هموم عبد الله علي إبراهيم واللعب على الحبال
تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT
د. أحمد التيجاني سيد أحمد
ما الذي يريده عبد الله علي إبراهيم من محاولاته المستمرة لإقناع قرّاء السودان المغلوبين على أمرهم بأنه العارف بكل شيء؟ لقد استهلك سردياته المكررة عن "العبد الخالقية" حتى أصبحت مسيخة وبلا معنى، والآن يتنمر ويتقعر في مسألة "علمانية الدولة" وكأنه الموسوعة الوحيدة في هذا الشأن!
ببساطة، العلمانية—كما وردت في ميثاق التأسيس، وكما أقرّها الحلو، وكما خلص إليها التاريخ—تعني الوقوف على مسافة واحدة من كل المعتقدات والأعراق، لكل مجموعة سكانية اختارت محيطًا جغرافيًا مشتركًا للتعايش فيه.
متعددة الأعراق والأديان والسحنات، بعد أن أصبح "سودان ١٩٥٦" في حكم المنتهي.
لكن، هل هناك من يعتقد أن هذه المحاولة هي الوحيدة الممكنة أو حتى الأفضل؟
-* خاضت الولايات المتحدة حربًا أهلية طاحنة، لكنها استقرت على الحكم العلماني، رغم ظهور شوارد مثل ريغان ودونالد ترامب.
-*أوروبا نفسها مرت بحروب دينية وقبلية طاحنة، ثم انتهت تستجدي مشروع مارشال للنهوض، واستقرت في النهاية على العلمانية،
رغم أنها لا تزال تسمح للكنائس ورجال الدين بالعيش في ترف وبذخ، بعيدًا عن أوهام الهيمنة على الحكم. في فنلندا، على سبيل المثال، تُدرّس مادة "الأديان التوحيدية" في المدارس بواسطة مدرسين علمانيين يقفون على مسافة واحدة من جميع المعتقدات.
-* أما الأنظمة الشمولية، خاصة بعد سقوطها المدوي، أو تلك التي تتشبث بأحكام دكتاتورية أو عسكرية، فقد فتحت أبوابها لتمكين الكنائس والمساجد، التي رضيت تمامًا بالمعادلة طالما أن الهدف الأسمى فيها هو السيطرة على المال العام والخاص، وليس تحقيق العدالة التي بشرت بها الأديان ومعاملاتها الحميدة.
نأتي الآن إلى محاولات عبد الله علي إبراهيم المخادعة! ولعله يدرك أن ما ذهب إليه القائد عبد العزيز الحلو، وما أثبته ميثاق التأسيس السوداني في تعريف علمانية الدولة، لم يكن سوى تحقيق لحلم تاريخي لشعوب السودان التي تؤمن بحقها المتساوي في الحياة الكريمة.
إن "علمانية التأسيسيين" ليست أكثر من خطوة نحو القضاء على أوهام الهيمنة، وإسقاط المشاريع التي زيفت مقاصد الأديان الإنسانية، وكان آخرها—وأبشعها—مشروع الحركة الإسلامية السودانية.
نواصل…
د. أحمد التيجاني سيد أحمد
٣ مارس ٢٠٢٥ – نيروبي، كينيا
ahmedsidahmed.contacts@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
نجم "أم الكروم".. رحيل الفنان الأردني إبراهيم أبو الخير
توفي الفنان الأردني إبراهيم أبو الخير، صباح اليوم الأربعاء، عن عمر ناهز 74 عاماً بعد معاناة طويلة مع المرض.
ونعى الفنان زهير النوباني الراحل بكلمات مؤثرة، عبر حسابه على "فيس بوك" قائلاً: "انتقل إلى رحمة الله صباح هذا اليوم الزميل الفنان ابراهيم أبو الخير بعد معاناة من المرض، قدم الكثير من الأعمال الفنية الناجحة، أرجو الله أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جنانه".
وإبراهيم أبو الخير، المولود عام 1950، هو ممثل ومدير إنتاج أردني بارز، عضو في نقابة الفنانين الأردنيين، خلال مسيرته الفنية الطويلة، قدّم أكثر من 250 عملاً فنياً، شملت مسلسلات ومسرحيات تركت بصمة واضحة في المشهد الفني الأردني.
من أبرز أعماله مسلسل "رياح السموم" ومسرحية "ميت في إجازة"، كما اشتهر بأدوار الشر التي تحمل طابعاً كوميدياً، مثل دوره في مسلسل "أم الكروم" بشخصية "صبري".
ويعد أبو الخير أحد الأسماء المؤثرة في الساحة الفنية الأردنية، حيث ساهم في تطوير الدراما المحلية وترك بصمة فنية لن تُمحى من ذاكرة المشاهدين.