ما هي عواقب سياسة "الترهيب الترامبية" عالمياً؟
تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT
لكل قرار جديد يصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نتيجة حتمية، إما يرى أثرها فوراً في الولايات المتحدة، أو تصل ارتداداتها لكل أنحاء العالم، بما فيها أسواق المال، خاصة وهو يتطلع في المقام الأول إلى تحقيق حلمه بجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى.
وفي خضم تلك القرارات السريعة والجريئة بدءاً من تمكين حليفه إيلون ماسك في حربه ضد البيروقراطية وتخفيف أعداد العاملين في المؤسسات الحكومية، والتعريفات الجمركية على كندا والمكسيك، ومناوشات البيت الأبيض، والتهديدات المتكررة بضم غرينلاند وبنما، وفرض خطته الغريبة في غزة، أصبحت تتشكل رؤية عالمية جديدة تجاه الرئيس الثائر على كل تقليدي في البيت الأبيض.
ويقول المحلل في شبكة سي إن إن ستيفين كولينسون، في بداية الأمر، كانت طاقة ترامب المرتفعة تحدث دوياً وصواعق على جبهات متعددة، تمثلت بأوامر تنفيذية جديدة وشاملة، يلاحق بها الخمول الساكن في أروقة البيت الأبيض من أيام سلفه جو بايدن.
لكن بعد 6 أسابيع، وبينما يطلق ترامب دعوات قوية لتفكيك ترتيبات الأمن القومي بعد الحرب الباردة، ونظام التجارة الحرة العالمي، والآلة الفيدرالية - والتي ساعدت جميعها في جعل الولايات المتحدة قوة عظمى - بدأ إدراك جديد لدى الجميع يلوح في الأفق ترجم في جملة واحدة، "لا يبدو أن هناك خطة".
ويقول المحلل، إن جهود ترامب العشوائية لإحلال السلام في أوكرانيا، وإحياء الصناعة الثقيلة في أمريكا من خلال التعريفات الجمركية على غرار القرن الـ19، وتقليص أكلاف الحكومة هي جهود ارتجالية، تجعل العالم معلقاً بأهواء وهواجس الرئيس المتغني دوماً "بأمريكا أولاً".
وعن تلك السياسية الترامبية، تقول وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي، "هناك الكثير من عدم القدرة على التنبؤ والفوضى التي تخرج من البيت الأبيض الآن"، ووصفت سياسة التجارة الأمريكية بأنها "دراما نفسية" لا تستطيع بلادها أن تمر بها كل 30 يوماً.
ويستطيع ترامب أن يشير إلى بعض النجاحات التي حققها في سياسته الخارجية القائمة على التهديد، فعلى سبيل المثال، أدى غضبه من امتلاك شركة مقرها هونغ كونغ لميناءين على قناة بنما إلى تعجيل سيطرة بلاك روك عليهما.
ويوصّف المحلل ما يجريه ترامب حيال حلف الناتو القديم، وحلفاء أمريكا الكلاسيكيين، بمجرد اهتمام بالقوة الشخصية المتفوقة، أكثر من العمل الحقيقي.
وعن حرب ترامب التجارية ضد المكسيك، يقول مايكل فورمان، الممثل التجاري الأمريكي السابق الذي يرأس مجلس العلاقات الخارجية،: "في حين أن تكلفة فرض الرسوم الجمركية تفوق الفوائد غالباً، إلا أنها يمكن أن تكون أداة تدفع الدول الأخرى إلى طاولة المفاوضات. هذا صحيح في حالة المكسيك التي تواجه الولايات المتحدة معها قضايا حدودية أوسع بكثير من كندا، لكن نجاح ذلك يتوقف على معرفة ما تريد منهم أن يفعلوه بالضبط حتى تجنى الفوائد".
وتابع المحلل بالقول، إن ما تعلمه ترامب في تجارة العقارات من خلال أسلوبه الفريد مع زبائنه القائم على المطالب الغريبة والمواجهات اللفظية وتبدل المواقف المفاجئ في عالم تعد فيه عدم القدرة على التنبؤ محركاً أساسياً، يحاول التمسك به في عالم السياسة، ما يشكل عبئاً كبيراً عندما تدير بلداً واقتصاداً وكوكباً يُفضَّل الاستمرارية والقدرة على التنبؤ.
ويضيف جوليان فيكان كاراغيسيان، المسؤول السابق في وزارة المالية الكندية، في إشارة إلى حرب ترامب الجمرية، "إنه أمر مستمر ومجهد، وسريالي، يدفعك للتساؤل هل هذا حقيقي؟ هل سيكون حقيقياً هذه المرة؟".
فوضى وعدم يقينوقال كاراغيسيان، "ربما يكون أسلوب العمل هنا هو عدم اليقين. إنه ليس تعريفات، ولا أي شيء آخر، ولكنه خلق شعور بالفوضى وعدم اليقين عمداً".
