سودانايل:
2025-03-06@13:43:30 GMT

لماذا البكاء يا حزب الامة وقد حذرناكم كثيرا (3)

تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT

تعرض العميد عبد الرحمن فرح عبد الرحمن لكثير من النقد الجارح والسخرية، بعد سرقة السلطة بواسطة الترابي والكيزان . لقد ظلم عبد الرحمن كثيرا، لأنه كان على رأس الامن . قالوا انه لم يكن متمرسا في الامن وقد تحصل على المنصب بسبب انصارية اسرته الممتدة. وفيما بعد ظهر للعالم انه لم يكن في يده حيلة فالانقلاب خطط له الترابي الصادق وتابعه فضل الله برمة .


تم التخلص من جهاز المخابرات وطرد العقول التي كانت تديره. اعتبروا الجميع سدنة لمايو. الغلطة تماثل طرد كل الاطباء المحاسبين المهندسين لانهم مارسوا مهنتهم في زمن مايو . المخابرات السودانية مثل كل مخابرات العالم تحتفظ بفايل لكل انسان حتى نميري .
تم التخلص من المخابرات وتحجيم الجهاز ورئيسه العميد عبد الرحمن فرح عبد الرحمن بواسطة قانون قام الترابي في 1988 بتفصيله وحياكته لتحييد الجهاز ليسمح للكيزان والصادق لاستلام الحكم والقضاء على الديمقراطية وتنفيذ ما خططوا له لخمسة عقود كما صرحوا فيما بعد . ما هو ذنب العميد عبدالرحمن ، والصادق والترابي يتآمرون . ..... حاميها حراميها .
العميد عبد الرحمن تكلم وفضح اصحاب المؤامرة ، بل تكلم عن خطتهم في اغتيال البطل جون قرنق . نشرت هذه التصريحات في عدة صحف منها الصحافة الخرطوم والسياسة التي كان يمتلكها الاخ خالد فرح عبد الرحمن شقيق العميد عبد الرحمن . وقد اعاد نشرها من التسجيلات مصطفي عبد العزيز البطل في يوم 31/2013 مايو
اقتباس
نشرت صحيفتنا (الخرطوم) في عددها الصادر أول امس الأحد الجزء الاول من حوار مطول مع العميد (م) عبد الرحمن فرح، أمين المعلومات السابق في حزب الامة، ومستشار جهاز الأمن الوطني، الذي كان قيد الانشاء عند وقوع انقلاب العصبة المنقذة في يونيو 1989. كانت تلك صفة الرجل الرسمية. ومُسمى (مستشار الجهاز) ابتدعه الدكتور حسن الترابي، النائب العام آنذاك، الذي أشرف على صياغة قانون جهاز الأمن الوطني، وعرضه ودافع عنه أمام مجلس الوزراء، كما سبقت الاشارة في مقال سابق. ويشير المسمي بالطبع الى المسئول السياسي والتنفيذي الاول في الجهاز، ولكنه يتبع نمطاً او منهجاً في التسميات لهذا النوع من المناصب، لم يكن مألوفاً في السودان.
الذي أعرفه يقيناً أن عبد الرحمن فرح لم يكن راضياً عن المسمي الوظيفي (مستشار الجهاز). وأذكر تماماً أنني كنت أجلس، في ذلك اليوم من عام 1988، الى جانب السيد/ خالد فرح صاحب جريدة (السياسة) آنذاك، وصديقه الصدوق الاستاذ عبد الوهاب بوب المحامي الشهير، وعبد الرحمن فرح نفسه. كان الثلاثة يقلبون بين اياديهم وثيقة أحضرها معه عبد الرحمن تحمل قرار التعيين. وقد صاغ خالد الخبر بيده، ونشر بالصفحة الاولي في اليوم التالي تحت عنوان: (تعيين عبد الرحمن فرح مستشاراً لجهاز الأمن الوطني بدرجة وزير مركزي).
والجزء الاخير من عنوان الخبر الذي نشرته (السياسة) محض تزيّد، اذ أن القرار لم يكن قد حدد أية درجة لذلك المنصب، وزارية او غير وزارية. ثم أن عبد الرحمن فرح لم يكن راضياً عن القانون نفسه، الذي جرد الجهاز واقعياً من أية سلطة تنفيذية او اختصاصات أمنية حقيقية. اذ لم تكن للجهاز تحت ظل ذلك القانون أنياب ولا أسنان، بل اقتصرت مهامه على جمع المعلومات وتحليلها. كان منطق الترابي الذي حاجّ به رصفائه في مجلس الوزراء عندما نوقشت مسودة القانون هو أن العهد الديمقراطي لا بد أن يبتعد قدر الامكان عن تجربة النظام المايوي في خلق جهاز أمني اخطبوطي يقيد الحريات ويشيع الخوف بين الناس.
