سودانايل:
2025-03-06@13:10:45 GMT

قام سر الختم الخليفة بعاتي: حمدوك

تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT

عبد الله علي إبراهيم

22 November, 2021
كنت تحدثت للسيد عبد الله حمدوك أول مرة في لقاء بالزوم قبل أشهر. قلت له أرى المقارنات تنعقد بين ثورتي أكتوبر وديسمبر انطباقاً واختلافاً. ولكن ما لا أريده أن ينطبق عليك هو ما وقع من سر الختم رئيس وزراء ثورة أكتوبر. فكانت الثورة المضادة ضيقت عليه الخناق بزعمها غلبة النفوذ الشيوعي في مجلس الوزراء وحاضنة الثورة، جبهة الهيئات.

واضطرته للاستقالة في ١٨ فبراير ١٩٦٥ بعد استعراض قواتها من الأنصار في شوارع العاصمة. وجاء في استقالته رضاؤه بما قامت به حكومته، ولم ينقض على قيامها ثلاثة أشهر ونصف، في تنفيذ برنامجها الانتقالي. وأشار إلى دبيب الشقاق بين الأطراف التي وقعت على ميثاق الثورة. فهناك من رأى الحكومة حادت عن الطريق المرسوم ومن يراها التزمت به. وخلص إلى أن هذا الخلاف أفسد الجو السياسي. وعليه رأى الخليفة أن يستقيل "حرصاً على مصلحة البلاد وسلامتها وعلى تجنيب أبنائها الشقاق والخلاف". وقبل مجلس السيادة استقالته وكلفة بتكوين حكومة أخرى ألغت مقعدي العمال والمزارعين في مجلس الوزراء ورفعت نواب الأحزاب الكبيرة، الأمة والاتحادي، إلى ٣ حقائب بدلاً عن واحدة في التكوين الأول للمجلس. وكان الغلب لهم بعد ذلك.
الصورة وضحت أعتقد.
لم يستقل حمدوك من رئاسة الوزارة كفعل الخليفة ولكنه بقي رهينة في بيت الانقلاب عليه ليعود رئيس وزراء لثورة مختلفة، أو ثورة مضادة لو شئت. فأملت عليه هذه الفئة برنامجها كما أذاعته طويلا. فقبل حمدوك منها منطق الانقلاب عليه نفسه. فالاتفاق* الذي تم التوقيع عليه "تأسس" بصورة مطلقة على قرارات القائد العام في ٢٥ أكتوبر وهي التي أراد بها خروج البلاد من عنق زجاجة دولة حمدوك الأولى. ولم يكتف الإملاء على تضمين الاتفاق كل برنامج قوى الثورة المضادة فحسب، بل كانت هذه القوى وحدها الحضور في حفل التوقيع لتشهد توقيع حمدوك على عقد إذعانه.
فأرضى عقد الإذعان نظارات الشرق وعمده قاطعي الطريق للميناء بذكره استحقاق شرقهم المعاملة التفضيلية مقرونا بالتأكيد على حاكمية الوثيقة الدستورية للفترة الانتقالية. من جهة أخرى، أمن الاتفاق قوى الثورة المضادة في وجوب فك احتكار ٤ طويلة (قحت) للسياسة في الانتقالية بدعوته لتعديل الوثيقة الدستورية لتشمل المتظلمين (وما بهم داء) من هذا الاحتكار. كما تضمن الاتفاق خطة تكوين حكومة "الكفاءات الوطنية المستقلة" بل حكومة "التكنوقراط" كما يهذي بالعبارة التوم هجو مع أنها ليست في نص الوثيقة الأصلي أو المعدل. وتستغرب هذه الخطة من الحركات المسلحة الحليفة للبرهان وهي التي عدلت هذا النص بسحب "مستقلة" لأن الاستقلال فارقهم. وجاء الاتفاق بمضغة الثورة المضادة المستهلكة وهي قيام الانتخابات في موعدها، لا كاستحقاق دستوري، بل ليعرف أهل قحت حجمهم الحقيقي. وغازل الاتفاق الإدارة الأهلية والطرق الصوفية وكثير منها كالطيب الجد من حلفاء العسكر بذكرها ضمن القوى التي سيشملها اتفاق سياسي منتظر.
وعليه لم يبالغ من قال إن اتفاق الأمس "شرعن" الانقلاب بدلاً من إلغائه بالعودة إلى ما قبل ٢٥ أكتوبر ومحو آثاره.
ونواصل
*كان لي تقدير إيجابي أكثر للاتفاق بعد إذاعته تداولته مع بعض المعارف قبل أن أجلس إلى شياطين تفاصيله.

