سودانايل:
2025-03-06@12:41:33 GMT

الغُربَال

تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT

والنّفسُ في ضيقِها ذاك الذي لم يبدُ سبيلٌ لِتراجُعِه؛ كُنتُ أقرأُ مقالاً لكاتبٍ مرموق ، أو هكذا حسِبتُهُ ، من داخل أجتماع نيروبي ؛ ذلك الإجتماع الذي أتى خِنجَراً في خاصِرَةِ الوطن بِقَضِّهِ السوداني وقضيضِهِ الأفروكيني. كانت عينايَ تتّسِعان من هولِ ما أرى ومع كُلّ كلمه وعبارَه لم تكُن مُعتادَه في نَكهَتِها أو جَرسِها أو وَقعِها على أُذُنَي لِما عَهِدتُهُ عن كاتِبِها.

سارَعتُ إلى أحد قروباتنا متسائلاً ( ألَم يَكُن فُلانٌ من مُساندي الثوره؟ ) لتأتيني الإجابه من أحد الشباب في سُرعَةٍ مُذهِلَه ، الإجابه التي أراحَتني ليتراجَع مستوى الضغط النفسي إلى الطبيعي ( دا ما الغُربال يا عَمّك ).

تذكّرتُ وأنا أجولُ بِنَاظِري داخل تلك القاعه التي تغَنّى كابلي بإسمِ صاحِبِها ذاتَ عِزٍّ غَابِر ، وتذكّرتُ سيادةً رحَلَت مع ذلك الزمان. سيادةً أخرَجَ صاحِبُها منديلَهُ ولَفّهُ حول قلَمَهُ ووضعَهُ أمامَهُ كأجمَل عَلَم رافِضاً تبعيّةَ بِلادِهِ لأي دوله أو بقائها تحتَ سُلطَة أيّ دَولَه ، وكما سقطت هذه القاعه في الوحل متنكّرةً لإسمِ صاحِبِها ومَجدِه ها هيَ ( بعض ) الشخصيات تفعل وهي تقفزُ في الوحل بِعُيونِ القِطَطِ الوَليدَه فَتُسَهّل عمل ذلك الغربال. وتذكّرتُ الوجوه التي حكَمَتنا عند الإنتقال وتتواجد الآن داخل هذه القاعه أو كانت مُتَحالِفَه معَها وهي تَنفُث سُموم العنصُرِيّه والأحقاد البغيضه تجاه بقية أهل الوطن. تذكّرت سيّده جليله تنازلت عن مقعَدٍ سيادي ، كانَت قد أُختيرَت لَهُ ، لأحَدِهِم ( أحَد غُلاة الإنفِصال الآن ) بعد أن قالت في حَقّهِ ما لم يَقُلهُ مالك في الخمر ولم يُناقشها أحد ولم يُلفَت نظرها إلى خطورة الكُرسي وأنّ اختيارَها أتى كشأنٍ عام يَخُصُّ صاحِبَهُ ومن ثَمّ يهُم الوطن وليست دعوه خاصه لِحَفلٍ ما حتّى يتمّ التنازُل عَنه.

إصطَفّ القَوم ، في لا وقارِهِم ذاك ، يتقافَزونَ و يُهَلِّلونَ لعبد الرحيم دقلو فَرِحين بما رأوهُ مِنْهُ وجُنودُهُ من خَرابٍ وقتلٍ وحرقٍ واغتصابٍ وجَهلٍ فَوقَ جهلِ الجاهٍلينا بعضُهُم رأى كُلُّ ذَلِكَ في أهلِهِ والبعضُ كانوا هُم جُنودَ المُجرِم و ( كِلاهُما ) جَمَعَتهُم تلك القاعَه في ذلك اليوم الحامض ! .. ثُمّ وترتفعُ عقائرُهُم بالتهليل والتصفيق ( للسيّده ) تراجي وهي تُحدّثُهُم عن ( فُحولَة ) أهلِها ورِجالِهِم وهُم يُشعِرونَ سيّداتَنا بِأُنوثَتِهِنّ ! ليَعتَذِر ( الوَحَل ) الذي سقَطوا فيه ويمضي ليُحَدِّثَ عن إحتياجِهِم لحَضيضٍ أكثَرَ سوءاً لِيُغرِقهُم ومُتَحَدّثيهُم فيه.