ويختم كولينسون قائلاً، إن الترهيب المستمر الذي يمارسه ترامب على أصدقاء أمريكا ــ في حين يبدو أنه يفعل كل ما في وسعه لتعزيز موقف خصمها التقليدي روسيا في أوكرانيا ــ قد يؤدي أيضاً إلى استنزاف قوة الولايات المتحدة في الأمد البعيد.
وقال روتشير شارما، مؤسس ورئيس قسم الاستثمار في شركة بريك أوت كابيتال، "ما رأيناه هذا الأسبوع هو أن الدولار عانى من انخفاض حاد للغاية. ومن الواضح أن بقية العالم بدأ يجمع شتاته... وأعتقد أن المستثمرين بدأوا يلاحظون أن هناك بلداناً أخرى تستحق الاستثمار فيها، نظراً لكل هذا التقلب السياسي الناشئ في الولايات المتحدة".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية البيت الأبيض ترامب المكسيك ترامب الولايات المتحدة البيت الأبيض كندا المكسيك الولایات المتحدة البیت الأبیض
إقرأ أيضاً:
نيويورك بوست: إيلون ماسك يخفف حضوره في البيت الأبيض ويستعد لإنهاء مهامه الرسمية
ذكرت صحيفة نيويورك بوست الأمريكية أن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، بدأ تقليص حضوره الشخصي في البيت الأبيض، ويستعد لمغادرة منصبه الرسمي ضمن وزارة كفاءة الحكومة (DOGE).
وقالت رئيسة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز، وفقًا لتقرير صحيفة نيويورك بوست، إن ماسك، الذي يعمل كمستشار حكومي خاص دون أجر منذ عودة الرئيس دونالد ترامب إلى الحكم في يناير الماضي، لم يعد يباشر مهامه بشكل منتظم من داخل الحرم الرئاسي، لكنه لا يزال يشارك في دوره الاستشاري عبر الهاتف.
وأشار تقرير الصحيفة الأمريكية إلى أن فريق ماسك لا يزال يعمل من داخل مبنى المكتب التنفيذي آيزنهاور، وهو مبنى حكومي أمريكي يقع بجوار البيت الأبيض في العاصمة واشنطن.
وكان ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، قد لعب دورًا محوريًا في جهود الإدارة الأمريكية خلال الأيام الأولى من ولاية ترامب الثانية لخفض الإنفاق الحكومي، حيث قدم عروضًا مباشرة للرئيس، وشارك في اجتماعات مجلس الوزراء، وساند خطط تقليص وكالات مثل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومكتب حماية المستهلك المالي.
وكان ماسك قد ألمح - خلال مكالمة أرباح "تسلا" الأخيرة - إلى أنه سيعيد تركيز جهوده بشكل أكبر على الشركة اعتبارًا من مايو المقبل، مع احتفاظه بدور استشاري جزئي ضمن "وزارة كفاءة الحكومة".
وشهدت شركة تسلا، الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية، تراجعًا ملحوظًا في أدائها المالي خلال الأشهر الأخيرة، وسط ضغوط متزايدة من تباطؤ الطلب العالمي، واشتداد المنافسة في السوق الصيني، وتحديات سلاسل التوريد.
وفي الربع الأول من عام 2025، سجلت تسلا انخفاضًا حادًا في أرباحها بنسبة تجاوزت 70% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، بحسب نتائج الشركة، كما تراجعت مبيعات السيارات بنسبة 25%، وهو ما شكل مفاجأة للأسواق ودفع بسهم الشركة إلى أدنى مستوياته منذ أكثر من عام.
وترجع الشركة هذا الأداء الضعيف إلى عدة عوامل، من بينها تأخر إطلاق نماذج جديدة مثل سايبركاب وسيمي"، بالإضافة إلى اضطرابات الأسواق الناتجة عن الرسوم الجمركية الأمريكية على واردات مكونات السيارات، والتي أثرت على خطوط إنتاجها، خاصة تلك التي تعتمد على الشحن من الصين.
كما تواجه تسلا منافسة شرسة من شركات صينية مثل: بي واي دي BYD التي تطرح نماذج أرخص وأكثر تطورًا تقنيًا ببعض الأسواق، ويُضاف إلى ذلك تباطؤ الحماس الاستثماري نحو قطاع السيارات الكهربائية عالميًا، مع تشدد السياسات النقدية وتراجع الحوافز الحكومية.
اقرأ أيضاًترامب يكشف حقيقة مشاركة إيلون ماسك في خطة عسكرية ضد الصين
ترامب يدعم إيلون ماسك بشراء سيارة تسلا.. ما القصة؟
ترامب يعلق على اشتباك مجلس الوزراء بين إيلون ماسك وماركو روبيو