الجزيرة:
2025-03-06@08:33:43 GMT

كيف فشلت خدعة نتنياهو للإسرائيليين؟

تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT

كيف فشلت خدعة نتنياهو للإسرائيليين؟

عندما حمل مقاتلو حماس التوابيت التي تحتوي على رفات عائلة بيباس- الذين أُخذوا كرهائن في إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول- أظهرت اللقطات المصورة المراسم، وهم يعبرون مدرج المطار ويضعون التوابيت على منصات خشبية لاستقبالها من قبل موظفي الصليب الأحمر.

وصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية والغربية الحدث بأنه "غير محترم".

واعتبرت نيويورك تايمز أنه "حفل تسليم مشوّه"، بينما وصفته CBS بأنه "مشهد مروع" نظمت حماس عرضه.

في المقابل، عندما نشرت إسرائيل صورًا للفلسطينيين المفرج عنهم وهم يُجبرون على ارتداء قمصان تحمل نجمة داود زرقاء كبيرة على الظهر بجانب شعار يقول: "لن نغفر، لن ننسى"، تجاهلت وسائل الإعلام هذه القصة والتهديدات التي تمثلها تلك القمصان.

ووفقًا لـ+AJ، قام الأسرى المحررون وعائلاتهم بإحراق القمصان فور الإفراج عنهم "كعمل احتجاجي على سوء المعاملة والتعذيب المنهجي الذي يواجهه الفلسطينيون تحت الأسر الإسرائيلي".

عند إلقاء نظرة فاحصة على اللقطات الفعلية لكيفية تنفيذ حماس مراسم دفن عائلة بيباس، يتضح أنها كانت رسمية ومهيبة. ويظهر الفلسطينيون وهم ينظرون بصمت، بينما يجري الحدث.

وفي بودكاست انتفاضة إلكترونية، أوضح جون إلمر (في الدقيقة 57:17) من خلال شريحة عرض التوابيت السوداء مغطاة بستار قبل أن يحملها المقاتلون بترتيب محترم إلى مركبة الصليب الأحمر الدولي. وأشار إلى أن الإسرائيليين تمكنوا من تحريف الحدث؛ لأنهم افترضوا أن الجمهور الأميركي لن يكون على دراية بطبيعة المراسم الفعلية. وبالفعل، اقتصرت التغطية الإعلامية الأميركية على لقطات قصيرة مختارة تُظهر الحدث من زوايا بعيدة جدًا.

إعلان

كان الطفلان أريئيل وكيفير بيباس من بين الرهائن الإسرائيليين الذين قُتلوا في غزة مع والدتهما خلال الأسابيع الأولى من العدوان الإسرائيلي على القطاع.

ورغم أن إسرائيل تزعم، دون أدلة، أن حماس قتلتهم "بأيديها العارية"، فمن المرجح جدًا أنهم لقوا حتفهم جراء القصف الإسرائيلي، كما حدث مع العديد من النساء والأطفال الذين قُتلوا في نفس المنطقة خلال تلك الفترة.

وفقًا لتقرير غرايزون، أعلنت حماس مقتل شيري وأريئيل وكيفير بيباس بعد استهدافهم في غارة جوية إسرائيلية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023.

وفي 3 ديسمبر/ كانون الأول، ظهر ياردين بيباس في رسالة مصورة من الأسر، أكد فيها مقتل زوجته وأطفاله بغارة إسرائيلية، متوسلًا إلى حكومته للتفاوض من أجل إطلاق سراحه حتى يتمكن من دفنهم بشكل لائق.

أكد جون إلمر أن مقارنة جنازة عائلة بيباس يجب أن تكون مع ما يحدث يوميًا في غزة، حيث تُترك جثث الأطفال والنساء والرجال في العراء، أو تُدفن تحت أنقاض القصف الإسرائيلي، وهي جرائم حقيقية مروعة.

احتاجت إسرائيل إلى أكثر من مجرد تصريحات عن "عدم الاحترام" و"المشاهد المروعة" لتجاوز الصدمة التي أحدثتها الصور المروعة لأجساد الفلسطينيين الذين أُطلق سراحهم من السجون الإسرائيلية وهم يعانون من الجوع والتعذيب.

