تقوم المرحلة الراهنة في لبنان على معادلات واضحة يمكن تقسيمها الى قسمين: الأول هو المسار الذي يسلكه "حزب الله" في احتواء للهجوم الغربي، الاميركي والاوروبي، والعربي عليه، وهذا السلوك الهادىء قد يستمرّ لعدّة أشهر وربّما إلى ما بعد الاستحقاق النيابي المُقبل. ولعلّ الأمر مردّه  الى عدّة أسباب أهمّها واقع "الحزب" نفسه اليوم إضافةً إلى التحولات الحاصلة في المنطقة.



 اما القسم الثاني فيتركّز على محاولة خصوم "حزب الله" تكريس مكاسب سياسية وسلطوية في اللحظة التي يستشعرون فيها أن "الحزب" بدأ يترك فراغاً كبيراً في الداخل اللبناني سعياً الى تنظيم أولوياته في هذه المرحلة. وعليه فإنّ بين هذين الخطّين ستسير الحياة السياسية في لبنان التي قد تتعثّر في لحظة ما وتدخل في صدامٍ كبير. 

من المؤكد أن تعامل خصوم "حزب الله" معه على قاعدة "الهزيمة الكبرى" يدخل ضمن إطار الحسابات الخاطئة، إذ وبالرغم من الانتكاسة العسكرية التي ألمّت به، لا يمكن أن يقاس ذلك بالنسبة الى الساحة السياسية اللبنانية، فما خسره "الحزب" سواء من كوادر أو من قدرات لا يؤثّر عملياً على واقع الداخل اللبناني، حيث إنّ حجم "الحزب" وقدراته وواقعه الشعبي يؤكد مكانته التي لا يمكن لأحد مزاحمته عليها.

 أمام هذا الواقع الذي قد لا يكون خصوم "الحزب" محيطين به جيداً، وأمام الهجوم المُمنهج الذي يواجهه مع بيئته يبدو أنّ الساحة اللبنانية ستكون أمام تحدٍّ خطير حيث يسير خصوم "الحزب"  على حافة الهاوية، إذ إن الشارع قد ينفجر في لحظة ما دون قرار واضح من قياداته وهذا الأمر بطبيعة الحال سيؤدي إلى أحد أمرين؛ إما تبنّي "حزب الله" لهذا الانفجار والمُضيّ فيه حتى النهاية بهدف قلب الطاولة على خصومه أو ترك الأمور تتفلّت نحو فوضى شاملة يكون هو المُستفيد منها في عدّة جوانب. 

الأسابيع المقبلة ستكون كفيلة بتوضيح المشهد وحاسمة في معرفة المسار السياسي والأمني في البلاد، وذلك في ظلّ الواقع الاقليمي المتغير بشكل متسارع وعدم التطابق في الرؤى بين الأميركيين وحلفائهم العرب وسط اندفاعة اسرائيلية فاقعة تجاه المنطقة. 
كل ذلك قد يتبدّل بين لحظة وأخرى خصوصاً أن خطّة ضرب إيران قد تكون مفتاح التحوّل ايجاباً أو سلباً وترتدّ حتماً على مختلف الساحات.
  المصدر: خاص لبنان24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

ما هي الرسائل السياسية التي تحملها زيارة الرئيس اللبناني إلى السعودية اليوم؟

يزور رئيس الجمهورية جوزف عون اليوم المملكة العربية السعودية في أول زيارة خارجية له، لذلك تحمل معاني الزيارة رمزية محددة حيث تنطلق صفحة جديدة من العلاقات اللبنانية-السعودية، منهية مرحلة من الجفاء السعودي تجاه لبنان لأسباب باتت معروفة.

واستبق الرئيس عون الزيارة بتصريحات لافتة حيث أعلن عن ضرورة توطيد العلاقات العربية الداخلية وعدم إيذاء أية دولة لأي من أشقائها العرب.

