إطلاق برنامج الحملات الترويجية الخارجية لتعزيز نمو القطاع السياحي
تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT
◄ افتتاح مكاتب تمثيل سياحية جديدة في أسواق استراتيجية
◄ التعاقد مع أكثر من 80 شركة سياحية عالمية لتنفيذ حملات ترويجية
◄ تنفيذ أكثر من 50 حملة إعلامية حول العالم
◄ المشاركة في أكثر من 23 معرضًا سياحيًا وحلقات عمل ترويجية دولية
◄ تنظيم 100 رحلة تعريفية لممثلي الشركات السياحية ووسائل الإعلام العالمية
مسقط- الرؤية
أعلنت وزارة التراث والسياحة، إطلاق برنامجها الطموح للحملات الترويجية الخارجية لعام 2025، وذلك في إطار مشاركتها في معرض بورصة برلين الدولية للسياحة (ITB) بمدينة برلين، واستمرارًا للجهود الترويجية التي تنفذها لتعزيز تواجد سلطنة عُمان على خارطة السياحة العالمية وتعزيز الحركة السياحية.
ويهدف البرنامج إلى تعزيز مكانة سلطنة عُمان كوجهة سياحية عالمية من خلال مجموعة متنوعة من الأنشطة الترويجية في أسواق عالمية رئيسية.
ويشمل البرنامج الترويجي مجموعة من المبادرات الترويجية؛ حيث سيتم فتح مكاتب تمثيل سياحية جديدة في أسواق استراتيجية مثل: الصين، وروسيا، وإسبانيا، والدول اللاتينية، وسنغافورة، وماليزيا، وإندونيسيا، وتايلاند، وهذه الخطوة ستسهم في تعزيز حضور سلطنة عُمان في هذه الأسواق الحيوية وزيادة التفاعل مع السياح من هذه المناطق.
ويتضمن البرنامج التعاقد مع أكثر من 80 شركة سياحية عالمية لتنفيذ حملات ترويجية مشتركة تستهدف أسواقًا رئيسية مثل الصين، والهند، ودول الخليج العربي، وإيطاليا، وفرنسا، وألمانيا، وروسيا، وهولندا، وبريطانيا، وأيرلندا، وإسبانيا، وسويسرا، ودول الشمال الأوروبي، وبلجيكا، حيث ستركز هذه الحملات المشتركة بشكل رئيسي على رفع نسب الإشغال في المنشآت الفندقية وتحقيق عوائد اقتصادية مباشرة.
ويشتمل البرنامج على إطلاق حملات إعلانات ترويجية في وسائل النقل العامة مثل سيارات الأجرة، والحافلات، ومحطات القطارات، إلى جانب الترويج في أكبر المراكز التجارية ولافتات الطرق في الأسواق المستهدفة، مما يعزز من ظهور سلطنة عُمان في الأماكن التي تشهد كثافة أكثر للزوار.
وفي إطار التعاون الإعلامي، سيتم تنفيذ أكثر من 50 حملة إعلامية بالتعاون مع أكبر المؤسسات الإعلامية العالمية، إلى جانب الحملات الترويجية عبر القنوات التلفزيونية الكبرى مثل قناة "CNN"؛ مما سيساهم في نشر صورة مميزة للسلطنة على نطاق واسع.
وستشارك الوزارة في أكثر من 23 معرضًا سياحيًا وحلقات عمل ترويجية دولية، وستسعى إلى التعاون مع شركات الطيران العالمية، أبرزها شركة Edelweiss السويسرية وعدد من شركات الطيران الخليجية، لتنظيم حملات ترويجية مشتركة.
ويشمل البرنامج الترويجي أيضًا تنظيم أكثر من 100 رحلة تعريفية لممثلي الشركات السياحية ووسائل الإعلام العالمية، بهدف استعراض المقومات السياحية المتنوعة التي تقدمها سلطنة عُمان.
على الصعيد الرقمي، ستنفذ الوزارة حملات ترويجية عبر منصات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك حساب "اكتشف عُمان"، إضافة إلى التعاون مع المواقع الترويجية العالمية للوصول إلى جمهور أوسع.
وتواصل الوزارة تنظيم لقاءات تدريبية دورية لممثلي الشركات السياحية في الأسواق المستهدفة لتعريفهم بشكل أعمق بالتجارب السياحية التي تقدمها سلطنة عُمان. وسيركز البرنامج على ترويج الأنماط السياحية المتخصصة مثل السياحة البحرية، وسياحة المغامرات، وسياحة الجولف، وسياحة الأعراس، والرحلات العارضة.