فقد عرضت ميدل إيست آي (25 فبراير/ شباط 2024) تقريرًا عن محمد أبو طويلة، الذي يحمل جسده آثار الحروق الكيميائية والضرب. وتم تجويع معظم المعتقلين الفلسطينيين، وأوضح أحدهم أنه اضطر إلى تحمل بتر ساقه أثناء وجوده في الأسر الإسرائيلي.

وبدت صور بعض الأسرى أشبه بصور الناجين من معسكرات الاعتقال النازية، فيما كان آخرون في حالة صحية سيئة لدرجة أنهم نُقلوا فورًا إلى المستشفى بعد الإفراج عنهم. لكن الإعلام الأميركي استخدم هذه المقارنة فقط عند الإشارة إلى الرهائن الإسرائيليين الذين فقدوا الوزن خلال احتجازهم في غزة؛ بسبب الحصار الإسرائيلي المتعمد للمساعدات الغذائية.

إعلان

وللتغلب على التأثير المدمر للصور التي توثق تعذيب الأسرى الفلسطينيين، أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية فيديو دعائيًا يتضمن صورة تم إنشاؤها بالذكاء الاصطناعي لطفل أحمر الشعر- كون أطفال بيباس كانوا كذلك- مع تعليق صوتي يزعم أن حماس قتلت الأطفال، مضيفًا: "من هذا اليوم فصاعدًا، سيتذكرنا كل طفل أحمر الشعر بأن حماس قتلتهم، وستفعلها مرة أخرى ما لم يتم القضاء عليها".

كما أشارت الصحفية كايتلين جونستون، فإن الفرض العدواني لفكرة أن أطفال بيباس كانوا "أصحاب شعر أحمر" هو جزء من حملة دعاية حرب مقززة تستهدف الغربيين البيض.

وساعد الطبيب الشرعي الإسرائيلي شين كوغيل- الذي سبق له الترويج للدعاية الكاذبة حول "الأطفال مقطوعي الرؤوس" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول والتي تبنتها وسائل الإعلام الأميركية- في تسويق هذه الرواية الجديدة.

في إسرائيل والعالم الغربي، تم الترويج بشكل مكثف لحقيقة أن هؤلاء الأطفال كانوا "أصحاب شعر أحمر". وأُضيئت معالم بارزة مثل مبنى إمباير ستيت في نيويورك، وبرج إيفل في باريس، وبوابة براندنبورغ في برلين باللون البرتقالي إحياءً لذكراهم، كما أُطلقت البالونات البرتقالية في إسرائيل والغرب تكريمًا لهم.

لكن عائلة بيباس أصبحت مشكلة كبيرة لمديري الدعاية الإسرائيلية عندما طالبوا الحكومة بوقف استغلال مقتل أفراد عائلتهم لأغراض سياسية، وطالبوا بوقف أي دعاية مرتبطة بوفاتهم.

منذ إطلاق سراحه في 2 فبراير/ شباط، لم يؤكد ياردين بيباس التعليقات التي أدلى بها أثناء أسره، بل أرسل خطابًا مفتوحًا إلى كبار المسؤولين الإسرائيليين يعبر فيه عن رفضه سردية الحكومة.

وتناقض رسالته علنًا تصريحات دانيال هاغاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الذي زعم أن "ياردين نظر في عينيّ وطلب أن يعرف العالم كله هول الطريقة التي قُتل بها أطفاله".

إعلان

كما أصدر بنيامين نتنياهو بيانًا مصورًا بالإنجليزية، وهو يحمل صورة مكبرة للأطفال ويشير إليها أثناء حديثه. وأوضحت كايتلين جونستون أن نتنياهو أراد أن يرى الغربيون أن هؤلاء الأطفال لم يكونوا من النوع الذي قيل لنا أن نكون غير مبالين بموتهم، كما حدث مع آلاف الأطفال الذين ذبحوا في غزة. كان يريد أن يوضح لنا أنهم "بيض البشرة".