والأكثر من ذلك أن الرئيس عون عبّر بلغة لبنان الجديد والذي تريد الدول العربية ودول العالم سماع اللغة الجديدة للمسؤولين اللبنانيين ليس فقط تجاههم. بل أيضاً في ما خص الوضع اللبناني الداخلي وسيادة لبنان الفعلية على كامل الأراضي وبسط سلطة الدولة وتنفيذ القرارات الدولية والقيام بالإصلاحات اللازمة ومحاربة الفساد. مشيراً إلى أن قرار السلم والحرب هو في يد الدولة.

ثم في عدم استعداد لبنان لأن يتحمل النزاعات الخارجية على أرضه. كما أن اللغة الجديدة تتحدث عن دور الجيش اللبناني في حماية لبنان واللبنانيين، وفي وضع حد للسلاح غير الشرعي، تحت عنوان حصرية السلاح في يد الدولة وحدها.

المملكة والدول العربية، والمجتمع الدولي يريدون تنفيذاً فعلياً للمقومات التي يبنى عليها لبنان الجديد بعد انتخاب الرئيس في التاسع من كانون الثاني الماضي.

وتؤكد مصادر قصر بعبدا ل”صوت بيروت انترناشونال”، أن الرئيس عون سيعبر عن شكره للمملكة للدور الذي قامت به في لبنان ولمساعدته على انجاز استحقاقاته الدستورية وتقديره لوقوف السعودية الدائم إلى جانب لبنان والشعب اللبناني.

وأشارت المصادر، أن الزيارة ستبلور صفحة جديدة من عودة لبنان إلى أشقائه العرب، لا سيما إلى السعودية، وعودته إلى الحضن العربي، على أن تستكمل تفاصيل متعلقة بالاتفاقيات الثنائية وتوقيعها بعد شهر رمضان المبارك. وبالتالي، لن يكون هناك وفداً وزارياً يرافق الرئيس في الزيارة لتوقيع اتفاقيات. إنما الزيارة تحمل في طياتها رسالة شكر وتقدير واستعادة لهذه العلاقات التاريخية، وإعادة فتح القنوات على كافة المستويات.

إذاً، اللغة الجديدة للمسؤولين اللبنانيين لم تكن لتحصل لولا التغييرات الزلزالية التي أدت إلى انهيار المنظومة الإيرانية-السورية. وفي ظل ذلك شاركت دول الخليج الولايات المتحدة وفرنسا في صياغة الوضع اللبناني والذي يؤمل حسب المصادر باستكماله بتطبيق القرارات الدولية، وإصلاح الدولة والقضاء على الفساد. كلها على سبيل الشروط لمساعدة لبنان. مع أن إسرائيل حالياً باستمرارها بالخروقات تلعب دوراً سلبياً بالنسبة إلى انطلاقة العهد. وهناك انتظار لردة الفعل السعودية على الزيارة، وللمواقف التي ستطلقها خلالها.

وينتقل الرئيس عون إلى القاهرة للمشاركة في القمة العربية الاستثنائية لمناقشة الوضع الفلسطيني. وسيعبر عن الثوابت اللبنانية وعن الإجماع العربي حول ذلك.

موقف لبنان ملتزم مع العرب ومع جامعة الدول العربية، أي حل القضية الفلسطينية وفق مبدأ الدولتين، وعلى أساس المبادرة العربية للسلام التي أقرتها قمة بيروت العربية في العام 2002.

وأوضحت المصادر، أن اتصالات عربية رفيعة المستوى تجرى لحصول موقف موحد يخرج عن القمة

 

مقالات مشابهة

  • لماذا كل هذا الجدل بشأن نزع سلاح حزب الله؟
  • من يوقف حرب الاستنزاف الإسرائيلية ضد حزب الله؟
  • توضيح غير مباشر من حزب الله لتصويب النقاش
  • حزب الله أبلغ المعنيين: لن نسلّم سلاحنا شمال الليطاني
  • الدولة وسلاح حزب الله: تسوية او مواجهة
  • ما هي الرسائل السياسية التي تحملها زيارة الرئيس اللبناني إلى السعودية اليوم؟
  • هل يعود حزب الله من رماد البيجر؟
  • الرئيس اللبناني: أتطلع إلى المحادثات التي سأجريها مع الأمير محمد بن سلمان
  • من هم يعملون يسيرًا.. ويُؤجرون كثيرًا؟