ولا بد أنك – أعزك الله – تعرف الآن، وبعد مضي كل هذه السنوات، أن غرض الترابي ودافعه الحقيقي عندما صاغ القانون عام 1988 كان هو التمهيد لخططه الانقلابية، بتجريد الحكومة من أدوات أمنية واستخبارية سلطوية فاعلة .
نهاية اقتباس
آل فرح اسرة سودانية مميزة جدا في امدرمان وفي الخليج خاصة امارة ابوظبي . من تلك الاسرة العميد عبد الرحمن فرح عبد الرحمن . على رأس تلك الاسرة التي سكنت بالقرب من سوق العرضة العم فرح عبد الرحمن احد خريجي كلية غردون القديمة . صالح فرح كبير الاخوة هم احد اساطين القانون وهو صنو للكبار منهم منصور خالد . لهم مقدرة عالية في تطويع اللغة العربية والانجليزية ومن كتاب وادباء السودان . الاخ صالح فرح له القدع المعلى في كتابة دستور الامارات كما كان المستشار القانوني للشيخ زايد .
العم فرح والذي عرف بوحيد اخوانه بواسطة شقيقاته كان رجلا مشرفا واشتهر بالكرم والبيت المفتوح لطلاب العلم منهم زميلنا في الاحفاد الظابط مامون المقبول والاخ سيد المقبول الذي يعيش في المانيا كطبيب لستة عقود ، كان يحكي لي عن تلك الاسرة الرائعة وكفتيرة الشاي بي اللبن التي لا تجف بالرغم من العدد الكبير. العم فرح عبد الرحمن مالك لاول مطبعة في الامارات وصار يطبع جريدة الاتحاد بعد أن كانت تطبع في بيروت . من الابناء اخي وصديقي عبد الله فرح طيب الله ثراه والذي زاملني في الدراسة الاولية وفي الثانوية وكنا مثل الاخوة وتواصلت بعد موته مع ابنه .
كنت مع عبد الله اتردد على مصنعهم في المصفح واذكر انه من الغرائب انه كانت في المصنع شجرة مانقو . كنت اصر على زيارة عبد الله فرح في اول يوم اضع قدمي في الامارات . اذكر انهفي احد المرات قد وضع تحت تصرفي سيارة . اذكر ،،فيلة ،،الاسرة التي صارت مسكنا لعبدالله وحده . من الاخوة مهدي الذي كان في القوات المسلحة والاصغر هو ابراهيم .
خالد فرح هو صاحب جريدة السياسة وقد طور الصحافة السودانيةكما عرف وقتها باحدث المعدات المكاتب المريحة والاجور العادلة للصحفيين بعد ان كانت كما كان يقول على شمو ،، كناتين ،، السياسة كانت تبيع 80 الفا من النسخ بجانب 7 الى 8 الف خارج السودان . وتلك ارقام مهولة في السودان . ارتبط اسم خالد فرح بالبنك الفرنسي . درس خالد فرح في البداية في براغ ثم انتقل الى يوغوسلافيا وتزوج بيوغسلافية . كان خلاقا انيق المظهر وله كاريزما وشخصية طاغية، كما كان شجاعا . عبد الله الذي اعرفه جيدا كان من يقال عليه يقضي كل غرض وله مقدرة فائقة في الاقناع والنقاش ، وفي نفس الوقت كان سهلا متواضعا يحب الناس لدرجة المرض يقصد دائما للمساعدة والتدخل . كان منعني من الرجوع الى الفندق الذي توفره لى شركتنا الموارد التي كان يشاركني فيها عبد الله النهيبان ابن عم محمد النهيان ، حتى نواصل الحكاوي عن الاصدقاء وامدرمان . كنت والجميع نستمتع بزيارته في السويد في زمنا جميل جار عليه الترابي الصادق وتابع الصادق فضل الله برمة .
اسرة فرح تحصلت على الجنسية الاماراتية وكذلك اصهارهم آل معني المشهورين في امدرمان . منهم كابتن الكرة وظابط البوليس المشهور عصمت معني الذي رفض طلب نميري بالحاقه بالامن بوضع مميز الا انه اصر على انه ظابط بوليس في خدمة الشعب ويواصل مشاوره مع البوليس.
بكل بساطة يقوم برمة بتكذيب الرجل الامين العميد عبد الرحمن فرح. ويسئ لاسرة سودانية تركت سيرة عطرة في الخليج وفي الوطن . ماذا ترك او سيترك برمة ؟؟
اذكر أن العميد عبد الرحمن قد اتى لزيارة كريمته وزوجها دكتور عطا في السويد مدينة يوتوبوري التي هى ثاني اكبر مدينة في السويد . كما عرفت من اخي العميد بدري والاخوة انه ترك اثرا جيدا عند الجميع .
الشرفاء يكذبون والكذابون يشرفون !!
وجدت نفسي مجبرا للرد على فضل الله برمة في موضوعين .

