سودانايل:
2025-04-08@06:30:19 GMT

الغُربَال

تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT

والنّفسُ في ضيقِها ذاك الذي لم يبدُ سبيلٌ لِتراجُعِه؛ كُنتُ أقرأُ مقالاً لكاتبٍ مرموق ، أو هكذا حسِبتُهُ ، من داخل أجتماع نيروبي ؛ ذلك الإجتماع الذي أتى خِنجَراً في خاصِرَةِ الوطن بِقَضِّهِ السوداني وقضيضِهِ الأفروكيني. كانت عينايَ تتّسِعان من هولِ ما أرى ومع كُلّ كلمه وعبارَه لم تكُن مُعتادَه في نَكهَتِها أو جَرسِها أو وَقعِها على أُذُنَي لِما عَهِدتُهُ عن كاتِبِها.

سارَعتُ إلى أحد قروباتنا متسائلاً ( ألَم يَكُن فُلانٌ من مُساندي الثوره؟ ) لتأتيني الإجابه من أحد الشباب في سُرعَةٍ مُذهِلَه ، الإجابه التي أراحَتني ليتراجَع مستوى الضغط النفسي إلى الطبيعي ( دا ما الغُربال يا عَمّك ).

تذكّرتُ وأنا أجولُ بِنَاظِري داخل تلك القاعه التي تغَنّى كابلي بإسمِ صاحِبِها ذاتَ عِزٍّ غَابِر ، وتذكّرتُ سيادةً رحَلَت مع ذلك الزمان. سيادةً أخرَجَ صاحِبُها منديلَهُ ولَفّهُ حول قلَمَهُ ووضعَهُ أمامَهُ كأجمَل عَلَم رافِضاً تبعيّةَ بِلادِهِ لأي دوله أو بقائها تحتَ سُلطَة أيّ دَولَه ، وكما سقطت هذه القاعه في الوحل متنكّرةً لإسمِ صاحِبِها ومَجدِه ها هيَ ( بعض ) الشخصيات تفعل وهي تقفزُ في الوحل بِعُيونِ القِطَطِ الوَليدَه فَتُسَهّل عمل ذلك الغربال. وتذكّرتُ الوجوه التي حكَمَتنا عند الإنتقال وتتواجد الآن داخل هذه القاعه أو كانت مُتَحالِفَه معَها وهي تَنفُث سُموم العنصُرِيّه والأحقاد البغيضه تجاه بقية أهل الوطن. تذكّرت سيّده جليله تنازلت عن مقعَدٍ سيادي ، كانَت قد أُختيرَت لَهُ ، لأحَدِهِم ( أحَد غُلاة الإنفِصال الآن ) بعد أن قالت في حَقّهِ ما لم يَقُلهُ مالك في الخمر ولم يُناقشها أحد ولم يُلفَت نظرها إلى خطورة الكُرسي وأنّ اختيارَها أتى كشأنٍ عام يَخُصُّ صاحِبَهُ ومن ثَمّ يهُم الوطن وليست دعوه خاصه لِحَفلٍ ما حتّى يتمّ التنازُل عَنه.

إصطَفّ القَوم ، في لا وقارِهِم ذاك ، يتقافَزونَ و يُهَلِّلونَ لعبد الرحيم دقلو فَرِحين بما رأوهُ مِنْهُ وجُنودُهُ من خَرابٍ وقتلٍ وحرقٍ واغتصابٍ وجَهلٍ فَوقَ جهلِ الجاهٍلينا بعضُهُم رأى كُلُّ ذَلِكَ في أهلِهِ والبعضُ كانوا هُم جُنودَ المُجرِم و ( كِلاهُما ) جَمَعَتهُم تلك القاعَه في ذلك اليوم الحامض ! .. ثُمّ وترتفعُ عقائرُهُم بالتهليل والتصفيق ( للسيّده ) تراجي وهي تُحدّثُهُم عن ( فُحولَة ) أهلِها ورِجالِهِم وهُم يُشعِرونَ سيّداتَنا بِأُنوثَتِهِنّ ! ليَعتَذِر ( الوَحَل ) الذي سقَطوا فيه ويمضي ليُحَدِّثَ عن إحتياجِهِم لحَضيضٍ أكثَرَ سوءاً لِيُغرِقهُم ومُتَحَدّثيهُم فيه.