نفس خطاب الجنجويد الدخيل على حياتنا. ظللنا نستمع اليهم وهم ينهبون ويدمرون ويغتصبون. نفس الأذى الذي لا تصِفّهُ الكلمات مهما انحدرت إلى دَرَكِها السحيق هو ما رأيناهُ سلوكاً وحديثاً وحُضوراً لتلك الجماعه التي تريد أن تحكم هذا الوطن العظيم والتي قالَت ، والعِزَّةُ بالإثمِ تأخُذُها إلى غياباتِها ، أنّهُمُ الآن لا يَنقُصُهُم سِوى الطيران لِتَنبَري لهُم أحدى سيّداتِنا بالقول إنّ الذي ينقُصُكُم ليس فقط الطيران ولكن ينقصُكُم الطيب صالح والمحجوب وعبد الله الطيب وكابلي والحردلو ووردي .. ونَحنُ وإن كُنّا نندَهِش لمُجرّد حضور البعض لهذا الإجتماع لِما عَهِدناه عنهُم أو لِما تظاهَروا به مِن إصطفافٍ الى جانبِ الثوره وإنحياز للمبادئِ الإنسانيةِ الكريمه يشاءُ اللهُ أن يَركُمَ الخبيثَ إلى بَعضِه ويسقُط هؤلاءِ إلى جانبِ الآخرين عندما نعلم أنّهم تمّ شراءهُم بأموال دقلو المنهوبه من أفواهِ الجوعى من أبناءِ شعبنا. .. وبعضهُم ينتمون لل ( زُرقَه ) الذينَ ظَلّوا مُحترمين في الدوله السودانيه حتّى أبادَهُم مُن على وَجهِ الأرض حميدتي وأهلُهُ مِن أعراب الشتات فنَسوا أن نفس المصير سوف يكون في انتظارِهِم.

وأنتُم تقولون أنّكُم تُريدون إعادة الديمقراطيه لشعب السودان نقولُ لَكُم أنّنا لا ننتظر إصلاحاً من أيادٍ آثِمَه مًجرِمَه قَتَلَت وأبادَت واغتَصَبَت ونَهَبَت وأهانَت .. نحنُ شَعبٌ لا يُنهَر ولا يَنسى ولَن نَغفِر.

melsayigh@gmail.com

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: صاح ب ه ه التی

إقرأ أيضاً:

رئيس “دفاع النواب”: مقترح إدارة مصر لقطاع غزة فخ لن نقع فيه

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد اللواء أحمد العوضي رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، ونائب رئيس حزب حماة الوطن، أن اقتراح زعيم المعارضة الإسرائيلي يائير لبيد مرفوض، وذلك  لأنه يهدف إلى توريط الدولة المصرية والجيش المصري للإنخراط في الصراع بين المقاومة وقوات الاحتلال، موضحًا أنه في هذه الحالة ستكون مصر المسؤولة عن تأمين القطاع وحماية المصريين المتواجدين به في حالة حدوث أي صراع.

وأشار نائب رئيس حزب حماة الوطن، في تصريحات خاصة للبوابة نيوز ، إلى أن  السلطة الفلسطينية هي المسيطرة و المسؤولة عن إدارة قطاع غزة ، ومصر لن تكون طرف في هذا الأمر ولن تتدخل في الشؤون الداخلية وليست مسؤولة عن توفير الأمن داخل القطاع .

 

مقالات مشابهة

  • ما الذي يميز شهر رمضان لدى مسلمي إثيوبيا؟
  • إفطارهم فى الجنة.. عامر عبد المقصود بين الشهادة والواجب روح لا تموت
  • وحدة الوطن
  • ما الذي يجعل القطايف مقرمشة؟‎
  • رئيس “دفاع النواب”: مقترح إدارة مصر لقطاع غزة فخ لن نقع فيه
  • رواد عُمان.. طيور مهاجرة
  • العراق يتلقى دعوة للمشاركة في أكسبو 2027 الذي ستنظمه صربيا
  • محمد الأشمر.. من هو الثائر السوري الذي تحدى الفرنسيين؟
  • الدور المصري الذي لا غنى عنه