واشنطن- لا تتوقف جهود الحشد الإنجيلي، الداعم لإسرائيل لأسباب عقائدية، الضاغطة على البيت الأبيض لجني المزيد من المكاسب لإسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني، دون الاكتراث بالحقوق العربية المشروعة، وسط تجاهل الاعتبارات التاريخية والقانونية والإنسانية المشروعة.

ويقود الحراك الإنجيلي المطالب بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على أراضي الضفة الغربية -باستخدام اللفظ العبري يهودا والسامرة- الكثير من المؤسسات والمنظمات والكنائس الإنجيلية، وتعد منظمة "القادة المسيحيين الأميركيين من أجل إسرائيل" (ACLI) إحدى أهم هذه الجهات الضاغطة بهذا الاتجاه.

وتؤمن هذه المنظمة وغيرها بـ"حق الشعب اليهودي في يهودا والسامرة" باعتبارها "معقل إسرائيل التوراتي"، وسبق ووقع 3000 من القادة الدينيين وثيقة سلموها للرئيس الأميركي دونالد ترامب أثناء حملته الانتخابية الرئاسية تطالبه بدعم ضم إسرائيل للضفة الغربية.

وفي تجمع عُقد أمس الثلاثاء بمدينة دالاس بولاية تكساس، أكدت المنظمة "على حق الشعب اليهودي غير القابل للتصرف في يهودا والسامرة" أي الضفة الغربية، حيث يمثل هذا الإعلان -الذي يدعمه أكثر من 200 قس مسيحي وقادة تنظيميين- موقفا موحدا يمثل ملايين المسيحيين الأميركيين، الذين يدافعون عن سيادة إسرائيل على موطن أجدادها.

إعلان

وجاء الاجتماع تزامنا مع قرب إصدار ترامب قراره حول مستقبل الضفة الغربية، حيث سبق أن رد على سؤال وجه له بتاريخ 5 فبراير/شباط الماضي حول احتمالية الاعتراف بضم إسرائيل للضفة الغربية، قائلا إنه "سيصدر إعلانا بشأن هذه المسألة في غضون 4 أسابيع تقريبا"، حيث تنتهي هذه المهلة اليوم الأربعاء 5 مارس/آذار.

دين انتخابي

حشدت المنظمة جهود الإنجيليين على مدى العقد الماضي -خاصة بين كبار القادة المسيحيين- للدفاع عن إسرائيل خلال اللحظات الحاسمة بالعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث قامت منذ تأسيسها عام 2015 بتسخير النفوذ الجماعي للحركات والكنائس الإنجيلية لدعم إسرائيل، وزيادة الوعي حول ما يعتبرونه "تهديدات من الدول المجاورة"، أو من الفلسطينيين، أو حتى داخل الولايات المتحدة، متمثلا في ظاهرة "معاداة السامية".

ويذكر موقع المنظمة أن جهودها "ساعدت في تأمين التزام دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل"، وفي أعقاب هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، اتخذت المنظمة التي تترأسها السيدة سوزان مايكل، منحى أكثر حسما تجاه ضرورة اعتراف أميركا بسيادة إسرائيل على كامل الضفة الغربية.

وتستغل هذه المنظمات ضخامة صوتها الانتخابي لخدمة أهداف إسرائيل، فبدون أصوات الإنجيليين المسيحيين البروتستانت ما كان يمكن للرئيس دونالد ترامب الفور بانتخابات 2024 أو حتى انتخابات 2016.

وتمثل كتلة الإنجيليين ما نسبته 41% من إجمالي الناخبين الأميركيين، ويمكن تصنيف هذه الكتلة الذي تصل نسبة دعم ترامب بينها إلى ما يقرب من 72% ككتلة بيضاء محافظة في أغلبها، تؤمن بحق إسرائيل الإلهي في كل أراضي فلسطين، بما فيها الضفة الغربية ومدينة القدس.

وترتفع هذه النسبة لتصل إلى 81% بين الإنجيليين البيض، وبين متبعي طائفة "البنتوكوستاليزم"، وليس من المستغرب أن تطالب هذه الفئة ترامب برد الجميل، ممثلا في ضرورة اعترافه بسيادة إسرائيل على كل الضفة الغربية، كما سبق وفعل الشيء نفسه مع مدينة القدس ومرتفعات الجولان.

إعلان جهد إنجيلي منظم

يروج الإنجيليون لعدد من الادعاءات التي تكتسب زخما بين المتدينين المسيحين الغربيين داخل وخارج الولايات المتحدة، وتعد منظمة "أصدقاء صهيون" إحدى الجهات الفعالة لدفع ترامب باتخاذ قرار دعم ضم إسرائيل للضفة الغربية، وهي مؤسسة غير ربحية مقرها مدينة فينيكس بولاية أريزونا، ويترأسها الدكتور مايكل إيفانز.