اللواء فضل الله برمة ،عبد الرحمن لم يكذب
شوقي بدري18 ديسمبر، 2011
فيسبوك ‫X
شوقي
السيد اللواء فضل الله برمة ، لقد قرأت ردك على افادات الاخ عبد الرحمن فرح ، و التي ذكر فيها بوضوح و صراحة و مصداقية عالية ، بأنه كانت هنالك خطة لأغتيال الشهيد جون قرنق في ايام الديمقراطية الاخيرة . الأخ عبد الرحمن فرح لم يذكر هذه الحقائق و هو يتوقع ان يمنح العطايا و يقتطع الضياع . و ليس هنالك ما يخشاه الآن ، فلقد تعرض الرجل للسجن و المسائلة . تصرف الأخ عبد الرحمن ، تصرف شجاع ، و يتسم بالشفافية . و هذا ما نحتاجه الآن . عدم الاعتراف بالغلط و التستر ، هو الذي اوردنا مورد الهلاك . و الاخ عبد الرحمن اشتهر بالشجاعة و الوضوح .
انا اكن كثيراً من الاحترام و الاعجاب بأسرة العم فرح عبد الرحمن . و هذه اسرة سودانية رائعة . جاورناهم في امدرمان . و كانوا من الاسر الانصارية التي نعتز بها . و كان عبد الله فرح رحمة الله عليه من أعز اصدقائي في فترة الطفولة و الصبا و الدراسة . و عن طريقه تعرفت بالعائلة في امدرمان و في الامارات . كما تعرفت بأشقائه و منهم مولانا ، و أحد رموز الخليج ، القانوني صالح فرح .
تربطني معك يا سيدي اللواء علاقة اسرية قوية ، كانت تجمعنا في منزلنا في امدرمان ، و كنت ازور زوجتك و اطفالك في أيام النيميري و في ايام الديمقراطية الاخيرة . كما قمت بزيارتك عندما كنت على رأس الجيش السوداني و في ايام سوار الدهب و بعد ان صرت وزيراً في بداية حكومة الصادق . و كان هذا في كوبر . و سنعود لزيارة كوبر .
لم أرد ان ارد عليك أو على ردك ، دفاعاً عن الأخ عبد الرحمن فرح ، و هو قادر على ذلك . و الآن بعد أن هدأت الأمور فلنتحاور بهدوء . و ما حيرني انك قد برزت لكي تدافع عن الصادق المهدي ، و محاولاً تفنيد ما قاله الاخ عبد الرحمن فرح . الرجل قد اعترف على نفسه بشئ . و الاعتراف هو سيد الادلة . و تأتي انت و تقول له ان هذا لم يحدث . عزيزي فضل الله ، أنك تغالط الرجل في نفسه . ان أعتراف عبد الرحمن فضيلة . فلماذا تحرمه . لقد كتبت لك قبل عشرة سنوات ، و ما هو الآن موجود في مكتبة شوقي بدري في سودانيز اونلاين ، تحت المسكوت عنه . و تطرقت لغلطاتك كوزير للدفاع ، و غلطات الحكومة ، و هذا التفريط ما أدى الى تمكن الأنقاذ .
هنالك شخص آخر يقول بالفيديو ، و هو مسجل في اليوتيوب ، و الشخص هو الاستاذ كمال الدين عباس المحامي ، ممثل حزب الامة في لجنة الاثنا عشر . و لقد قال الاستاذ كمال الدين ان المناضل وليم دينق مؤسس تنظيم الانانيا الاول و محرر جريدة ” قراس كيرتن ” التي تمثل الانانيا . هذا الرجل حضر بنية صافية و قلب مفتوح و مد يديه الى الشمالين ، و هذا بعد اكتوبر . و قال على رؤوس الاشهاد انه لا يدعو الى الانفصال . و أن نضاله كان ضد الدكتاتورية . و كان هنالك مولانا ابيل الير ، نائب رئيس الجمهورية فيما بعد ، و هو من دينكا بور . بلد الشهيد جون قرنق . و كان هنالك عبد الخالق محجوب و الأزهري و آخرون . و كالعادة قديماً ، كان الترابي هو من