وتُجسِّد هذه المبادرات التزام وزارة التراث والسياحة بتحقيق أهداف رؤية "عُمان 2040"، من خلال تعزيز النمو المستدام لقطاع السياحة في سلطنة عُمان، واستقطاب المزيد من الزوار من جميع أنحاء العالم.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: حملات ترویجیة أکثر من أسواق ا
إقرأ أيضاً:
اللغويات وتجربة دراسة اللهجات في سلطنة عمان قصة عمرها أكثر ٤ عقود
كلايف هولز: كنتُ أتجول في سيارة نيسان باترول أستكشف كل زاوية وركن من شمال عُمان، وأتحدث إلى العمانيين
أقيمت بجناح وزارة الثقافة والرياضة والشباب جلسة حوارية استضافت البروفيسور كلايف هولز أستاذ في دراسات العالم العربي المعاصر بجامعة أكسفورد، وناقش هولز في الجلسة التي أدارتها سارة الشيادية "اللغويات وتجربة دراسة اللهجات في سلطنة عمان."
انطباعات أولى
سرد هولز في البدء حكاية زيارته لعمان وقال عن انطباعاته الأولى، واصفا مطار السيب منتصف يناير عام ١٩٧٣ والذي كان ما يزال جديدا كليا، حيث جاء إلى عمان لقضاء عطلة لمدة أسبوع بدافع الفضول بالأساس، ولكن أيضًا للهروب من برد الشتاء الكويتي القارس حسب وصفه. وقال: "لم أزر عُمان من قبل؛ ففي عام ١٩٧٣، كان عدد الأجانب قليلًا جدًا. لم أتمكن من القدوم أصلًا إلا بفضل صديق قديم لي، أندرو بريغهام، الذي عملت معه وشاركتُ معه شقة في البحرين قبل بضع سنوات، وكان يعمل في وزارة التربية والتعليم كأول مُدرّب ومُدرّب مُدرّس لغة إنجليزية كلغة أجنبية في عُمان."
وأضاف: "لا شك أن عُمان في تلك الأيام الغابرة، قبل 52 عامًا، عندما بدأت النهضة لتوها، كانت مكانًا مختلفًا تمامًا عن الآن. وكل ما تراه هو وادٍ صخري جاف بتلال جرداء بعيدة، وبعض الشجيرات المتربة، ومهبط الطائرات القديم في بيت الفلج. هذا كل شيء. ومع ذلك، استمتعت تمامًا بتلك العطلة القصيرة في عُمان، ولم أتوقع أبدًا أن أعود. كم كنت مخطئًا".
وعاد هولز في عام ١٩٨٠، ثم في عامي ١٩٨٣ و١٩٨٤، إلى السلطنة في زيارات استشارية قصيرة لتقديم المشورة للجنة التأسيسية لجامعة السلطان قابوس. حيث قدم المشورة بشأن دور مركز اللغات وهيكله الوظيفي. كان وفي عام ١٩٨٥ عرضت عليه وظيفة مدير لمركز اللغات الذي كان قد وضع وثيقة تصميمه.
وقال عن العامين اللذين قضاهما في الجامعة: "بالنظر إلى الوراء الآن، بعد مرور أربعين عامًا، ما زلت أعتبر العامين اللذين قضيتهما في جامعة السلطان قابوس من أكثر الأعوام الخمسة والأربعين إثارةً في حياتي العملية التي قضيتها في تعليم اللغات، سواءً تعليم اللغة الإنجليزية في العالم العربي أو تعليم اللغة العربية في جامعات المملكة المتحدة، والتي شملت تسع سنوات في كامبريدج وسبع عشرة سنة في أكسفورد".
وتحدث البروفيسور كلايف هولمز عن التحديات الأولية في جامعة السلطان قابوس، وأشار إلى أن مستوى إجادة الطلاب للغة الإنجليزية عند التحاقهم كان ضعيفًا جدًا، على الرغم من نتائج الامتحانات.
كما أن خبرك تدريس العلوم في المدارس كانت خبرة عملية شبه معدومة (بسبب قلة المختبرات أو انعدامها). بالإضافة إلى أن هيئة تدريس العلوم في جامعة السلطان قابوس كان معظمهم معتادون على الطلاب الناطقين باللغة الإنجليزية كلغة أم فقط.
وطرح هولز مجموعة من الحلول وقتها منها تجنب الكتب الدراسية التقليدية لتعليم اللغة الإنجليزية لأغراض خاصة. وتصميم مواد دراسية داخلية تستند إلى محاضرات علمية فعلية (مصورة) كمدخلات لتدريس اللغة. إلى جانب اعتماد نهج تدريس جماعي تعاوني، يشمل كلًا من هيئة تدريس العلوم وأعضاء هيئة تدريس المكتبة.