وتذكر المنظمة أنها "موجودة لحراسة الشعب اليهودي والدفاع عنه وحمايته والصلاة من أجل سلام القدس"، وتذكر أيضا "نحن ملتزمون بتشجيع الآخرين على الصلاة من أجل سلام أورشليم وشعب الله المختار".

ويقول رئيسها إيفانز "أعطى الإنجيليون ترامب الرئاسة، وهو سيدعم موقفنا مما جاء في الكتاب المقدس، ولهذا السبب اختار مايك هاكابي سفيرا في القدس، وهو الذي يدعم السيادة الإسرائيلية على يهودا والسامرة"، وادعى إيفانز في حديث لشبكة فوكس الإخبارية أن منظمته تضم 30 مليون عضو من مختلف دول العالم.

ويؤكد إيفانز أن الإنجيليين يدعمون إسرائيل "لأنهم يؤمنون بالوضوح الأخلاقي، الخير مقابل الشر، فهم أصدقاء صهيون، إنهم يرون اليهود يقتلون لأنهم يهود، وليس بسبب الأرض".

في حين يقول القس جون هاجي، رئيس مجلس إدارة "المسيحيين المتحدين من أجل إسرائيل" وهي إحدى أهم المؤسسات الإنجيلية الداعمة لإسرائيل، إن الإنجيليين "يعرفون أن إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب سيحافظ دائما على كلمته لبني إسرائيل من البداية إلى النهاية، والكتاب المقدس وثيقة صهيونية تفرض على جميع المؤمنين الوقوف مع إسرائيل وشعبها ومباركتهم".

ويضيف القس المقرب من ترامب ""منذ ما يقرب من نصف قرن، كنت أعظ برسالة مفادها أن إسرائيل لا تحتل الأرض، وإسرائيل تمتلك الأرض، والتي تم تسجيل سند ملكيتها في صفحات الكتاب المقدس، لقد وهبها الله الأرض للشعب اليهودي إلى الأبد".

الاحتلال مستمر في تدمير المنازل بشكل جزئي وكامل في المخيمات شمال الضفة الغربية (الجزيرة) أرض مسلوبة

جدير بالذكر أن اتفاق أوسلو الموقع عام 1993 بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وبرعاية وصياغة أميركية في عهد إدارة الرئيس السابق بيل كلينتون، قسمت الضفة الغربية إلى 3 مناطق: مناطق (أ) تحت الولاية الفلسطينية الكاملة، ومناطق (ب) تحت الإدارة المدنية الفلسطينية والسيطرة الأمنية الإسرائيلية، ومناطق (ج) تحت السلطة الإسرائيلية الكاملة.

إعلان

وطورت خطة ترامب لسلام الشرق الأوسط -والتي عُرفت بـ"صفقة القرن"- ضم إسرائيل أجزاء إضافية من أراضي الضفة الغربية، ولكن تم تأجيلها بعد التوصل للاتفاقيات الإبراهيمية مع عدد من الدول العربية.

ويقوم الجيش الإسرائيلي بشن عمليات ضخمة داخل مدن الضفة، وقام مؤخرا بتهجير قسري لأكثر من 60 ألف شخص من سكان مخيم جنين، وقتل ما لا يقل عن ألفي فلسطيني خلال العام الأخير داخل مدن ومخيمات الضفة الغربية الواقعة نظريا تحت حكم السلطة الفلسطينية.

من جهتها، تعول الجمعيات والقادة الإنجيليون على دعم إدارة ترامب، خاصة كونها تضم مسؤولين مرتبطين بشدة بإسرائيل، ويؤمنون بـ"حقها التوراتي" في هذه الأراضي، التي يعيش فيها بالفعل وفي مستوطنات غير شرعية ما يزيد عن نصف مليون يهودي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان یهودا والسامرة الضفة الغربیة إسرائیل على من أجل

إقرأ أيضاً:

وثائق تكشف الخلافات الغربية حول أوكرانيا وويتكوف يلتقي بوتين

أفادت وكالة رويترز بأنها اطلعت على وثائق تظهر معارضة مسؤولين أوكرانيين وأوروبيين لمقترحات أميركية بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا، فيما اجتمع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الجمعة لمواصلة المساعي الدبلوماسية لوقف القتال.

وكشفت المقترحات التي قُدمت خلال محادثات بين مسؤولين أميركيين وأوروبيين وأوكرانيين في باريس يوم 17 أبريل/نيسان الجاري، وفي لندن يوم 23 من الشهر نفسه عن خفايا الجهود الدبلوماسية المكوكية على ضوء جهود الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتوصل إلى نهاية للحرب قريبا.

وتتعلق الاختلافات الرئيسية بين الوثيقتين الأميركية، والأوروبية الأوكرانية، بقضايا الأرض ورفع العقوبات عن روسيا والضمانات الأمنية وحجم الجيش الأوكراني، وفقا لما نقلته رويترز.

