شبكة اخبار العراق:
2025-04-27@23:00:32 GMT

ما زال زيلينسكي يغرق في أوهامه

تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT

ما زال زيلينسكي يغرق في أوهامه

آخر تحديث: 6 مارس 2025 - 11:08 صبقلم: سمير عادل قال جوزيف غوبلز، وزير الدعاية في عهد هتلر (1933 – 1945): “اكذب، ثم اكذب، ثم اكذب، حتى يصدقك الآخرون.” هذا تماما ما فعله التحالف الغربي، بدءا من جو بايدن الرئيس الأميركي السابق، وإيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي، وأولاف شولتز المستشار الألماني، وبوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني السابق، مرورا بخلفه ريشي سوناك، عندما صوّروا وروّجوا للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أنه البطل الذي يدافع عن قلعة الديمقراطية الغربية، متصدّيا لما سمّوه “الإمبريالية الروسية” وأحلام زعيمها فلاديمير بوتين.

بل إن زيلينسكي نفسه صدّق هذه الأكذوبة، فبات يرى أنه هو من حمى أوروبا من الغزو الروسي، بل وأكثر من ذلك، قال للرئيس الأميركي دونالد ترامب إن المحيطات بين أميركا وروسيا لن تحمي الولايات المتحدة من روسيا، مما أثار غضب ترامب. كثيرون هم الذين نفخ الغرب في صورتهم، محوّلا إياهم إلى نمور من ورق، لتمرير مشاريعه الجهنمية على حساب أمن ومعيشة وكرامة الطبقة العاملة والجماهير الكادحة في بلدانهم، بدءا من ليش فاليسا في بولندا، وميخائيل غورباتشوف وبوريس يلتسين في روسيا، وأحمد الجلبي وإياد علاوي ونوري المالكي عرابي الغزو واحتلال العراق، وكذلك أشرف غني الرئيس الأفغاني الهارب، ومحمد رضا بهلوي شاه إيران، وحسني مبارك، والقائمة تطول ولا تنتهي. الدفاع الأوروبي الذي هو في الأساس ظاهري عن الرئيس الأوكراني زيلينسكي، بعد أن حطّم دونالد ترامب ونائبه جي دي فانس صورته أمام العالم، في اللقاء الأخير الذي جمعهم في البيت الأبيض، لا ينبع من حرصهم على أوكرانيا وسيادتها أو عدالة قضيتها، فهذا آخر ما يشغل بال زعماء الدول الأوروبية. بل يعود ذلك إلى سببين رئيسيين: أولا، لم يكن في حسبانهم أن يضعهم ترامب بهذه السرعة أمام أمر واقع، يتمثل في إنهاء الحرب في أوكرانيا وتتويج بوتين بطلا لها، محققا بذلك جميع الأهداف الروسية من الغزو. لقد تجاهلت إدارة ترامب تماما المصالح الأوروبية، وتركتهم بلا وقت كافٍ لإعادة ترتيب أوراقهم مع الكرملين، أو حتى حفظ ماء وجوههم. ثانيا، محاولة إظهار الوحدة بين القادة الأوروبيين، وإن كانت هشة، وحتى إن كانت شكلية ودعائية، هي في الحقيقة لمواجهة سياسة ترامب الحمائية، وابتزازه السياسي والمالي لإبقاء الولايات المتحدة ضمن حلف الناتو. الضجيج الإعلامي الذي يثيره ماكرون وكير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني وشولتز وجورجيا ميلوني رئيسة وزراء إيطاليا ليس سوى محاولة يائسة لكسب الوقت والخروج من المأزق الذي وضعتهم فيه الإدارة الأميركية. وكما خضع القادة الأوروبيون في الاتحاد الأوروبي تدريجيا لسياسة الحرب التي فرضتها إدارة بايدن وحكومة جونسون في بداية الغزو الروسي لأوكرانيا – سواء عبر تشديد العقوبات، أو تقليل الاعتماد على الغاز الروسي، أو تقديم الدعم المالي والعسكري لكييف، أو حتى التغاضي عن تفجير خط السيل الشمالي 2 – فإنهم اليوم يبحثون عن إعداد سيناريو مشابه، ولكن في الاتجاه المعاكس، بهدف النزول من الشجرة التي صعدوا عليها عنوة بدفع من إدارة جو بايدن. إن معضلة الاتحاد الأوروبي وقادته فاقدي البصيرة تكمن في انعدام الأفق السياسي أمامهم، خاصة مع المأزق الذي وجدوا أنفسهم فيه، والمستنقع الذي غرقوا فيه، والذي يُدعى أوكرانيا. ومع هذا فإن القصة تتجاوز أوكرانيا بكثير؛ إنها قصة ما بعد اليوم التالي لانتهاء الحرب. فالطرف الذي ينتصر في أوكرانيا هو من سيرسم الملامح السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية للقارة الأوروبية، تماما كما حدث عقب الحرب العالمية الثانية، عندما كان انتصار الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي كفيلا بإعادة تشكيل أوروبا، حيث تقاسما النفوذ السياسي والاقتصادي والعسكري. إلا أن الفارق الجوهري اليوم هو غياب أيّ مشروع أميركي مماثل لخطة مارشال، بينما تتقدم الإمبريالية الروسية وحدها لتكون لاعبا رئيسيا في رسم مستقبل أوروبا السياسي. وعلى عكس أوروبا، فإن الأفق واضح تماما أمام الطبقة الحاكمة في الولايات المتحدة، التي يقودها اليوم دونالد ترامب، حيث تعتبر أوروبا مجرد تابع، ولا ترى مانعا في تسليم أمنها لروسيا في مقابل تحقيق هدفها الأسمى: فصلها عن الصين، والانفراد بمواجهتها واحتوائها باعتبارها العدو الرئيسي للولايات المتحدة. أما زيلينسكي، فقد ضحى بأمن الشعب الأوكراني وسلامته، مقدما الآلاف من الشباب الأبرياء قرابين لمشروعه القومي الزائف، الذي لم يكن سوى واجهة لمصالح الإمبريالية الأميركية. السيادة التي تبجح بها، والتي ساق من أجلها المجتمع الأوكراني وبنيته الاقتصادية نحو محرقة الحرب، ها هو اليوم يقدّمها على طبق من فضة للإمبريالية الأميركية، عبر السماح لها بالاستحواذ على ثروات أوكرانيا تحت غطاء زائف من “الضمانات الأمنية” التي لم ولن يحصل عليها، سواء من الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي إلا بصيغة تعهد من قبل روسيا كما كان في اتفاقات “مينسك 1″ و”مينسك 2” اللذين ضربا بعرض الحائط من قبل التحالف الغربي وحلف الناتو. إن كراهية بوتين للينين، قائد ثورة أكتوبر 1917، والتي لا يفوّت أي مناسبة قومية دون التعبير عنها، تعود إلى أن الأخير تنازل عن مليون كيلومتر مربع من الأراضي لصالح ألمانيا وعدد من دول أوروبية أخرى من أجل إنهاء الحرب العالمية الأولى، ووضع حد لنزيف الدم. أما زيلينسكي، فقد قدم حياة شباب أوكرانيا ومستقبلهم قربانا لمصالح البرجوازية القومية الأوكرانية، وممثليها السياسيين الفاشيين الفاسدين، الذين ربطوا مصيرهم بمصالح الإمبريالية الغربية، متفوقين حتى على فاسدي العملية السياسية في العراق، الذين جعلوا أنفسهم أداة بيد البرجوازية القومية الإيرانية، مسخّرين لخدمة مصالحها وسياستها التوسعية تحت راية “ولاية الفقيه”. وتثبت مجريات الأمور في أوروبا وأوكرانيا أن مفاهيم السيادة وحقوق الإنسان والديمقراطية لا تساوي شيئا ولا تحمل أي قيمة عندما توضع في كفة الميزان أمام المعادن الأوكرانية والمصالح التوسعية للإمبريالية الروسية والأميركية والفرنسية والألمانية والبريطانية والإيطالية. إنه درس بليغ لأولئك الحمقى من السياسيين الذين يعلّقون آمالهم وأمانيهم دائما على السياسة الأميركية، وعليهم أن يتعلموا منه، ويكفوا عن الترويج لها، والكفّ عن إغراقنا بدعاياتهم الزائفة.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