في ربيع عام ١٩٨٧، ومع اقتراب نهاية عقدي الذي استمر عامين في جامعة السلطان قابوس، تلقيتُ اتصالاً لا يُقاوم من جامعتي الأم، جامعة كامبريدج، لشغل منصب محاضر في اللغة العربية. لطالما كانت اللغة العربية شغفي الأول، وكان من أبرز أسباب جاذبيتي للعمل في عُمان أن الإقامة الطويلة هنا أتاحت لي، مثلي من علماء اللهجات العربية، فرصاً قيّمة لإجراء أبحاث ميدانية في واحدة من أقل بقاع شبه الجزيرة العربية شهرةً وأكثرها سحراً. لذلك، من عام ١٩٨٥ إلى عام ١٩٨٧، كانت وظيفتي اليومية في عُمان هي إدارة مركز اللغات في جامعة السلطان قابوس. ولكن في كل عطلة نهاية أسبوع تقريباً، كنتُ أتجول في سيارة نيسان باترول رباعية الدفع، ومعي مسجل شرائط الكاسيت، أستكشف كل زاوية وركن من شمال عُمان، وأتحدث إلى العمانيين العاديين، وأسجلهم، ثم أنقلهم لاحقاً، وكلما كان أقل تعليماً كان أفضل. "ولكن لماذا تفعل ذلك؟"، قد تتساءل. "ماذا يمكنك أن تتعلم من طريقة تحدث أجدادي الأميين؟".
البحث في اللهجة العربية العمانية
عمل هولز لعدة سنوات في البحرين والكويت والجزائر والعراق، وفي عام ١٩٨١ أكمل درجة الدكتوراه من جامعة كامبريدج حول اللهجات العربية في البحرين وكيفية تغيرها عبر الأجيال. وقال: "بدأتُ عام ١٩٨٥ بالخروج بسيارتي رباعية الدفع وجمع البيانات من خلال تسجيل كلمات العمانيين العاديين، كانت أمامي ورقة بيضاء تقريبًا. لكن ما كان لديّ، بالإضافة إلى نسخة من كتاب راينهارت، هو البحث المنشور، وبعضه من تأليفي."
وأضاف: "بدأتُ محادثةً مع عدد من كبار السن الذين كانوا يعملون على الفلج. عندما بدأوا الحديث، كنتُ أفهم حوالي ٩٠٪ مما قالوه، ولم أصدق أذنيّ. لقد لفت انتباهي على الفور العديد من سمات كلامهم التي تشبه تمامًا سمات قرويي البحارنة".
واستعرض هولز خلال المحاضرة اللهجة العربية العمانية وبعض السمات اللغوية غير العادية فيها، مستعرضا جملا مختلفة مما سجله، مبينا اختلاف وتقارب اللهجة العمانية و العربية الفصحى وبعض مناطق العالم التي تتحدث العربية، ومستعرضا كذلك الاختلاف في اللهجات بين مناطق مختلفة من عمان كبدية والحمراء، وسمائل وساحل الباطنة ومناطق أخرى. وناقش هولز استخدام التنوين في اللهجات ودلالاته اللغوية عما هو عليه في اللغة العربية الفصحى.
وناقش هولز تأثير العولمة والتغيرات العالمية على اللغة واللهجات وأشار إلى أن التغيرات التي تصيب اللهجات واللغات هي تغيرات تحدث في شيء حولنا واللغة واللهجات هي أحد هذه الأشياء التي تتغير وتتأثر بالمتغيرات.
كلايف هولز هو أستاذ في دراسات العالم العربي المعاصر بجامعة أكسفورد، وزميل في الأكاديمية البريطانية، وأحد أبرز المتخصصين في دراسة اللهجات العربية، خاصة لهجات شبه الجزيرة العربية.
بعد حصوله على البكالوريوس في اللغتين العربية والتركية عام 1969، عمل البروفيسور في الدبلوماسية الثقافية وتعليم اللغة الإنجليزية في عدة دول من ضمنها الكويت والعراق والبحرين، وحصل على درجتي الماجستير في اللغة الإنجليزية والدكتوراه في اللغويات الاجتماعية العربية من جامعة كامبريدج.
والجدير بالذكر بأن أعماله العلمية أسهمت في تطوير علم اللغويات العربية، ومن أبرز مؤلفاته كتاب العربية المعاصرة ، وسلسلة * اللغة والثقافة والمجتمع في شرق الجزيرة العربية. ونحن بانتظار صدور كتابه الجديد حول لهجات شمال عمان عام 2025