يتحدث بأسم الصادق . و أورد الاستاذ كمال الدين في هذا الفيديو ما عرفه كل الناس قديماً . و هو ان الترابي أصر على ان يكون هنالك رئيس دولة مسلم له ثلاثة نواب مسلمون . و لا بديل لهذا . فقال المناضل وليم دينق أنه لن يقبل ان يكون مواطنا من الدرجة الثانية ، فتدخل الأستاذ كمال الدين عباس قائلاً انه هو ممثل حزب الأمة و هو الذي يقرر . قال المناضل وليم دينق : ( نعم انت ممثل حزب الامة ، و لكن ممثل السيد الصادق المهدي هو الدكتور حسن الترابي ) .
ما حدث بعد ذلك هو ان وليم دينق قتل و معه ستة من حرسه الخاص في الكبري الصغير خارج بلدة التونج في طريقه الى رمبيك . و أشارت اصابع الأتهام و كما كتبنا قديماً و نقول الآن الى الظابط صلاح فرج ، و عندما اشترك صلاح فرج في انقلاب 1971 لم يعدم من الرغم من ارتباطه بأبن حييه الهاموش . و الهاموش هو المنظم الاكبر مع ابو شيبة للأنقلاب . و لقد شفع لصلاح فرج أنه أغتال وليم دينق ، و لهذا لم يعدم . و هذا ما كتبته قبل سنين عديدة و نشر قبل عشرة سنوات في سودانيز اونلاين . و لقد طرحت سؤال تجنب الجميع الرد عليه ، لماذا نصح السيد الصادق المهدي وليم دينق بالتأمين على حياته ؟. و لقد استلمت زوجته مبلغ عشرين ألف جنية سوداني ، ساعدها على تربية ابنائها ، منهم مولانا الجنتل مان و لاعب السلة الموجود الآن في واشنطن دانيال. و لقد ساعد كثيراً حضور خالهم الرجل العظيم الدكتور توبي مادوت عندما اكمل دراسة الطب في براغ سنة 1965. و كان طالباً في مدرسة الاحفاد الثانوية من قبل . هذا السؤال لا يزال قائماً . فالتأمين على الحياة ليس من عادات السودانيين ، جنوبيين كانوا أو شماليين . و لماذا عاش ابناء وليم دينق ايتام و حرموا من الوالد ؟
اقتباس من المسكوت عنه 19 يوليو
” الاب ساترنينو لوهير قتل مع 28 من حرسه الخاص وهذا في يناير 1967 والقضاء علي مجموعه كبيره بهذا العدد يحتاج لقوه لا تقل عن ثلاثه بلتونات فكيف خطط للمجزره وكيف تم التعتيم عليها في زمن الديمقراطيه؟؟؟
ثم اغتيال وليم دينق ـ موؤسس تنظيم الانانياوهو تنظيم يدعو للانفصال ـ و6 من حرسه وقد نفذ هذه العمليه صنفا من الرجال او احدي عشر جنديا واشارت اصابع الاتهام لصلاح فرج وهذه الجريمه كانت انكشاريه مدفوعة الثمن وهذا شئ جديد في تاريخ السودان .صلا فرج لم يعدم بالرغم انه كان جارا في الحي للهاموش ولقد شارك في يوليو ولم يعدم لان قتل وليم دنق قد شفع له وعندما زار النميري سجن كوبر هتف له صلاح فرج بحياته فرد عليه النميري كعادته باقذر الشتائم ثم دل صلاح فرج النميري علي المنشورات التي يدفنها الشيوعيون في الارض. و من الاشياء التي شغلتني في التفكير ولا ازال افكر فيها هو ان الصادق المهدي قد اصر علي وليم دينق ان يامن علي حياته قبل السفر الي الجنوب ولقد استلمت زوجة وليم دنق مبلغ عشرون الف جنيه مما ساعدها علي تربيه ابنائها تحت اشراف خالهم د. طوبي مادوت زميل الدراسه في الاحفاد وبراغ …السؤال ماذا كان يعرف الصادق ولماذا لم يؤمن الصادق علي حياته؟؟ ”

