تستمر التوترات بين الولايات المتحدة وإيران في التصاعد، بينما تسعى الإدارة الأميركية إلى ممارسة أقصى الضغوط على طهران عبر مختلف الوسائل العسكرية والاقتصادية.

وذكر موقع "المونيتور"، أن البنتاغون أرسل هذا الأسبوع قاذفات القنابل الاستراتيجية من طراز "بي 52" التابعة لسلاح الجو الأميركي إلى الشرق الأوسط، في إطار الضغط على إيران لدفعها إلى التفاوض لوقف برنامجها النووي.

وأفاد المصدر أن مقاتلات إسرائيلية رافقت آخر مهمة للقاذفة "بي 52"، فيما اعتبر رسالة مهمة إلى طهران.

وتأتي هذه الخطوة التي تسعى من خلالها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إقناع القيادة الإيرانية بوقف تخصيب اليورانيوم، وكبح برنامج التسلح النووي.

في المقابل، تستأنف حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس ترومان" وجودها في البحر الأحمر، بعد توقف مؤقت في البحر المتوسط.

وكانت الحاملة قد عبرت قناة السويس الأسبوع الماضي، بعد إصلاحات في خليج سودا اليوناني، إثر اصطدامها مع ناقلة تجارية.

"الضغط" على إيران

وتسعى الولايات المتحدة من خلال هذه التحركات إلى تعزيز قدراتها الاستراتيجية في المنطقة بالتنسيق مع إسرائيل، كجزء من تعزيز الضغط على طهران.

ويأتي هذا بعد قرار ترامب باستئناف حملة "الضغط الأقصى" على إيران، التي تشمل عزلها اقتصاديا.

وأكد ترامب مرارا التزامه بحل دبلوماسي للأزمة النووية مع إيران، لكنه حذر من أن واشنطن لن تسمح لطهران بامتلاك سلاح نووي.

وفي ظل هذه الضغوط، أعلنت وكالة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أن إيران جمعت نحو 274 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة، منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي عام 2018.

الخيار العسكري 

من جهة أخرى، أكد مرشح ترامب لمنصب المستشار المدني الأعلى في البنتاغون إلبريدج كولبي، أنه سيقدم خيارات عسكرية موثوقة إذا فشلت الدبلوماسية.

وأجرت الولايات المتحدة وإسرائيل تدريبات جوية على ضربات استراتيجية بعيدة المدى، مشابهة لتلك التي قد تنفذ ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وتستمر التوترات العسكرية مع إيران في التزايد، في وقت تستمر به المناورات الاستراتيجية من قبل الجيش الأميركي.

تصعيد داخلي في إيران

وفي الداخل الإيراني، يواجه الرئيس مسعود بزشيكيان تحديات سياسية كبيرة في ظل الضغوط الاقتصادية الناتجة عن العقوبات الأميركية، حيث عزل البرلمان الإيراني مؤخرا اثنين من المسؤولين البارزين المقربين من بزشيكيان، بينما تراجع الريال الإيراني بشكل حاد أمام الدولار.

وفي خطوة رمزية، قدم مساعد الرئيس الإيراني محمد جواد ظريف استقالته وسط هذه الضغوط، في حين ألقى بزشيكيان اللوم على "حملة الضغط الأقصى" الأميركية في تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد.

إيران تتأهب للهجوم وكانت صحيفة "تلغراف" البريطانية، قد كشفت أن إيران وضعت أنظمتها الدفاعية في حالة تأهب عالية حول منشآتها النووية، في ظل مخاوف متزايدة من هجوم مشترك محتمل من قبل إسرائيل والولايات المتحدة.

وقال مصدران رفيعان للصحيفة إن إيران تعزز الدفاعات حول مواقعها النووية والصاروخية الرئيسية، بما في ذلك نشر مزيد من أجهزة إطلاق أنظمة الدفاع الجوي.

وكشف أحد المصدر أن "إيران في حالة تأهب للهجوم والسلطات تتوقعه كل ليلة، وقد تم وضع جميع المواقع تحت تأهب تام، بما في ذلك المواقع التي لا يعرفها أحد".

وأوضح المصدر أن هذه التحركات قد زادت بعد تصريحات من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي رجحت دعم إسرائيل لشن ضربات على المنشآت النووية الإيرانية.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات البنتاغون الشرق الأوسط إيران دونالد ترامب تخصيب اليورانيوم قناة السويس الولايات المتحدة سلاح نووي إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية الضغوط الاقتصادية محمد جواد ظريف إيران أنظمة الدفاع الجوي دونالد ترامب إيران أميركا البنتاغون قاذفات أميركية النووي الإيراني البنتاغون الشرق الأوسط إيران دونالد ترامب تخصيب اليورانيوم قناة السويس الولايات المتحدة سلاح نووي إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية الضغوط الاقتصادية محمد جواد ظريف إيران أنظمة الدفاع الجوي دونالد ترامب أخبار إيران

إقرأ أيضاً:

ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟

تناولت صحيفة "غلوبس" الاقتصادية العبرية التقارير الأجنبية عن "هجوم إسرائيلي مُخطط على إيران"، ونقلت تحليل معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي بشأن تلك القضية، موضحة أن طهران تحاول إخفاء وضعها الاقتصادي البائس.

