تعويذة مشار والجيش الأبيض: حرب جنوب السودان الصامتة
تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT
(1) ارتبط الجيش الأبيض مع دكتور رياك مشار (نائب رئيس الجمهورية بجنوب السودان ورئيس الحركة الشعبية ) ، فى مرات كثير نفى مشار علاقته بتكوين وحركة الجيش الأبيض ، إلا أن الأمر يرتبط به ، على كل حال..
فى عام 1991م أختلف د. مشار مع د. جون قرنق رئيس انانيا 2 ، وهاجم الجيش الأبيض مدينة بور بولاية جونقلي ، هنا برز الاسم للرأى العام لأول مرة.
مع أن بعض الروايات تشير إلى وجود تشكيلات سابقة لذلك ، فالجيش هو ضمن ترتيبات تعويذة الكجور (مون دينق) الذى تحدث عن مواجهة حاسمة بين الدينكا (أكبر القبائل النيلية فى القارة الافريقية) وبين النوير (أشرس البشر ، كما تقول بعض الوقائع)..
وفى مناسبتين اخريتين برز اسم الجيش الأبيض بعد الخلاف بين سلفاكير ومشار فى سبتمبر 2013م ، وفى يوليو 2016م ، وفى كل الحالات كان تحرك الجيش الأبيض صدى لخلافات سياسية ، وتكون ردة فعله عنيفة وغير متوقعة ومتصاعدة بسرعة ، وهذا ما حدث خلال الأيام الماضية ، فقد تأزم الوضع فى جنوب السودان بصورة دراماتيكية ومأساوية لأبعد الحدود..
(2)
هذه الصلة اشار اليها مايكل مكوي المتحدث بإسم الحكومة وقال (انا هنا احدثكم ان الحركة الشعبية المعارضة خرقت إتفاقية السلام ، وما حدث فى الناصر مرتب ومنسق) ، واضاف (قادة من الجيش طلبوا من قائد الناصر الاستسلام ولكنه رفض).. وهذه الافادة تفسر بعض الوقائع:
– الاعتقالات التى استهدفت قادة فى الجيش وابرزهم الفريق قبريال لام دوب (رئيس اركان قوات الحركة الشعبية ، ونائب رئيس هيئة العمليات بقوات دفاع السودان)
– فوت كانق تشو وزير البترول وتسعة آخرين..
وبث ماكوي بعض الطمأنينة ، لكن الأمر أبعد من ذلك كثيرا..
(3)
هجوم 3 مارس 2025م على مدينة الناصر من قبل الجيش الأبيض كان امتداد لسلسلة مناوشات فى مقاطعة لاونج بدات منذ 25 فبراير الماضى ، حيث هوجمت مناطق دوما ويتشار ، وحدثت تعبئة واسعة فى وسط النوير..
عززت قوات دفاع السودان انتشارها واستعانت ببعض السفن والمراكب التابعة لمجموعة تسمى (أجوليك) كانت فى عداء مع مجتمع النوير ، وزاد ذلك من الاحتقان..
وبدات الأمور تتصاعد لدرجة إخلاء قائد منطقة الناصر اللواء ماجوك داك بطائرة مستأجرة..
(4)
لا يمكن القول أن الأوضاع على ما يرام ، وتعزيزات مستمرة بين الطرفين ، وقد تمتد إلى مناطق اخرى وخاصة غرب النوير ومنطقة بانتيو الغنية بالنفط ، وتتحول الدولة المثقلة بالأزمات الاقتصادية إلى الفوضى ، مع غياب الحكماء وضعف المؤسسات..
قال المتحدث بإسم الحركة الشعبية المعارضة (تيار مشار) ، أن اتصالات جرت مع الشباب فى الميدان (قيادات الجيش الأبيض) وتمت دعوتهم لوفف التصعيد ، وجدد اتهامه للسلطة بخرق إتفاق السلام 2018م ودعا الضامنين للتدخل ، ومن بينهم السودان وكينيا..
الصمت الذى يلف المشهد هو حالة من الارتباك ، سيكون من الصعب (لملمة) متناثراته بعد حين..
الواقع الدولى مشغول ، والجوار بلا حيلة والمؤسسات الاقليمية مشلولة ، وتداعيات ما يجري في الجنوب ستلقي بظلالها على الجميع.. فأنتبهوا..
د.ابراهيم الصديق على
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الحرکة الشعبیة الجیش الأبیض
إقرأ أيضاً:
توتر الأوضاع في دولة الجنوب .. قتلى وجرحى بمدينة الناصر و فرار المدنيين
قالت مصادر محلية إن اشتباكات مسلحة اندلعت بين قوات دفاع شعب جنوب السودان والمدنيين المسلحين “الجيش الأبيض”، في مقاطعة الناصر بولاية أعالي النيل، بدولة جنوب السودان، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى وفرار المواطنين.
التغيير ــ وكالات
ووفقا لمصادر محلية، فإن القتال بدأ في وقت مبكر أمس “الاثنين”، مع تقارير عن إطلاق نار كثيف وقصف جوي.
وقال تير شول قاتكوث، أحد قادة الشباب في الناصر لـ “راديو تمازج”، إن العنف تسبب في سقوط ضحايا من المدنيين ونزوح العديد إلى المناطق المحيطة بحثا عن الأمان.
و أضاف “أخبرنا جنود الحكومة أمس أنه لن يكون هناك قتال، ووافقنا، وعاد السكان، لكن من الغريب أنهم بدأوا صباح الاثنين في قصفنا في المدينة برشاشاتهم والطائرات”، وأشار إلى أنه لم يُحْصَر عدد القتلى.
واتهم قاتكوث القوات الحكومية باستهداف المدنيين وتقويض جهود السلام في المقاطعة. وقال: “نحن، سكان الناصر، نشعر أننا لسنا جزءا من جنوب السودان؛ بسبب ما يحدث لنا”.
من جانبه أكد قاتلواك ليو، محافظ مقاطعة الناصر، أن القتال مستمر في الناصر، لكنه رفض تقديم مزيد من التفاصيل، مشيرا إلى أنه بحاجة إلى مزيد من المعلومات.
كما أكد اللواء لول رواي كوانق، المتحدث باسم قوات دفاع شعب جنوب السودان، وقوع الاشتباكات في ناصر، لكنه ذكر أن السلطات لا تزال تجمع التفاصيل.
وقال لول إنه لا يزال رئيسه ينتظر قائد العمليات لتزويده بأحدث التحديثات، وأن هناك مشكلة في الشبكة، ولا يوجد تواصل، وأنه بمجرد حصوله على هذه المعلومات، سيقوم بتحديث.
وحذر تير منيانق قاتويج، المدير التنفيذي لمركز السلام والدعوة، من أن العنف المتجدد يهدد تنفيذ اتفاقية تسوية النزاع في جنوب السودان، والتي مُدِّدَت.
وحث الجانبان على الالتزام بوقف إطلاق النار لعام 2017، ودعا إلى الحوار لمنع المزيد من التصعيد. وقال “الزعيمان السياسيان سيتحملان المسؤولية الأساسية إذا عادت البلاد إلى الحرب الشاملة؛ بسبب سوء إدارة هذه الأزمة”.
وأكد ضرورة أن يتصرف جيش جنوب السودان بالمهنية باعتباره الجيش الوطني، وأن تعطي الحكومة الأولوية لحماية المدنيين.
الوسوماشتباكات الجبش الأبيض الناصر دولة جنوب السودان