القرم

في قضية الأرض، تدعو الوثيقة الأميركية إلى الاعتراف بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، والاعتراف أيضا بالسيطرة الروسية على مناطق في جنوب وشرق أوكرانيا بحكم الأمر الواقع.

في المقابل، تؤجل الوثيقة الأوروبية الأوكرانية مناقشة قضية الأرض بالتفصيل إلى ما بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار، ولم تأت على ذكر الاعتراف بسيطرة روسيا على أي أراض أوكرانية.

إعلان

الضمانات وعضوية الناتو

وفيما يتعلق بأمن أوكرانيا على المدى البعيد، تنص الوثيقة الأميركية التي أعدها ويتكوف على حصول أوكرانيا على "ضمانات أمنية قوية" من الدول الأوروبية وغيرها من الدول الصديقة.

ولا تقدم الوثيقة أي تفاصيل أخرى بهذا الشأن، لكنها أشارت إلى أن كييف لن تسعى إلى الانضمام لحلف شمال الأطلسي (ناتو).

وجاءت الوثيقة المقابلة أكثر تحديدا، ونصت على أنه لن تكون هناك حدود للقوات الأوكرانية ولا قيود على نشر حلفاء أوكرانيا قوات عسكرية على أراضيها، وهو ما سيثير غضب روسيا على الأرجح.

وتقترح الوثيقة أيضا منح دول -من بينها الولايات المتحدة- ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا من خلال "اتفاقية على غرار المادة الخامسة" في إشارة إلى مادة الدفاع المشترك في ميثاق حلف الناتو.

العقوبات والتعويضات

وفيما يتعلق بالإجراءات الاقتصادية، تقول الوثيقة الأميركية: إن العقوبات المفروضة على روسيا منذ ضمها شبه جزيرة القرم سترفع ضمن الاتفاق الذي لا يزال قيد المناقشة.

في المقابل، تتضمن الوثيقة الأوروبية الأوكرانية "تخفيفا تدريجيا للعقوبات بعد إحلال سلام دائم"، وتشير إلى إمكانية إعادة فرض العقوبات إذا انتهكت روسيا بنود اتفاق السلام.

وتقترح الوثيقة نفسها حصول كييف على تعويضات مالية عن الأضرار التي لحقت بها في الحرب من الأموال الروسية المجمدة في الخارج.

وذكرت وثيقة ويتكوف أيضا أن أوكرانيا ستحصل على تعويضات مالية لكنها لم تذكر مصدر الأموال.

محادثات ويتكوف وبوتين تمثل "لحظة مهمة" كما وصفها ترامب (الفرنسية) محادثات ويتكوف وبوتين

وفي سياق الحراك الدبلوماسي الأميركي، اجتمع ويتكوف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو اليوم الجمعة، فيما وصفها الرئيس ترامب بأنها لحظة مهمة في جهود إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وأظهر مقطع فيديو نشره الكرملين كلا من ويتكوف وبوتين وهما يتصافحان ويتبادلان المجاملات قبل الجلوس إلى طاولة بيضاء.

إعلان

ورافق بوتين مستشاره للسياسة الخارجية يوري أوشاكوف والمبعوث الخاص المعني بشؤون الاستثمار كيريل ديمترييف.

وتأتي زيارة ويتكوف الأحدث إلى موسكو بعد يوم من انتقاد ترامب لهجوم شنته روسيا بالصواريخ والطائرات المسيّرة على كييف وأسفر عن مقتل 12 شخصا على الأقل، وكتب ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي: "فلاديمير.. توقف!".

بيد أن الرئيس الأميركي قال، في تصريحات صحفية أمس الخميس، إن "الأيام القليلة المقبلة ستكون بالغة الأهمية، هناك اجتماعات تُعقد الآن، وأعتقد أننا سنبرم اتفاقا، وأننا نقترب كثيرا من ذلك".

مقالات مشابهة

  • برلماني: تصريحات ترامب عن قناة السويس مساس بسيادة مصر ولن نقبل بها
  • حسن خريشة لـعربي21: هذا سر تمسك السلطة الفلسطينية بالاتفاقيات مع إسرائيل
  • اندلاع حرائق كبيرة في منطقة وادي القلط شرقي الضفة الغربية
  • حصار مشدد لليوم الـ90 في طولكرم ومخيماتها واعتقالات واسعة في عموم الضفة الغربية
  • شبكات الطرق الاستيطانية في الضفة الغربية بنية تحتية لفرض الضم
  • تصعيد مستمر للاحتلال في مدن الضفة الغربية 
  • البابا تواضروس: أوضاع المسيحيين في مصر تشهد تحسنًا ملموسًا بكل المستويات
  • وثائق تكشف الخلافات الغربية حول أوكرانيا وويتكوف يلتقي بوتين
  • صحيفة عبرية: المخطط الإسرائيلي لضم الضفة الغربية أصبح واقعا
  • نيويورك تايمز: مقترح أمريكي للاعتراف بالقرم جزءًا من روسيا