ibrahima@missouri.edu  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الثورة المضادة

إقرأ أيضاً:

ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية إضافية على كندا في حال مضت بتطبيق الرسوم المضادة

هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء بفرض رسوم جمركية إضافية على كندا في حال مضت قدما بتطبيق الرسوم المضادة التي فرضتها (اوتاوا) على السلع المستوردة من الولايات المتحدة ردا على بدء واشنطن بتطبيق نسبة 25 بالمئة على وارداتها الكندية.
وقال ترامب في منشور على منصة (تروث سوشال) إنه عندما يفرض رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو رسوما جمركية “انتقامية على الولايات المتحدة فإن رسومنا الجمركية المتبادلة ستزيد على الفور بنفس المبلغ”.
جاء ذلك في رد ترامب على كلمة ألقاها ترودو أمام وسائل الاعلام في العاصمة الكندية (أوتاوا) اتهم فيها الولايات المتحدة بشن “حرب تجارية” على كندا وأن بلاده “لن تتراجع” عن تطبيق رسوم جمركية على السلع الأمريكية بنسبة 25 بالمئة ردا على إجراء ترامب.
وأشار ترودو في كلمته إلى أنه “في اللحظة التي دخلت فيها الرسوم الجمركية الأمريكية حيز التنفيذ سرى مفعول رد الفعل الكندي” موضحا انه “ستنفذ كندا رسوما جمركية بنسبة 25 بالمئة على سلع أمريكية بقيمة 155 مليار دولار بدءا برسوم جمركية على سلع بقيمة 30 مليار دولار على الفور بالإضافة إلى رسوم جمركية على المنتجات الأمريكية المتبقية بقيمة 125 مليار دولار في غضون 21 يوما”.
ولفت إلى أنه “في غضون 21 يوما ستظل رسومنا الجمركية سارية حتى يتم سحب الرسوم الجمركية الأمريكية وليس قبل ذلك بلحظة”.
وسبق كلمة ترودو تأكيد الرئيس الأمريكي في منشور عبر منصة (تروث سوشال) أنه “إذا انتقلت الشركات إلى الولايات المتحدة فلن تكون هناك تعريفات جمركية”.
وجاء تعليقا ترودو وترامب بعد ساعات من دخول الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة ضد الجارتين كندا والمكسيك حيز التنفيذ ابتداء من بعد منتصف ليل أمس الإثنين بعد أن نجحت الأطراف في تأجيلها لمدة شهر على أمل إيجاد أرضية مشتركة لتجنبها وهي مساع لم تكلل بالنجاح.
وأعلن ترودو في وقت سابق من اليوم أن بلاده ستفرض رسوما جمركية مضادة على الواردات الأمريكية تزامنا مع مضي إدارة ترامب قدما في فرض رسومها الجمركية على السلع الكندية.
وأصدر ترامب الشهر الماضي أمرا تنفيذيا يفرض بموجبه رسوما جمركية بنسبة 25 بالمئة على البضائع المستوردة من المكسيك وكندا كما فرض رسوما جمركية على منتجات قطاع الطاقة الكندي بنسبة 10 في المئة.
وخلال يومين تراجع البيت الأبيض عن تطبيق تلك الرسوم مؤقتا لمدة شهر بعد أن اتخذت المكسيك وكندا إجراءات لمحاربة الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة.

مقالات مشابهة

  • لو عندك انتفاخ بعد فطار رمضان| 5 وصفات صحية تحل المشكلة
  • كندا: سنخفض الرسوم إذا زادت أمريكا الإعفاءات
  • وفاة حرم الخليفة العام للطريقة التيجانية سيدي علي بلعرابي
  • الحلو: ألقيت باللؤلؤ أمام الخنازير
  • ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية إضافية على كندا في حال مضت بتطبيق الرسوم المضادة
  • سودانايل تنشر نص خطاب دكتور عبدالله حمدوك رئيس التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود) حول نداء سلام السودان .
  • حماس: مستعدون للتعاطي مع أي خيار يتم الاتفاق عليه فلسطينيًا
  • شاهد| معاناة نبي الله إبراهيم عليه السلام من الغربة لحالة الشرك التي وصلت حتى إلى محيطه الأسري
  • قيادي بحماس: إسرائيل تسعى إلى إبرام اتفاق جديد ينتهك ما تم التوافق عليه