نفس خطاب الجنجويد الدخيل على حياتنا. ظللنا نستمع اليهم وهم ينهبون ويدمرون ويغتصبون. نفس الأذى الذي لا تصِفّهُ الكلمات مهما انحدرت إلى دَرَكِها السحيق هو ما رأيناهُ سلوكاً وحديثاً وحُضوراً لتلك الجماعه التي تريد أن تحكم هذا الوطن العظيم والتي قالَت ، والعِزَّةُ بالإثمِ تأخُذُها إلى غياباتِها ، أنّهُمُ الآن لا يَنقُصُهُم سِوى الطيران لِتَنبَري لهُم أحدى سيّداتِنا بالقول إنّ الذي ينقُصُكُم ليس فقط الطيران ولكن ينقصُكُم الطيب صالح والمحجوب وعبد الله الطيب وكابلي والحردلو ووردي .. ونَحنُ وإن كُنّا نندَهِش لمُجرّد حضور البعض لهذا الإجتماع لِما عَهِدناه عنهُم أو لِما تظاهَروا به مِن إصطفافٍ الى جانبِ الثوره وإنحياز للمبادئِ الإنسانيةِ الكريمه يشاءُ اللهُ أن يَركُمَ الخبيثَ إلى بَعضِه ويسقُط هؤلاءِ إلى جانبِ الآخرين عندما نعلم أنّهم تمّ شراءهُم بأموال دقلو المنهوبه من أفواهِ الجوعى من أبناءِ شعبنا. .. وبعضهُم ينتمون لل ( زُرقَه ) الذينَ ظَلّوا مُحترمين في الدوله السودانيه حتّى أبادَهُم مُن على وَجهِ الأرض حميدتي وأهلُهُ مِن أعراب الشتات فنَسوا أن نفس المصير سوف يكون في انتظارِهِم.

وأنتُم تقولون أنّكُم تُريدون إعادة الديمقراطيه لشعب السودان نقولُ لَكُم أنّنا لا ننتظر إصلاحاً من أيادٍ آثِمَه مًجرِمَه قَتَلَت وأبادَت واغتَصَبَت ونَهَبَت وأهانَت .. نحنُ شَعبٌ لا يُنهَر ولا يَنسى ولَن نَغفِر.

melsayigh@gmail.com

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: صاح ب ه ه التی

إقرأ أيضاً:

وفاة النائبة رقية الهلالي عضو مجلس النواب عن حزب حماة الوطن

أعلن حزب حماة الوطن وفاة النائبة رقية الهلالي، عضو مجلس النواب عن الحزب.

ونعت قيادات وكوادر وأعضاء حزب حماة الوطن وفاة النائبة رقية الهلالي عضو مجلس النواب عن حزب حماة الوطن.. إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ.

يشار إلى أن النائبة رقية الهلالي، عضو مجلس النواب عن محافظة سوهاج، وانتخبت بنظام القائمة، كما أنها عضوا بلجنة القيم بالمجلس ولجنة الإسكان والمرافق العامة والتعمير كذلك.

مقالات مشابهة

  • وفاة والد الطفلة الذي ضهر في فيديو وهو يعذب ابنته إثر تعذيبه من المساجين
  • البشير وبكری، السجين والطليق !!
  • الفراج: أين الهلال سفير الكرة السعودية الذي لا يصمد أمامه احد
  • اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت
  • فال كيلمر.. نجم باتمان الذي رحل صامتا
  • وفاة النائبة رقية الهلالي عضو مجلس النواب
  • وفاة النائبة رقية الهلالي عضو مجلس النواب عن حزب حماة الوطن
  • لا تعبثوا بالأوطان
  • الوطن والمواطن.. خط أحمر
  • وطنٌ مُعلَّقٌ على حافَّةِ النِّسيانِ