نهاية اقتباس .

عزيزي فضل الله برمة ، لماذا الحديث عادةً عن بعد الصادق المهدي عن سفك الدماء . لقد قال عثمان خالد مضّوي الكوز الكبير في التلفزيون السوداني ، و في برنامج اسماء في حياتنا ، أن القذافي قد وفر لهم المال و العتاد ( فرش ليهم البحر طحينة ) . و قام بتدريب كوادرهم . و بدأوا في تسريبها الى السودان . ثم سمح لهم بالزحف نحو الخرطوم . وكانت القوة مكونة من 950 فرد من الانصار و 39 فرد من الأخوان المسلمين . و تلك القوة كانت جيدة التسليح و التدريب . و سنعود لكل هذا بالتفصيل .
هذه القوة التي هيأ لها غازي العتباني المساكن ، و الطحين الشرموط الزيت ابتاع لها صفائح الطحنية و الجبنة بأموال القذافي ، لم تأتي الى السودان لزيارة ضريح المهدي ، بل كانت عندها اوامر واضحة و صريحة بالقتل . و لقد أتى الصادق بالظابط محمد نور سعد محمدين من برلين ، و كان قد ترك الجيش . و كلف بقيادة تلك القوة . و محمد النور سعد كان قد ترك السودان بنصيحة اصدقائه الاثنين ، رجل الاعمال يوسف بدر ، و المحامي التجاني الكارب . لأن النظام النميري كان يترصده . و كان محمد نور سعد يسكن في منزل الفاضل المهدي ، عندما احضروه من ألمانيا . و الخطة كانت أن تنسف طائرة النميري و هي على المدرج .
ما حدث هو أن الطائرة تعرضت لما يعرف بــ ( تيل وند ) . و هذا يعني انها ستصل متقدمة عن مواعيدها . و قام الكابتن بأستشارة النميري الذي وافق على الحضور مبكراً . و نجا النميري من الموت ، و لهذا صار يؤمن بالشيوخ و المشعوزين
هل فكر الصادق في أن نسف هذه الطائرة كان يعني موت الكابتن و المضيفين و المرافقين ؟ . و من الممكن أن كان وسطهم حاجة أو رجل كبير ، اخذه النميري بقصد الفسحة أو العلاج كما كان يحدث كثيراً .
من هو المسئول عن موت الشلالي ؟ . و الشلالي كان على رأس السلاح الطبي و هو طبيب صرفت عليه الدولة ، و له اسرة تحبه . كان عائداً إلى امدرمان بعد ان كان قد ذهب لمقابلة النميري . و عندما هرب النميري من المطار ، رجع الدكتور الشلالي . و كان جنود حزب الامة و الأخوان المسلمين قد احتلوا كل المواقع الاستراتيجية . و كانت عندهم اوامر بتصفية كل من يحمل العلامات الحمراء ، أو كبار الظباط . و هذه الأوامر لم تصدر من محمد نور سعد محمدين ، و لا تشبهه . و كان في صحبة الشلالي العم عوض الجزولي ، الذي كان نقيباً وقتها . و كان يدير مكتب الشلالي و يتواجد معه دائماً . و كانت اوامر نميري أن كل رؤساء الاركان يجب ان يكونوا في استقباله في اي سفرية . و تصادف انه لم يكن يرتدي زيه الرسمي ، بل كان يرتدي جلابية و عمة ، وانقذ هذا حياته . و عندما أستوقف احد الشباب من الانصار الشلالي ، أخذه و معه مجموعة اخرى الى تحت الكبري . عرف الشلالي بأنه سيصفّى ، فأنفصل عن البقية حتى لا يعرض الآخرين لخطر . و عندما حضر محمد نور سعد و شاهد الشلالي مقتولاً ، قال : ( دا الكتلو منو ؟ ) . و قام بتصفية من قتل الشلالي . و هذا يؤكد أنه كان هنالك اكثر من قائد لتلك العملية . و هذا و اشياء كثيرة ساعدت في افشال ذلك الانقلاب . .