زيلينسكي: أتفق مع ترامب بشأن عدم قدرة أوكرانيا على استعادة القرم بالقوة

(CNN) -- أقرّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بافتقار بلاده للقوة العسكرية اللازمة لاستعادة شبه جزيرة القرم بالقوة، لكنه حث المجتمع الدولي على مواصلة الضغط على روسيا التي احتلت شبه الجزيرة بشكل غير قانوني منذ 2014.

وقال زيلينسكي، في إحاطة صحفية، الجمعة: "أتفق مع الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب على أن أوكرانيا لا تملك أسلحة كافية لاستعادة السيطرة على شبه جزيرة القرم بقوة السلاح".

وأضاف: "لكن العالم لديه فرص لفرض عقوبات، وضغوط اقتصادية أخرى، وضغوط دبلوماسية للحديث عن هذا، ومناقشة القضايا الإقليمية، ولكن فقط بعد وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط. هذه هي رؤيتنا".

وفي الأسبوع الماضي، كشف البيت الأبيض عن مقترح ينص على اعتراف الولايات المتحدة بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم والأراضي الأوكرانية الإضافية المحتلة منذ بدء الغزو في 2022، وفقا لمسؤول مطلع.

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة: اتفاقية المعادن النادرة مع أوكرانيا ستتم
  • لافروف: أوروبا وزيلينسكي يريدون استغلال خطة ترامب لتعزيز قوة أوكرانيا
  • زيلينسكي: لقائي مع ترامب كان جيداً.. ونأمل أن نصل لنتيجة
  • لافروف: روسيا لا تستطيع الكشف عن تفاصيل محادثات أوكرانيا مع الولايات المتحدة حتى اكتمالها
  • أخبار العالم | أوكرانيا تطرح عرضا بشأن إنهاء الحرب مع روسيا .. زيلينسكي يطالب بضمانات أمنية مشابهة لـ إسرائيل.. ترامب يشترط تنازلات من الصين حتى يلغى الرسوم الجمركية
  • زيلينسكي: أتفق مع ترامب بشأن عدم قدرة أوكرانيا على استعادة القرم بالقوة
  • الرئيس الصيني يعلن عن خطة للاقتصاد الصيني لمواجهة تأثير الحرب التجارية مع الولايات المتحدة
  • زيلينسكي يرد على ترامب.. ويحسم موقف أوكرانيا من القرم
  • الولايات المتحدة تكشف تفاصيل جديدة بشأن الانفجار الذي وقع قرب موقع تراث عالمي في صنعاء
  • لماذا يثير مقترح ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا مخاوف حلفاء أمريكا؟.. مصادر تكشف لـCNN