 

وقالت "غلوبس" تحت عنوان "الانهيار الاقتصادي الإيراني يشعل فتيل البرنامج النووي.. على الورق على الأقل"، إن التقارير الأجنبية بشأن النووي الإيراني أثارت استغراب الكثيرين في إسرائيل، وجاء في أحدها بصحيفة "ذا تلغراف" البريطانية، أن إيران رفعت مستوى التأهب في نظام الدفاع الجوي بمنشآتها النووية، خوفاً من هجوم إسرائييل أمريكي، مشيرة إلى أنه على الورق، يبدو توقيت مثل هذا الهجوم مثالياً من حيث الأمن الإقليمي، لأن حركة حماس الفلسطينية ضعفت بشكل كبير، وأصبح حزب الله في وضع حرج، وفي الوقت نفسه سقط نظام بشار الأسد في سوريا، وتعطلت سلاسل الإمداد الإيرانية بالأسلحة والأموال.
ونقلت عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أنه منطقياً وعسكرياً، هذا هو الوقت المناسب لضرب إيران، ولكن يبدو أن طهران تسيء تفسير نوايا إسرائيل التي لن تهاجم وحدها، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي يفرض عقوبات في وقت ينفتح فيه على المفاوضات مع طهران.

في أول تعليق له.. محمد جواد ظريف يكشف كواليس استقالتهhttps://t.co/jFwmRVqVik

— 24.ae (@20fourMedia) March 3, 2025  تأثير العقوبات الأمريكية

وتقول الصحيفة الإسرائيلية إن سياسة العقوبات التي ينتهجها دونالد ترامب تسير على قدم وساق، مشيرة إلى أنه قبل نشر تقرير "ذا تلغراف"، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على أكثر من 30 تاجراً ومشغلا لناقلات النفط وشركات الشحن المشاركة في أسطول الظل الذي يخدم صناعة النفط الإيرانية، وتشمل القائمة عقوبات على تجار النفط في عدد من الدول، بالإضافة إلى مدير شركة النفط الوطنية الإيرانية، ومديري ناقلات النفط من الصين.
وتحدثت الصحيفة عن تأثير عقوبات النفط على الوضع الاقتصادي في إيران، التي يعيش أكثر من ثلث سكانها تحت خط الفقر، في الوقت الذي يقدم النظام الإيراني أكثر من 10 آلاف دولار لأسر أعضاء حزب الله الذين أصيبوا في الحرب، فيما ظلت المكاتب الحكومية والبنوك والمدارس في 22 من محافظات إيران البالغ عددها 31 مغلقة اليوم الإثنين بسبب عدم توفر الكهرباء اللازمة لتشغيلها.


تقدم البرنامج النووي

وعلى النقيض تماماً من حالة الاقتصاد المحلي، فإن البرنامج النووي الإيراني أصبح الآن في أكثر مراحله تقدماً على الإطلاق، وفقاً لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ونقلت غلوبس عن المعهد أنه "من الممكن أن يكون هذا نابعاً من مصلحة داخلية في إيران لإظهار قدرتها على الصمود في الخارج، بعد التصريحات الإسرائيلية بشأن القضاء على الدفاع الجوي الإيراني، وليس من المستحيل أن يرغب النظام، بسبب الوضع الاقتصادي الصعب في البلاد، في إيصال رسالة مفادها أنه على الرغم من أن الوضع الداخلي رهيب، فإن التهديد الخارجي أعظم، كما كانت الحال خلال الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن العشرين".
في السياق ذاته، أجرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية حواراً مع بيني سباتي، الباحث البارز في برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، والذي عكس في حديثه صورة قاتمة عن إيران، مؤكداً أن الأزمة الحالية أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية.

هل يُسقط تعدين البيتكوين النظام الإيراني؟https://t.co/tepd2E95XR

— 24.ae (@20fourMedia) February 28, 2025  إقالة دون تأثير

وعلى الرغم من أن إقالة وزير الاقتصاد الإيراني عبد الناصر همتي تثير تساؤلات حول قدرة الحكومة على التعامل مع الأزمة الاقتصادية المستمرة، إلا أن سباتي يقول إن هذه الإطاحة لن يكون لها أي تأثير تقريباً، وأن "حكومة هذا الرئيس لا تتخذ القرارات حقاً، ولا تتمتع بأي تأثير حقيقي، ولكن من يتمتع بتأثير حقيقي هو الزعيم، في إشارة للمرشد علي خامنئي، ومستشاريه، وغالبيتهم من الحرس الثوري.
وبحسب سباتي، فإن إشارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى أن الوضع الحالي أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية، تكشف عن الضعف الإيراني.
ورأى أن رفض خامنئي استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة الأمريكية يسبب أضراراً جسيمة، لأنه يحط من قدر الدولة الإيرانية والاقتصاد الإيراني، والمجتمع أيضاً، ويذهب بكل شيء نحو الهاوية على شكل كرة من الثلج.

مقالات مشابهة

  • خطة إسرائيلية للسيطرة المباشرة على المساعدات التي تدخل غزة
  • كالكاليست: مخاوف في إسرائيل من فرض رسوم أميركية على الأدوية وأشباه الموصلات
  • بداية الضغط : الولايات المتحدة تعيد إدراج "الحوثيين" في قائمة الإرهاب
  • روسيا توافق على "مساعدة" ترامب وتعرض الوساطة مع إيران
  • روسيا توافق على مساعدة ترامب في التواصل مع إيران بشأن النووي
  • روسيا توافق على مساعدة ترامب في التواصل مع إيران بشأن برنامجها النووي
  • بلومبرغ: بوتين يوافق على طلب ترامب للتوسط في المفاوضات النووية مع إيران
  • إيران: لن نقبل تجربة الإهانة التي تعرض لها زيلينسكي
  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