الأخ زين العابدين محمد أحمد عبد القادر كان رفيق طفولتي و جاري في حيّ الملازمين . له غلطاته ككل رجال مايو ، إلّا انه لم يكن حاقداً و لم يكن قاسياً ولئيما و لقد شهد الكثير لعابدين بالأخلاق . و من ضمنهم المناضلة فاطمة احمد ابراهيم . و لقد ذكر عابدين في مذكراته في صفحة 79 أن اللواء محمد يحيى منور خطف نميري و خبأه في منزل بشير نميري في العمارات ، و هو في طريقه راجعاً قامت قوات الانصار و الاخوان المسلمين بتصفيته ولا يمكن أن ينقاد الانصار الا الى الصادق . و هذا يؤكد بمعلومة أوامر تصفية كبار الظباط .ذكر لى الظابط عبد المنعم سليمان وهو من سكان حى العرب أنه شاهد ثلاثة من الشباب المغبرين امام منزل مامون عوض ابو زيد وهم في حالة انتظاروترقب . عرف بعدها انهم قد قتلوابالخطأ احد اقرباء مامون فقد حسبوه مامون عوض ابو زيد . في محاولة انقلاب حسن حسين كان النميري مختبئاً في منزل عبد الفتاح بابتوت في الجريف ، و لم يظهر إلّا بعد ان قاد المعركة اللواء الباقر و الفريق بشير محمد على الذي طرده النميري من الجيش عن طريق الاذاعة ،، شوقي ،، و اللواء عبد الوهاب ابراهيم وزير الداخلية ، و هذه كذلك شهادة عابدين . و انا عندما اقول عابدين اشير اليه بالأسم الذي عرفناه به في مرحلة الطفولة و كانت تناديه به والدته الخالة نفسية رحمة الله عليها .
الكلام عن بعد الصادق المهدي و الآخرين عن سفك الدماء ، كلام مردود ، لأن التاريخ يثبت غير هذا .
اسباب الفشل كثيرة . أهمها أن الصادق تدخل في أمر عسكري وهو ليس بعسكري . فلقد كان الهندي و آخرين يصرون على ان يرتدي جنود المعارضة زي الجيش السوداني الذي وفروه ،، حتى لا يسهل تميّزهم و اصطيادهم . و لكن الصادق أصّر على زي الانصار الذي فضح جنود المعارضة . و كان يقول انه يريد ان يقتلع السلطة . و هذه حقيقة أوردها كذلك الزين . .
و كما أورد عثمان خالد مضوي في برنامج اسماء في حياتنا ، ذكر أن الهندي كان غاضباً من الصادق . لأنه افشى أمر الغزو لأحد اقربائه .و عندما استفسر لماذا؟ قال الصادق : ( أنه قريبي ) . فقال الهندي : ( دا شغل عسكري مش شغل بتاع عوائل ) . و بعد ان تحركت القوات قال الصادق لشركائه : ( انا الجماعة ديل فهمتهم انهم ماشين يعملوا مهدية عديل ) . و لهذا رفض الصادق زي الجيش السوداني . ( و الحرب خدعة ) . و أصر على الزي الانصاري . و لهذا انسحب الهندي . فآخر شئ كان يريده الهندي هو مهدية جديدة . و لهذا لم يقدم الهندي الدعم و الغطاء الذي كان مفروض ان يوفره لجنود المعارضة . فضاعوا في العاصمة . و قال أهل مايو طاردناهم كالأرانب و سحقناهم كالعقارب . و لقد قال لي بن عمي العميد عثمان محجوب الغوث عندما كان ملحقاً ثقافياً في انجمينا في سنة 1987 و كنا نتحدث عن هزيمة القذافي في تشاد و استرجاع قاعدة وادي دوم و فيا . ( الأولاد المساكين ديل جابوهم ناس الصادق ، العاصمة ما عارفنها ، و بدون دعم و أكل . و الله فجخناهم بالمدرعات ) . من هو المسئول عن دم هؤلاء الشباب ؟ . و من هو المسئول عن دم الشلالي و منور و الخراب الذي حلّ في البلاد ؟ عزيزي فضل الله برمة لقد كنت تقول في منزلنا في امدرمان و انت برفقة زوجتك خديجة و لا يزال من سمعوا ذلك الكلام احياء ، و كنت تفتخر بهزيمة المرتزقة و كيف كنتم تنتزعون العلامات العسكرية من اكتاف الظباط خلققبل تصفيتهم . و كنت تدين ما سميته بالغزو بدون تردد . و كنت تستمتع برواية التفاصيل و هزيمة الغزاه. و الغزاه هم من أولاد الانصار المساكين . هل هذا موقفك اليوم ؟ أقول لك الآن عبد الرحمن لم يكذب و عبد الرحمن ليس من النوع الذي يكذب . و على أمانة و شجاعة عبد الرحمن يشهد الجميع . لقد أتهم بالغفلة و التقصير . و لكن الكذب ليس من اخلاقه ، و لا أخلاق اسرته . و سنعود .
التحية
شوقي