وخلال كلمته أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 26 فبراير/ شباط، قال دانيال ليفي، المفاوض الإسرائيلي السابق للسلام: "إن دقيقة صمت لكل من أطفال بيباس ستكون مناسبة، وكذلك دقيقة صمت لكل من الأطفال الفلسطينيين الـ 18.000 الذين قُتلوا في الدمار الإسرائيلي لغزة". وأضاف أنه لو تم تنفيذ ذلك، لاستمرت تلك الدقائق لأكثر من 300 ساعة.

وفي الوقت الذي كانت إسرائيل وأنصارها يروجون بقوة لهذه الرواية، لم يكن من قبيل الصدفة أن تكون إسرائيل على وشك إنهاء وقف إطلاق النار واستئناف حصارها للمساعدات الإنسانية إلى غزة.

وكما ذكرت موندويز، فقد تحولت وفاة عائلة بيباس إلى "قطعة أخرى من الدعاية البشعة" التي تستخدمها إسرائيل مرة أخرى "لتبرير الإبادة الجماعية في غزة".

وفي يوليو/ تموز، حذرت دراسة نشرتها ذا لانسيت من أن عدد القتلى الفلسطينيين قد يصل إلى 186.000، لكن بالنسبة لإسرائيل، لم يكن ذلك كافيًا.

وعند هذه المرحلة، فإن أحدث تلفيقات إسرائيل لم تعد تخدع أحدًا، وأصبحت مجرد "مسرح يائس" يعكس رفض الرأي العام أكثر مما يقنعه.

الأميركيون يريدون وقف إطلاق النار، ويدعمون حظر شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، ولأول مرة منذ سبع سنوات، يتعاطف عدد أكبر من الأميركيين مع الفلسطينيين أكثر من أي وقت مضى.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات عائلة بیباس فی غزة

إقرأ أيضاً:

رئيس الأركان الإسرائيلي السابق يطالب بالتحقيق مع نتنياهو

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

دعا رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي المنتهية ولايته هيرتسي هاليفي إلى إجراء تحقيق رسمي مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والحكومة بشأن أحداث السابع من أكتوبر، وذلك خلال حفل تسليم رئاسة الأركان في تل أبيب الأربعاء، والذي تم فيه استبداله بالرئيس الجديد إيال زامير.

وقال هاليفي إن "التحقيق الحكومي ضروري، ليس لتوجيه الاتهامات، بل للوصول إلى جذور المشاكل، وتمكين حلها"، بحسب ما أوردته صحيفة جيروزاليم بوست العبرية. 
وأضاف: "لقد أقسمت على أن أكون مخلصًا للدولة... وكنت دائمًا شفافًا، وكانت مصلحة الدولة دائمًا هي القيمة العليا... ولم أكن مخلصًا أبدًا لشخص واحد فقط".

وفي الوقت نفسه، قال إن جيش الاحتلال الإسرائيلي ملتزم دائمًا بأوامر المستوى السياسي، وفي حديثه إلى نتنياهو، قال إنه يعلم أنه كلما ارتفع الشخص في الرتبة، كلما أصبحت الموافقات على العمليات أصعب، وأنه يقدر حرية العمل التي منحها رئيس الوزراء لجيش الدفاع الإسرائيلي ليكون استباقيًا ويتصرف.

مقالات مشابهة

  • مآرب نتنياهو في فتح الجبهة السورية.. قراءة متأنية في الأوراق التي يحاول اللعب بها!
  • هيئة البث: نتنياهو أجل انشاء "اللجنة" التي أجرت تحقيقات الشاباك
  • رئيس الأركان الإسرائيلي السابق يطالب بالتحقيق مع نتنياهو
  • وكيل تعليم قنا يشهد احتفالية «يلا نفرح إبنى وإبنك» التي نظمتها وحدة وحدة التواصل ودعم المعلمين
  • سيناتور أمريكي يهاجم حكومة نتنياهو: تجويع الأطفال بغزة جريمة حرب
  • ساندرز يهاجم حكومة نتنياهو: تجويع الأطفال جريمة حرب
  • “لا تنطلي علينا”.. السوريون الدروز يحذرون من خدعة نتنياهو
  • أحمد موسى: الكنيست الإسرائيلي شهد خناقة واشتباكات بسبب نتنياهو
  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