحن بحاجة إلى البوتاس لزراعة محاصيل أفضل. ولا يهم إذا كنت مزارعا كبيرًا أو متوسطًا أو صغيرًا، فسوف تؤثر (التعرفات) عليك".
وزار تيم والز حاكم ولاية مينسوتا الديمقراطي مزرعة لونديل أمس وانتقد الرئيس ترامب بسبب تعريض العلاقات مع أكبر الشركاء التجاريين للولاية للخطر.
ولا تعتبر زيادة النفقات الأمر السلبي الوحيد لحروب ترامب التجارية، لكن أيضا حالة عدم اليقين الناجمة عن تهديدات الرئيس ترامب وتأجيله ثم فرضه للرسوم.
وقال بريان كورنيل الرئيس التنفيذي لسلسلة متاجر تارجت الأميركية للتجزئة للصحفيين أمس "نحن نراقب ذلك عن كثب ونتساءل عما إذا كانت هذه الرسوم ستكون طويلة المدى، أما انها تحرك قصير الأجل؟ كيف ستتطور الأمور بمرور الوقت؟ اعتقد أننا جميعا نتكهن" بالإجابات على هذه الأسئلة.
ويمكن أن تؤثر حالة عدم اليقين اقتصاديا على الولايات المتحدة لآن الشركات ستؤجل خطط الاستثمار أو توقيع عقود توريد جديدة حتى تعرف الدول او المنتجات التي قد يتم فرض رسوم عليها.
وخلال الحروب التجارية في ولاية ترامب الأولى تباطأ استثمار الشركات في الولايات المتحدة في اواخر 2019، مما دفع مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي) الأميركي إلى خفض أسعار الفائدة الرئيسية ثلاث مرات خلال النصف الثاني من العام لتحفيز الاقتصاد.
في الوقت نفسه فإن خطط الرئيس ترامب لتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل في التعرفات الجمركية مع كل دول العام تزيد حالة عدم اليقين الحالية. كما يمكن أن يفرض ترامب رسوما على الاتحاد الأوروبي والهند ورقائق الكمبيوتر والسيارات والأدوية.
ويقول أنطونيو ريفيرا الشريك في شركة المحاماة الدولية أرينت فوكس شيف إن "كل شيء قادم في الطريق يزيد هذا الغموض".
وبدأ متجر وسكي جاك بوتيك للهدايا في مدينة ويندسور بمقاطعة أونتاريو الكندية يستقبل عملاء أمريكيين يعتذرون عن الحرب التجارية التي بدأها الرئيس الأميركي ترامب ضد كندا.
وتقول كاتي ستوكس الشريكة في المتجر "إنهم (العملاء الأميركيون) يشعرون بالخزي مما يحدث، ولا يؤيدون استمراره ولا يحبون الطريقة التي تم بها جر كندا إلى هذا الوحل".
كما سمعت ستوكس كنديين قرروا إلغاء خططهم لقضاء عطلتهم في الولايات المتحدة.
وقالت "إنه أمر مؤسف ومحزن تقريبًا، والناس منزعجون، ولا يحبون الطريقة التي تسير بها الأمور".
يذكر أن وارن بافيت كانت قد حذر هذا الأسبوع من الرسوم الجمركية، من أنها قد تؤدي إلى التضخم وتضر بالمستهلكين. وقال بافيت، رئيس مجموعة بيركشاير هاثاواي، التي تمتلك أعمالًا واستثمارات ضخمة في قطاعات التأمين والسكك الحديدية والتصنيع والطاقة والتجزئة: "الرسوم الجمركية .. في الواقع، لدينا خبرة طويلة معها. إنها بمثابة عمل عدائي، إلى حد ما".
وأضاف بافيت مازحًا في لقاء مع شبكة CBS الأميركية: "على المدى الطويل، تصبح هذه الرسوم ضريبة على السلع. أعني، الجنية الخرافية (جنية الإسنان) لن تدفعها!"، مشددًا على ضرورة التفكير في العواقب الاقتصادية للقرارات التجارية بالقول: "وماذا بعد؟ دائمًا عليك أن تطرح هذا السؤال في الاقتصاد: ماذا بعد؟".