shawgibadri@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فرح عبد الرحمن الصادق المهدی فضل الله برمة محمد نور سعد فی امدرمان کمال الدین انه لم یکن حزب الامة عبد الله صلاح فرج خالد فرح الذی کان فی منزل على رأس کما کان بعد ان

إقرأ أيضاً:

لماذا يصعق الناس من الشيخ عندما يضل الطريق؟!

بين الحين والآخر يطالعنا شيخ أو داعية أو ما يأخذ صورة رجل الدين؛ بفتوى أو رأي أو تصريح يفاجئ الناس بخلاف ما يتوقّع منه، وقد يكون برأيه الشاذّ خادما لأعداء الشعوب المقهورة أو الاحتلال من حيث يحتسب أو لا يحتسب، منها مثلا تلك التي تهاجم المقاومة بجرأة فائقة وسليطة وغير معهودة بينما تقف عاجزة مهادنة لفظائع ومنكرات تستحقّ هذا اللسان لا المقاومة وبسالتها وتضحياتها الجسام. وأخصّ ذلك الفريق الذي يغض الطرف عن منكرات يغرق حكامهم وشعوبهم فيها وليس له إلا المقاومة حيث يتربّص بها وينطلق مما قصر فهمه عن إدراكها أو سبر أغوارها من تحالف أو تعاون يرى فيه ضربا من الابتداع وخروجا عن الدين.

يرى مثلا التعاون مع إيران منكرا فظيعا، بينما الاستحواذ الأمريكي على دولته تعاونا محمودا جميلا. ويقع في مقولة الاحتلال "ذراع لإيران" أو ارتماء في الحضن الإيراني، رغم أن هذا التوصيف إسرائيلي بامتياز، ويتجاوز كل الاعتبارات الشرعية والأصول الصحيحة التي انطلقت منها المقاومة، مجسدة بذلك روح تعاونية تفتقدها الدول فاقدة الاستقلال والسيادة على شئونها السياسية وعقد تحالفاتها على أصول شرعية.

