هل يعاقب الناخب العراقي الفاسدين في الانتخابات المقبلة؟
تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT
6 مارس، 2025
بغداد/المسلة: يتصاعد الجدل في الأوساط السياسية والشعبية العراقية مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة المقررة في 2025، حول إمكانية مشاركة شخصيات متهمة بقضايا فساد في هذا الاستحقاق الديمقراطي.
ويرى مراقبون أن هذا النقاش يكشف عن تحديات عميقة تواجه النظام السياسي في البلاد، حيث يبقى الفساد أحد أبرز العوائق أمام تحقيق الإصلاح والشفافية.
ويعتبر العديد من العراقيين أن الناخب يتحمل مسؤولية كبيرة في مواجهة هذه الظاهرة، إذ يتعين عليه معاقبة المسؤولين المتورطين في الفساد والفاشلين في أداء مهامهم من خلال حرمانهم من أصواته في صناديق الاقتراع.
ويشير هؤلاء إلى أن السماح بوصول مثل هذه الشخصيات إلى البرلمان أو المناصب الحكومية يعزز من استمرار دورة الفساد التي أنهكت البلاد على مدى عقود.
وأكد عضو لجنة النزاهة البرلمانية هادي السلامي في تصريح له أن “مشاركة بعض المتهمين بقضايا فساد، وكذلك فشل وإخفاق في الانتخابات البرلمانية المقبلة، أمر غير مستبعد وهذا الأمر مع شديد الأسف يحصل مع كل انتخابات”. يعكس هذا التصريح واقعاً مؤلماً يتكرر مع كل دورة انتخابية، حيث تتجدد الآمال بتغيير المشهد السياسي لكنها سرعان ما تصطدم بغياب آليات صلبة لمنع المتورطين من الترشح.
وتشير تقارير حديثة إلى أن الفساد في العراق استنزف أكثر من 600 مليار دولار منذ عام 2003، وفقاً لتقديرات خبراء اقتصاديين، بينما أعلنت هيئة النزاهة الاتحادية في تقريرها لعام 2021 عن تورط أكثر من 11 ألف مسؤول حكومي في قضايا فساد، من بينهم 54 وزيراً، مع توجيه أكثر من 15 ألف تهمة.
وتبرز هذه الأرقام حجم التحدي الذي يواجهه العراق، حيث يبدو أن الإفلات من العقاب يشجع المزيد من الشخصيات على خوض غمار الانتخابات رغم سجلاتها المثقلة بالاتهامات.
ويرى محللون أن غياب تشريعات صارمة تحول دون ترشح المتهمين بالفساد يعكس ضعفاً في النظام القضائي والتشريعي.
ويضاف إلى ذلك أن بعض الأحزاب السياسية تعتمد على هذه الشخصيات لضمان استمرار نفوذها، مما يجعل من الصعب استبعادهم من العملية الانتخابية.
ويقترح البعض ضرورة تعديل قانون الانتخابات ليشمل شروطاً أكثر تشدداً، مثل منع أي شخص صدر بحقه حكم قضائي أو تحقيق رسمي من الترشح حتى تثبت براءته.
وتبدو الانتخابات المقبلة اختباراً حقيقياً لإرادة الشعب العراقي في تغيير هذا الواقع فيما يحذر نشطاء من أن استمرار الوضع الحالي قد يفاقم أزمة الثقة بين المواطن والدولة، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها البلد.
About Post Author زينSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
النزاهة النيابية: الرئاسة البرلمانية المعرقل الرئيسي لاستجواب الوزراء الفاسدين
آخر تحديث: 24 أبريل 2025 - 1:11 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- كشفت لجنة النزاهة النيابية ، الخميس ، عن اكمال كافة الإجراءات الإدارية والقانونية لـ 9 ملفات استجواب لوزراء ورؤساء هيئات عامة حاليين ، مشيرا الى انه تم ارسال تلك الملفات الى رئاسة مجلس النواب بانتظار تحديد موعد لتلك الاستجوابات .وقال عضو اللجنة النائب هادي السلامي في تصريح صحفي ، ان ” اللجنة استكملت كافة الجوانب الادارية والقانونية لاستجواب 9 ملفات لوزراء ورؤساء هيئات عامة حاليين” ، مشيرا الى ان ” الاستجوابات تشمل وزراء الدفاع والتجارة والنفط والبلديات والنقل وهيئة الاتصالات وغيرها”.واضاف ان ” اللجنة بعد ان استكملت تلك الملفات دفعت بها الى هيئة رئاسة مجلس النواب لغرض تحديد مواعيد خلال جلسات المجلس لهذا الفصل”.النزاهة النيابية: اشارت الى ان مجلس النواب ، عقبات كثيرة تمنعه من ممارسة دوره الرقابي في إستجواب المسؤولين ممن أشرت عليهم ملفات إخفاق في العمل والأداء وشبهات فساد وغيرها، إذ أنه لم يجر إلا استجوابات بنطاق محدود جدا، على الرغم من التصريحات المتكررة من قبل نواب عن تقصير وفساد في مفاصل الحكومة، والسعي لاستجواب عدد من الوزراء والمسؤولين.