إجابة سؤال العنوان: لأن الشيخ ببساطة يختلف عن غيره.. السياسي يغرف من معين معرفته السياسية، والإعلامي من معين خبراته الإعلامية والمثقف من معين مخزونه الثقافي.. بينما الشيخ ينطلق من المقدس الديني.. ويضفي على أقواله هالة من القداسة بما يصل للناس أن الدين هو الذي يتكلم على لسان الشيخ، ونادرا ما نجد من يقول للناس هذا رأيي الذي يصيب ويخطئ، هذا ما فهمته من الدين وليس الدين. وورد في الأثر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عجّل كاتبه وكتب: هذا ما أرى الله لأمير المؤمنين، فقال له عمر امح ما كتبت واكتب هذا ما رأى عمر، فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي. اليوم قلّ من نرى من الدعاة أن ينسب الرأي لنفسه بهذه الطريقة بل المعتاد أن يقولوا (إلا ما رحم الله) هذا هو حكم الله من فوق سبع سماوات.

ثمّة ملاحظة أنه ليس كل خطيب أو متكلّم مفوّه هو عالم في الدين، ومع هذا يخرجون للناس بصفة العلماء. فالشيخ من المفترض فيه أن يكون في مقدمة الصفوف.. ليس فقط أن يحافظ على قول الحق بل أن يكون مع أهل الحق، خاصة إذا كان هذا الحق هو ذروة سنام الإسلام ويقوم بهذه الفريضة أناس قاموا بها في زمن أصبحت فريضة غائبة وتقاعست عنها الأمة بأغلبية ساحقة.

فالناس يتوقعونه هناك وإذا به يفاجئهم بأنه في موقع أقرب إلى مقولة الأعداء ويصب قوله في خدمتهم، فأية مصيبة أوقعها على رؤوس الناس بأقوال تأتيهم كالشهب الصاعقة. فهو لم يكتف بالنزول عن الجبل لتحقيق مغانم زائلة وهزيمة ساحقة، بل صب قوله ليخدم بها الأعداء منطلقا من قداسته الدينية التي بناها في قلوب الناس سنوات وسنوات.

وهو كذلك ينطلق من منبر عال وبروح أستاذية عالية ويصدر خطابا متعاليا ومتنمرا! من هو مُنعّم في بيته بعيد كل البعد عن غبار المعركة قائم على سنّة السواك وعطر الجمعة وآداب المسجد المكيّف؛ لا يمكن أن يكون أقدر من استنباط الأحكام من الذي في معمعان القصف في نفق تحت الأرض وتحت الطيران التجسسي العالمي ومكر كل قوى الشر في العالم..

هناك العلماء العاملون المجاهدون الذين قدموا حياتهم وأرواحهم في سبيل الله.. وهم بالمناسبة أمرهم شورى بينهم ويصلون إلى الموقف المطلوب بصورة جماعية شورية، بينما من يضلوا الطريق بعيدا لا يستشيرون أحدا ولا يعتبرونه رأيا قد يصيب ويخطئ، بل هو الدين نفسه الذي لا يأتيه الباطل وهو الوكيل الشرعي والوحيد لهذا الدين.. لا يفرقون بين الدين وفهمهم له بل يعتبرون فهمهم هو الدين نفسه!

مقالات مشابهة

  • ماجدة خير الله تكشف عن رأيها في مسلسل النص
  • لماذا كل هذا الجدل بشأن نزع سلاح حزب الله؟
  • من هو ملك الجن الأحمر الذي يحارب صابر في مسلسل المداح؟ 5 آيات تحفظك من شره
  • نائب أمير مكة يشارك رجال الأمن إفطارهم في المسجد الحرام ويشيد بجهودهم في خدمة ضيوف الرحمن
  • لماذا يخشى الفريق البرهان د. عبد الله حمدوك ؟
  • لماذا البكاء اليوم يا حزب الامة ، وقد حذرناكم كثيرا (2)
  • المجتمع البشري في عهد النبي إبراهيم عليه السلام.. (لماذا حظر الطغاة ذكر الله وسمحوا باتخاذ آلهة غيره؟)
  • لماذا يصعق الناس من الشيخ عندما يضل الطريق؟!
  • عبد الرحمن الصادق المهدي يدعو إلى تناسي الخلافات والوقوف مع الوطن